قيمة سوق تخزين الهيدروجين عالميًا قد ترتفع إلى 6.3 مليار دولار (تقرير)

ما زال تخزين الهيدروجين يمثّل عقبة أساسية أمام انتشاره حول العالم، إلى جانب طرق إنتاجه الجدلية من مصادر الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة، وسط آمال معلقة على هذا الوقود منخفض الكربون، لإنقاذ العالم من أخطر تداعيات مناخية محتملة يحذّر منها العلماء إذا استمر الاعتماد على الوقود الأحفوري المسبب للتلوث وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتواجه صناعة الهيدروجين تحديات متعددة، بداية من تكاليف الإنتاج الباهظة وحتى وسائل نقله وتخزينه والبنية التحتية اللازمة، ما يمثّل عقبة أمام مبادرات نشره على نطاق أوسع في العالم.

ولا تتعدى قيمة سوق تخزين الهيدروجين بنهاية (2022) 1.3 مليار دولار عالميًا، ما يشير إلى حجم التحدي الذي تواجهه صناعة الوقود الأخضر المرشح لخلافة مصادر الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المرجح ارتفاع قيمة سوق تخزين الهيدروجين من 1.5 مليار دولار متوقعة لعام (2023) إلى 6.3 مليار دولار بحلول (2030)، بمعدل سنوي مركب 21.5%، وفقًا لتقديرات منصة ماركتس آند ماركتس المتخصصة (markets and markets).

وتتجه سوق تخزين الهيدروجين إلى النمو، بسبب ارتفاع الطلب على خلايا الوقود في مختلف الصناعات، واللوائح الحكومية الصارمة على مستوى العالم.

نموذج الغاز يستحوذ على الحصة الأكبر

يركز التقرير على تخزين الهيدروجين الفيزيائي -التخزين على هيئة غاز أو سائل- والتخزين على سطح أو داخل المواد الصلبة أو السائلة.

وتختلف توقعات تخزين الهيدروجين على حسب استعماله في صناعة المواد الكيميائية ومصافي النفط والصناعات وقطاع السيارات والنقل وصناعة المعادن، بالإضافة إلى عوامل تتعلق باختلاف المناطق الجغرافية.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة إنتاجه:

واستحوذ نموذج الهيدروجين في صورته الغازية على أكبر حصة في سوق التخزين عالميًا خلال عام 2022، سواء من حيث القيمة أو الحجم، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن يستمر نموذج الصورة الغازية مسيطرًا على سوق تخزين الهيدورجين عالميًا حتى عام 2030، إذ يُضغط الهيدروجين في خزانات كبيرة دون إسالته لأسباب اقتصادية، وفقًا لتوقعات منصة ماركتس آند ماركتس المتخصصة.

وتُمكن هذه التقنية صناع السيارات من تخزين ما يكفي من الهيدروجين للسماح للسيارات، التي تعمل بنظام بطاريات خلايا الوقود الهيدروجينية، بالسير لمسافات طويلة تتراوح بين 500 و600 كيلومتر، قبل أن تحتاج إلى المرور على محطات التعبئة قليلة الانتشار في الوقت الحالي.

التخزين في الصهاريج بالمركز الثاني

استحوذ نموذج التخزين في الصهاريج الكبيرة على ثاني أكبر حصة في سوق التخزين عام 2022، خاصة في مصافي تكرير النفط ومواقع صناعة الحديد والصلب وغيرها.

وسيطرت منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأميركا الشمالية على أسواق تخزين الهيدروجين عبر الصهاريج والخزانات والأسطوانات، إذ تركز حكومات بعض دول المنطقة على الحد من غازات الاحتباس الحراري عبر زيادة الاعتماد على وقود الهيدروجين.

وتستهدف اليابان -على سبيل المثال- زيادة الاعتماد على الهيدروجين لتصبح مجتمعًا هيدروجينيًا بحلول 2050، كما تخطط كوريا الجنوبية لبناء 310 محطات وقود متخصصة في تزويد الهيدروجين بحلول 2025.

كما تمتلك أميركا الشمالية مرافق كبيرة لصناعة الإلكترونيات والنقل والحديد والصلب، ما يدفع إلى زيادة الطلب على أنظمة التخزين الفيزيائية للهيدروجين لدعم هذه الصناعات.

ومن المتوقع أن ينمو الطلب على أنظمة التخزين الفيزيائي -التخزين على صورة غاز أو سائل- للهيدروجين على المستوى التجاري بصورة كبيرة خلال السنوات المقبلة، بسبب عدم كفاية الهيدروجين في مصافي النفط الحالية لتلبية الطلب.

استعمال الهيدروجين مصافي النفط

يُعد قطاع مصافي النفط من أوائل القطاعات التي تعزز تخزين الهيدروجين على مستوى العالم من حيث القيمة والحجم في عام 2022.

وبعد الصناعة، يأتي قطاع تكرير النفط في المرتبة الثانية ضمن الأكثر استهلاكًا للهيدروجين، بما يصل إلى 41 مليون طن، بحصة تعادل 42.3%، كما يرصد الرسم أدناه:

ويُستعمل غاز الهيدروجين لإزالة الكبريت من وقود النقل مثل البنزين والديزل، إلى جانب تحسين الوقود المشتق من نواتج التقطير الثقيلة لتكرير النفط الخام.

كما يُستعمل في معالجة الرمال النفطية ومشروعات تحويل الغاز إلى سائل، إلى جانب استعماله في مشروعات تغويز الفحم، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتعتمد الدول المتقدمة وبعض البلدان النامية لوائح ثابتة تتعلّق باستعمال الوقود الأنظف للحد من انبعاثات الكربون، التي تتطلّب الهيدروجين لإزالة الكبريت، ما يرجح تغذية توقعات نمو سوق تخزين الهيدروجين بحلول 2030.

خريطة أكبر اللاعبين في سوق تخزين الهيدروجين

من المتوقع أن تشهد أوروبا نموًا استثنائيًا في سوق تخزين الهيدروجين بحلول نهاية العقد الحالي، إذ استحوذت على حصة تبلغ 13.2% من إجمالي سوق التخزين العالمي في عام 2022.

ويستهدف الاتحاد الأوروبي تسريع عمليات تخزين الهيدروجين، في إطار خطط طموحة لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 55% بحلول 2030، مقارنة بمستوياتها عام 1990.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المرشحة لإنتاج الهيدروجين في العالم:

وتتزايد مشروعات تخزين الهيدروجين في الاتحاد الأوروبي بقيادة لاعبين رئيسين من أبرزهم: شركة نبروكس الهولندية (NPROXX)، وشركة بلاستيك أومنيوم الفرنسية، وشركة آير ليكويد الفرنسية.

موضوعات متعلقة..

• تجارب تخزين الهيدروجين في مناجم الفحم تبشر بنتائج ملهمة (تقرير)
• تخزين الهيدروجين تحت سطح البحر.. طريقة مثلى لحفظ وقود النقل والتدفئة (دراسة)
• قيمة سوق الهيدروجين الأخضر قد تبلغ 850 مليار دولار بحلول 2050 (تقرير)
• أوابك تكشف أبرز مشروعات الهيدروجين العربية وقائمة الكبار

اقرأ أيضًا...

• أنس الحجي: وكالة الطاقة الدولية تدعم المصادر المتجددة على حساب غيرها
• تقرير يتهم المستشفيات الأميركية بزيادة الانبعاثات.. ويكشف أرقامًا صادمة
• مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج يدخل حيز التنفيذ