رئيسيةأخبار الغازأخبار الهيدروجينغازهيدروجين

الهيدروجين الأخضر وتخزين الكربون يتصدران آفاق التعاون بين مصر وبريطانيا (صور)

تصدّر الهيدروجين الأخضر وتخزين الكربون آفاق التعاون المستقبلية بين قطاع النفط المصري وعدد من الشركات البريطانية.

وفي هذا الإطار، عقد وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، جلسة مباحثات مع الرئيس التنفيذي للعمليات لشركة ستوريغ المتخصصة في تقديم حلول الطاقة الخضراء وتخزين الكربون أندرو براون، على هامش فعاليات البعثة التجارية للجمعية المصرية البريطانية للأعمال.

وأوضح الملا أن خفض الكربون والتحوّل إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون يمثلان عنصرين أساسيين في إستراتيجية قطاع النفط المصري، لخفض الانبعاثات.

جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن
جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن

التقاط الكربون وتخزينه

شدد الملا على أن الحكومة المصرية تنظر إلى مجالات صناعة التقاط الكربون وتخزينه والاستعانة بالحلول والتقنيات الحديثة والخبرات المتخصصة كونها إحدى أهم الركائز الأساسية التي تخدم أهداف الحياد الكربوني.

وأوضح أن التحدي الحقيقي الذي يواجه تطبيق تقنيات التقاط الكربون وتخزينه يتمثل في تحويل تلك المشروعات إلى حلول مستدامة اقتصاديًا للشركات؛ ما يجعل دمج عنصر استعمال غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُلتَقط ضمن المشروعات مهمًا لتحسين العوائد الاقتصادية للمشروعات.

وثمّن وزير البترول المصري مساعي الحكومة البريطانية لنشر آلية التقاط الكربون وتخزينه في أنشطة صناعية مختلفة من مصادر متعددة كأحد نماذج التعاون التي تحتاج إليها عمليات التحول الطاقي لتحقيق المزيد من الانتشار.

وأشار إلى أن وزارة البترول تعمل حاليًا مع البنك الدولي لإعداد دراسة حول نماذج جديدة ومبتكرة يمكن تطبيقها لتحسين اقتصادات مشروعات التقاط الكربون وتخزينه.

من جانبه، استعرض براون معلومات تفصيلية حول مشروع أكورن في إسكتلندا، الذي يُعَد أحد أهم مشروعات التقاط الكربون الرائدة والمتميزة ويخدم جهود إزالة الكربون في منطقة بحر الشمال وتتعاون فيه مع شركات كبرى مثل إكسون موبيل وشل بتقديم حلول وتقنيات تتوافق مع مستهدفات المشروع ذي السعة الكبيرة في القدرة على التقاط الكربون وتخزينه على مستوى العالم.

جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن
جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن

اقتصاد الهيدروجين في بريطانيا

كما عقد الملا جلسة مباحثات مع الراعي الإستراتيجي الحكومي لاقتصاد الهيدروجين في بريطانيا، الرئيس التنفيذي لقطاع تقنيات العوامل المساعدة لشركة جونسون ماتي، غين توجوود.

وهنّأ الملا توجوود على كونها أول راعٍ إستراتيجي لاقتصاد الهيدروجين بالحكومة البريطانية، مشيرًا إلى أن قطاع النفط المصري يعمل وفقًا لإستراتيجية متكاملة لخفض الكربون من أنشطته من خلال 6 ركائز أساسية؛ بما في ذلك الهيدروجين منخفض الكربون.

وأشار الملا إلى الدور المهم الذي تؤديه وزارة البترول والثروة المعدنية في دفع عجلة اقتصاد الهيدروجين المحلي في مصر تماشيًا مع رؤية مصر لتصبح لاعبًا إقليميًا رائدًا في مجال الهيدروجين.

وأضاف أن مصر تدرس أيضًا الاستغلال الأمثل لجميع مصادر الهيدروجين، لافتًا إلى أن سعر الهيدروجين الأخضر سيصبح أكثر تنافسية في المستقبل بسبب تنامي الطلب العالمي عليه، ولا سيما من دول أوروبا.

وأوضح أن سوق الهيدروجين لا تزال في طور النمو، وأن تحقيق أسعار مستدامة للهيدروجين سيكون مدفوعًا بتنفيذ المشروعات وأنشطة البحث والتطوير من خلال القطاع الخاص.

واستعرض الملا آخر اتفاقيات الشراكة في مجال الهيدروجين المتمثلة في تعاون الوزارة مع شركة سكاتيك النرويجية لتطوير أول مشروع لإنتاج الميثانول الأخضر في مصر باستعمال ثاني أكسيد الكربون من مشروع إنتاج الميثانول الحيوي.

وخلال اللقاء نوقشت الفرص المتاحة للتعرف على تقنيات شركة جونسون ماتي لإنتاج الميثانول الأخضر وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون من الغاز الطبيعي٬ وتبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة بين مصر وبريطانيا، خاصةً فيما يتعلق بحوكمة اقتصاد الهيدروجين.

جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن
جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن

الهيدروجين الأخضر في مصر

شارك وزير البترول أيضًا بصفته متحدثًا رئيسًا في جلسة حوارية بعنوان "مسارات الهيدروجين"، ضمن فعاليات البعثة المصرية للترويج للاستثمار الأخضر في العاصمة البريطانية لندن.

وأكد الملا، خلال الجلسة، أن الهيدروجين يكتسب أهمية متزايدة في أسواق الطاقة العالمية بوصفه مصدرًا منخفض الكربون للطاقة، وأن مصر تدرك أهمية تطوير اقتصاد الهيدروجين محليًا للاستفادة من المزايا النسبية التي تمتلكها لتصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر على المديين المتوسط والبعيد.

وأضاف أن قطاع النفط المصري يؤدي دورًا رئيسًا في جميع أنشطة سلسلة القيمة لصناعة الهيدروجين منخفض الكربون؛ بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، بدءًا من توليد الطاقة المتجددة إلى إنتاج مشتقات الهيدروجين والتي تتضمن الأمونيا والميثانول اللذين يعدان عنصرين أساسيين في صناعة البتروكيماويات بالقطاع.

وعرض الملا اتفاقيات التعاون التي أبرمتها الوزارة من خلال الشركات التابعة لها مع الشركاء الأجانب في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، والتي تستهدف إنتاج الأمونيا الخضراء، بالإضافة إلى إقامة أول مصنع ميثانول أخضر في مصر بالتعاون مع شركة سكاتك النرويجية.

وأضاف الملا أن غالبية مشروعات الهيدروجين الأخضر قيد التطوير في مصر تهدف إلى إنتاج الأمونيا الخضراء والميثانول الأخضر للتصدير لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق العالمية، مؤكدًا أنه وفقًا للإستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون الجاري الانتهاء منها، يوجد تصور لتخصيص جزء من الهيدروجين المنتج في مصر للاستعمال المحلي، وهو ما يُسهِم في دعم جهود إزالة الكربون.

وأوضح أن مصر تدرك أهمية التعاون الدولي من أجل تسريع تنمية اقتصاد الهيدروجين الناشئ وتطوير سلسلة قيمته، وتوفير مصادر التمويل ومحفزات جذب المزيد من الاستثمارات.

وأوضح أنه سيتم قريبًا إقرار قانون حوافز خاص بإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، علاوة على أن وزارة البترول والثروة المعدنية بصدد وضع اللمسات الأخيرة للإستراتيجية الوطنية المصرية للهيدروجين منخفض الكربون لتشمل هيكل حوكمة يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية بما يحقق مناخًا ملائمًا لجذب المزيد من الاستثمارات في مصر بمجال الهيدروجين.

جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن
جانب من مباحثات وزير البترول المصري في لندن

خفض الانبعاثات

دعا الملا الشركات والمؤسسات البريطانية إلى استثمار فرص التعاون مع قطاع النفط والغاز المصري في تنفيذ إستراتيجيته لخفض الكربون في ضوء ما توفره هذه الإستراتيجية من آفاق وفرص جديدة للتعاون مع الشركات البريطانية في تطبيق حلول وتقنيات خفض الكربون وتمويل مشروعاته.

ولفت، خلال زيارة للعاصمة البريطانية لندن للمشاركة في فعاليات البعثة التجارية للجمعية المصرية البريطانية للأعمال، إلى أهمية التعاون مع الشركات البريطانية في تنفيذ تعهدات الحد من انبعاثات غاز الميثان الذي أجمع العالم على أنه أسرع طريقة لتقليل معدلات الاحتباس الحراري وإبقائنا على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.

وأضاف الملا، خلال جلسة بعنوان "خفض الكربون" بمشاركة مسؤولي كبريات الشركات ومؤسسات التمويل البريطانية، أن ما تم عرضه من مبادرات لخفض الانبعاثات بصناعة النفط والغاز خلال يوم إزالة الكربون لأول مرة بقمة المناخ الأخيرة في مصر كانت نتائجه إيجابية وينبغي البناء عليها .

واستعرض أهداف خفض الانبعاثات بقطاع النفط والغاز والتي تشملها الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ، وتعد الركيزة الأولى بها هي الحد من الانبعاثات القطاع وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام القائم على مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات؛ بما يعزز ريادة مصر في مجال تغير المناخ على المستوى الدولي.

وأوضح أن مصر أصدرت مساهماتها المحددة وطنيًا والمحدثة ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الخاصة بتغير المناخ؛ إذ تهدف لخفض انبعاثات غازات الدفيئة في قطاع النفط والغاز المصري بنسبة 65% بحلول عام 2030، من خلال استرجاع الغاز المصاحب لعمليات الصناعة النفطية.

كما لفت الملا إلى الدور المهم للغاز الطبيعي في التوسع باستعمال مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات؛ كونه الوقود الأحفوري الأقل من حيث الانبعاثات الكربونية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق