تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

مصادر لـ"الطاقة": 4 أسباب لخفض الجزائر إنتاج النفط في أغسطس

عماد الدين شريف - الجزائر

لحقت الجزائر بركب المملكة العربية السعودية وروسيا اللتين قررتا تخفيض إنتاجهما من النفط طوعًا، لتقلّص بدورها حجم إنتاج الحقول الجزائرية خلال شهر أغسطس/آب 2023، بما يعادل 20 ألف برميل يوميًا.

وعلى هذا الأساس، فإنّ انخراط الجزائر في مسار تخفيض الإنتاج الذي تقوده كل من السعودية وروسيا يجعل إنتاج حقول النفط الجزائرية لا يتجاوز على مدار شهر أغسطس/آب المقبل 940 ألف برميل يوميًا.

ومع تباين أسباب تخفيض إنتاج النفط الطوعي في كل بلد، تقصّت منصة الطاقة المتخصصة حول دوافع الجزائر لهذا التخفيض من خلال التواصل مع عدد من المختصين، ليتبيّن أن هناك 4 أسباب وراء هذه الخطوة.

الانسجام والتوازن

في إطار تعليلها لقرار تخفيض الإنتاج، ذكرت مصادر مسؤولة من وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية لمنصة "الطاقة" المتخصصة بأنّ مجموعة من الأسباب تقف لتدعم هذه الخطوة، من بينها حرص الجزائر -بصفتها فاعلًا أساسيًا في السوق النفطية العالمية- على الانضمام إلى التوجّه الذي تتبنّاه مجموعة أوبك+ لدفع أسعار البرميل إلى تحقيق التوازن المنشود.

سعر برميل النفط اليوم في الجزائر
عمّال بأحد حقول النفط في الجزائر - الصورة من جريدة الشروق الجزائرية

وأشارت المصادر إلى عامل آخر، وذكرت أنّ توازن الموازنة العامة الجزائر بين النفقات وتكاليف الاستيراد من جهة، وصادرات المحروقات (الغاز أساسًا) التي تشكّل ما يفوق 90% من مجمل الصادرات البلاد من جهة مقابلة، يفرض سعر برميل لا يقلّ عن 80 دولارًا في بورصة النفط العالمية.

وبناءً على هذا، فإنّ تخفيض إنتاج النفط في الجزائر -كما يقول المصدر- يرمي إلى بلوغ هذا مستوى من أسعار النفط، لاسيما أنّ القرار يتزامن مع مدةٍ عادةً ما يقلّ فيها الطلب على الغاز الطبيعي على مستوى أهم أسواق الجزائر في الخارج، إذ إنّ أبرز الإنتاج يتجه نحو القارة الأوروبية عبر قنوات الأنابيب البحرية تصلها بكل من اسبانيا وإيطاليا، ضمن عقود طويلة الأجل، وتؤكد الجزائر الالتزام بالوفاء ببنودها، بصرف النظر عن تخفيض الإنتاج.

أسباب الصيانة مستبعدة

استبعدت المصادر ذاتها الأسباب المتعلقة بأشغال الصيانة على مستوى الحقول أو المنشآت أو محطات التكرير على السواء، مقدِّمة في ذلك تبريرات تتعلّق بكون هذا النوع من الأعمال يجري دوريًا، وفقًا لبرنامج محدد يمتد على طول السنة؛ الأمر الذي لا يتطلب اللجوء إلى تخفيض كبير في كميات الإنتاج.

من الجهة المقابلة، أشارت مصادر منصة الطاقة المتخصصة إلى التوجّه الذي تتبنّاه السلطات العمومية الجزائرية ممثلة في وزارة الطاقة والمناجم ومجمع سوناطراك، الذي يهدف لمنح مجال نشاطات التكرير مساحة أوسع في الإستراتيجية الوطنية، من خلال عمل المصافي لتحويل الإنتاج الخام إلى مشتقات نهائية (مختلف أنواع الوقود)، جاهزة للاستعمال مباشرة على المستوى الداخلي، لتقليص نفقات استيرادها، أو التحضير لتصديرها نحو الأسواق الخارجية، ومن ثم توجيه جزء من إنتاج الحقول إلى محطات التكرير.

كما ذكرت المصادر، في سياق التعليل، أنّ قرار تخفيض الإنتاج ينسجم -كذلك- مع مخطط الحكومة لرفع صادرات البلاد غير النفطية، والتي بلغت نهاية السنة الماضية لأول مرة 7 مليارات دولار، وتحدد هدف بلوغ 10 مليارات دولار مع نهاية السنة الجارية.

ارتفاع الاستهلاك المحلي

من بين الأسباب التي أوردتها مصادر منصة الطاقة، أيضًا، الارتفاع الكبير في حجم الاستهلاك المحلي للطاقة والغاز الطبيعي، إذ يصل إلى أكثر من 45 % من اجمالي الإنتاج الوطني، خاصةً في ظل بقاء الأسعار المطبّقة في تسويق المنتجات النفطية على المستوى الداخلي، مدعمة من الخزينة العمومية.

وعلى هذا الأساس، فإنّ الجهات المسؤولة تخصص جزءًا مهمًا من الإنتاج الوطني لتغطية الاحتياجات الداخلية للبلاد، لاسيما في فصل الصيف؛ كونه يسجل -عادةً- ذروة استهلاك الكهرباء التي تجنّد لها الشركة الوطنية للكهرباء والغاز "سونالغاز" إمكانات أكبر؛ تفاديًا لحدوث انقطاعات.

وبلغ حجم الاستهلاك الداخلي من مختلف المواد الطاقية، حسب آخر أرقام سلطة ضبط المحروقات خلال في نهاية السنة الماضية، 17.8 ملايين طن، إذ استهلكت الجزائر 10.1 مليون طن من مادة المازوت، وبلغ الاستهلاك الوطني من البنزين 3.3 مليون طن.

الاكتشافات النفطية في الجزائر
أحد حقول النفط والغاز الجزائرية

أمّا وقود غاز النفط المسال، فقد وصَل الاستهلاك المحلي خلال العام نفسه إلى 1.55 مليون طن، كما بلغ حجم الاستهلاك الوطني من مادّتي البوتان والبروبان 1.3 مليون طن.

وقُدّر استهلاك وقود الكيروسين الموجّه للطائرات بـ500 ألف طن، أمّا المزلّقات والزيوت، فقد بلغ استهلاكها الداخلي 127 ألف طن تقريبًا، في حين وصل استهلاك الزفت إلى 620 ألف طن.

خفض إنتاج النفط في الجزائر

كانت الجزائر من بين 9 دول في تحالف أوبك+ قررت تمديد خفض إنتاج النفط طوعيًا، يبدأ من مايو/أيار (2023) حتى نهاية عام 2024، إذ قررت الجزائر تخفيض الإنتاج بـ 48 ألف برميل يوميًا للمدة المذكورة.

وإضافة إلى ذلك، أعلنت الجزائر يوم الإثنين الماضي 3 يوليو/تموز (2023) خفض إنتاج النفط طوعًا بمقدار 20 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس/آب المقبل، حسب بيان نشرته وزارة الطاقة والمناجم بصفحتها في موقع فيسبوك، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي ذلك عقب إعلان المملكة العربية السعودية تمديد خفض الإنتاج الطوعي البالغ مليون برميل يوميًا، إلى أغسطس/آب المقبل، وقرار روسيا بخفض صادرات النفط طوعًا بنحو نصف مليون برميل يوميًا في شهر أغسطس/آب (2023).

وكان إنتاج النفط في الجزائر قد واصل انخفاضه للشهر الثالث على التوالي، بحسب تقرير منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" الشهري الصادر يوم 13 يونيو/حزيران (2023).

وتراجع إنتاج النفط في الجزائر إلى 974 ألف برميل يوميًا خلال شهر مايو/أيار (2023)، مقابل 1.01 مليون برميل يوميًا في شهر أبريل/نيسان، و1.012 مليون برميل يوميًا في شهر مارس/آذار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق