أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

احتياطي النفط الإستراتيجي.. أنس الحجي يكشف نوعية الكميات وموعد السحب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن قرار سحب كميات إضافية من احتياطي النفط الإستراتيجي من جانب الحكومة الأميركية لم يكن مفاجئًا.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بموقع تويتر، تحت عنوان "النفط بين عودة بايدن للسحب من المخزون الإستراتيجي الأميركي.. وتخفيض بوتين للإنتاج الروسي"، أنه في السابق استعملت حكومة بايدن قانون الطوارئ الخاص بالمخزون الإستراتيجي.

وأضاف: "أقرّت سحب 180 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي على مدى 6 أشهر، وقامت بذلك بالفعل، وانتهى السحب بنهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي (2022)، ما دفع المخزون إلى الانخفاض بشكل كبير".

وتابع: "وصل احتياطي النفط الإستراتيجي بعد انخفاضه إلى مستوى 371 مليون برميل من النفط الخام تقريبًا، بعد أن كان 620 مليون برميل، لذا فإن حجم الانخفاض كان كبيرًا".

آثار السحب في أسعار النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي أثار الكثير من المخاوف بشأن تأثيره في أسعار النفط، مضيفًا: "سبق أن لفتنا إلى أن آثار وقف السحب من المخزون ستكون يسيرة، لأن أسعار النفط العالمية بقيت كما هي ولم ترتفع كما توقّع بعضهم".

احتياطي النفط الإستراتيجي
مخازن احتياطي النفط الإستراتيجي في الولايات المتحدة - الصورة من بلومبرغ

وأشار إلى أن الـ180 مليون برميل انتهت بالفعل، والآن هناك 26 مليونًا إضافية، وهذه الكميات كانت متوقعة سابقًا، وذلك لإقرارها من قِبَل الكونغرس منذ عام 2015، لأسباب تتعلق بالموازنة الأميركية، ومن ثم يجب بيعها في كل الحالات.

وأضاف: "يبدو أن حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تكن ترغب في إطلاق الـ26 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي، ولكن بما أن القرار جاء من الكونغرس، قررت الحكومة بيع هذه الكميات، وذلك خلال المدة بين بداية أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2023.

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الكونغرس الأميركي حدّد الكمية التي ستُباع، ولكن الواضح أن إدارة بايدن حددت نوعية النفط الذي سيباع، وكذلك توقيت هذا البيع.

وعن توقيت البيع، قال الحجي، إن هناك معلومات، غير مؤكدة، تتعلق بأن قرار البيع من المخزون الإستراتيجي جاء مباشرة بعد قرار الروس بخفض 500 ألف برميل يوميًا من إنتاج النفط الخام، وهو القرار الذي اتُّخِذَ قبل أيام قليلة.

ولفت الحجي أن قرار السحب سيُطَبَّق قبل اجتماع تحالف أوبك+ المقرر في يونيو/حزيران المقبل 2023، وكذلك قبل بدء موسم السفر الذي يتطلب كميات إضافية من النفط لتلبية الطلب المتزايد على البنزين، موضحًا أن نوعية النفط المختار هي التي تنتج كمية كبيرة من البنزين، وهو النفط الخفيف الحلو.

نوعية النفط المسحوب

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن هناك كثير من الأسئلة حول نوعيات النفط التي ستقوم الحكومة الأميركية بسحبها من احتياطي النفط الإستراتيجي، تنفيذًا لقرار الكونغرس بإطلاق 26 مليون برميل إضافية.

وأوضح أن هناك نحو 200 مليون و3 آلاف برميل من النفط الحامض، وسبق أن دار الحديث مؤخرًا بشأن عزم الحكومة الأميركية على إعادة ملء مخزونها من النفط، عندما أعلنت شراء 3 ملايين برميل.

وأضاف الحجي: "اشترطت حكومة بايدن أن يكون النفط الذي ستشتريه لدعم المخزون الإستراتيجي من النوع المتوسط الحامض، بينما كمية الـ26 مليون برميل التي يريدون التخلص منها الآن من النوع الخفيف الحلو".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، خطة السحب من المخزون الأميركي خلال العام المنصرم 2022:

احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي

الحقيقة الأولى هنا، وفق الحجي، هي أنه يوجد نحو 169 مليون برميل من النفط الخفيف الحلو في المخزون الإستراتيجي الأميركي، بينما يوجد 200 مليون و3 آلاف برميل من النفط الحامض، وهو ما يعني أن النفط الحامض أكثر.

إلّا أن النفط الصخري من النوع الحلو، بحسب الحجي، وهذا النوع يُنتَج نحو 8 ملايين برميل يوميًا منه، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة ليست في حاجة إلى تخزين أيّ كميات من النفط الخفيف الحلو، ومن ثم الواضح أنها تتخلص من هذه الكميات.

أسئلة دون إجابات

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك أسئلة لا يملك إجابات لها، وهي: لماذا لم تتمكن إدارة بايدن من سحب أيّ كميات من النفط المتوسط الحامض؟ ولماذا كانت ترغب في ملء احتياطي النفط الإستراتيجي بمقدار 3 ملايين برميل، وربما أكثر، من النفط المتوسط الحامض؟

ولفت إلى أن هناك سؤالًا آخر، وهو: لماذا منحت الحكومة الأميركية ترخيصًا لشركة شيفرون لتطوير حقلين نفطيين في فنزويلا، بشرط تصدير النفط الحامض إلى الولايات المتحدة فقط، رغم أنها أعطت في السابق صلاحية لشركة أخرى لتصدير النفط إلى أوروبا؟

احتياطي النفط الإستراتيجي
شعار شركة شيفرون الأميركية - الصورة من رويترز

وتساءل الحجي حول ما إذا كانت هناك مشكلة في المغاور الملحية التي تحتوي على النفط المتوسط الحامض، ومن ثم لا تستطيع السحب منها لأسباب فنية، مؤكدًا أنه لا توجد إجابات، ولكن الشكوك تتزايد مع مرور الزمن.

وأشار إلى أن أثر قرار البيع من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي ملحوظ في الأسواق، إذ إن أسعار النفط انخفضت بشكل كبير نسبيًا بعد إعلان السحب من المخزون، موضحًا أن بعضهم ظنوا أن تراجع الأسعار سببه المباشر هو قرار السحب، لكن هذا كان أثرًا مؤقتًا ويسيرًا.

وأوضح الحجي أن تراجع الأسعار الكبير كان سببه إعلان بيانات التضخم، وليس قرار سحب 26 مليون برميل، إذ1 إن بيانات التضخم تعني تأثّر الاقتصاد الأميركي، وأن البنك المركزي سيواصل سياسته في رفع أسعار الفائدة، ما يعني بدوره حدوث تطورات تؤثّر في الطلب على النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق