التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

اكتشاف الليثيوم في الهند يدعم إنتاج السيارات الكهربائية وسط مخاوف بيئية (تقرير)

نوار صبح

يُعدّ اكتشاف الليثيوم في الهند، وبالتحديد في إقليم جامو وكشمير، مهمًا لدعم اعتماد السيارات الكهربائية في البلد. ويتخوّف خبراء البيئة من التداعيات البيئية لاستخراج هذا المعدن ومن تلوث الهواء وانهيار التربة في منطقة الهيمالايا.

وحدّدت هيئة المسح الجيولوجي الهندية -مؤخرًا- مكمنًا محتملًا قدره 5.9 مليون طن من الليثيوم في قرية سالال هايمانا بمقاطعة ريسي، وهو الأول من نوعه في الهند التي تستورد الليثيوم.

وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الهندية بأن الموقع يُعدّ "مصدرًا استدلاليًا" للمعدن، ما يعني أنه في مرحلة استكشاف أولية، وهي الثانية من عملية تشمل 4 خطوات، حسبما أوردت صحيفة ذي إيكونوميك تايمز الهندية (The Economic Times) في 24 فبراير/شباط الجاري

وقال كبير مستشاري السياسات في المعهد الدولي للتنمية المستدامة (آي آي إس دي)، سيدهارث غويل، إن اكتشاف مكامن الليثيوم في الهند يمكن أن يكون "عامل تغيير" محتملًا لطموحات البلاد في مجال تصنيع الطاقة النظيفة بشتّى الطرق، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: "أولًا وقبل كل شيء، فإنّ حجم الاحتياطيات كبير، ويمكن -إذا ثبت أنه قابل للتداول تجاريًا- يقلّل من اعتماد الهند على واردات بطاريات الليثيوم أيون، التي تعد مكونًا رئيسًا لبطاريات السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة النظيفة الأخرى".

وحذّر أستاذ الطاقة والبيئة في جامعة ديلاوير سليم علي، من أن "التقارير تشير إلى أن هناك حاجة إلى ما يقرب من 2.2 مليون لتر من المياه لإنتاج طن واحد من الليثيوم في الهند. علاوة على ذلك، فإن التعدين في تضاريس الهيمالايا غير المستقرة محفوف بالمخاطر".

تُجدر الإشارة إلى أن تعدين الليثيوم في تشيلي والأرجنتين وبوليفيا، على سبيل المثال، أدى إلى مخاوف بشأن انهيار التربة ونقص المياه وتلوثها وتلوث الهواء وفقدان التنوع البيولوجي.

الليثيوم في الهند
أهالي قرية سالال هايمانا يحملون أحجار الليثيوم المكتشف في منطقتهم - الصورة من thehindubusinessline

جدوى اكتشاف الليثيوم في الهند

وفقًا للمسح الجيولوجي الأميركي، فإن نحو ربع مكامن الليثيوم المعروفة على الأرض (88 مليون طن) ستكون مجدية اقتصاديًا بالنسبة إلى التعدين، حسبما ذكره محلل الطاقة بقطاع الكهرباء في معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، ومقره الولايات المتحدة، شاريث كوندا.

وأوضح شاريث كوندا: "بتطبيق هذا المعيار القياسي، من المحتمل أن تستخرج الهند اقتصاديًا 1.5 مليون طن من الليثيوم من 5.9 مليون طن تم اكتشافها في الدراسات الأولية".

وتابع قائلًا: "الهند لديها رؤية لزيادة حصة مبيعات السيارات الكهربائية إلى 30% في السيارات الخاصة، و70% في السيارات التجارية، و40% في الحافلات، و80% في السيارات ذات العجلات الثنائية والثلاثية بحلول عام 2030".

وأضاف: "يمكن أن يترجم هذا إلى 80 مليون سيارة كهربائية على الطرق الهندية بحلول عام 2030"، حسبما أوردت صحيفة ذي إيكونوميك تايمز الهندية (The Economic Times) في 24 فبراير/شباط الجاري.

وأشار إلى أن "حزمة بطارية السيارة الكهربائية المتوسطة تتطلب 8 كغم من الليثيوم. وفقًا لهذا المقياس، يجب أن تكون احتياطيات الليثيوم القابلة للاستخراج اقتصاديًا في الهند كافية لتشغيل 184.4 مليون سيارة كهربائية".

في المقابل، تعتمد الهند -حاليًا- على استيراد العديد من العناصر مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت. وتُظهر بيانات وزارة التجارة أن الهند أنفقت نحو 26 ألف كرور روبية (3.13 مليون دولار) في استيراد الليثيوم بين عاميْ 2018-2021.

تحديات أمام الاستثمار البيئي

في عام 2021، أظهرت المسوحات الأولية، التي أجرتها مديرية المعادن الذرية للاستكشاف والبحث (إي إم دي)، وجود موارد من الليثيوم تبلغ 1600 طن في منطقة مانديا بولاية كارناتاكا الهندية.

الليثيوم في الهند
حقل ليثيوم على مسطّح أتاكاما الملحي في تشيلي - الصورة من رويترز

ووجدت دراسة، أجراها المعهد الدولي للتنمية المستدامة، أن الوصول إلى العناصر الأرضية المهمة مثل الليثيوم يمثّل تحديًا رئيسًا تواجهه الشركات التي تستثمر في النظام البيئي للسيارات الكهربائية في الهند.

ويحتوي موقع المكامن المحتملة، في مقاطعة ريسي الهندية، على كمية الليثيوم نفسها مثل الاحتياطيات في الولايات المتحدة وأكثر من احتياطيات الصين الحالية التي تبلغ نحو 4.5 مليون طن.

علاوة على ذلك، فإن أكبر احتياطيات الليثيوم في العالم بأميركا الجنوبية -خصوصًا في بوليفيا وتشيلي والأرجنتين- تُعدّ الأكبر بعدة مرات، وتمثّل مجتمعة أكثر من 40 مليون طن متري.

ويمكن للإمداد المحلي الهندي من الليثيوم القابل للاستعمال، إذا جرى تطويره، أن يساعد في تطوير بطاريات لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واستعمال السيارات الكهربائية، وفقًا لأستاذ الطاقة والبيئة في جامعة ديلاوير، سليم علي.

ويرى علماء البيئة أن التركيز يجب أن يكون على إعادة تصميم المدن لتقليل استعمال السيارات بصفة عامة بدلًا من استعمال المعادن مثل الليثيوم للتحول إلى السيارات الكهربائية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق