أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتنفط

خبير اقتصادي: النقل البحري عمود فقري للتجارة العالمية.. وهذه نقاط قوته

أحمد بدر

يعدّ النقل البحري أحد أهم عناصر حركة التجارة العالمية، إذ يحمل كثيرًا من المميزات التي تجعله في مقدمة وسائل النقل، ويتقدم عليها بمزاياه المختلفة، التي تجعله وجهة أساسية لكل الباحثين عن نقل منتجاتهم، سواء من الدول أو الشركات.

وفي هذا الإطار، يقول أستاذ الاقتصاد، العميد الأسبق المؤسس لكلّية النقل الدولي واللوجستيات بالقاهرة، الدكتور محمد علي إبراهيم، إن الشحن البحري يمثّل العمود الفقري لحركة التجارة الدولية، إذ إن 80% من هذه التجارة تُنقَل بحرًا.

وأوضح، خلال مشاركته في حلقة من برنامج أنسيات الطاقة، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي بعنوان "هجمات الحوثيين على السفن وناقلات النفط، وآثارها اللوجستية والاقتصادية والمالية"، أن النقل البحري يتميز عن وسائل النقل الأخرى بأنه يحقق اقتصادات بحجم كبير.

وأرجع ذلك إلى أن قطاع النقل البحري قادر على نقل كميات ضخمة من البضاعة في زمن مناسب وبتكلفة معقولة، أي يمكن القول، إن النقل الجوي أسرع منه، ولكن تكلفته مرتفعة، فهو لا يمكنه أن يضاهي أو ينافس النقل البحري في الكميات التي يمكن أن ينقلها.

وتابع: "لا توجد وسيلة أخرى من وسائل النقل، سواء كانت السكك الحديدية أو النقل البري أو حتى النقل بالأنابيب، لها القدرة نفسها على حمل البضائع بكميات كبيرة، وبتكلفة معقولة، وأيضًا في وقت مناسب".

اقتصادات الحجم في النقل البحري

قال العميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات بالقاهرة، الدكتور محمد علي إبراهيم، إنه للتعرف على مصدر اقتصادات الحجم في النقل البحري، يمكن التطرق إلى وجود سفن تنقل 24 ألف حاوية، وهي كميات إذا أردنا نقلها بالسكك الحديدية -مثلًا- نحتاج إلى 24 ألف عربة قطار، بينما سفينة واحدة يمكنها نقلها والطواف حول العالم.

وأضاف: "هناك أيضًا نقل الصب الجاف، إذ توجد سفن يمكنها أن تحمل 300 ألف وحتى 500 ألف طن، سواء صبًا جافًا -بمعنى أنها حبوب أو أسمنت أو مواد أخرى- أو صبًا سائلًا -مثل النفط والبتروكيماويات والمواد المشابهة".

ناقلة نفط في البحر الأحمر
ناقلة نفط في البحر الأحمر

أوضح الدكتور محمد علي إبراهيم أن صناعة النقل البحري ضخمة جدًا، وهي التي تدعم الصناعات الأخرى كلها، إذ إن صناعة الحاويات تطورت وأحدثت ثورة في عالم الإنتاج والاستهلاك، وكذلك عالم النقل والمواصلات، فالحجم الكبير في النقل يمكّن من تطبيق الحجم الكبير في الإنتاج، ومن ثم أصبحت هناك وفورات الحجم الكبير في مجال الإنتاج.

هذا الأمر انعكس على تكلفة الإنتاج، وأدى إلى تخفيض الأسعار واتّساع الأسواق، ومن هنا برزت ظاهرة العولمة واندماج أسواق الاستهلاك والإنتاج، وأسواق رؤوس الأموال، بجانب ظهور ما يسمى بـ"التقسيم الدولي الجديد للعمل".

وفسّر الدكتور محمد إبراهيم هذا المفهوم بأنه يعني أن العملية الإنتاجية التي كانت تجري تحت سقف مصنع واحد جرت تجزئتها، أي نشرها على مجموعة من الدول، بحيث إن كل جزئية من السلعة تُنتج في دولة، مستفيدة بذلك من الميزة التنافسية الموجودة في تلك الدولة، ثم يجري التجميع بالقرب من السوق.

التقسيم الدولي الجديد للعمل

قال العميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات بالقاهرة، الدكتور محمد علي إبراهيم، إن مفهوم التقسيم الدولي الجديد للعمل تتكرر فيه عمليات الشحن والتفريغ، ضمن النقل البحري، ومن هنا ظهرت فكرة اللوجستيات والنقل متعدد الوسائط.

ناقلات الغاز المسال حول العالم

وفي هذه الخطوة، وفق الدكتور محمد علي إبراهيم، تنخفض تكلفة النقل وتكلفة العمليات اللوجستية، إذ إن اللوجستيات تطورت إلى أن أصبحت سلاسل إمدادات كونية تدعم موضوع العولمة.

وأوضح أنه من سوء حظ النقل اللوجيستي أن أهميته برزت خلال انتشار جائحة كورونا، ثم تكررت هذه الأهمية إبان الحرب الروسية الأوكرانية، إذ إن هذه الظواهر أدت إلى ارتباك في سلاسل الإمدادات العالمية، الذي ألقى بظلال كثيفة على مستويات الأسعار ونقص برامج الإنتاج وتعطّلها، وأيضًا محلية السلع في الأسواق.

وأدى هذا بدوره، بحسب إبراهيم، إلى اشتعال نيران التضخم، وظهور البطالة في بعض القطاعات، بجانب تكدّس بعض المواني، بينما موانٍ أخرى تشكو نقص البضائع، ومن ثم فإن النقل البحري هو العمود الفقري للتجارة الدولية، بل هو عمود رئيس وركن ركين لعمليات الإنتاج.

من هو محمد علي إبراهيم؟

الدكتور محمد علي إبراهيم هو أستاذ الاقتصاد، والعميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات في القاهرة، وهو أيضًا العميد الأسبق لمعهد النقل الدولي واللوجستيات للدراسات العليا، ومدير أسبق لفرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في بورسعيد.

كما شغل إبراهيم موقع مستشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري سابقًا، وكذلك مستشار الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية سابقًا، وعمل مستشارًا لعدد من وزراء النقل المصريين، في أكثر من تشكيل وزاري.

وبالإضافة إلى ذلك، عمل الدكتور محمد علي إبراهيم بمنصب مستشار لجنة النقل والمواصلات لمجلس النواب سابقًا، وأستاذًا زائرًا في جامعة ساوث هامبتون البريطانية، وجامعة كوريا البحرية في كوريا الجنوبية، وجامعة دار السلام في تنزانيا.

ودرّس إبراهيم في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وكلية التجارة في جامعات المنوفية والسادات والإسكندرية، وكذلك أكاديمية ناصر العسكرية العليا، والكلية العسكرية للعلوم الإدارية، والكلية الحربية.

إلى جانب ذلك، أشرف الدكتور محمد علي إبراهيم على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات المصرية والعربية والدولية، وكذلك أكاديمية ناصر العسكرية العليا وأكاديمية الشرطة، كما شارك في لجان ترقية الأساتذة بعدد من الجامعات العربية، وهو خبير وطني في العديد من الدراسات التي أعدّتها جهات التمويل الدولية، بشأن قطاع النقل واللوجستيات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق