تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

طموحات أستراليا المناخية تربك حسابات اليابان.. والأنظار تتجه لقطر

أسماء السعداوي

أصبحت طموحات أستراليا المناخية مثار قلق كبير بالنسبة لليابان التي تأتي نصف وارداتها من الطاقة تقريبًا من أستراليا.

في المقابل، تعهدت أستراليا باستمرار كونها مصدر طاقة مستقرًا وجديرًا بالثقة بالنسبة لليابان، وفق تقرير حديث طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

جاء ذلك خلال فعاليات الجولة الخامسة من الحوار الاقتصادي على المستوى الوزاري بين البلدين، والذي عُقد في ملبورن، بين وزير التجارة الأسترالي دون فاريل، ووزير المناخ والطاقة كريس بوين، ووزيرة الموارد مادلين كينغ، مع وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني ياسوتوشي نيشمورا، اليوم الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ودفعت المخاوف بشأن أمن إمدادات الغاز المسال الأسترالية، طوكيو للبحث عن مورّدين، مثل قطر التي جاءت في المركز الثالث بقائمة كبار المصدّرين في النصف الأول من 2023.

مخاوف من طموحات أستراليا المناخية

تعمل حكومة حزب العمال، بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، على دعم سياسات مكافحة تغير المناخ ضمن طموحات أستراليا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ولذلك، وضعت هدف خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005، كما مررت الحكومة في مارس/آذار المنصرم قانون آلية الحماية الذي يفرض قيودًا على كبار مطلقي الانبعاثات بالبلاد، ومنها محطات الغاز المسال.

تخشى اليابان من أن تؤدي طموحات أستراليا المناخية لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري إلى رفع أسعار الوقود الأحفوري الأسترالي، المصدر الرئيس لتلبية احتياجات شعب اليابان من الطاقة.

وردًا على ذلك، يقول وزير التجارة الأسترالي دون فارين: "أستراليا ملتزمة بكونها مزود طاقة جديرًا بالثقة ومستقرًا لمنطقتنا، ولكن على نحو خاص إلى اليابان"، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وأضاف: "سنبحث أهدافنا المشتركة في إدارة مصالحنا الاقتصادية والخاصة بأمن الطاقة وتطوير فرص جديدة في تحول الطاقة".

وتقول شركة وود ماكنزي (Wood Mackenzie) لأبحاث واستشارات الطاقة، إن اليابان تستورد 40% من الغاز المسال، و70% من الفحم من أستراليا.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال في عام 2022:طموحات أستراليا المناخية

 

واتّهم مسؤولون حكوميون يابانيون أستراليا بالخيانة بسبب طموحاتها المناخية التي تهدد أمن الطاقة في اليابان، بحسب تقرير نشرته منصة "أبستريم أونلاين" (upstreamonline)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تخشى طوكيو من أن تؤثّر المساعي الجديدة بخطط اليابان لإقامة منشآت إسالة جديدة في أستراليا، بالإضافة لرفع أسعار الغاز المسال.

وقال المدير العام لإدارة الموارد الطبيعية والوقود في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية يوكي ساداميتسو، إن عدم حل الأزمة قد يقوّض العلاقات الطويلة القائمة على الثقة بين البلدين.

بدوره، يقول مدير معهد اقتصادات الطاقة الياباني تاتسويا تيرازاوا: إن "الأمر يشبه تغيير قواعد اللعبة بعدما بدأت".

كما طلب وزير الاقتصاد الياباني ياسوتوشي تطبيق "إجراءات مرنة" على مشروعات الغاز المسال التي تزوّد اليابان بالوقود.

وبحسب الوزير، تُجرى محادثات مشتركة فيما يتعلق بإجراءات حماية المستثمرين اليابانيين وضمان الإمدادات المستقرة للغاز المسال من أجل إيجاد حلّ يقبله الطرفان".

وبحسب القواعد الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يوليو/تموز 2023، يجب أن تحقق كل مشروعات الغاز المسال الجديدة -بما في ذلك الحاصلة على قرار استثمار نهائي- الحياد الكربوني منذ اليوم الأول لتشغيلها.

وبالنسبة للمحطات القائمة، فعليها خفض الانبعاثات بنسبة 4.9% سنويًا، بدءًا من العام المالي 2024-2023 وحتى عام 2030-2029، وهو ما سيؤثّر في محطة إيكثيس للغاز المسال التي تديرها شركة إنبكس (Inpex) اليابانية.

دور متوقع لقطر

دفعت طموحات أستراليا المناخية اليابان للبحث عن مزوّدين آخرين لتحقيق أمن الطاقة وتلبية الاحتياجات المحلية.

وزار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الدوحة في شهر يوليو/تموز المنصرم (2023)، حيث أجرى مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مباحثات في مجالي الاقتصاد والطاقة.

وقال كيشيدا في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية، إن بلاده تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع قطر "لتحقيق استقرار السوق العالمية للغاز المسال".

وبحسب بيان لوزارة الخارجية اليابانية، أكد كيشيدا لأمير قطر تميم بن حمد، أن "الغاز المسال يؤدي دورًا حاسمًا في آسيا لتحقيق تحول الطاقة الواقعي".

أمبر قطر ورئيس وزراء اليابان
أمبر قطر ورئيس وزراء اليابان- الصورة من صفحة الديوان الملكي في "إكس"

كما يُجري تجار يابانيون محادثات بشأن عقود استيراد جديدة مع قطر، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إن صفقات الغاز المسال التي تتفاوض عليها الشركات اليابانية مع قطر قد تستمر "لعدّة عقود"، وذلك حسب مصادر مطّلعة على المحادثات تحدثت لوكالة بلومبرغ.

ومن المتوقع أن تصبح صفقات الغاز المسال اليابانية مع قطر تحولًا كبيرًا في سياسة طوكيو التي لم توقّع عقودًا مع الدوحة منذ عام 2014.

يأتي ذلك بسبب صرامة عقود الغاز القطرية التي لا تسمح بإعادة بيع الشحنات أو تحويلها إلى وجهات أخرى، عندما لا تكون هناك حاجة للشحنة داخل الدولة المستوردة.

وقررت شركة "جيرا" (Jera) اليابانية عدم تجديد عقود لشراء الغاز المسال القطري في عام 2021.

وكان العقد بين جيرا، أكبر مستوردي الغاز المسال في اليابان والدوحة، يشكّل 50% تقريبًا من إجمالي صفقات الغاز المسال بين البلدين.

وبعد ذلك، انخفضت واردات اليابان من الغاز المسال القطري إلى أكثر من 60% في عام (2022) المنصرم، بحسب بيانات تتبّع السفن التي جمعتها بلومبرغ.

وتراجعت حصة قطر من واردات الغاز المسال اليابانية إلى 4% في 2022، مقارنة بـ12.1% في عام (2021)، وفق بيانات وكالة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

وفي المقابل، اتجهت شركة جيرا إلى إبرام عقود مع سلطنة عُمان والولايات المتحدة في 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق