أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الطاقة النوويةسلايدر الرئيسيةطاقة نووية

خبير: استعمال الطاقة النووية في الدول العربية يفيدها اقتصاديًا وبيئيًا (صوت)

أحمد بدر

قال الخبير والباحث الدولي في أسواق الطاقة وتقنياتها الدكتور عدنان شهاب الدين، إن استعمال الطاقة النووية في الدول العربية يحقق لها استفادة اقتصادية وبيئية واضحة.

جاء ذلك خلال مشاركة شهاب الدين، في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "دور الطاقة النووية بالتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون في الدول العربية".

وأوضح أن الطاقة النووية في الدول العربية لها دور اقتصادي مهم عندما تكون أسعار النفط والغاز المصدّر إلى الخارج مرتفعة، وهي تقريبًا ستواصل الارتفاع حتى مع التحول إلى الطاقة النظيفة والحياد الكربوني، إذ ستظل هناك حاجة لمدة طويلة إلى النفط والغاز.

أهمية الطاقة النووية اقتصاديًا

قال الخبير والباحث الدولي في أسواق الطاقة وتقنياتها الدكتور عدنان شهاب الدين، إن النفط والغاز العربيين سيكونان آخر ما يُصدر إلى الخارج أو يُستعمل، نظرًا إلى انخفاض تكاليف إنتاجه بصورة كبيرة، فمثلًا النفوط الصخرية في أميركا تتكلف 30 و40 دولارًا للبرميل ويُباع بنحو 60 أو 70 دولارًا، وبحساب هامش الربح نجده صغيرًا.الطاقة النووية

وأوضح أن الجانب الاقتصادي لاستعمال الطاقة النووية في الدول العربية يُعد بُعدًا مهمًا، والأهم من ذلك أنه يحقق التوازن في تعدد مصادر وموارد إنتاج الكهرباء، وهذه مهمة للغاية، فعندما اندلعت الحرب في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، وطبقت العقوبات ضد موسكو، هددت الأخيرة بوقف الغاز.

ومن ثم -بحسب شهاب الدين- كان هناك تحول عن استيراد النفط والغاز من روسيا، فأوروبا كانت تعتمد بنسبة 50% على مصدر واحد من الغاز القادم من روسيا، والوضع كان صعبًا للغاية، وقد وضعوا أنفسهم في هذا الموقف المحرج بعدم وجود تنوع في المصادر والموارد.

وأضاف: "الطاقة النووية تحقق هذا التوازن والتنوع، فعندما تكون لديك صناعة نووية تكون لديك قدرات هندسية وعلمية مرتفعة، وهذه القدرات العلمية والفنية والهندسية المرتفعة موجهة إلى الاستعمال السلمي، لكنها تعطيك مرونة وقوة للتعامل مع الأبعاد الجيوسياسية في المنطقة".

البعد البيئي للطاقة النووية

أبرز الخبير الدولي عدنان شهاب الدين، أن الطاقة النووية في الدول العربية تمنح جانبًا بيئيًا أيضًا، إذ إنها تُعد من أنظف مصادر الطاقة وأكثرها أمنًا في إنتاج الكهرباء، على الرغم من المشكلات أو المخاوف من الحوادث الجسيمة، مثل فوكوشيما وتشيرنوبل.

ولفت إلى أنه حال وضع الخطورة أو الضرر على الصحة والبيئة على مدى 50 إلى 70 عامًا، بالكيلوواط/ساعة من الطاقة النووية، وقارنته بالكيلوواط/ساعة المنتج من مصادر أخرى، تجد أن الطاقة النووية أقل بكثير، مع الأخذ في الاعتبار ما حصل فيها من حوادث.

كارثة فوكوشيما النووية في اليابان
كارثة فوكوشيما النووية في اليابان - الصورة من منصة "نيبون"

وأشار إلى الدول التي استعملت الطاقة النووية بصورة كبيرة، وهناك عدة دولة كبيرة معروفة في العالم، مثل فرنسا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية، وهي أهم 4 دول في العالم، وألمانيا كانت معها حتى مدة قريبة، وكلها حققت منافع كبيرة جدًا.

وعن الاستفادة التي حققتها هذه الدول، قال إنها خفّضت استيراد النفط والغاز، كما وظّفت أعدادًا كبيرة من المهندسين والعلماء، واستفادت من هذه القاعدة الاقتصادية والعلمية والهندسية التي بنتها في المفاعلات، وذلك في مناحٍ أخرى لتطوير الاقتصاد.

وأضاف: "ننتقل إلى البعد الإستراتيجي لاستعمال الطاقة النووية في الدول العربية، فأنا أعتقد أن وجودها القوي لا يتعارض مع النفط، ويعطي بعدًا إستراتيجيًا يعزّز مكانة الدولة التي تستعمله عالميًا، كما أنها بيئيًا من أفضل المصادر، فهي تماثل الطاقة الشمسية من حيث الانبعاثات المنخفضة".

وأوضح شهاب الدين أن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استعمال الطاقة النووية في الدول العربية ستقترب من الصفر، إذ إنه دائمًا في إنتاج المحطات تكون هناك انبعاثات بسيطة، والأمر نفسه يحدث في محطات الطاقة الشمسية.

وقال الخبير الدولي: "عندما تكون هناك محطات طاقة نووية كبيرة، فهي تعطي قدرة تفاوضية، حتى في الجوانب المتعلقة بالتعامل مع الدول ندًا لند -مثل إيران أو إسرائيل- وتخشى أن تكون لديها نيات عسكرية، هنا تستطيع الحديث معهم من مركز المعرفة".

وتابع: "هذا الأمر لا يحدث إلا من خلال بناء محطات للطاقة النووية، وليس بمجرد الاكتفاء ببناء محطات الأبحاث ومراكز الأبحاث النووية، لكن لا بد من تحويل هذه الأبحاث إلى محطات على أرض الواقع، وقد رأينا كيف نجحت الإمارات في فعل ذلك".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق