التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

الغاز المسال في أفريقيا.. الجزائر مورد رئيس حتى 2027 (تقرير)

تحوُّل القطاع إلى شرق القارة سيستغرق وقتًا

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • المنتجون القائمون سيمثلون أكبر حصة من النمو على المدى القصير.
  • مركز ثقل قطاع الغاز الأفريقي يمر بحالة من التقلب الجغرافي.
  • مصر والجزائر ونيجيريا وغينيا الاستوائية والكاميرون وأنغولا وموزمبيق تنتج حاليًا الغاز المسال بهدف التصدير.
  • نيجيريا وموزمبيق تهدفان إلى تشغيل العديد من محطات الغاز المسال الجديدة لتكملة المرافق القائمة.
  • صناعة الغاز المسال في أفريقيا تتجه إلى التحول الجغرافي نحو الشرق.
  • مشروعات البناء الجديدة ذات الجداول الزمنية الأقصر تستهدف الساحل الغربي للقارة.
  • التحول بعيدًا عن الصناعات ذات الثقل الحالي مثل الجزائر ونيجيريا سيستغرق وقتًا.

يرى الخبراء والمحللون أن قطاع الغاز المسال في أفريقيا يمرّ بحالة من التقلب الجغرافي؛ أي تحول التوازن من الشمال والغرب إلى الشرق.

وشهد القطاع تأخير مشروعات كبرى، وتجديدها، وإلغاءها في بعض الأحيان، واجتذب اهتمامًا جديدًا من المستثمرين الأوروبيين بهدف تأمين بدائل الإمدادات للغاز الروسي.

وشهد قطاع الغاز المسال العالمي قدرًا كبيرًا من الاضطرابات وتقلُّبات المبيعات خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب ما نشرته غرفة الطاقة الأفريقية "إيه إي سي" (energychamber.org).

بدورها، شهدت مستويات الطلب والأسعار تقلبًا شديدًا على المدى القصير في مواجهة الصدمات الجيوسياسية مثل وباء كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا، وكانت عليها معالجة تحديات صعبة بشأن مستقبلها وسط قلق واسع النطاق بشأن دور الوقود الأحفوري في تغير المناخ، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ولم يكن قطاع الغاز المسال في أفريقيا بعيدًا عن هذه الاضطرابات، وكان عليه أن يدافع عن حقه في مواصلة التطوير، ومواجهة الناشطين في مجال البيئة والمسؤولين الحكوميين العازمين على منع مشروعات الوقود الأحفوري، حتى في مواجهة فقر الطاقة المستمر في أفريقيا.

ولا تُعَد هذه الاتجاهات المتقدمة المصادر الوحيدة للتغيّر في قطاع الغاز المسال في أفريقيا؛ إذ إن هناك تطورات أخرى في الطريق، كما توضح غرفة الطاقة الأفريقية (إيه إي سي) بالتفصيل في تقريرها الصادر مؤخرًا بعنوان "حالة الطاقة الأفريقية في الربع الثاني من عام 2023".

الوضع على المدى القصير

في وقت سابق من هذا العام، أشارت غرفة الطاقة الأفريقية في "تقرير حالة الطاقة الأفريقية للربع الأول من عام 2023"، إلى أن القارة السمراء تسير على الطريق الصحيح لرؤية إنتاجها من الغاز المسال وقدرتها على التصدير تنمو بصورة كبيرة.

وتوقّع التقرير أن يحدث هذا النمو جزئيًا على خلفية المشروعات الجديدة غير المرتبطة بالبنية التحتية القائمة قبالة سواحل دول؛ بما في ذلك السنغال والكونغو وموريتانيا وموزمبيق وتنزانيا، وجزئيًا بسبب توسيع القدرات في الدول المنتجة للغاز مثل الجزائر ونيجيريا وأنغولا.

وأوضح التقرير أن المنتجين القائمين سيمثلون أكبر حصة من النمو على المدى القصير؛ إذ إن الوافدين الجدد إلى القطاع لن يكونوا في وضع يسمح لهم بتقديم مساهمات كبيرة إلا في وقت لاحق من هذا العقد.

وترجّح غرفة الطاقة الأفريقية أن يكون هذا التوقع صحيحًا، ويشير التقرير الفصلي الجديد إلى أن نيجيريا والجزائر من المقرر أن تظلا الموردين الأفريقيين الرئيسيْن للغاز المسال بين عامي 2023 و2027.

التحول نحو شرق أفريقيا

تنتج 7 دول أفريقية الغاز المسال،حاليًا، بهدف التصدير، وهي مصر والجزائر ونيجيريا وغينيا الاستوائية والكاميرون وأنغولا وموزمبيق.

وتقع 4 من هذه البلدان (نيجيريا، وغينيا الاستوائية، والكاميرون، وأنغولا) على الساحل الغربي لأفريقيا، في حين تقع دولتان أخريان (مصر والجزائر) في الشمال، على امتداد شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

وتقع دولة واحدة فقط (موزمبيق) على الساحل الشرقي لأفريقيا، وهي أحدث الوافدين إلى صفوف منتجي الغاز المسال في أفريقيا، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

محطة للغاز المسال في موزمبيق
محطة للغاز المسال في موزمبيق - الصورة من موقع شركة ميتسوي

وتتطلع العديد من البلدان الأفريقية الأخرى إلى الانضمام لهذه التصنيفات بحلول عام 2035؛ بما في ذلك السنغال وموريتانيا وجمهورية الكونغو وتنزانيا وإثيوبيا.

إضافة إلى ذلك، تهدف نيجيريا وموزمبيق إلى تشغيل العديد من محطات الغاز المسال الجديدة لرفد المرافق القائمة.

لذلك، يمكن لأفريقيا أن تتوقع بناء العديد من وحدات إنتاج الغاز المسال الجديدة على الساحلين الغربي والشرقي خلال العقد المقبل.

وتشير "توقعات حالة الطاقة الأفريقية للربع الثاني من عام 2023"، إلى أن البناء لن يكون متوازنًا بالتساوي بين الخطين الساحليين.

وستستحوذ منطقة شرق أفريقيا على الحصة الكبرى؛ إذ ستكون المرافق التي سيتم تشغيلها في موزمبيق وتنزانيا وإثيوبيا أكبر حجمًا وستتمتع بقدرة مجمعة أكبر من نظيراتها في جمهورية الكونغو ونيجيريا والسنغال وموريتانيا، بحسب ما نشرته غرفة الطاقة الأفريقية "إيه إي سي" (energychamber.org).

وتتطلع جمهورية الكونغو إلى استعمال الغاز من المربّع البحري مارين 12 لتزويد سفينتين عائمتين للغاز المسال يمكن أن تنتجا 3 ملايين طن سنويًا، بينما تتطلع تنزانيا إلى استعمال الغاز من المواقع البحرية تُعرف باسم المربعات 1 و2 و4 لتزويد محطة الغاز المسال البرية بقدرة إنتاجية تبلغ 15 مليون طن سنويًا.

وتوجد اختلافات مماثلة في الحجم بين وحدة الغاز المسال العائمة لدى شركة بي بي البريطانية العملاقة التي ستنتج 5 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال من مشروع تورتو أحميم الكبير قبالة سواحل السنغال وموريتانيا والمحطة البرية التي تبنيها شركة توتال إنرجي الفرنسية في موزمبيق بقدرة 12.88 مليون طن سنويًا.

لذا يبدو أن صناعة الغاز المسال في أفريقيا تتجه إلى التحول الجغرافي نحو الشرق؛ إذ ستنشأ قدرة إنتاجية جديدة للغاز المسال على امتداد الساحلين الغربي والشرقي.

التحولات الجغرافية

توجد اختلافات كبيرة في الجداول الزمنية للتوسع على طول الساحلين؛ حيث من المقرر أن تصبح مشروعات الساحل الغربي جاهزة للعمل في وقت أقرب بكثير من مشروعات الساحل الشرقي.

على سبيل المثال، تمضي الكونغو على الطريق الصحيح لرؤية أول غاز طبيعي مسال يبدأ تشغيله بحلول نهاية عام 2023، تليها السنغال وموريتانيا في مشروع تورتو أحميم الكبير في أوائل عام 2024. على النقيض من ذلك، من غير المتوقع أن تبدأ محطة الغاز المسال التابعة لشركة توتال إنرجي في موزمبيق عملياتها التجارية عاميْ 2027 أو 2028، ومن غير المرجح أن تحذو تنزانيا حذوها حتى عام 2030 على أقرب تقدير؛ لأنها لم تتخذ قرارًا نهائيًا بالاستثمار حتى عام 2025.

على صعيد آخر، فإن مشروع الغاز المسال في تنزانيا ليس الوحيد على الساحل الشرقي الذي لم يصل بعد إلى مرحلة التشغيل، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في موزمبيق، على سبيل المثال، من المتوقع أن تنتظر شركة إكسون موبيل، ومقرها الولايات المتحدة حتى عام 2025 لتقديم تقرير الاستثمار النهائي بشأن مشروع روفوما للغاز المسال.

وبدأت شركة إيني الإيطالية مؤخرًا فقط مناقشات مع المسؤولين في مابوتو بشأن استعمال سفينة ثانية للغاز المسال في مشروع كورال نورت المقترح.

ويشير المحللون إلى أن تحول قطاع الغاز المسال الأفريقي إلى شرق القارة سيستغرق وقتًا، وربما لن يكون هذا واضحًا حتى أواخر هذا العقد؛ إذ تستهدف مشروعات البناء الجديدة ذات الجداول الزمنية الأقصر الساحل الغربي للقارة.

من ناحية ثانية، حتى مع بدء تشغيل المحطات الجديدة في الساحل الغربي، ستظل تطغى عليها المنشآت الأكبر في الدول المنتجة للغاز المسال، وعلى هذا النحو، فإن التحول بعيدًا عن القطاعات ذات الثقل الحالي مثل الجزائر ونيجيريا سيستغرق وقتًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق