المقالاتسلايدر الرئيسيةغازمقالات الغازمقالات النفطنفط

علاقات الطاقة بين الصين وإيران ليست صفقة رابحة للدولتين (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الإنتاج من حقل يادافاران سيبدأ في النصف الأول من عام 2023
  • • في السنوات الأخيرة، وقّعت إيران وثائق تعاون طويل الأمد مع الصين وروسيا
  • • في اليوم الأول من زيارة الرئيس الإيراني للصين، وقّع الجانبان 20 وثيقة تعاون
  • • القيادة الإيرانية تعمل على افتراض أن العقوبات ستستمر، وفي حال رفعها سيعاد فرضها
  • • الصين لا تبحث عن استثمار سياسي في قطاع الطاقة الإيراني

بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، تعمقت علاقات الطاقة بين الصين وإيران، خاصة أنه لم ينشط إلّا عدد من الشركات الروسية والصينية في حقول النفط والغاز الإيرانية.

حاليًا، الشركات الروسية موجودة في حقلَي أبان وبيدار الغرب، وقد وقّعت مؤخرًا عقدًا مع وزارة النفط الإيرانية للعمل في حقول بيدار الشرق وجِشمه خوش ودالبيري، وتقع معظم هذه الحقول في خوزستان، وبالقرب من الحدود الإيرانية العراقية.

في العقدين الماضيين، كانت زيادة إنتاج النفط والغاز من حقول النفط والغاز المشتركة أولوية لجميع الحكومات في إيران، التي جعلها استمرار العقوبات غير قادرة على زيادة الطاقة الإنتاج في الحقول المشتركة حسب الخطة.

ويُعدّ حقل يادافاران أحد الحقول المشتركة بين إيران والعراق، إذ اعتادت شركة سينوبك الصينية تشغيل المرحلة الثانية من خطة التطوير، التي زادت من علاقات الطاقة بين الصين وإيران.

تجدر الإشارة إلى أن الإنتاج من حقل يادافاران سيبدأ في النصف الأول من عام 2023، لتبدأ العمليات التنفيذية لخطّة زيادة الإنتاج بعد نحو 6 سنوات من تعليق خطة التطوير.

تطوير المرحلة الثانية من حقل يادافاران

تجري مناقشات بشأن تطوير المرحلة الثانية من حقل يادافاران بين شركتَي سينوبك وشركة النفط الوطنية (إن آي أو سي) من كل من الصين وإيران.

الصين وإيران

وصرّح مدير الاستثمار والأعمال في شركة النفط الوطنية الإيرانية فريدون كورد زنغنه بأن الشركة كانت تناقش صفقة مع شركة سينوبك على مدار الـ12 شهرًا الماضية، وأن المناقشات تهدف إلى إنهاء صفقة بقيمة 3 مليارات دولار بين شركتي الصين وإيران.

ويُعدّ تطوير حقل يادافاران جزءًا من خطط إيران لزيادة إنتاج النفط الخام من خلال استغلال مجموعة غرب كارون، التي تتكون من 5 حقول، أزاديجان الجنوبي وأزاديجان الشمالي وياران الشمالي و ياران الجنوبي ويادافاران.

وحصلت شركة سينوبك على عقد العمل في حقل يادافاران، عام 2007، بشرط زيادة إنتاج المرحلة الأولى إلى 85 ألف برميل يوميًا بحلول 2010-2011، وإضافة 100 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2015.

وقد أخفقت سينوبك في تحقيق هذه الأهداف، وفي عام 2014 استقر الإنتاج عند 50 ألف برميل يوميًا فقط. وتمكنت الشركة من تحقيق هدفها في عام 2016، بعد أن أصدرت شركة النفط الوطنية الإيرانية تحذيرات لها، وبحلول عام 2017 بلغ إنتاج سينوبك 105 برميل يوميًا.

وأوضح فريدون كورد زنغنه أن شركة سينوبك لم تعلن رسميًا حتى الآن أنها لن تتعاون في تطوير حقل يادافاران.

وفي إشارة إلى أن تطوير حقل يادافاران هو أحد المشروعات ذات الأولوية لشركة النفط الوطنية الإيرانية، قال كورد زنغنه، إن خطة الإنتاج المبكرة لحقل يادافاران تتماشى مع الخطة الرئيسة للشركة الصينية.

وسيتمحور نطاق تعاون الصين وإيران، من خلال شركتي سينوبك والنفط الوطنية، على دمج حقل أزاديجان المشترك وتطوير حقول النفط المشتركة مع العراق.

تعاون بين الصين وإيران وروسيا

في السنوات الأخيرة، وقّعت كل من روسيا والصين إيران وثائق تعاون طويل الأمد.

الصين وإيران
حقل يادافاران النفطي في إيران – الصورة من صحيفة طهران تايمز

ويندرج تنفيذ اتفاقية مدتها 25 عامًا بين الصين وإيران ضمن أهداف زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للصين.

ويُزعَم أنه في حالة تنفيذ وثيقة التعاون هذه، ستستثمر الصين 280-400 مليار دولار في إيران، وسيعتمد هذا الاستثمار على العملة الصينية، اليوان.

علاوة على ذلك، في اليوم الأول من زيارة الرئيس الإيراني للصين، وقّع الجانبان 20 وثيقة تعاون. والنقطة المهمة والجديرة بالذكر أنه لا يوجد أيّ ذكر لتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الطاقة، وخصوصًا النفط والغاز، أي القطاع الذي يضم الحصة الأكبر من العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

في المقابل، يعتقد بعض خبراء الطاقة البارزين أن الصين وإيران لديهما أهداف مختلفة للتعاون في قطاع الطاقة، وخصوصًا في المجالات النفطية.

وبحسب مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، "يمكن للصين مساعدة إيران في تطوير حقول النفط المشتركة مع العراق، لكن تجدر الإشارة إلى أن إيران تطوّر حقول النفط إستراتيجيًا، وليس اقتصاديًا.

من جهتها، تعمل القيادة الإيرانية على افتراض أن العقوبات ستستمر، وفي حال رفعها سيعاد فرضها.

استثمار الصين في الطاقة الإيرانية

أظهرت دراسة بشأن استثمار الصين في صناعة الطاقة الإيرانية (الاستكشاف والإنتاج) في العقدين الماضيين، أن الصين لا تبحث عن استثمار سياسي في قطاع الطاقة الإيراني.

ويتمثل السبب الرئيس للشركات الصينية للاستثمار في قطاع الطاقة الإيراني في جَنْي أرباح عالية، وبمخاطر منخفضة.

وزُعِمَ أن الاستثمارات الصينية في حقل شمال أزاديجان ويادافاران ومسجد سليمان كانت بمثابة تجربة تجريبية لحصّة أعلى في السوق العراقية، وتعزز علاقات الطاقة بين الصين وإيران.

الصين وإيران
حقل النفط أزاديجان الشمالي في إيران – الصورة من وكالة شانا الإيرانية

وبطريقة ما، هيّأت هذه الاستثمارات الأرضية لوجود الشركات الصينية في مشروعات عالية الربح، مثل حقل أزاديجان الجنوبي والمرحلة الثانية من حقل يادافاران، التي اكتملت بنسبة 70% في المرحلة الأولى.

وتُعدّ الصين أول وجهة تصدير لإيران وثاني مصدر استيراد لإيران، وفقًا لآخر تقرير جمركي إيراني، فقد زادت مبيعات النفط الإيراني هذا العام، ويقال، إن الصين هي الزبون الرئيس للنفط الإيراني.

ويُزعَم أنه إذا أدت زيارة الرئيس الإيراني إلى زيادة شراء النفط من إيران، فستكون مهمة لسوق العملات، لأن زيادة بيع النفط الإيراني ستزيد من وصول البلاد إلى موارد النقد الأجنبي.

وإذا وافقت الصين خلال زيارة رئيسي إلى بكين -بغضّ النظر عن الضغوط الأميركية- على خطة زيادة مبيعات النفط الإيراني، فقد يتردد مشترو سوق العملات في شراء الدولار.

وقد اتّخذ الصينيون فرض العقوبات على إيران ذريعة لهم، ويقولون، إن وضع إيران ليس طبيعيًا، وعليهم الانتظار قليلًا، حتى أنهم جعلوا توقيع المرحلة الثانية من التطوير خاضعًا للموافقة السياسية لبكين، لكن خلال هذه السنوات، كانوا غير مبالين بكل الإنذارات النهائية لشركة النفط الوطنية.

وفي حال عدم تقدّم علاقات الصين وإيران، من خلال تطوير بكين المرحلة الثانية من حقل يادافاران، يجب على الشركات الإيرانية المحلية أن تحلّ محلّ شركة سينوبك، ولكن السؤال هو: هل تستطيع الشركات الإيرانية تلبية احتياجات حقول النفط والغاز المحلية، وخصوصًا حقل يادافاران؟

في العامين الماضيين، عززت الصين نفوذها الاقتصادي والطاقة لدى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق وحتى أفغانستان، ويبدو أن الصين أزالت إيران من أولوياتها الاستثمارية.

ولا يمكن لإيران أن تؤدي دورًا مهمًا في أمن الطاقة لدى الصين، التي تفضّل ألّا يعتمد أمن الطاقة في البلاد على موارد الطاقة الإيرانية.

* الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق