رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

مشروع لتخزين الهيدروجين تحت سطح البحر في إسكتلندا

دينا قدري

يتزايد الاهتمام العالمي بتخزين الهيدروجين، مع نمو الطلب عليه بوصفه وقود المستقبل في مزيج الطاقة، نظرًا لدوره في تحقيق أهداف الحياد الكربوني والحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري؛ ما دفع الكثيرين إلى البحث عن طرق تخزين برية وبحرية تسمح بالحفاظ على الوقود لمدّة أطول.

وفي هذا الصدد، حصلت شركة خدمات النفط البحري "صب سي 7" وميناء أبردين الإسكتلندي على منحة حكومية قدرها 150 ألف جنيه إسترليني (186.7 ألف دولار أميركي)، للتحقيق في جدوى تخزين الوقود تحت سطح البحر في ميناء أبردين الجنوبي الجديد.

وسيُجري مشروع "تخزين وتوزيع الهيدروجين الساحلي- إتش 2 شور" تحليلات هندسية شاملة لتحديد النهج التكنولوجي الأكثر فاعلية وتحديد الموقع البحري المناسب، كما سيضع مخططًا لحالة الأعمال، حسب تقرير لمنصة "أوفشور إنجينير" (Offshore Engineer)، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعدّ هذه الدراسة من بين 32 مشروعًا ستتلقى التمويل من مخطط ابتكار الهيدروجين، وهو برنامج مخصص لتعزيز الابتكار في إنتاج الهيدروجين المتجدد وتخزينه وتوزيعه.

تخزين الهيدروجين تحت سطح البحر

كُلِّفت شركة استشارات الطاقة "إكسدوس" بفحص متطلبات التوزيع والتزويد بالوقود اللازمة لمشروع تخزين الهيدروجين تحت سطح البحر، مع التركيز على المعدّات والعمليات وإجراءات التشغيل.

وقالت المديرة التجارية لميناء أبردين، مارلين ميتشل: "يُعدّ تأمين تمويل الحكومة الإسكتلندية لمشروع إتش 2 شور إنجازًا مهمًا".

وشددت على أن "المواني لها دور محوري في الانتقال إلى تقنيات الهيدروجين، ما يسهم في الرحلة نحو الحياد الكربوني، كما تُستعمل بمثابة بنية تحتية حيوية لنقل وتجارة الهيدروجين".

وأضافت ميتشل: "هذه المبادرة هي واحدة من العديد من الفرص الواعدة التي نستكشفها لوضع ميناء أبردين في طليعة اقتصاد الهيدروجين المزدهر في إسكتلندا".

وفي أبريل/نيسان 2023، كشف الميناء التزامه باستثمار 55 مليون جنيه إسترليني (68.4 مليون دولار أميركي)، على مدى السنوات الـ10 المقبلة، ليصبح أول ميناء محايد للكربون في المملكة المتحدة بحلول عام 2040، وفق ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).

هدف إنتاج الهيدروجين في إسكتلندا

أوضحت شركة "صب سي 7" أن "الهيدروجين هو ناقل طاقة متعدد الاستعمالات، مع إمكانات كبيرة في التحول العالمي للطاقة المتجددة.. يمكن تخزينه أو نقله مباشرة أو تحويله مرة أخرى إلى كهرباء أو حرارة".

وأضافت أنها طوّرت حلًا معياريًا وقابلًا للتطوير لتخزين الهيدروجين تحت سطح البحر، إذ يمكن توصيل عدّة وحدات معًا، بسعة تخزين تبلغ 15 طنًا من الهيدروجين لكل وحدة.

كما يتيح هذا الحل تخزين الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون الذي يُوَفَّر من مصادر مختلفة في البر والبحر، ويُسلَّم إلى مراكز وعملاء مختلفين.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

أنواع الهيدروجين

وصرّح المدير الإستراتيجي لانتقال الطاقة في المملكة المتحدة في "صب سي 7"، ليام ماسينتاير، بأن "هذا التمويل يوفر فرصة رائعة للعمل مع ميناء أبردين، وأداء دور رئيس في تحقيق هدف الحكومة الإسكتلندية بتسليم 5 غيغاواط من إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2030".

وقال مدير إستراتيجية المجموعة لانتقال الطاقة في "صب سي 7"، ستيان ساندي: "يسعدنا العمل مع ميناء أبردين في مشروع تخزين الهيدروجين المبتكر هذا".

وأضاف: "نتطلع إلى استكشاف وتقييم المفاهيم المناسبة بهدف تمكين وتسريع إنتاج الهيدروجين البحري وتخزينه وتطوير بنيته التحتية".

كما قال: "بصفتنا شركة عالمية رائدة في تقديم مشروعات الطاقة المعقّدة، نواصل العمل مع شركائنا وعملائنا لجعل انتقال الطاقة ممكنًا".

انتعاشة مشروعات الهيدروجين العالمية

في سياقٍ متصل، سلّط تقرير "هيدروجين إنسايتس 2023" -الذي أصدره مجلس الهيدروجين وشركة ماكنزي وشركاه- الضوء على النمو القوي لمشروعات الهيدروجين، مع زيادة إجمالي الاستثمارات بنسبة 35% من مايو/أيار 2022 إلى يناير/كانون الثاني 2023.

كما وصل 9% من إجمالي الاستثمارات إلى قرار الاستثمار النهائي، بزيادة 30% منذ مايو/أيار 2022، وفق ما جاء في التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويتتبّع التقرير 1040 مشروعًا على مستوى العالم تُمثّل 320 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة من الآن حتى عام 2030، ارتفاعًا من 240 مليار دولار.

وفيما يلي توقعات الطلب العالمي على الهيدروجين في القطاعات الرئيسة بحلول عام 2030:

الطلب على الهيدروجين في القطاعات الرئيسة بحلول 2030

ينتشر زخم مشروعات الهيدروجين على مستوى العالم، إذ تتصدر أميركا الشمالية باستثمارات تُقدَّر بـ10 مليارات دولار، تليها أوروبا بـ7 مليارات دولار، والصين 5 مليارات دولار، وكان النمو في الصين هو الأعلى بأكثر من 200%.

وعلى الرغم من التقدم المحرَز، أشار التقرير إلى أن المشروعات المعلَنة تتخلف عن الأهداف، إذ ستكون هناك حاجة إلى زيادة أكثر من 20 ضعفًا بحلول عام 2030، لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وما تزال احتياجات الموارد والمعدّات ضرورية لضمان نشر مشروعات الإمداد بالهيدروجين النظيف، ومنع اختناقات البنية التحتية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق