رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

واردات الصين من الفحم الروسي والأسترالي تسجل مستويات قياسية في أغسطس

دينا قدري

شهدت واردات الصين من الفحم تحولًا ملحوظًا في شهر أغسطس/آب 2023، في ظل سعي البلاد إلى ضمان إمدادات أرخص لتعويض تدهور جودة الإنتاج المحلي.

وارتفعت واردات الصين من الفحم، بما في ذلك الفحم البني منخفض الجودة، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 44 مليون طن في أغسطس/آب، في حين كان الإنتاج المحلي البالغ 382 مليون طن أيضًا رقمًا قياسيًا لهذا الوقت من العام.

وتضاعفت الواردات خلال الأشهر الـ8 الأولى تقريبًا إلى 306 ملايين طن، وهو أكثر مما تستهلكه البلاد عادةً خلال عام كامل.

وسجلت واردات الصين من الفحم الروسي والأسترالي مستويات قياسية خلال الشهر الماضي، وفقًا للمعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

واردات الصين من الفحم في أغسطس

وجد الفحم الروسي استحسانًا في الصين بعد غزو أوكرانيا، إذ تحولت موسكو إلى حليفتها الإستراتيجية لتفريغ السلع التي يتجنبها المشترون الآخرون، وغالبًا بأسعار مخفضة.

وسجلت واردات الصين من الفحم الروسي في أغسطس/آب 2023، ثاني أعلى مستوى لها هذا العام عند 9.96 مليون طن، مقارنةً بـ8.99 مليون طن في يوليو/تموز، وبزيادة 16.7% عن الشهر نفسه من العام الماضي (2022)، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

كما ارتفعت واردات الصين من الفحم الحراري الأسترالي لمحطات الكهرباء وفحم الكوك لصناعة الصلب إلى 6.69 مليون طن الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ يوليو/تموز 2020، وفقًا لأحدث البيانات من الجمارك الصينية، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

ويمثّل ذلك تحولًا حادًا في العلاقات التجارية؛ إذ حظرت بكين الشحنات الأسترالية من أواخر عام 2020 إلى بداية العام الجاري (2023) بعد توتر العلاقات السياسية.

وارتفعت الشحنات المنغولية، ومعظمها من فحم الكوك، إلى مستوى قياسي بلغ 6.84 مليون طن في أغسطس/آب؛ ما أدى إلى تراجع صادرات إندونيسيا من الفحم الحراري وفحم الكوك البالغة 5.89 مليون طن إلى المركز الرابع.

إلّا إن إندونيسيا -الواقعة في جنوب شرق آسيا- تظلّ أكبر مورّد خارجي للصين إجمالًا؛ إذ تشتمل شحناتها على كميات كبيرة من الفحم البني، وهو أرخص، ولكن جودته أقلّ بكثير.

توقعات واردات الصين من الفحم

تأتي الزيادات بالعرض في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الصينية إلى تجنّب نقص الكهرباء، الذي أصاب الاقتصاد بالشلل في السنوات الأخيرة.

كما أدى اندفاع بكين لاستخراج المزيد من الفحم إلى تدهور جودة إنتاجها المحلي، الأمر الذي أدى لاحتياجها إلى المزيد من الوقود لتوليد الكمية نفسها من الحرارة.

وقالت المحللة في شركة فينوي لخدمات معلومات الطاقة، إيمي شو: إن "شحنات الفحم الروسية والأسترالية تستحوذ على حصة سوقية من إندونيسيا، أكبر مُصدّر للصين، هذا العام".

وأضافت أن محطات الكهرباء، وكذلك قطاعات مثل المواد الكيميائية والبناء وصهر المعادن، تبحث عن درجات أعلى لتلبية احتياجاتها.

وتتوقع فينوي أن يصل إجمالي واردات الصين السنوية إلى 446 مليون طن، ليتفوق على الرقم القياسي السابق البالغ 323 مليون طن المسجل في عام 2021، بالرغم من أنه يعني -أيضًا- أن الشحنات ستتباطأ حتى نهاية العام الجاري (2023).

وتتضمن توقعات فينوي 359 مليون طن من الفحم الحراري، و87 مليون طن من فحم الكوك.

جانب من عمليات إنتاج الفحم في الصين
جانب من عمليات إنتاج الفحم في الصين - الصورة من وكالة رويترز

ارتفاع إنتاج الفحم في الصين

في سياقٍ متصل، ارتفع إنتاج الصين من الفحم في أغسطس/آب 2023 بنسبة 2% على أساس سنوي، ليسجل 382.17 مليون طن متري، بحسب ما أظهرته بيانات من المكتب الوطني للإحصاء.

وتجاوز ذلك 377.54 مليون طن في الشهر السابق، لكنه كان أقلّ من 390.1 مليون طن في يونيو/حزيران؛ إذ بدأت الصين عمليات تفتيش أكثر صرامة للسلامة في يوليو/تموز، بعد وقوع حادثين في مناجم للفحم، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقال محللون في جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية: "إن بعض مناجم الفحم في مراكز التعدين التي كانت مغلقة في السابق تستأنف الإنتاج، لكن فحوصات السلامة لم تُخَفَّف".

وأضافوا: "نتوقع أن يستمر تأثير عمليات التفتيش في إنتاج الفحم على المدى القريب، وقد يكون من الصعب إعادة إنتاج الفحم في الصين إلى المستوى الذي شهدناه في النصف الأول من هذا العام".

ومن المتوقع أن يتراجع الطلب على الفحم في الصين في الأسابيع القليلة المقبلة مع برودة الطقس وتضاءل استعمال مكيفات الهواء؛ إذ عادةً ما تبدأ مرافق الكهرباء في شمال الصين ببناء مخزونات الفحم في أواخر أكتوبر/تشرين الأول لموسم التدفئة الشتوي.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أيضًا أنه خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023، بلغ إجمالي إنتاج الصين من الفحم 3.05 مليار طن، بزيادة 3.4% مقارنةً بالمدّة نفسها من العام الماضي (2022).

وارتفع إنتاج فحم الكوك الذي يُستعمل في صناعة الصلب بنسبة 6% في أغسطس/آب، مقارنةً بالعام السابق، إلى 41.58 مليون طن، مع وصول الإنتاج منذ بداية العام إلى 325.93 مليون طن، بزيادة 2.3%.

توليد الكهرباء بالفحم في الصين

في ظل اعتمادها المستمر على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، فإن الصين تذهب "بعيدًا عن المسار" عن هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقلّ من 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وفقًا لما أكده محللو الطاقة.

وستزيد الصين استهلاكها للفحم حتى عام 2026، ولن تسجل انخفاضات إلّا بعد عام 2027، إذ تستحوذ مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية على حصة أكبر من توليد الكهرباء، وفقًا لتقرير أصدرته شركة ريستاد إنرجي، بحسب ما نقلته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" (South China Morning Post).

وقال التقرير، إن إجمالي استهلاك الفحم سيرتفع إلى 4.2 مليار طن في عام 2026، قبل أن ينخفض إلى 2.4 مليار طن بحلول عام 2040، و1.4 مليار طن بحلول عام 2050.

إحدى محطات الكهرباء العاملة بالفحم في الصين
إحدى محطات الكهرباء العاملة بالفحم في الصين - الصورة من شبكة "سي إن إن" الأميركية

وعلى الرغم من التعهد بخفض استعمال الفحم بدءًا من عام 2026، تعمل الصين على إضافة طاقة الفحم بوتيرة قياسية؛ إذ وافقت على إنشاء محطتين في المتوسط أسبوعيًا، وأضافت 52 غيغاواط من الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم في النصف الأول من عام 2023، وفقًا لتقرير نُشر الشهر الماضي.

وتمتلك الصين حاليًا نحو 240 غيغاواط من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم المسموح بها أو قيد الإنشاء، وقد يرتفع الرقم إلى ما يقرب من 400 غيغاواط، إذا لم تتخذ بكين إجراءات ملموسة للحدّ من استعمال الفحم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق