التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

قطاع النفط المصري قد يفقد شركة بريطانية.. ما علاقة المغرب؟

أحمد بدر

في الوقت الذي يستعد فيه قطاع النفط المصري لزيادة صادراته إلى الخارج بنسبة 15%، يواجه القطاع تهديدًا بفقدان إحدى الشركات البريطانية، التي تتجه إلى تصفية أصولها في مصر، والتوجه لزيادة استثماراتها بمناطق أخرى، في مقدّمتها المملكة المغربية، من أجل عدد من الأهداف التي ترغب في تحقيقها.

وأعلنت شركة إس دي إكس إنرجي "SDX Energy" البريطانية، اليوم الإثنين 12 يونيو/حزيران (2023)، تلقّيها عروضًا متعددة تتعلق ببيع أصولها في مصر، وهذه العروض تخضع للدراسة حاليًا من جانب مجلس إدارة الشركة، وفق ما جاء في بيان رسمي صادر عنها، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت الشركة التي تعمل في مجال التنقيب عن النفط والغاز ببيانها أن مجلس الإدارة يعمل على تقييم هذه العروض، لا سيما أن أيّ معاملة مقترحة تتعلق ببيع أصولها في قطاع النفط المصري، تتطلب استيفاء عدد من الضوابط والشروط، وفي مقدّمتها موافقة الحكومة، بالإضافة إلى موافقة حملة أسهم الشركة.

هل تغادر إس دي إكس إنرجي؟

يأتي إعلان شركة إس دي إكس إنرجي "SDX Energy" دراستها عروضًا لبيع أصولها، في توقيت يعتزم فيه قطاع النفط المصري زيادة قيمة صادراته بنسبة 15% خلال العام الجاري، لتصل إلى 21 مليار دولار، ورفع هذه النسبة إلى 24 مليار دولار خلال العام المقبل 2024، وفق ما نشره موقع "الشرق بلومبرغ".

وفي الوقت الذي تدرس فيه الشركة البريطانية عروضًا قد تقودها إلى مغادرة قطاع النفط المصري، أعلنت في 6 يونيو/حزيران الجاري، أنها تعيد التفاوض مع المكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم في المغرب، بشأن اتفاقية بيع الغاز مع عميل رئيس هناك.

وقالت مصادر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة: إن "الشركة في هذه الآونة تركّز على زيادة حجم استثماراتها في المملكة، من خلال نشاط الحفر والتنقيب، وستوجّه غالبية الاستثمارات إلى المغرب في إطار خطة قد تمتد إلى 5 سنوات".

منشأة غاز تابعة لقطاع النفط المصري في الصحراء الغربية
منشأة غاز تابعة لقطاع النفط المصري في الصحراء الغربية - الصورة من "إيجبت أويل آند غاز"

يشار إلى أن مصر تعمل على تنمية مشروعاتها النفطية، خاصة بعدما تمكنت من وقف استيراد الغاز في نهاية سبتمبر/أيلول 2019، بفضل دخول إنتاج حقل ظهر المصري خطَ الإنتاج، قبل أن تتحول إلى أحد أكبر مصدّري الغاز في منطقة شرق المتوسط.

وتمكّن قطاع النفط المصري من رفع إجمالي إنتاجه من الغاز الطبيعي، ليتراوح بين 6.5 و7 مليارات قدم مكعبة قياسية يوميًا، الأمر الذي دعا القاهرة إلى عقد اتفاقيات مع كل من قبرص واليونان لتجهيز خطوط أنابيب لتصدير الغاز لمصر لإسالته قبل إعادة تصديره.

وكان إنتاج مصر من الغاز الطبيعي قد بلغ 50 مليون طن في عام 2022، بزيادة 14% عن الأرقام المسجلة في عام 2021، في حين شهد حجم الصادرات في 2022 نحو 8 ملايين طن، بقيمة 8.4 مليار دولار، مقابل 3.5 مليار دولار في 2021، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أنشطة شركة إس دي إكس في مصر

تمتلك إس دي إكس إنرجي "SDX Energy" البريطانية أصولًا ضمن أنشطة الاستكشاف والتطوير في الصحراء الشرقية لمصر ودلتا النيل، إذ تتعاون مع قطاع النفط المصري في عدّة مناطق، من بينها جنوب دسوق، الذي تعمل فيه على حقول الغاز.

وكانت الشركة البريطانية قد اكتشفت حقل جنوب دسوق الذي تمتلك فيه حصة 36.95%، من خلال حفر آبار "إس دي 1"، وفي 2018 حفرت آبار تقييم أخرى، لتكتشف بئر "ابن يونس 1 إكس" للغاز، وتمتلك فيه 67%، شمال دلتا النيل، وفق ما نشره موقع الشركة.

شعار شركة إس دي إكس إنرجي
شعار شركة إس دي إكس إنرجي - الصورة من "أويل آند غاز إيجبت"

وفي الصحراء الشرقية، تعمل الشركة على حقلي ميسيدا ورابول في الكتلتين "هـ" و"ج" ضمن امتياز غرب غريب، إذ تواصل الشركة حفر آبار التقييم والتطوير المنتظمة هناك للحفاظ على إنتاج مستقر، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتمتلك الشركة 50% من الأعمال في امتياز غرب غريب، الواقع على الشاطئ في الصحراء الشرقية، بجوار خليج السويس، إذ انتهت من بناء منشأة معالجة مركزية، وخط أنابيب تصدير بطول 10 كيلومترات، وربط آبار الإنتاج الـ4 الحالية في جنوب دسوق وابن يونس، عام 2019.

إدارة الدفة باتجاه المغرب

بالإضافة إلى أعمالها في قطاع النفط المصري، تمتلك "إس دي إكس إنرجي" أعمالًا قوية في المغرب، وتركّز على توسيع نطاق استكشاف وإنتاج الغاز هناك، بعد حصولها على التصاريح اللازمة لحملة الحفر الصيفية الجديدة، وفق بيان في موقع الشركة.

وتمتلك الشركة حصصًا في 5 تراخيص تنقيب بحوض الغرب في المملكة المغربية، وهي: "سبو" و"لالة ميمونة الشمالية" و"غرب سَنتر" و"لالة ميمونة الجنوبية" و"مولاي بوشتى الغربية"، إذ تشير البيانات إلى امتلاكها 75% من حصة حقوق الاستغلال، بينما يملك المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن 25%، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

في الوقت نفسه، تمتلك الشركة امتيازات استغلال أخرى، تضم آبارًا منتجة للغاز في المغرب، الذي ما يزال مركز اهتمام رئيسًا بالنسبة إلى الشركة البريطانية، التي قد تركّز فيها استثماراتها التي كانت متفرقة في عدّة دول، من بينها مصر.

حقل غاز مغربي تملكه شركة إس دي إكس إنرجي البريطانية
حقل غاز مغربي تملكه شركة إس دي إكس إنرجي البريطانية - الصورة من موقع الشركة

يشار إلى أن الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة "إس دي إكس إنرجي" البريطانية، جاي بهاتاشارجي، كان قد أعلن قبل أيام أن شركته تعتزم مواصلة أعمالها في المغرب وتنميتها، مبديًا سعادته بتجديد التفاوض على اتفاقية بيع الغاز المغربي مؤخرًا.

وأعلنت الشركة، في أغسطس/آب الماضي، أنها ستواصل عمليات حفر بئر للغاز الطبيعي بمنطقة "لالة ميمونة الجنوبية"، ضمن مساعيها لحفر 12 بئرًا استكشافية، بمناطق الامتياز التي تملكها في المغرب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق