التغير المناخيأخبار الهيدروجينتقارير التغير المناخيرئيسيةهيدروجين

الكشف عن زورق سحب يعمل بالأمونيا.. تطوره 3 شركات يابانية

أسماء السعداوي

كُشف النقاب عن زورق سحب يعمل بالأمونيا في اليابان، في إطار جهود خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، لإبقاء حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية، كما تنص اتفاقية باريس للمناخ.

وأعلنت 3 شركات يابانية، هي جيرا (JERA) -أكبر شركات توليد الكهرباء في اليابان-، وعملاقة الشحن "إن واي كيه لاين" (NYK Line)، وشركة الكيماويات ريسوناك (Resonac)، إجراء دراسة جدوى مشتركة بشأن تشغيل زوارق السحب بوساطة وقود الأمونيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وسبق تلك التجربة، مساعٍ عالمية أخرى داخل صناعة الشحن قادتها شركات "نورث سي كونتينر لاين" (North Sea Container Line) و"مول" (MOL) وبانكر هولدينغ (Bunker Holding) لاستكشاف آفاق استعمال الأمونيا لتحقيق التزاماتها المناخية.

والأمونيا هي مركّب مكون من ذرة نيتروجين واحدة و3 ذرّات هيدروجين، وهي غاز ذو رائحة قوية يُستعمَل في صناعات الأسمدة والنسيج والمستحضرات الطبية والصناعات المعدنية والمبيدات والمنظّفات.

ولا ينتج عن حرق الأمونيا أيّ انبعاث لغاز ثاني أكسيد الكربون، لكن تُطلق تلك الانبعاثات فقط في حالة إنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي الأحفوري.

تفاصيل التجربة

في بيان صحفي نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، تقول شركة جيرا، إن الهدف من الدراسة هو بحث تشغيل زورق سحب يعمل بالأمونيا، تطوره شركة "إن واي كيه لاين".

وستركّز الدراسة على 3 محاور رئيسة، هي: تحديد سبل التشغيل الآمنة، وتطوير أنظمة نقل الأمونيا بالمواني، والتعاون مع المنظمات المعنية لصياغة قواعد استعمال الأمونيا وقودًا للنقل البحري.

ومن المقرر تسليم زورق سحب يعمل بالأمونيا في شهر يونيو/حزيران من العام المقبل (2024).

شعار شركة جيرا على أحد مواقعها
شعار شركة جيرا على أحد مواقعها- الصورة من وكالة رويترز

ويقول بيان جيرا: "يمكّن استعمال الأمونيا التي لا تطلق أيّ انبعاثات كربونية عند حرقها، وقودًا للسفن، من خفض كبير لانبعاثات غاز الدفيئة مقارنة بأنواع الوقود التقليدية بحرًا".

وأشار: "من خلال هذه الدراسة المشتركة نعتقد أن تلك (وهي أول مبادرة عالمية لتموين سفينة ذات محرك يعمل بالأمونيا) ستقدم إسهامًا جوهريًا تعزيز وتبنّي الأمونيا وقودًا لقطاع الشحن".

ويصعب تقليل انبعاثات قطاع الشحن البحري، لأن 99% من الأسطول العالمي يعتمد على الوقود الأحفوري (زيت الوقود الثقيل)، بحسب بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" (UNCTAD).

يضيف القطاع، الذي ينقل 80% من السلع عالميًا، 3% من انبعاثات غازات الدفيئة، ولذلك يُستعمل الميثانول الأخضر والهيدروجين والأمونيا والطاقة النووية لخفض الانبعاثات.

ويتطلب إزالة الكربون من السفن بحلول عام 2050، ما بين 8 و28 مليار دولار سنويًا، إضافة لاستثمارات تتراوح بين 28 و90 مليار دولار سنويًا لتطوير البنية الأساسية للوقود الخالي من الكربون.

صندوق الابتكار الأخضر

يأتي تطوير زورق السحب الذي يعمل بالأمونيا في إطار مشروعات صندوق الابتكار الأخضر بقيمة تريليوني ين (13.7 دولار أميركي) التابع لمنظمة تنمية الطاقة الجديدة وتكنولوجيا الصناعة في اليابان.

(الين= 0.0069 دولارًا أميركيًا).

يهدف الصندوق لتسريع وتيرة التحول الهيكلي لقطاعي الطاقة والصناعة والابتكار عبر الاستثمارات الجريئة والجهود الأخرى لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ولمدد تصل إلى 10 سنوات، يقدّم الصندوق الدعم المستدام لأنشطة تتراوح بين البحوث والتطوير وإجراء دراسات الجدوى والتنفيذ للشركات والكيانات الملتزمة بأهداف طموحة وملموسة في هذا الصدد، بالقطاعين العام والخاص.

جيرا والحياد الكربوني

تقول شركة جيرا، إن تجربة استعمال الأمونيا لتشغيل الزوارق والسفن جزء من خطواتها لتحقيق التزامات خفض انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 في عملياتها المحلية والدولية.

وتسعى عملاقة الكهرباء اليابانية لإرساء قواعد سلسلة توريد للهيدروجين والأمونيا، وأيضًا استعمال الأمونيا خارج نطاق توليد الكهرباء، ليشمل استعمالات أخرى، منها الشحن.

كما تُجري الشركة دراسات تتعلق بالحرق المشترك للأمونيا في محطات الكهرباء العاملة بالفحم، في اليابان والفلبين وماليزيا.

وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023)، أعلنت الشركة اعتزامها بدء تجربة الحرق المشترك للأمونيا بنسبة 20% مع الفحم في محطة كهرباء تجارية ضخمة وسط اليابان، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستشهد الوحدة 4 بقدرة 1 غيغاواط في محطة هيكينان الحرارية التجربة خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس/آذار (2024).

محطة هيكينان الحرارية
محطة هيكينان الحرارية- الصورة من "wikimedia"

وتهدف التجربة، التي بدأت بمزج كميات صغيرة من الأمونيا في وحدة أخرى بالمحطة، لخفض انبعاثات الكربون عبر استعمال أنواع وقود أنظف.

وستكون تلك أول تجربة في العالم لاستعمال كمية كبيرة من الأمونيا، إلى جانب الفحم لتوليد الكهرباء في محطة تجارية.

وما زالت عمليات التطوير جارية لزيادة نسبة الأمونيا في هذه العملية، لتزيد عن 50%، وتجربتها فعليًا في العام المالي 29-2028، وستبدأ عمليات التشغيل التجاري لها في مطلع العقد المقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق