رئيسيةتقارير الغازروسيا وأوكرانياغاز

إسبانيا تُحرّض ضد الغاز الروسي مع زيادة إمدادات الجزائر

تُمهد لقطع العلاقات مع موسكو

محمد عبد السند

ترغب الحكومة الإسبانية على ما يبدو في إنهاء اعتمادها على الغاز الروسي، التي تبرز بوصفها أكبر المشترين له داخل حدود الاتحاد الأوروبي، إذ ضاعفت وارداتها من السلعة الحيوية الآتية من موسكو عقب الحرب الأوكرانية.

وتتبنّى الحكومات الأوروبية موقفًا موحدًا -تقريبًا- مناهضًا لإمدادات الطاقة الروسية، إذ ترغب الأولى في البحث عن موردين جدد، في إطار سعيها لتعزيز أمن الطاقة لديها، بعدما غادرت موسكو سوق الطاقة الأوروبية في أعقاب الأزمة الأوكرانية.

وفي هذا الإطار، تحُث إسبانيا مستوردي الغاز المسال الروسي لديها على عدم التوقيع على عقود جديدة مع موسكو، في حين تسعى مدريد لقطع علاقاتها مع الأخيرة، حسبما ذكرت شبكة "بلومبرغ".

وتلقت شركات استيراد الغاز المسال في إسبانيا خطاب توصية حكومي، يطالبها بعدم إبرام صفقات جديدة لشراء الغاز المسال الروسي، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

طلب غير مُلزم

لا يكتسب طلب الحكومة الإسبانية الصفة الإلزامية، كما أنه لا يقترن بأي عواقب، إذ يشير فقط إلى العقود الجديدة، بحسب المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، نظرًا إلى سرية التفاصيل.

وفي 14 مارس/آذار (2023)، أرسلت نائبة رئيس الوزراء الإسباني تيريزا ريبيرا الخطاب إلى شركات ناتورجي إنرجي غروب إس إيه، وريبسول إس إيه، وتوتال إنرجي إس إيه، وأكسبو هولدنغ إيه جي، وبافيليون إنرجي، وإيناغاز إس إيه، وميت إنرجي، وإنيت إنرجي، وإنرجيز دو برتغال، وكومبانيا إسبانولا دو بتروليوس إس إيه، وبي بي غاز أند باور إبيريا.

ولم يُشر الخطاب صراحة إلى العقود الفورية، غير أنه وجه نداءً عامًا إلى الشركات "لتسريع وتيرة تنويع إمداداتها من الغاز المسال، والاستغناء عن الغاز الروسي".

ويبيّن الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال ربع السنوية من محطات الإسالة في روسيا عام 2022:

صادرات الغاز المسال الروسية خلال 2022

استجابة جزئية

أكدت ريبيرا التي تشغل -أيضًا- منصب وزيرة التحول البيئي في إسبانيا، أنها أرسلت الخطاب المذكور قبل 10 أيام، مشيرة إلى أنها تلقت ردودًا إيجابية عليه من قبل شركات عدة، وفق تصريحاتها لـ"بلومبرغ".

وذكر ناطق رسمي باسم وزارة التحول البيئي أن شركات أكسبو وريبسول وإيناغاز قد تجاوبت فعلًا مع طلب الحكومة الإسبانية بعدم شراء الغاز الروسي.

وشهدت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب هبوطًا دراماتيكيًا منذ الغزو الذي شنته موسكو على كييف في 24 فبراير/شباط (2022).

ولتعويض هذا النقص في إمدادات الطاقة الروسية، ارتفعت شحنات الغاز المسال الآتية من أنحاء العالم كافة -من بينها روسيا- التي لا تخضع لأي عقوبات أوروبية.

يأتي هذا فيما قطعت المملكة المتحدة ودول البلطيق مشترياتها من الغاز الروسي.

تضاعف واردات الغاز الروسي

ضاعفت إسبانيا تقريبًا وارداتها من الغاز المسال الروسي منذ اشتعال فتيل الحرب الأوكرانية في العام الفائت (2022)، ما يسلط الضوء على استمرار اعتماد أوروبا على موسكو في إمدادات الطاقة.

وفي أوائل شهر مارس/آذار (2023)، طالبت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون بوقف تلك الشحنات، موضحة أنه ينبغي على الشركات ألا تجدد عقودًا طويلة الأجل ما إن تنتهي العقود القديمة.

لكن لم تحدد سيمسون أي تدابير معينة في هذا الخصوص.

وتبرز إسبانيا بصفتها أكبر مشترٍ للغاز المسال الروسي داخل الاتحاد الأوروبي حتى الآن هذا العام (2023)، بحسب ما أظهرته أحدث بيانات بلومبرغ بشأن تتبع سفن الشحن.

الإمدادات الجزائرية تعود إلى الصدارة

شهدت واردات إسبانيا من الغاز الجزائري قفزة كبيرة، إذ مثّلت الأخيرة ما يربو على رُبع واردات مدريد خلال يناير/كانون الثاني (2023)، وفق أرقام حديثة رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتصدّرت الجزائر مجددًا قائمة مورّدي الغاز إلى البلد الأوروبي خلال أول شهر من العام الجاري، متجاوزة الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن هبطت الشحنات الواردة من شمال أفريقيا إبان الشهور الماضية.

الغاز المسال الروسي
خط أنابيب غاز - الصورة من eupoliticalreport

ومثّل الغاز الجزائري قرابة 25.7% من إجمالي واردات إسبانيا خلال يناير/كانون الثاني، في حين هبطت الصادرات الأميركية إلى مدريد عند 21.3%.

وكانت واردات الغاز الإسبانية الآتية من خط الأنابيب الجزائري قد تراجعت لتسجل38.1 تيراواط/ساعة في ديسمبر/كانون الأول (2022)، قياسًا بـ38.8 تيراواط/ساعة في ديسمبر/كانون الأول (2021)، وفق التقرير الشهري لشركة إيناغاز الإسبانية.

واضطرت مدريد -حينها- إلى البحث عن إمدادات غاز مسال إضافية في العام الماضي (2022)، في أعقاب هبوط الشحنات الآتية إليها من الجزائر، إثر خلاف دبلوماسي بين البلدين.

وتحصل إسبانيا على الغاز الروسي في شكله المسال فقط، إذ تبرم شركتها ناتورجي إنرجي غروب عقدًا لمدة 20 سنة، لشراء السلعة الحيوية من محطة يامال الروسية في القطب الشمالي حتى عام 2038.

وفي يناير/كانون الثاني (2023)، ذكرت الحكومة الألمانية أنها ترغب في كبح وارداتها من الغاز المسال الروسي، دون أن تحدد أي آلية للتعامل مع الوضع.

ولم تناقش دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن فرض أي حظر على الغاز المسال الروسي إقليميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق