أخبار الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

كشف تصميم أكبر سفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية في العالم

أزاحت الصين الستار عن تصميم أكبر سفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية في العالم، وذلك ضمن مساعي أكبر مصدر لانبعاثات الكربون لخفض استعمال الوقود التقليدي الملوث في صناعة الشحن البحري.

جاء ذلك خلال فعاليات معرض "مارين تيك تشاينا" (Marintec China) لتقنيات صناعة الشحن البحري، الذي يُعقد لأول مرة في شنغهاي بين يومي الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023 والجمعة المقبلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال الفعاليات، أطلق حوض جيانغنان لبناء السفن التابع للشركة الصينية الحكومية لبناء السفن (CSSC) رسميًا تصميم السفينة التي تحتوي على 34 ألف وحدة حاوية مكافئة، وفق تقرير نشرته منصة "غلوبال تايمز" (globaltimes) المحلية.

وبحسب وسائل إعلام صينية، تشكّل الخطوة إنجازًا ثوريًا في تطوير سفن دون إطلاق انبعاثات كربونية.

ويصعب تقليل انبعاثات قطاع الشحن البحري الذي ينقل 80% من السلع، ويضيف 3% من انبعاثات غازات الدفيئة، لاعتماده على زيت الوقود الثقيل؛ ولذلك يستعمل الميثانول الأخضر والهيدروجين من بين أخرى.

تفاصيل أكبر سفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية

من المقرر أن يعمل التصميم الجديد بوساطة مفاعلات "مولتن سولت" أو الملح المنصهر.

ويُقصد بمفاعل الملح المنصهر أنه مفاعل صغير يستعمل تقنية تحمل الاسم نفسه، ويؤدي فيها الملح المنصهر دور مبرد الوقود النووي.

وستعمل تلك المفاعلات تحت درجة حرارة مرتفعة وضغط منخفض، وهو ما سيقلل مخاطر انصهار المفاعل من البداية.

وفي حالة حدوث تسرب للوقود، يمكن وقف تشغيل المفاعل سريعًا لمنع حدوث أيّ مشكلات، وهو ما يؤكد الالتزام بمعايير السلامة.

ولتحقيق الاستفادة من إمكانات الطاقة النووية النظيفة، يتضمن تصميم أكبر سفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية مفاعلات مولتن سولت من الجيل الرابع، التي تعدّ متطورة للغاية على الساحة العالمية.

وحصل التصميم على موافقة أولية من جمعية التصنيف البحري النرويجية "دي إن في" (DNV).

حصول أكبر سفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية على شهادة "دي إن في"
حصول أكبر سفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية على شهادة "دي إن في" - الصورة من موقع الجمعية

يأتي ذلك في الوقت الذي دخلت فيه أول محطة نووية صينية من الجيل الرابع حيز التشغيل التجاري رسميًا اليوم (6 ديسمبر/كانون الأول 2023).

تقع محطة شيدواووان في مقاطعة شاندونغ، وتعمل بوساطة المفاعلات عالية الحرارة المبردة بالغاز، ويمكنها التشغيل بصورة آمنة وتجنّب انصهار المفاعل أو تسرب المواد المشعة.

الطاقة النووية والشحن البحري

يحظى الدفع النووي للسفن والحاويات باهتمام عالمي متزايد، لتحقيق أهداف الحياد الكربوني الصارمة، كما أن الوقود النووي غير مرتبط بمخاوف مثل توافر الوقود وأسعاره.

وعبر انتفاء الحاجة لتكرار عمليات إعادة التزود بالوقود، تصبح السفن العاملة بالطاقة النووية أقلّ عرضة لتقلّبات الأسعار وتوافر أنواع الوقود منخفض أو خالي الكربون، بحسب تقرير نشرته منصة "أوفشور إنرجي" (offshore-energy) والذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولا يُسهم ذلك في تحقيق الاستقرار الاقتصادي لشركات الشحن البحري فحسب، بل يعزز أيضًا الاستدامة الشاملة للنقل البحري.

ورغم القدرات الواعدة التي حققها الدفع النووي في وسائل النقل البحري، لا يحظى الوقود النظيف بقبول مجتمعي بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة.

وترجع السمعة السيئة لحوادث جزيرة الـ3 أميال بالولايات المتحدة عام 1979، ثم التسرب النووي في محطة تشيرنوبل الأوكرانية عام 1986، وكارثة فوكوشيما النووية في اليابان عام 2011.

سفينة تطلق انبعاثات كربونية-
سفينة تطلق انبعاثات كربونية- الصورة من موقع "unctad"

تكلفة إزالة الكربون من السفن

بحسب بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" (UNCTAD)، ما زال التحول إلى الوقود النظيف يخطو خطواته الأولى؛ لأن نحو 99% من الأسطول العالمي يعتمد على الوقود الأحفوري التقليدي.

كما أن تكلفة هذا التحول باهظة؛ إذ يتطلب الأمر ما يتراوح بين 8 مليارات و28 مليار دولار سنويًا لإزالة الكربون من السفن بحلول عام 2050.

وستكون هناك حاجة لاستثمارات تتراوح بين 28 مليار دولار و90 مليار دولار سنويًا لتطوير البنية الأساسية للوقود الخالي من الكربون بحلول 2050.

وقد تؤدي تلك الجهود إلى رفع التكلفة السنوية لنفقات الوقود بنسبة تتراوح بين 70 و100%، وهو ما قد يؤثّر سلبًا في الدول الجزرية الصغيرة النامية، والبلدان الأقلّ نموًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق