النشرة الاسبوعيةتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

تقرير يتهم المستشفيات الأميركية بزيادة الانبعاثات.. ويكشف أرقامًا صادمة

تُطلق غازات تبقى في الجو لنحو 114 سنة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • المستشفيات الأميركية تسهم بالانبعاثات الكربونية في البلاد
  • مخاطر التغيرات المناخية تزيد الضغوط على صانعي السيارات في أميركا
  • المستشفيات الأميركية تتحرك لمواجعة تزايد الانبعاثات الكربونية الناتجة عنها
  • المستشفيات في أميركا مسؤولة عن 8.5% من إجمالي الانبعاثات في البلاد
  • تدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المستشفيات في اتجاه تعديل ممارساتها بشأن الانبعاثات الكربونية

فطنت المستشفيات الأميركية إلى المخاطر الناجمة عن آثار التغيرات المناخية التي يسهم فيها القطاع الصحي -بوجه عامّ- في أقوى اقتصاد بالعالم، نتيجة سلسلة من الممارسات والسلوكيات الفردية، إذ شرعت تلك المؤسسات في وضع حلول شاملة لذلك التهديد الوجودي للكائنات كافة على وجه البسيطة.

ويسهم قطاع الرعاية الصحية الأميركي في إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في البلاد، والتي تقود في نهاية المطاف إلى تنامي ظاهرة الاحترار العالمي.

وفي هذا الخصوص، تُسهم المستشفيات في الولايات المتحدة بقدر كبير من غازات الدفيئة المسببة لظاهرة التغيرات المناخية، وفي مقدّمتها أكسيد النيتروز المُستعمل في التخدير قبيل العمليات الجراحية، وتحمله مجموعة من الأنابيب داخل تلك المستشفيات، ويُعرف كذلك بـ"غاز الضحك".

ولهذا الغاز القدرة على البقاء في الغلاف الجوي لنحو 114 عامًا، علمًا بأن ما يصل إلى 80% من هذا الغاز يمكنه التسرب من داخل تلك الأنابيب، حسب تقرير نشرته مجلة بوليتيكو (politico) الأميركية، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى هذا الأساس، تفكر المستشفيات في مدينة سان دييغو جنوب ولاية كاليفورنيا جديًا في غلق تلك الأنابيب، وقد نفّذت تجربة ناجحة ذات صلة في مركز الجراحة، بينما تتجه غرف العمليات الأخرى إلى التحول نحو تخزين الغاز في خزانات أقلّ عرضة لحوادث التسرب.

بل أحيانًا ستلجأ تلك المستشفيات إلى استعمال عقاقير صديقة للبيئة إذا اقتضى الأمر.

غازات التخدير

توقفت المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية عن استعمال غاز مخدّر شائع آخر، يسمى ديسفلوران، لديه القدرة على البقاء في الغلاف الجوي لمدة عقد كامل أو يزيد، وفقًا لما ذكرته الطبيبة المتخصصة في الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا سان دييغو، شيرا أبيليس، والتي أصبحت مديرة الاستدامة الطبية بها.

ولدى "أبيليس" مجموعة وفيرة من الأدلة العلمية التي تدعم تلك التحولات، فقد حددت الجمعية الأميركية لأطباء التخدير مجموعة من البدائل التي تعدّ أكثر أمانًا للكوكب من حيث آثارها المناخية، إلى جانب كونها آمنة على صحة البشر، وغالبًا أرخص ثمنًا.

من جهتها، قالت مديرة برنامج التخدير في جامعة مينيسوتا الأميركية جواني دونيللي، والتي كانت مسؤولة عن تدريب أفراد على الممارسات المستدامة في المستشفيات بولايتي مينيسوتا وويسكونسن: "ساعة واحدة من استعمال هذا الغاز المتطاير تعادل قيادة سيارة لمسافة 250 ميلًا، وينبغي أن أقول، إنها سيارة تعمل بالبنزين".

وأوضحت دونيللي: "لك أن تتخيل كم هذا التأثير مُذهل في منطقة حضرية".

أنابيب الغازات الطبية في المستشفيات الأميركية
أنابيب الغازات الطبية في المستشفيات- الصورة من ny-engineers

إزالة الكربون من القطاع الصحي

لعل الدافع وراء إعادة وضع تصوُّر لقطاع التخدير في أميركا هو جزء من جهود أوسع تهدف لإزالة الكربون من المستشفيات الأميركية، وقطاع الرعاية الصحية في البلاد بوجه عام، بدءًا من غرفة العمليات إلى غرفة الطّعام والحدائق والملاعب.

ويبذل تلك الجهود مجموعة من الأخصائيين والمهنيين وصانعي السياسات في واشنطن الذين يشعرون بمزيد من الضغوط لاتخاذ إجراءات عاجلة وسط تصاعد مخاطر التغيرات المناخية، والذين يقرّون بأن قطاع الرعاية الصحية يُبدي ردّة فعل بطيئة بشأن مشاركته في جهود الاستدامة.

وتبرز المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية والقطاع الصحي بوجه عام مسؤولة عمّا نسبته 8.5% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة الأميركية، من بينها غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان والأوزون، وهو تأثير ضخم مقارنة ببقية العالم.

وتسهم أنظمة الرعاية الصحية في أميركا بما نسبته 4.6% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا.

ودون الجهود الجديدة الهائلة، ستجد الولايات المتحدة الأميركية صعوبة بالغة في الوصول إلى أهداف خفض انبعاثاتها الكربونية.

النفايات غير القابلة لإعادة التدوير

داخل منظومة الرعاية الصحية الأميركية، تعدّ المستشفيات المصدر الأكبر للانبعاثات الكربونية، إضافة إلى كونها منتجة لكميات هائلة من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير من الأجهزة والإمدادات الطبية كافة التي تُستعمل لمرة واحدة، والتي تُدفَن بمكبات النفايات والمحارق في نهاية المطاف.

وتدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المستشفيات في اتجاه تعديل ممارساتها، بشأن مكافحة التغيرات المناخية، إذ نجحت في إحراز تقدّم في هذا الخصوص.

فعلى سبيل المثال، تلجأ المستشفيات في مدينتي فيرمونت وبوسطن إلى زراعة الخضروات في الحدائق التي تعلو أسطح المباني، كما تزرع مستشفى الأطفال في سياتل الأشجار الصنوبرية في الأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى المساحات الخضراء.

فريق طبي يجري عملية جراحية بإحدى المستفشيات الأميركية
فريق طبي يجري عملية جراحية -الصورة من ديلي ميل

أفكار خارج الصندوق

في مدينة لوس أنجلوس، التي تبرز عُرضة للجفاف، اقترح طبيب متخصص بجراحة التجميل بجامعة كاليفورنيا تركيب أجهزة ضبط الوقت في أحواض الغرف منعًا لإهدار المياه.

وفي المستشفى ذاتها، طرح فني فكرة ذكية تتمثل في وضع صندوق مُخصص لتجميع جوارب المرضى غير قابلة للانزلاق، ثم إرسالها للكنائس المحلية لغسلها وتوزيعها على المشردين.

كما تحتوي المستشفى ذاتها على كميات هائلة من الأشياء التي ينتهي بها الأمر في نهاية المطاف في مكبات النفايات، بعض تلك النفايات أطعمة -بالنسبة للمرضى والعاملين والزوار- وتتحول المستشفيات بعيدًا عن استعمال الأطباق والأكواب التي يمكن التخلص منها، وتُستعمل لمرة واحدة، تمهيدًا لإعادة استعمالها وإعادة تدويرها.

وعلاوة على ذلك، فضّل بعض المستشفيات الأميركية تقديم خيارات لوجبات طعام نباتية، كما هو الحال في المستشفيات الـ11 العاملة بمدينة نيويورك.

وبوجه عام، فإن خفض الطاقة والاستغناء عن الممارسات الضارة بالبيئة وبالإنسان -على حدّ سواء- سيوفر على المستشفيات في الولايات المتحدة الكثير من الأموال.

فاستعمال ملابس العزل القابلة لإعادة الاستعمال وحصائر نقل المرضى، والسلع المشابهة لن تُعرّض الأنظمة الصحية لمخاطر نقص المعدّات خلال الوباء القادم المحتمل، أو حالات الطوارئ الأخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق