التقاريررئيسيةشخصيات مؤثرةكهرباءموسوعة الطاقة

المرأة بقطاع الطاقة في الإمارات.. 10 نماذج للريادة عربيًا وإقليميًا (صور)

ياسر نصر

أدى قطاع الطاقة في الإمارات دورًا رئيسًا في تمكين المرأة في البلاد، إذ باتت العناصر النسائية يتبوّأن ويُدرن العديد من الشركات ويُسهمن إلى جانب الرجال في تنمية الاقتصاد الوطني.

من النفط والغاز والبتروكيماويات وصولًا إلى الطاقة النووية والمتجددة والهيدروجين كانت النساء في الإمارات شريكات أساسيات بجميع المحافل والقطاعات الهادفة إلى تحقيق النهضة في البلاد.

ولعل قوائم فوربس السنوية لأقوى سيدات الأعمال في المنطقة خير دليل على نجاح نساء الإمارات في احتلال موقع الريادة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، إذ استحوذت الإمارات على 15 مركزًا بين أقوى 100 امرأة في الشرق الأوسط خلال 2023.

ولم تخلُ القائمة من النساء العاملات بقطاع الطاقة في الإمارات، واللاتي سجلن محطات تاريخية، ترصدها منصة الطاقة المتخصصة، في التقرير التالي.

وتحتل الإمارات مرتبة متميزة في مصاف الدول الـ25 الأولى على مستوى العالم في تمكين المرأة، كما تأتي في المركز الأول إقليميًا، والـ18 عالميًا في مؤشر التوازن بين الجنسين للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، كما أن هناك 77% من النساء الإماراتيات حاصلات على تعليم عالٍ، وتشكّل المرأة الإماراتية 70% من إجمالي أعداد الخريجين الجامعيين في الدولة.

الشيخة لبنى القاسمي

تتصدّر الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي قائمة الأبرز ليس فقط في قطاع الطاقة بالإمارات، وإنما على المستوى الوطني بأكلمه.

وتُعد الشيخة لبنى القاسمي، إحدى العضوات في العائلة الحاكمة بإمارة الشارقة، نائبة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التي تشرف على محطات براكة النووية.

نساء الطاقة في الإمارات
الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي

وتؤدي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها دورًا قياديًا في مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة في الإمارات، إذ تعمل محطات براكة النووية -التي جرى تشغيل ثلاث منها تجاريًا وتتبقى محطة واحدة فقط للتشغيل الكامل- على توفير ما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء.

ووفّرت المحطات -التي تُعَد أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل بالعالم العربي- أكثر من 80% من الكهرباء الصديقة للبيئة إلى إمارة أبوظبي بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022.

وكانت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي أول امرأة تُعيّن وزيرة في الإمارات، إذ شغلت مناصب عدة، بما فيها وزيرة الدولة للتسامح، ووزيرة الاقتصاد والتخطيط، ووزيرة التجارة الخارجية، ووزيرة التنمية والتعاون الدولي، وعضوة في مجلس حوكمة كلية لي كوان يو للسياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية.

كما تتولى لبنى القاسمي منصب نائبة رئيس مجلس إدارة شركة نواة للطاقة، التي تُعد واحدة من أحدث مشغلي محطات الطاقة النووية على مستوى العالم، وقد أُسست من قبل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عام 2016، وكُلفت بتشغيل محطات براكة للطاقة النووية وصيانتها.

وتسعى الشركة لأن تصبح جهة نووية معترفًا بها عالميًا، إلى جانب كونها جهة توظيفية مفضلة في دولة الإمارات.

ومن المتوقع أن توفر محطات براكة فوائد بيئية كبيرة للإمارات خلال الأعوام الـ60 المقبلة وما بعدها، وستحد المحطات الـ4 عند تشغيلها بالكامل من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنويًا -السبب الرئيس للتغير المناخي- وستوفر ما يعادل مليارات الدولارات من الغاز الطبيعي سنويًا، والتي كانت ستُستَعمل في إنتاج الكهرباء.

وتخرجت الشيخة لبنى القاسمي في جامعة تشيكو بولاية كاليفورنيا بدرجة البكالوريوس في علوم الحاسوب عام 1981، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية من الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2002. كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة تشيكو الأميركية، إلى جانب الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة إكستر البريطانية، فضلًا عن درجة الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا الجنوبية، والدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.

وتدعم الشيخة لبنى القاسمي الكادر النسائي في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها وفي موقع محطات براكة للطاقة النووية.

وتشكّل المرأة نحو 20% من إجمالي الموظفين في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، في حين يصل إلى نحو 10% من الموظفين في محطات براكة للطاقة النووية.

داليا المثنى

تمثّل الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال إلكتريك في الإمارات داليا المثنى، أحد أبرز النماذج النسائية ليس في قطاع الطاقة في الإمارات فحسب، وإنما على مستوى العالم بأسره.

وحازت الرئيسة العالمية للشؤون الإستراتيجية والعمليات في الأسواق العالمية لشركة جنرال إلكتريك على المرتبة الـ41 في قائمة فوربس لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط.

نساء الطاقة في الإمارات
المدير التنفيدي لشركة جنرال إلكتريك، داليا المثنى

انضمت المثنى إلى جنرال إلكتريك عام 2008 كجزء من برنامج القيادة التجارية المتمرسة "إي سي إل بي" (ECLP)، وتولت منصبها الحالي في يناير/كانون الثاني 2021.

كما تشغل منصبًا عالميًا في قيادة التوجه الإستراتيجي لمؤسسة جنرال إلكتريك للأسواق العالمية، وسبق أن شغلت عدة مناصب قيادية في شركة جنرال إلكتريك، من ضمنها إدارة إستراتيجية نمو الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.

كما ترأست أعمال التسويق الإستراتيجي لأعمال "جنرال إلكتريك" في قطاع الطاقة، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتُسهم تقنيات جنرال إلكتريك في نحو 50% من الطاقة في الإمارات، إذ توفر 16 ألف تقنية رعاية صحية في جميع أنحاء الدولة.

وتشغل داليا المثنى عضوية مجلس إدارة الجمعية الإماراتية لصناعات الطاقة الشمسية، وبرنامج نساء في مجال الطاقة الشمسية، واللجنة التوجيهية لمجلس الأعمال للطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ووُلدت ونشأت داليا المثنى في الإمارات، وتحديدًا في إمارة دبي، درست وتخرجت في الجامعة الأميركية بدبي، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في دبي عام 2005، ودكتوراه من كلية لندن الإمبراطورية عام 2016.

وأسست داليا عام 2002 شركتها الخاصة لتجارة التجزئة "هايا إنتربرسيز" Haya Enterprises وأدارتها لمدة 5 سنوات، وبعد ذلك وضعت نصب عينيها طموحًا لتحقيق إنجاز أكبر، وهو العمل في شركة متعددة الجنسيات.

وانضمت داليا المثنى إلى العمل في شركة جنرال إلكتريك، وانضمت إلى برنامج الشركة للقيادة التجارية المتمرسة في عام 2008، وهو برنامج يضمن عمليات تدوير للمشاركين في العمل ضمن الشركة بأميركا، وكانت أول الخريجين الإماراتيين من برنامج القيادة التجارية من جنرال إلكتريك، وحازت من خلاله على جوائز عالمية مهمة.

وتقلّدت بعد تخرجها في برنامج القيادة التجارية المتمرسة بعامين منصب المديرة العليا لتطوير السوق في جنرال إلكتريك بالشرق الأوسط، وكان ذلك بداية صعودها السريع في الشركة.

وصُنفت داليا المثنى من ضمن أكثر 50 سيدة من السيدات تأثيرًا في الاقتصاد بدول مجلس التعاون الخليجي، حسب قائمة مجلة أموال، وهي قائمة تشمل من بلغن أعلى المناصب في عالم الشركات العربية.

طيبة الهاشمي

لا يمكن أن يمر الحديث عن نساء الطاقة في الإمارات دون الإشارة إلى طيبة الهاشمي، الرئيسة التنفيذية لشركة أدنوك للغاز الحامض.

واحتلت الهاشمي المرتبة الـ46 في قائمة فوربس لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط خلال 2023، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتولى منصب الرئيسة التنفيذية لشركة أدنوك للغاز الحامض، أحد أكبر منتجي الغاز الحامض في العالم، وأكبر منتج في العالم للكبريت المحبب من منشأة واحدة، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.28 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، و4.2 مليون طن من الكبريت سنويًا.

نساء الطاقة في الإمارات
الرئيسة التنفيذية لشركة أدنوك للغاز الحامض، طيبة الهاشمي

بدأت الهاشمي مسيرتها المهنية في أدنوك عام 2002، وهي واحدة من بين مديرتين تنفيذيتين عُينتا لقيادة الشركات العاملة في أدنوك.

وتنفذ الإمارات منذ سنوات خطة طموحة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2030، التي تتضمن رفع نسبة الغاز في مزيج الطاقة لديها إلى 38% بحلول عام 2050.

وقبل توليها منصبها الحالي، شغلت عددًا من المناصب العليا، بما في ذلك منصب الرئيسة التنفيذية لشركة الياسات للعمليات النفطية، وهي أحدث شركة تشغيل مشتركة تابعة لأدنوك وأول شراكة لها مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية، من 2018 حتى 2020.

ومن خلال دورها نائبة أولى لرئيس الخزانات غير المطورة في إدارة التنقيب والإنتاج من 2016 حتى 2018، قدمت دورًا حاسمًا في فتح احتياطيات الهيدروكربونات البحرية والبرية، لدعم إستراتيجية أدنوك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات وتسليم مشروع "غشا" بنجاح، أكبر مشروع للغاز الحامض البحري في العالم.

وفي عام 2010، أسست شركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك) شركة أدنوك للغاز الحامض، بالشراكة مع شركة أوكسيدنتال بتروليوم، لتطوير حقل غشا الذي يُوصف بأنه أحد أكبر مشروعات الغاز فائق الحموضة على مستوى العالم.

وأسهمت في إعادة هيكلة إستراتيجيات الاستكشاف والتطوير في أدنوك في منصبها بصفتها نائبة أولى لرئيس قسم الاستكشاف في إدارة التنقيب والإنتاج، التي تولته في عام 2015.

وبين عامي 2013 و2015، شغلت منصب نائبة الرئيس للتطوير في إدارة التنقيب والإنتاج، إذ كان تركيزها على إدارة محفظة أدنوك للنفط والغاز البرية، بما في ذلك الموارد التقليدية وغير التقليدية.

كما تشغل طيبة الهاشمي منصب عضوة في مجلس إدارة أدنوك للغاز الحامض، ورئيسة لجنة التدقيق في أدنوك للغاز الحامض، وعضوة في العديد من لجان مجموعة أدنوك (مثل لجنة التوازن بين الجنسين في أدنوك)، وعضوة في جمعية المجتمع الدولي لمهندسي البترول.

وحصلت الهاشمي على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة الإمارات العربية المتحدة. ترى الهاشمي التي ترأست معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022" أنه مع النمو المتزايد لاحتياجات العالم من الطاقة سيظل قطاع النفط والغاز جزءًا مهمًا من مزيج الطاقة لعقود مقبلة.

منى المهيري

تُعد البتروكيماويات واحدة من أهم قطاعات الطاقة في الإمارات، إذ يُعوّل عليها لتحقيق طفرة اقتصادية في البلاد، إلى جانب صناعة النفط والغاز.

وكما هو الحال في جميع قطاع الطاقة بالإمارات، فإن للنساء دورًا كبيرًا في البتروكيماويات أيضًا، إذ تبزر هنا منى المهيري الرئيسة التنفيذية لشركة صناعات الأسمدة في الرويس.

نساء الطاقة في الإمارات
منى المهيري الرئيسة التنفيذية شركة صناعات الأسمدة بالرويس

احتلت المهيري المرتبة الـ81 في قائمة فوربس لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط خلال 2023، ما يؤكد الدور المهم لصناعة البتروكيماويات في مزيج الطاقة في الإمارات، وعُينت رئيسة تنفيذية لشركة صناعات الأسمدة في الرويس (فرتيل) يناير/كانون الثاني 2020.

وتُعد "فرتيل" شركة تابعة لشركة فيرتيغلوب، وهي مشروع مشترك بين شركتي بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "أو سي آي"، المدعومة من رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس، وتبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية 2.1 مليون طن متري من اليوريا، و0.1 مليون طن متري من وقود عادم الديزل.

وعملت المهيري سابقًا في شركة أدنوك البرية، إذ شغلت منصب نائبة الرئيس الأول لدعم الإستراتيجية والأعمال، ونائبة الرئيس الأول لعمليات المحطات وخطوط الأنابيب.

مريم المهيري

تُعد وزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات مريم المهيري، واحدة من أبرز الشخصيات النسائية على الساحة المحلية والإقليمية والدولية حاليًا، بالتزامن مع استضافة الإمارات قمة المناخ كوب 28، المقرر انعقادها نهاية العام الجاري.

وتُشرف المهيري على عدة مسؤوليات في مقدمتها وضع وتطوير وتنفيذ الإستراتيجيات والخطط والسياسات الوطنية الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي والمائي في الإمارات، والمحافظة على البيئة واستدامتها، والحد من تداعيات التغير المناخي.

نساء الطاقة في الإمارات
وزيرة التغير المناخي مريم المهيري

شغلت مريم المهيري -منذ يوليو/تموز 2020 وحتى سبتمبر/أيلول 2021- منصب وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي، وشملت مسؤولياتها متابعة المخزون الغذائي الوطني والأمن المائي، والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء والماء، ومتابعة العلاقات الدولية في هذا المجال.

وسابقًا تولت منصب وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي في أعقاب التشكيل الوزاري في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وشملت مسؤولياتها الإشراف على تطوير بنية تحتية ولوجستية ذات جودة عالية لتعزيز الأمن الغذائي، وبما يدعم أولويات ومستهدفات "مئوية الإمارات 2071".

وُلدت مريم المهيري في الإمارات عام 1979، وحصلت على بكالوريوس وماجستير هندسة مدنية من الجامعة التقنية الراينية الڤستفالية آخن في ألمانيا، وبعد تخرجها مباشرة دخلت إلى عالم البيئة، إذ عملت لأكثر من 10 سنوات في مجال الهندسة البيئية مع عدد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية.

وشغلت سابقًا منصب وكيلة الوزارة المساعدة لشؤون البيئة والمحافظة على البيئة في وزارة التغير المناخي والبيئة، وعملت على وضع الخطط الإستراتيجية العامة للوزارة لقطاع الشؤون البيئية والمحافظة على الطبيعة.

وعملت المهيري خبيرة للإشراف على مشروعات وزارة التغير المناخي والبيئة، وشاركت في مشروع الشيخ خليفة للأبحاث البحرية.

كما شغلت وظيفة وكيلة الوزارة المساعدة للموارد المائية والمحافظة على الطبيعة، لتشرف على وضع مؤشرات الأداء للتنوع البيولوجي ومصائد الأسماك، واستدامة البيئة البحرية والساحلية والأبحاث البحرية.

وتجيد المهيري -إلى جانب اللغة العربية- اللغتين الألمانية والإنجليزية وتتحدث اللغة الفرنسية، وهي أيضًا عضوة في مجلس إدارة اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة، وعضوة في مجلس إدارة اتحاد الفروسية.

وتُعدّ مريم المهيري من الشخصيات الدولية البارزة في مجال العمل البيئي منذ سنوات طويلة، إذ كانت إحدى مهامها الأولى بعد تعيينها في عام 2014 مديرة لإدارة التعليم والتوعية في الوزارة لصياغة إستراتيجية وطنية للتوعية والتثقيف البيئي.

وفازت مريم المهيري بوسام رئيس مجلس الوزراء في فئة الموظف المبتكر، وهي تشرف على عدة مشروعات ابتكارية في مجال استزراع الأحياء المائية.

وتولي الإمارات اهتمامًا كبيرًا باستضافتها قمة المناخ كوب 28، انطلاقًا من التزامها بالعمل المناخي العالمي، وما يمثله المؤتمر من محطة مهمة فيه، خاصةً أنه سيشهد أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.

وكانت الإمارات أول دولة في المنطقة توقع وتصدق على اتفاق باريس للمناخ، وتلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية، وتعلن مبادرة إستراتيجية سعيًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

نوال الحوسني

في قائمة النساء البارزات في قطاع الطاقة بالإمارات، تبرز إسهامات نوال الحوسني، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" منذ 10 أبريل/نيسان 2018.

وتُعد الحوسني من أبرز المدافعين العالميين عن الاستدامة، ومن بين الشخصيات الإماراتية الـ40 الأكثر تأثيرًا، التي أسهمت في تطوير مستقبل الإمارات ورسمه.

نساء الطاقة في الإمارات
المندوبة الدائمة للإمارات في آيرينا، نوال الحوسني

تمتلك الحوسني خبرة واسعة في المجال الأكاديمي وقطاع الأعمال في الإمارات وخارجها، إذ شغلت منصب مدير إدارة الاستدامة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، كما تولت مهام مدير إدارة "جائزة زايد لطاقة المستقبل" (التي تُسمى حاليًا جائزة زايد للاستدامة) بين 2011 و2018، وهي جائزة سنوية تمنحها الإمارات للتميز في قطاع الطاقة المتجددة والاستدامة.

وتقول عن حياتها: "بدأت مسيرتي التعليمية في المدارس الحكومية، ومن ثم التحقت بإحدى الجامعات الوطنية، وتحديدًا جامعة الإمارات، إذ حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة، ثم نلت منحة دراسية مقدمة من الدولة لمتابعة دراستي لدرجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية المستدامة، ببساطة أنا إماراتية، ونشأتي قد أشبعتني حرصًا عميقًا على جعل الاستدامة أسلوب حياة".

وخلال عملها في "مصدر"، أسهمت في تطوير منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" وتنميتها، وهي مبادرة تقودها "مصدر" وتركز على تحفيز النساء من مختلف الأعمار لتأدية دور فعال في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية من خلال العمل على دفع عجلة الابتكار وإحداث التغيير الإيجابي.

كما أنها عضوة مجلس الأمناء في "جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا" منذ فبراير/شباط عام 2017، وعضوة مجلس لجنة مشروع مركز ابتكار جرافين الهندسي في "جامعة مانشستر" بالمملكة المتحدة، وشغلت منصب نائبة المدير العام في "أكاديمية الإمارات الدبلوماسية" بين 2017 و2018، كما تولت العديد من المناصب في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، منها المديرة التنفيذية لإدارة الاستدامة والهوية المؤسسية بين 2016 و2017، ومدير إدارة الاستدامة بين 2011 و2016، والمديرة المشاركة للاستدامة بين 2008 و2011.

ونالت "جائزة المرأة العربية" عن فئة قطاع الطاقة عام 2015، و"جائزة سيدة الأعمال" عن فئة المسيرة المهنية والإنجازات.

وحصلت على دكتوراه في العمارة المستدامة عام 2002 من "جامعة نيوكاسل" في المملكة المتحدة، وبكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1992 من "جامعة الإمارات العربية المتحدة".

ماجدة العزعزي

لم يتوقف تفوّق النساء عند قطاع الطاقة في الإمارات، وإنما تعداه إلى كل ما يتعلق بحلول الطاقة، وصولًا إلى السيارات الكهربائية.

وتُعد ماجدة العزعزي نموذجًا لدور المرأة في قيادة التحول في قطاع السيارات، إذ عملت على تأسيس مجموعة "إم غلوري القابضة"، وتتولى منصب الرئيسة التنفيذية للشركة منذ سبتمبر/أيلول (2020).

نساء الطاقة في الإمارات
ماجدة العزعزي مؤسسة إم غلوري لصناعة السيارات الكهربائية

تُعد العزعزي أول امرأة عربية تؤسس مصنعًا للسيارات في الشرق الأوسط، وأول إماراتية تحصل على درجة الدكتوراه التطبيقية في تخصص إدارة سلسلة التوريدات والصناعات من "جامعة الإمارات العربية المتحدة".

وشغلت منصب مديرة أولى للمشتريات في "شركة كاراكال الدولية" بين 2015 و2017، ومديرة أولى للمشتريات والسلع واللوجستيات في "شركة نمر أوتوموتيف" بين 2012 و2015، ورئيسة قسم خدمات الدعم العام في "هيئة الصحة- أبوظبي" بين 2005 و2008، ورئيسة قسم خدمات الدعم في "وزارة الصحة الإماراتية" بين 2002 و2005، بالإضافة إلى عملها محاسبة مالية في شركة "جي إتش كيو"بين 1999 و2002.

وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال عام 2011 من "جامعة الإمارات العربية المتحدة"، وبكالوريوس في الصناعات الغذائية عام 1998.

وتركز العزعزي على تطوير صناعة وطنية وعربية متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة.

وتخصصت العزعزي في القطاع الصناعي إيمانًا منها بأهميته في دعم التنوع الاقتصادي في الإمارات، وانطلاقًا من رغبتها بأن تكون من المؤسسات الأوائل لهذا القطاع.

وأنشأت مصنع أثاث مكتبي عام 2009 وتلته بإنشاء مصنع للسيارات عام2017، لتسجل اسمها بأحرف من نور بصفتها أول امرأة تمتلك مثل هذا المصنع في العالم.

وتُعد الدكتورة ماجدة إحدى سيدات الأعمال الناجحات في دولة الإمارات، إذ تقلدت رئاسة الإدارة التنفيذية لعدد من الشركات، مثل مصنع ساندستورم للسيارات، ومصنع اللمسات المكتبية للأثاث، ومجموعة أرتس سيكريتس والعديد من الشركات المتوسطة.

وخلال الـ20 عامًا الماضية، شغلت العزعزي مناصب عديدة في قطاعات مختلفة؛ حكومية وشبه حكومية، كما لديها عضوية في كل من مجلس سيدات أعمال أبوظبي، وجمعية الإمارات التطوعية وغيرها، ولديها أبحاث عدّة في الثورة الصناعية الرابعة وأثرها في الصناعة بالإمارات.

ومؤخرًا، أعلنت شركة "إم غلوري القابضة" لصناعة السيارات استثمار 550 مليون دولار، لإنشاء 3 مصانع سيارات كهربائية متكاملة، بخطوط إنتاج وتجميع متخصصة في كل من الإمارات والأردن ومصر.

وتبلغ سعة إنتاج مصانع السيارات الكهربائية المنتظرة نحو 40 ألف سيارة من طراز "كروس أوفر كومباكت" في السنوات الـ3 الأولى، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أماني الحوسني

أماني الحوسني، أول مهندسة نووية إماراتية، حصلت على شهادة الماجستير بعمر 26 عامًا، وتشغل منصب نائبة رئيس قسم أجهزة المحاكاة في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

وتُوجت بلقب أول عالمة نووية في بلادها عام 2012، وحصلت على جائزة أوائل الإمارات، كما أُدرجت تحت قائمة أذكى 100 شخصية في الدولة.

ودفعها حب الكيمياء والفيزياء إلى التخصص في مجال الهندسة الكيميائية، وتخرجت في جامعة الإمارات عام 2009، وقررت أن تتخذ مسار الطاقة النووية بصورة أكثر جدية رغم صعوبتها.

نساء الطاقة في الإمارات
أماني الحوسني، أول عالمة طاقة نووية في الإمارات

في بداية طريقها قررت أماني الحوسني الالتحاق بمبادرة "رواد الطاقة"، إلا أن رغبتها قُوبلت بالرفض، لكنها أصرت وقررت الالتحاق بها مرة ثانية، وهو ما نالته عام 2012.

وحصلت على درجة الماجستير في الهندسة النووية من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وتخصصت في أبحاث تصميم المفاعل والبحث التحليلي للسلامة النووية، وتعمل في مركز "براكة" للطاقة النووية، وتتولى مسؤولية محاكاة الأنظمة الرئيسة لمحطة الطاقة النووية.

وتقول إن تجربتها الشخصية في الطاقة النووية بدأت منذ 10 سنوات، إذ كانت طالبة في أول دفعة للهندسة النووية، ووصلت لها -وقتها- دعوة إلى زيارة محطة براكة لبناء مفاعل نووي بحضور الشيخ محمد بن زايد ورئيس كوريا الجنوبية، وكانت فخورة بهذه الزيارة، لأنها الفتاة الوحيدة من ضمن المهندسين الزائرين، وحاليًا تشعر بالفخر والحماس، فبعد 10 سنوات تحقق الحلم الصعب والمستحيل على مستوى العالم، وتم تشغيل 3 محطات للطاقة النووية في مشروع براكة.

فاطمة الظاهري

تُعد فاطمة محمد الظاهري من أوائل النساء اللواتي تخصّصن في مجال الهندسة الكهربائية في إمارة أبوظبي.

واختتمت الظاهري -التي أمضت سنوات طويلة من العمل والتفاني في خدمة قطاع المرافق- مسيرتها المهنية الناجحة التي استمرت لمدة 33 عامًا بتقاعدها من منصبها بصفتها مديرة دائرة الكهرباء في شركة العين للتوزيع.

نساء الطاقة في الإمارات
فاطمة الظاهري

كانت فاطمة الظاهري خلال مدة عملها في قطاع الطاقة بالإمارات من أولى النساء اللواتي حققن إنجازات فريدة من نوعها في هذا المجال، بما في ذلك كونها المرأة الأولى في مجال عمل تقني تحصل على جائزة أبوظبي للتميز التقني من رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأصبحت الظاهري -كذلك- أول مديرة في مجال النقل والتوزيع بعد ترقيتها لمنصب مدير إدارة الأصول في شركة العين للتوزيع عام 2011.

والتحقت ببرنامج الهندسة الكهربائية في جامعة الإمارات بالعين في عام 1987، لتترجم شغفها بالهندسة الذي يعود إلى سنوات طفولتها المبكرة، وحصلت من خلال البرنامج على فرصة للعمل في دائرة المياه والكهرباء سابقًا، التي تحوّلت حاليًا إلى شركة أبوظبي للنقل والتحكّم (ترانسكو) في العين وشركة العين للتوزيع.

وتقول: "عندما تخرّجت في الجامعة عام 1993، كنت أعلم أنني سأعود في يوم من الأيام إلى دائرة المياه والكهرباء، ولكنّ المرأة -آنذاك- كانت ما زالت تواجه الكثير من العقبات، إذ كان دخولها سوق العمل يتعارض مع ذهنية مجتمعنا وعائلاتنا".

وتضيف: "شغفي للعمل في قطاع المرافق كان كبيرا وجعلني أملك القدرة للتغلّب على كلّ ما واجهت من تحديات ترافقت مع كوني إحدى النساء القليلات في هذا المجال، وتدريجيًا، تمكنّا من كسر القيود السائدة وتشجيع المزيد من النساء للانخراط في قطاع الطاقة بالإمارات".

فاطمة الشايجي

تُعد فاطمة الشايجي من أبرز الموظفات الناجحات في قطاع المرافق والطاقة في الإمارات، إذ تشغل منصب نائبة الرئيس لإدارة الأصول المحلية في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة".

وتعمل الشايجي -أيضًا- عضوة في العديد من مجالس إدارة شركات المرافق القائمة في الإمارات، بما في ذلك منصب القائم بأعمال رئيس 4 شركات مستقلّة لإنتاج المياه والطاقة في الإمارات.

وعلى الرغم من اعتقادها أن قطاع المرافق قد شهد تحسّنًا كبيرًا من حيث تشجيع المزيد من الموظفات الإماراتيات الموهوبات للانخراط في هذا المجال وتطوير مواهبهنّ، فإنه ما زال هناك الكثير من التحديات الاجتماعية التي يتعيّن على المرأة التغلّب عليها.

نساء الطاقة في الإمارات
فاطمة الشايجي

ترى فاطمة أن المرأة الإماراتية أثبتت قدرتها على التعامل بحزم وثبات مع المواقف الصعبة وكسر القيود السائدة عبر تحقيق إنجازات باهرة يومًا بعد يومٍ، على الرغم من وجود الكثير من العقبات الاجتماعية التي ما زالت حتى اليوم تعوق وصول المرأة إلى المناصب العليا والقيادية ضمن قطاع الطاقة في الإمارات.

وتُعيد فاطمة الشايجي تأكيد أهمية التنويع في سوق العمل ودور المرأة في تحقيق نتائج إيجابية ومثمرة للأفراد والمؤسسات على حدّ سواء.

وتطمح الشايجي إلى أن تتبوّأ المرأة الإماراتية في المستقبل القريب منصب الرئيس التنفيذي أو المدير المالي لإحدى محطات إنتاج المياه والطاقة المستقلة في إمارة أبوظبي.

وتؤكد الشايجي أن المرأة الإماراتية تحظى بمسار مهني واضح ضمن قطاع الطاقة في الإمارات، ما يمكنها من تبوّء المناصب القيادة العليا وتنفيذ المهام المرتبطة بها على أكمل وجه.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق