غازالتقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

آفاق سوق الغاز المسال العالمية.. فرص وتحديات أمام المصدرين (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بوفرة المعروض العالمي من الغاز المسال بداية من 2025
  • مصدرو الغاز المسال يراهنون على توقعات السوق المتفائلة حتى 2030
  • الغاز منخفض الكربون فرصة للمطورين مع زيادة الطلب عليه عالميًا
  • المنافسة بين قطر وأميركا ستظل حادة وبفارق بسيط حتى 2040
  • كندا قد تكون الحصان الأسود في سوق الغاز المسال العالمية

تواجه سوق الغاز المسال العالمية تحديات مختلفة على المدى القصير والمتوسط والطويل، وسط القلق من انخفاض الأسعار وزيادة المعروض بحلول عام (2025)، بجانب مخاوف التأثر بخطط انتقال الطاقة وخفض الانبعاثات.

واشتعلت أسعار الغاز خلال العام الماضي (2022) أضعافًا مضاعفة، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مع تهافت المشترين الأوروبيين على زيادة استيراد الغاز المسال، لتعويض الفجوة الهائلة الناتجة عن انقطاع الغاز الروسي.

واستفادت سوق الغاز المسال العالمية -خاصة الموردين- من اشتعال الأسعار خلال العام الماضي، إلا أنها لم تلبث كثيرًا حتى هدأت وانخفضت بصورة كبيرة منذ أواخر (2022) وحتى الآن، مع زيادة مخزونات القارة الأوروبية وتوافر المعروض.

وانخفضت الأسعار الفورية للغاز المسال بنسبة 90% منذ ذروة العام الماضي المسجلة في أغسطس/آب 2022، إلا أن أسعار العقود ما زالت مرتفعة نسبيًا، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويتوقع خبراء التحليل في شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي" وصول موجة جديدة من إمدادات الغاز المسال إلى الأسواق بداية من عام 2025، ما سيضع مطوري مشروعات الغاز المسال العالمية أمام موقف مختلف عن عام 2022 لصالح المشترين الملتقطين أنفاسهم بعد هدوء العاصفة.

توقعات سوق الغاز المسال 2030

تنصح وود ماكنزي المطورين في سوق الغاز المسال العالمية بضرورة التركيز على الفرص طويلة الأمد، إذ ما تزال التوقعات المستقبلية للغاز المسال متفائلة.

وترجح التوقعات حاجة الأسواق إلى 100 مليون طن سنويًا من السعة الإضافية المطلوبة لتلبية نمو الطلب بحلول منتصف 2030، ما يزيد بنسبة 25% على المعروض الحالي والمشروعات الحاصلة على الموافقات.

وحاول فريق التحليل في شركة أبحاث "وود ماكنزي" رسم خريطة التحديات التي تواجه المطورين في سوق الغاز المسال العالمية، قبل مؤتمر الغاز المسال لعام 2023، الذي تستضيفه مدينة فانكوفر في كندا هذا الأسبوع (10-13 يوليو/تموز).

كما رسم فريق التحليل خريطة أخرى لأبرز المصدرين العالميين للغاز المسال والفرص المتاحة أمامهم، للاستفادة من نمو السوق المتوقع بحلول 2030، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

تحدي التكلفة وحماية هوامش الأرباح

تأتي حماية هوامش الأرباح من تضخم التكاليف على رأس أبرز التحديات التي تواجه المطورين في سوق الغاز المسال العالمية خلال السنوات المقبلة.

فما زالت سوق الغاز المسال العالمية غير محصنة ضد أي أزمات متصلة بسلاسل التوريد العالمية، كما أن تدفق قرارات الاستثمارات النهائية في المشروعات الجديدة خلال العامين الماضيين يقود إلى المنافسة على العمالة والموارد المتخصصة.

وارتفعت تكاليف تطوير مشروعات الغاز المسال في الولايات المتحدة -حاليًا- إلى ما يقرب من 1000 دولار للطن، مقارنة بمستويات لم تتجاوز 600 دولار للطن قبل جائحة كورونا.

ارتفاع التكلفة في قطر 30%

يُتوقع أن تزيد تكلفة التطوير الحالية في حقل الشمال الجنوبي في قطر بنسبة 30%، مقارنة بحجم التكلفة المدفوعة في تطوير حقل الشمال الشرقي قبل عامين فقط.

ويرجع السبب الرئيس في زيادة تكاليف تطوير مشروعات الغاز المسال العالمية الجديدة إلى تفاقم تكاليف البناء بصورة متزايدة، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وفقًا لما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

مراسم توقيع الاتفاق بين قطر للطاقة والشركة الصينية
توقيع اتفاق بين قطر للطاقة و"سي إن بي سي" الصينية - الصورة من "قطر للطاقة"

ويشير تحدي التكلفة إلى ضرورة تطوير قدرات الابتكار لدى مطوري مشروعات الغاز المسال العالمية، بحثًا عن الحلول منخفضة التكلفة لتطوير إسالة الغاز.

وتقترح وود ماكنزي في هذا السياق التوسع في تبني محطات الغاز المسال العائمة، إلى جانب الوحدات النمطية الأصغر حجمًا، بوصفهما من الحلول منخفضة التكلفة للمطورين على حسب مشروعاتهم.

كما تقترح شركة الأبحاث المشهورة تبني حلول أخرى قد تساعد في زيادة الإيرادات، عبر زيادة قدرة الإسالة من خلال إزالة الاختناقات في خطوط الإنتاج.

وتتضمّن الاقتراحات زيادة تعرض مصدري الغاز المسال لـ"أسواق البيع الفورية"، وهي طريقة قد تزيد من الإيرادات مع بعض المخاطر السلبية المحتملة.

الغاز منخفض الكربون فرصة المصدرين

يواجه المصدرون في سوق الغاز المسال العالمية تحديات أخرى متصلة بتلبية الطلب المتزايد على الغاز المسال منخفض الكربون، مع تلاشي مخاوف أمن الإمدادات وتركيز المشترين والحكومات على خفض الانبعاثات.

وتنصح وود ماكنزي الفاعلين في صناعة الغاز المسال بضرورة اقتناص هذه الفرصة، وتطوير قدراتهم في خفض انبعاثات قطاعات المنبع (الاستكشاف والإنتاج) والإسالة والشحن، ما قد يؤدي إلى إطالة أمد الطلب على الغاز المسال ضمن خطط انتقال الطاقة العالمية التي تستهدف الحياد الكربوني بحلول 2050.

وتتطلع مشروعات الغاز المسال الجديدة في الولايات المتحدة إلى إحراز تقدم في هذا الشأن عبر الحصول على شهادة اعتماد من منظمات بيئية، لخفض انبعاثات الاستكشاف والإنتاج.

كما تخطط شركتا قطر للطاقة ونيكست ديكيد الأميركية لتبني تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه في مشروعات محطات الغاز المسال، بالإضافة إلى تفكير عدد من المطورين في الاعتماد على الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في بعض المشروعات الأميركية.

ومن المتوقع أن يحظى المبادرون إلى إنتاج الغاز المسال منخفض الكربون بأسعار ممتازة في المستقبل مع زيادة الطلب عليه، لكن إنتاجه لن يخلو من تكلفة إضافية قد تصل إلى دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية فوق التكلفة في الدول التي تفرض ضريبة كربون على الواردات تصل إلى 100 دولار للطن، وفقًا لتقديرات وود ماكنزي.

ومن المتوقع أن تؤدي زيادة الضغوط الحكومية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ظهور سوق من مستويين، الأول يختص بتداول الغاز المسال منخفض الكربون بأسعار مميزة لصالح المطورين منخفضي التكلفة، وأبرزهم قطر والولايات المتحدة.

بينما سيختص المستوى الثاني من السوق، بتداول الغاز المسال كثيف الكربون لصالح الموردين الآخرين بأسعار أقل تحت ضغط حكومي أخف يتجنب الاستثمار في إزالة الكربون، وهذه السوق لا يُتوقع لها مستقبل أبعد من المدى القصير، وفقًا لتوقعات وود ماكنزي.

الأسواق الآسيوية أبرز المستوردين بعد 2030

توفر آسيا فرصة أمام سوق الغاز المسال العالمية وأكبر الموردين خاصة بعد عام 2030، إذ تخطط أوروبا للاتجاه بعيدًا عن النفط والغاز مع بداية العقد المقبل، ما سيحول مستقبل الصناعة إلى آسيا التي تعتمد بصورة كبيرة على الغاز في إطار خططها للابتعاد عن الفحم.

واستحوذت الصين على أغلب الأضواء خلال العامين الماضيين، إذ نجحت في توقيع عقود طويلة الأجل، إلا أن الفرصة الأوسع والأكبر ما زالت متاحة في عدة أسواق آسيوية أخرى تتمتع معظمها بفرص نمو عالية.

ورغم الفرص المتاحة في آسيا فإن تحديات البنية التحتية المحدودة وارتفاع التكاليف سيفرضان على المطورين تطوير قدراتهم لحل هذه المشكلات لاقتناص الفرص المتاحة.

وترى وود ماكنزي أن توسيع مصدري الغاز المسال إطار الشراكات مع المشترين في آسيا -مثل بتروناس الماليزية وميتسوبيشي اليابانية وبتروتشاينا الصينية وشركة غاز كوريا الجنوبية- يُسهم في فتح الفرص أمام الموردين في المستقبل.

توقعات المنافسة بين قطر وأميركا

تختلف توقعات المراقبين في سوق الغاز المسال العالمية حول تقديرات المنافسة بين قطر والولايات المتحدة وأيهما سيقود الموجة التالية من النمو في قدرات تصدير الغاز المسال عالميًا.

وتستحوذ الدولتان في الوقت الحالي على 40% من المعروض العالمي للغاز المسال، مع كون قطر الأولى على مستوى التصدير، في حين جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة بعد أستراليا، وفقًا لبيانات عام 2022.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطور صادرات الغاز المسال الأميركية عام 2022:

صادرات الغاز المسال الأميركية خلال 2022

ومن المتوقع زيادة التنافس بين قطر والولايات المتحدة بفارق ضئيل جدًا، لامتلاكهما خصائص متشابهة، سواء من حيث وفرة الغاز أو انخفاض تكلفة إنتاجه، إلى جانب تمتع كل منهما بأسعار تنافسية وشراكات تجارية واسعة.

استنادًا إلى هذه القدرات، ستزيد الحصة السوقية المجمعة للدولتين إلى أكثر من 60% من إجمالي صادرات الغاز المسال العالمية بحلول 2040، وفقًا لتقديرات وود ماكنزي.

كندا حصان أسود قد يصدم التوقعات

تراجعت قدرات روسيا وموزمبيق في سوق الغاز المسال، ولا يرجح تحقيقهما تقدمًا ملحوظًا باتجاه العودة في أى وقت قريب، في حين تبدو كندا الحصان الأسود الذي قد يقلب المنافسة، مخالفًا توقعات صناعة الغاز المسال العالمية، لكنها ما زالت تواجه تحديات واضحة في بناء السعة الجديدة.

وتواجه سوق الغاز المسال في كندا تحديات ارتفاع التكاليف، خاصة بالنسبة إلى خطوط الأنابيب الجديدة عبر جبال روكي، إلى جانب الحاجة إلى الحصول على دعم السكان الأصليين لتأمين التراخيص الاجتماعية اللازمة.

ورغم هذه التحديات فإن كندا ما زالت تحتفط بعناصر قوة لصالحها، أهمها الموارد الضخمة وتعدد المنتجين بما في ذلك الشركات الآسيوية، إلى جانب تداول أسعار الغاز بخصومات مغرية عن مركز هنري هوب الأميركي المجاور.

إلى جانب ذلك، تتمتع كندا بميزة جغرافية تنافسية أخرى بسبب قربها من أسواق شمال آسيا، وتجنب المرور من قناة بنما، ما يخفّض تكاليف الشحن منها وإليها بأكثر من دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة بمشروعات ساحل الخليج الأميركي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق