تقارير الهيدروجينتقارير الغازرئيسيةغازهيدروجين

تحويل المنازل إلى الهيدروجين في بريطانيا يتطلب 228 مليار دولار (دراسة)

المضخات الحرارية بديل مكلف أيضًا

رجب عز الدين

ما زالت تكلفة الانتقال إلى الهيدروجين في بريطانيا تقف حجر عثرة أمام تسريع خطط تبنّيه على نطاق واسع في قطاعات المنازل والصناعة.

وتُقدَّر تكلفة تحويل قطاع المنازل من الغاز إلى الهيدروجين في المملكة المتحدة بـ190 مليار جنيه إسترليني (228.6 مليار دولار) على أقلّ تقدير، وفقًا لموقع منت المتخصص (Mint).

(الجنيه الإسترليني =1.2 دولارًا)

وتذهب توقعات أخرى إلى مضاعفة التكلفة مرة على الأقلّ، بما يعادل 360 مليار جنيه إسترليني، وفقًا لمؤسس وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس مايكل ليبرتش، في تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

خطط تستغرق سنوات

يُقدَّر حجم التحويل الشامل للمنازل إلى المضخات الحرارية التكلفة نفسها -تقريبًا- (180 مليار جنيه إسترليني)، لكنها تنتج قدرات تبريد وكفاءة أكبر من غيرها.

ومن المتوقع أن تستغرق عملية تحويل المنازل إلى الهيدروجين في بريطانيا سنوات طويلة، للوصول إلى معدل تغطية 100%، بحسب ما اطلعت عليه منصة الاطق المتخصصة.

وتحتاج خطة نشر الهيدروجين في بريطانيا إلى تهيئة البنية التحتية لخطوط الأنابيب الطويلة، كما تحتاج إلى إعادة تهيئة البنية التحتية للمنازل عبر إعادة ترقية مواقد الغاز والتدفئة لتتلاءم مع الغاز الجديد.

ويحتاج الهيدروجين إلى النقل في ظروف ضغط أعلى من الغاز الطبيعي لاحتمال تسرّبه من شبكات الأنابيب الحالية المألوفة بالنسبة للغاز، لكنها ستحتاج إلى إعادة تهيئة بصور فنية مختلفة لاستقبال الهيدروجين.

خطط بريطانيا محل جدل

الهيدروجين في بريطانيا
سخان يعمل بالهيدروجين، الصورة من موقع hydrogen central

لهذا السبب، ما زالت خطة الاعتماد على الهيدروجين في بريطانيا محل جدل حول جدواها الاقتصادية والأجل الزمني لتنفيذها.

ويُصنَّف الهيدروجين واحدًا من أكثر الغازات وفرة في الكون، إذ يشكّل 75% من كتلة الكون، لكن استغلاله ما يزال ضعيفًا حتى الآن.

وتُراهن الجهود البيئية والمناخية الحديثة على الهيدروجين الأخضر في خفض الانبعاثات لنظافة انبعاثاته عند الاحتراق، خلافًا لمصادر الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز والفحم وغيرها.

وتستعد المملكة المتحدة لبدء خطط ترقية أنابيب الغاز لاستقبال الهيدروجين خلال العامين المقبلين، وفقًا لخطط وضعتها شركة الغاز الوطنية المالكة لشبكة نقل الغاز الطبيعي وتوزيعه على مستوى أقاليم المملكة المتحدة الـ4 المعروفة (إنجلترا، إسكتلندا ، ويلز، أيرلندا).

ويبلغ طول شبكة خطوط أنابيب الغاز في المملكة المتحدة -حاليًا- قرابة 7 آلاف و630 كيلومترًا، ومن المتوقع خلط نسبة من الغاز تتراوح بين 2% و5% بكميات الوقود الأخضر الذي سيمرّ عبر خطوط أنابيب الهيدروجين بحلول عام 2025.

خلط الغاز بالهيدروجين حل

لم تحظَ خطط خلط الغاز بالهيدروجين بالموافقة من قبل الحكومة البريطانية بعد، لكن دولًا أخرى، مثل النرويج، ما زالت تدرس عمليات المزج بين الوقودين.

وتستحوذ النرويج على 77% من إجمالي واردات بريطانيا من الغاز سنويًا، ويعتمد قطاع المنازل في المملكة على الغاز الطبيعي بنسبة 78% لأغراض التدفئة والطهي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويميل بعض الخبراء إلى تشجيع عمليات المزج بين الغاز والهيدروجين بوصفها طريقة أكثر عملية وأقلّ تكلفة من ترقّب وصول الهيدروجين الخام النقي من المنبع.

وإذا نجح الهيدروجين في الاستحواذ على حصة 20% من مزيج الطاقة، فلن تنخفض الانبعاثات إلّا بنسبة 7% فقط، لاعتماد المملكة المتحدة على طريقة حرق الغاز الطبيعي في إنتاجه.

الصناعة أنسب من المنازل

لهذا السبب، ينصح بعض الخبراء بفكرة المزج بين الغاز والهيدروجين بنسب تتراوح بين 2% و5% على الأقلّ، كما ينصحون باستعماله بكثافة في قطاعات الصناعات الثقيلة دون المنازل؛ نظرًا لارتفاع تكلفة ترقية مرافق البيوت والمساكن إلى استقبال الهيدروجين.

ويمكن للهيدروجين الأخضر أن يسهم في خفض انبعاثات قطاعات صناعة الحديد و الصلب والأسمدة والأسمنت والبتروكيماويات، كما يمكنه خفض انبعاثات قطاعات النقل البري والبحري والجوي، على التوازي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تخزين الهيدروجين لمدة طويله دون فقد خصائصه في توليد الكهرباء، كما يمكن استعماله في حالات الطوارئ عندما لا تشرق الشمس ولا تهبّ الرياح.

أنواع الهيدروجين

الهيدروجين في بريطانيا
نماذج للسخانات العاملة بالهيدروجين- الصورة من موقع pham news

ينتج الهيدروجين في الغالب من الغاز الطبيعي ويسمّى الرمادي، وهذا النوع يتعرض لانتقادات بيئية واسعة.

كما ينتج من الكهرباء المولدة من مشروعات الطاقة المتجددة، ويسمى الأخضر تمييزًا له عن الرمادي، وهو محل اتفاق بيئي ومناخي.

كما ينتج عبر مصادر الطاقة النووية، ويُطلق عليه الهيدروجين الأصفر مجازًا، لكن هذه الطريقة محل جدل في الاتحاد الأوروبي بين فرنسا وألمانيا على وجه الخصوص.

كذلك ينتج من التقاط الكربون وتخزينه، إلّا أن إنتاج الهيدروجين في بريطانيا يعتمد حتى الآن على حرق الغاز دون احتجاز الكربون، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويثير النقاش حول استعمال الهيدروجين للتدفئة في قطاع المنازل مخاوف بعض الخبراء الذين ينظرون إلى تجارب استعماله في التدفئة و الطهي بشيء من الريبة.

ويترقب بعضهم نتائج تجربة "حي الهيدروجين" المكون من 300 منزل في مدينة فايف، بإسكتلندا، ومن المتوقع أن تتخذ حكومة المملكة المتحدة قرارها النهائي بشأن استعماله للتدفئة المنزلية من عدمه خلال الأشهر المقبلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

المضخات الحرارية بديلًا

يخشى خبراء من اعتماد هذه الخطة في قطاع المنازل لارتفاع التكلفة بصورة قياسية، وينصحون بدلًا من ذلك بالتوسع في إنشاء المضخات الحرارية بالمنازل.

وانتهت دراسة حديثة إلى أن استعمال الهيدروجين في أغراض التدفئة يمكنه أن يضاعف تكلفة التدفئة لقطاعات المنازل بحلول نهاية 2030، مقارنة بالوضع الحالي المعتمد على الغاز الطبيعي.

كما تؤكد الدراسات أن تركيب المضخات الحرارية عملية مكلفة هي الأخرى، لكن التحول إلى الهيدروجين الأخضر يتطلب تجديد أنابيب التوزيع وترقية مواقد الغاز والتدفئة وإجراءات فحص صارمة لمعايير السلامة.

لهذه الأسباب مجتمعة، يشجع بعض الخبراء فكرة الوقود المختلط؛ كونها مرحلة انتقالية بالتوازي مع تسريع خطط الطاقة المتجددة بفرعيها الأساسين، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق