تقارير الكهرباءالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

حرق الأمونيا مع الفحم يزيد الانبعاثات خلافًا لما تروجه اليابان (تقرير)

خبراء ينصحون الحكومة اليابانية بالابتعاد عن هذه المشروعات

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف يحذر من تجارب حرق الأمونيا في اليابان.
  • رصد زيادة انبعاثات سلسلة من غازات الاحتباس الحراري في 3 سيناريوهات.
  • شركة جيرا اليابانية أكبر المروجين لمشروعات حرق الأمونيا مع الفحم.
  • نصائح للحكومة اليابانية بالابتعاد عن هذا النوع من المشروعات.

ما زالت فكرة حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الكهرباء -التي روجتها بعض الشركات اليابانية منذ سنوات- محل جدل علمي واسع بين المتخصصين في علوم البيئة والمناخ وجودة الهواء.

وأظهرت بيانات علمية حديثة نتائج سلبية لفكرة الحرق المشترك للأمونيا مع الفحم في بعض محطات الطاقة الحرارية التابعة لشركة جيرا اليابانية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وترغب اليابان في زيادة حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الكهرباء؛ لأن الحرق نفسه لا تنبعث منه غازات ضارة، كما أن الأمونيا أسهل نسبيًا وأرخص وأكثر أمانًا للنقل من الهيدروجين.

ومع ذلك؛ فإن الطريقة الحالية المستعملة بصورة شائعة لإنتاج الأمونيا مصدر كبير لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لأنها تنطوي على حرق الوقود الأحفوري؛ ما يؤدي إلى إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، علاوة على ذلك، لتلبية الطلب على الأمونيا، يجب استيرادها عن طريق السفن التي تعمل -أيضًا- بالوقود الأحفوري.

ونشر مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف "سي آر إي إيه" تقريرًا بيئيًا حول تجارب حرق الأمونيا مع الفحم في محطة "هيكنان" التابعة لشركة جيرا، أكبر شركة لتوليد الكهرباء في اليابان.

وأظهرت النتائج مخاوف عالية من زيادة انبعاثات سلسلة من غازات الدفيئة المتسببة في الاحتباس الحراري خلال عمليات إنتاج ونقل وحرق الأمونيا مع الفحم.

الجسيمات الدقيقة في الهواء خطر على الصحة

خص مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف غازات ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وغاز الأمونيا المعروف بغاز النشادر، بوصفها من أخطر الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

كما حذّرت الدراسة من زيادة تركيز الجسيمات الدقيقة في الهواء؛ ما يمثل تهديدًا كبيرًا لجودة الهواء ويعرّض حياة ملايين المواطنين لمخاطر الوفاة المبكرة نتيجة استنشاق هواء كثيف والجسيمات الدقيقة.

ويُعَد معدل تركيز الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومترًا في الغلاف الجوي، من أهم المعايير العلمية التي يعتمد عليها الخبراء والمتخصصون في تحديد مدى جودة أو تلوث الهواء وآثاره في الصحة العامة للبشر.

وتختلف درجة تركيز الجسيمات الدقيقة في الهواء من منطقة جغرافية لأخرى، وغالبًا ما تزداد معدلاتها في المدن الكثيفة والمجمعات الصناعية، في حين تقل معدلاتها نسبيًا في المناطق الريفية وأقاليم الأطراف خفيفة السكان، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الهواء المحيط يتسبب في وفاة 4.2 مليون شخص

يتسبب تلوث الهواء المحيط (الهواء الخارجي) جراء الجسيمات الدقيقة وغيرها في الوفاة المبكرة لآلاف المواطنين في اليابان كل عام، وما يقرب من 4.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية حتى عام 2019.

وتحذر المنظمة -منذ سنوات طويلة- من تزايد معدلات تلوث الهواء بأسبابه المختلفة بصورة متسارعة، إلى أن أصبح 9 من كل 10 أشخاص في العالم يستنشقون هواءً ملوثًا بدرجات متفاوتة.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 مدن من حيث معدل التلوث في العالم:

تلوث الهواء في الهند

وتقع أغلب وفيات تلوث الهواء المحيط في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ولا سيما في دول جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية.

وتحث المنظمة كل الدول على زيادة الاهتمام بخطط تحسين جودة الهواء وخفض معدلات تلويثه وتجفيف منابعها في قطاعات الصناعة والطاقة والنقل وغيرها.

وتخص المنظمة بالذكر مجموعة من أكبر الغازات المسؤولة عن تلوث الهواء وهي: الجسيمات الدقيقة، وأول أكسيد الكربون، والأوزون، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت.

سيناريوهات انبعاثات حرق الأمونيا في اليابان

استند مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في تقريره عن حرق الأمونيا مع الفحم في اليابان، إلى معايير علمية متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية في قياس تلوث الهواء ورصد انبعاثات الغازات المتصلة.

ورصد المركز زيادة انبعاثات الجسيمات الدقيقة وغازات ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وغاز الأمونيا، في 3 سيناريوهات أعدت حسب نسبة حرق الأمونيا مع الفحم: صفر% و20% و50%.

وأظهر السيناريو الثاني زيادة الانبعاثات بنسبة 76% من 1.34 إلى 2.24 ألف طن عند الاعتماد على الأمونيا في تلبية الطلب على الكهرباء بنسبة 20%، والفحم بنحو 80%، في حين زادت الانبعاثات بنحو 167% في حالة الاعتماد على الأمونيا بنسبة 50%، وفقًا للسيناريو الثالث.

نصائح للحكومة اليابانية

جاءت أغلب الانبعاثات والجسيمات الدقيقة من عمليتي نقل وحرق الأمونيا مع الفحم؛ ما يزيد من مخاطر الصحة العامة في اليابان، وفقًا لتحذيرات الخبراء المعدين للتقرير.

وأوصى خبراء مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، الحكومة اليابانية، بزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بدلًا من حرق الأمونيا مع الفحم لأضراره على الإنسان والبيئة معًا.

ومن شأن هذه النتائج التي وصل إليها المركز، أن تثير علامات استفهام كبيرة حول شركة جيرا المستمرة في تجارب الحرق المشترك للأمونيا والفحم في "هيكنان"، أكبر محطة طاقة حرارية في اليابان.

وتشير التقديرات الحكومية إلى أن الطلب على الأمونيا في اليابان سيرتفع إلى 3 ملايين طن سنويًا في عام 2023، ثم إلى 30 مليون طن بحلول عام 2050.

رئيس مجلس إدارة شركة جيرا اليابانية يوكيو كاني
رئيس مجلس إدارة شركة جيرا اليابانية يوكيو كاني - الصورة من موقع الشركة

شركة جيرا في مأزق

تفتخر شركة جيرا اليابانية بكونها الشركة الوحيدة في العالم التي تجري تجارب على استعمال الأمونيا في توليد الكهرباء عبر محطة هيكنان للطاقة الحرارية.

وتشير نتائج التقييم البيئي الأخيرة الصادرة من مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، إلى أن تجارب المحطة تزيد الانبعاثات بصورة كبيرة؛ ما يضع الشركة اليابانية في موقف حرج، وربما يضطرها إلى إعادة النظر في طريقة حرق الأمونيا مع الفحم أو الاستعانة بتقنيات أكثر كفاءة في خفض انبعاثات المحطة.

وتخطط جيرا للتوسع في إنتاج الأمونيا على مستوى العالم لحجز موقع ريادي في سوق الوقود الأخضر العالمي المرتقب بحلول 2030.

وطرحت الشركة مناقصة دولية، خلال العام الماضي، لشراء 500 ألف طن سنويًا من وقود الأمونيا بداية من عام 2027، كما تدرس الشركة اقتراحات واعدة لإنشاء 40 مشروعًا لإنتاج الأمونيا حول العالم، بعضها بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق