التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الفحم الروسي يتسلل إلى أوروبا.. برلماني بولندي يكشف طرق التحايل على قرارات الحظر

مازال الفحم الروسي وأنواع الوقود الأخرى مثار جدل كبير داخل أوروبا التي سارعت بعقاب الكرملين على غزو أوكرانيا بتحجيم قطاع الطاقة الروسي المزوّد الرئيس لخزينة موسكو.

وفي تطور صادم، أكد برلماني بولندي أن لديه وثائق تثبت أن الفحم الروسي مازال يتسلل إلى بلاده سرًا، رغم حظره قبل أكثر من عام ونصف بعد الحرب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكتب عضو مجلس الواب عن "المنصة المدنية"، أكبر حزب معارض في بولندا، كرزيستوف بريغزا، يقول، إن بحوزته قائمة تتضمن عشرات السفن التي جلبت 900 ألف طن من الفحم الروسي إلى بولندا على مدار الأشهر الـ9 الأخيرة.

من جهتها، سارعت الحكومة بنفي الاتهام، وقالت على لسان وزير أصول الدولة جاسيك ساسين، إن الفحم الروسي لا يدخل أراضي بولندا.

اتهام صريح

تلقي تصريحات البرلماني المعارض حجرًا بمياه عالم السياسة في بولندا، التي كانت أول من يحظر الفحم الروسي في مارس/آذار 2022 المنصرم، قبل انتظار قرار المفوضية الروسية.

وفي تدوينة بمنصة التواصل الاجتماعي "إكس" (X) -تويتر سابقًا-، قال عضو مجلس النواب عن "المنصة المدنية"، أكبر حزب معارض في بولندا، كرزيستوف بريغزا، إن لديه قائمة تتضمن عشرات السفن التي نقلت 900 ألف طن من الفحم الروسي إلى بلاده خلال أول 9 أشهر من 2023.

وأضاف أن واردات الفحم جاءت بوساطة سفن صغيرة عادةً ما تنقل ما يتراوح بين ألفين و3 آلاف طن في المرة الواحدة، وأن تلك الواردات موثوق بأنها قد جاءت من دول غير روسيا "معظمها من قازاخستان"، بحسب تقرير نشرته منصة يورأكتيف (euractiv).

وبحسب البرلماني، جاء طاقم السفينة روزبرغ التي وصلت إلى ميناء شتشيتسين في بولندا مطلع هذا الأسبوع، من مدينة فيبورغ الروسية.

وأضاف: "كان الطاقم بأكمله، وعلى رأسه القبطان من روسيا"، مشيرًا إلى أنّ تلقّيه معلومات بأن السفينة كانت تحمل الفحم على متنها.

وحول مصير الفحم، قال بريغزا، إنه لم يتمكن من معرفة إلى أين ذهب، مضيفًا: "حتى الجمارك لا تعرف".

كما طالب بتوضيح من رئيس الوزراء ماتيوس مورافيسكي، ومن زعيم حزب القانون والعدالة الحاكم، ومن الأجهزة الحكومية.

البرلماني البونلدي المعارض كرزيستوف بريغزا
البرلماني البولندي المعارض كرزيستوف بريغزا - الصورة من "gazetaprawna"

ردّ الحكومة

نشر مكتب الضرائب الوطني تدوينة على منصة "إكس" ينفي فيها الاتهامات باستمرار تسلل واردات الفحم الروسي للبلاد.

وقال المكتب في بيان: "الفحم الروسي موضع عقوبات، ولا تستورده بولندا، يؤكد مكتب الضرائب الامتثال لكل العقوبات على روسيا في إطار الحرب على أوكرانيا".

كما قال وزير أصول الدولة جاسيك ساسين، إن الفحم الروسي لا يدخل أراضي بولندا، بحسب تقرير نشره موقع ذا فيرست نيوز" (thefirstnews).

وأضاف: "بريغزا شخصية معروفة بإثارة الفضائح المصطنعة، وهذا هو الحال في هذا الأمر أيضًا".

وتابع: "شركات الدولة لا تستورد أيّ فحم على الإطلاق من الخارج حاليًا، لأن موجة الواردات المتعلقة بأزمة الشتاء الماضي والحظر على الفحم الروسي، انتهت".

وأكد: "في ذلك الوقت لم تكن هناك واردات من الفحم الروسي، وجاء الفحم الواصل إلى بولندا من جهات مختلفة تمامًا، ولذلك فليس ثمة فضيحة هنا".

وأكد أن كل شحنات الفحم التي تستوردها بولندا، يجري التحقق منها، ليس فقط منشأ الفحم والدولة التي جاء منها، بل تركيبته أيضًا".

واردات بولندا من الفحم الروسي

هيمن الفحم على مزيج الكهرباء في بولندا بنسبة 66% حتى شهر مارس/آذار 2022، وخلال العام الذي سبق غزو أوكرانيا، شكّل الفحم الروسي نسبة 65% من إجمالي واردات وارسو، وفق بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي يوروستات (Eurostat).

لكن مركز "فورم إنرجي" ( Forum Energii) البحثي المحلي وضع نسبة واردات بولندا من الفحم الروسي عند 75%، قبل الحرب.

وكانت بولندا من أشرس المدافعين عن فرض عقوبات على واردات الطاقة الروسية منذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، بل ودعت دول الاتحاد الأوروبي لإنهاء واردات الغاز والفحم والغاز الروسيين فورًا، وهو ما لم ينل دعم دول أخرى مثل ألمانيا.

وقال رئيس الوزراء ماتيوس مورافيسكي خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، إن بولندا مستعدة لتلك الخطوة "فورًا تقريبًا".

ثم حظرت واردات الفحم الروسي "لأسباب تتعلق بالأمن القومي" في نهاية مارس/آذار 2022، وأعلنت إستراتيجية الطاقة حتى عام 2040، وكان على رأسها تنويع مصادر الطاقة.

لكن يبدو أن قرار الحظر كان متسرعًا، إذ أدى لشحّ إمدادات الفحم المحلية وارتفاع الأسعار، ولتخفيف وطأة الأزمة على المواطنين الذين يستعملون الفحم بنسبة 46% لتدفئة المنازل، اضطرت الحكومة لتقديم إعانات بقيمة 627 يورو (660.6 دولار أميركي) لكل من يثبت استعماله الفحم لأغراض التدفئة.

ثم خرج زعيم حزب كوروين اليميني البولندي سلافومير منتزن، ليطالب بوقف الحظر على الفحم الروسي.

وقال: "عليكم أن تسألوا سيدة عجوزًا ستعاني من البرودة القارصة في الشتاء حول ما إذا كانت ستدفئ منزلها بالفحم القادم من روسيا أم لا، بالنسبة لتلك السيدة العجوز التي ستتجمّد في شقتها الصغيرة، فأصل الفحم لا يُحدث فارقًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق