التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

الاحتباس الحراري.. فوائد غير متوقعة لأزمة تغير المناخ (تقرير)

الغابات والأراضي العشبية الأبرز انتفاعًا من الأزمة العالمية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • يُعدّ نمو الغطاء النباتي الأخضر على سطح الأرض أبرز فوائد الاحتباس الحراري
  • التخضير العالمي أضاف 618 ألف كيلومتر مربع من المساحات النباتية سنويًا منذ عام 1982
  • أكبر مساهم في التخضير العالمي هو زيادة انتشار ثاني أكسيد الكربون في الهواء
  • انخفضت الوفيات بسبب الجفاف والفيضانات والعواصف بنحو 98% على مدى الـ100 عام الماضية

على الرغم من لغة الأزمات والطوارئ التي يُصرّ الباحثون القلقون من ظاهرة الاحتباس الحراري وحلفاؤهم الإعلاميون على استخدامها في سعيهم لوصف مخاطر وأضرار هذه الظاهرة، يُعدّ نمو الغطاء النباتي الأخضر على سطح الأرض أبرز فوائد الاحتباس الحراري.

وتُعدّ ظاهرة الاحتباس الحراري حقيقة واقعية لا تخلو من الفوائد، فقد سجلت الأقمار الاصطناعية نموًا متزايدًا وسريعًا في الغابات والأراضي العشبية في جميع تجمعات الأحياء من مناطق التندرا في نصف الكرة الشمالي حتى الغابات المطيرة، وفقًا لما نشره موقع "سبايكد-أونلاين" البريطاني.

ويشير الكاتب الدنماركي بيون لومبورغ -استنادًا إلى بيانات وكالة الفضاء الأميركية ناسا- إلى أن التخضير العالمي أضاف 618 ألف كيلومتر مربع من المساحات النباتية سنويًا، في العقود الـ4 منذ عام 1982، أي ما يعادل 3 أضعاف مساحة بريطانيا العظمى.

سبب التخضير

لا يعود سبب التخضير واتساع المساحات النباتية إلى أن غرس الأشجار وإعادة التحريج الطبيعي وطول مدة مواسم النمو نسبيًا وهطول المزيد من الأمطار، فقط، رغم الإسهامات الفعالة لهذه العوامل مجتمعة، وإنما هناك سبب آخر لا بدّ من الإشارة إليه.

وتتفق جميع الدراسات على أن أكبر إسهام في التخضير العالمي هو زيادة انتشار ثاني أكسيد الكربون في الهواء، الذي يُعدّ المسؤول عن نصف التأثير تقريبًا، فقد ارتفعت نسبة الغلاف الجوي التي هي عبارة عن ثاني أكسيد الكربون من 0.034% إلى 0.041% في غضون 40 عامًا.

وأشار الكاتب الصحفي، رجل الأعمال البريطاني ماثيو ريدلي، في مقال بعنوان "فوائد الاحتباس الحراري العالمي"، نشره موقع "سبايكد-أونلاين" البريطاني مؤخرًا، إلى أن نسبة التغيير تبدو طفيفة.

وأوضح أنه بفضل وفرة "الغذاء" في الهواء، لا تفقد النباتات الكثير من الماء من خلال مَسامِّها للحصول على كمية معينة من الكربون.

وقال ماثيو ريدلي إن المناطق الجافة، مثل منطقة الساحل في أفريقيا، تشهد نوعًا من أكبر التوسعات في المساحات الخضراء، ونظرًا إلى أن هذه المنطقة تُعدّ أحد أفقر الأماكن على هذا الكوكب، فمن المفيد وجود المزيد من الغذاء لإطعام الناس وقطعان الماعز والأحياء البرية.

التغير المناخي والقلق البيئي والنفسيتجاهل التخضير العالمي

تميل مجموعات الضغط الخضراء والمراسلون البيئيون في وسائل الإعلام إلى تجاهل حقائق التخضير العالمي.

وهنا تُجدر الإشارة إلى أن مسلسل كوكب الأرض "غرين بلانيت"، الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي مؤخرًا لم يذكر "التخضير العالمي"، على الرغم من إشارة اسم المسلسل لذلك. وتشير وسائل الإعلام إلى دراسات تلمح إلى أن التخضير العالمي قد يتوقف قريبًا.

وتستند هذه الدراسات إلى نماذج مشكوك فيها، وليس إلى بيانات، لأن البيانات تظهر استمرار التأثير بالوتيرة نفسها.

وفي المناسبات القليلة جدًا التي ذكرت فيها هيئة الإذاعة البريطانية التخضير العالمي، كان دائمًا مصحوبًا بتحذير صحي عندما يلمح المشاهدون جانبًا إيجابيًا للتغير المناخي.

وعلى سبيل المثال، تساعد أوراق الشجر الزائدة في إبطاء التغير المناخي، لكن الباحثين يحذرون من أن هذا سيكون مصحوبًا بارتفاع درجات الحرارة.

فوائد ارتفاع درجات الحرارة

أظهرت دراسة حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى انخفاض عدد الوفيات بمقدار نصف مليون شخص في بريطانيا خلال العقدين الماضيين.

ويعود ذلك لأن الطقس البارد يقتل نحو 20 ضعف عدد الأشخاص الذين يموتون في ظروف الطقس الحار، وفقًا للدراسة، التي تحلل "أكثر من 74 مليون حالة وفاة في 384 موقعًا عبر 13 دولة".

ويُعدّ هذا صحيحًا تحديدًا في مكان معتدل مثل بريطانيا، إذ نادرًا ما تكون أيام الصيف حارة بدرجة كافية للتسبب في الوفاة.

ولذا فإن الاحتباس الحراري -وهو ظاهرة غير مرتبطة بالاحترار الحضري في المناطق الريفية- وتنجم عن احتفاظ المباني بالحرارة، واستخدام الطاقة، وهما يمنعان ازدياد نسبة الوفيات المبكرة.

وتظهر الإحصائيات أنه -كما تتنبأ نظرية غازات الاحتباس الحراري- زيادة الاحترار تحدث عمومًا في الأماكن الباردة، وفي المواسم الباردة وفي الأوقات الباردة من اليوم.

ولذلك ترتفع درجات الحرارة في فصل الشتاء ليلًا في شمال الكرة الأرضية بوتيرة أسرع بكثير من ارتفاع درجات الحرارة في الصيف في أثناء النهار في المناطق الاستوائية.

وتتغير درجات الحرارة في الصيف في الولايات المتحدة بنصف معدل درجات الحرارة في الشتاء، في حين ترتفع درجات الحرارة خلال النهار بنسبة 20% أبطأ من أوقات الليل، وينطبق ذلك على معظم البلدان.

ومن ناحيتها، تشهد الدول الاستوائية في الغالب ارتفاعًا بطيئًا للغاية، ويتعذّر اكتشافه تقريبًا خلال النهار (خارج المدن)، في حين تشهد دول القطب الشمالي تغيرًا سريعًا للغاية، خصوصًا في الشتاء والليل.

ويفضّل الباحثون القلقون التحدث عن تضخيم متوسط التغير المناخي القطبي، لكنهم عادةً ما يتجاهلون الجانب الآخر الحتمي: وهو أن درجات الحرارة الاستوائية (إذ يعيش معظم الفقراء) تتغير ببطء أكثر من المعدّل المتوسط، حسبما نشره موقع "سبايكد-أونلاين" البريطاني.

صورة توضيحية لإعصار مدمِّر جراء تقلبات الطقس
صورة توضيحية لإعصار مدمِّر جراء تقلبات الطقس

تقلُّبات الطقس

لا يوجد دليل يشير إلى أن تقلبات الطقس آخذة في الازدياد ولا توجد نظرية جيدة تشير إلى ذلك، وقد يؤدي انخفاض الفرق في درجات الحرارة بين المناطق الاستوائية والقطب الشمالي إلى تقليل تقلبات الطقس قليلًا.

وأكد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (آي بي سي سي) في مناسبات عديدة، أنه لا يوجد نمط واضح للعواصف المتزايدة سواء في تكرارها أو شدّتها.

جدير بالذكر أن حالات الجفاف تتناقص قليلًا وتزداد الفيضانات سوءًا فقط عندما يتغير استخدام الأراضي (مثل إزالة الغابات أو بناء المنازل في سهول الفيضانات)، وهذا ما يتسبب في حدوث مشكلة.

وعلى الصعيد العالمي، انخفضت الوفيات الناجمة عن الجفاف والفيضانات والعواصف بنحو 98% على مدى الـ100 عام الماضية.

ولا يعود ذلك، لأن الطقس أقل خطورة، ولكن لأن المأوى والنقل والاتصالات (التي هي في الغالب نتاج اقتصاد الوقود الأحفوري) كانت لها آثار كبيرة في تحسين قدرة الناس على النجاة من مثل هذه الكوارث الطبيعية.

وتُظهِر السجلات الجيولوجية تقلبًا مناخيًا متزايدًا في الأوقات الباردة من تاريخ كوكب الأرض مقارنة بالفترات الحارة.

وتأرجحت درجات الحرارة بشكل كبير بين السنوات والعقود، في ذروة العصور الجليدية الأخيرة، في حين اجتاحت موجات الجفاف الهائلة، التي استمرت لعقد من الزمن، قارّة أفريقيا، وجفت بحيرة فيكتوريا مرتين على الأقل.

وحدثت موجات الجفاف الهائلة هذه قبل 17 ألف عام و15 ألف عام على التوالي، عندما كان العالم أكثر برودة مما هو عليه اليوم، وكانت برودة المحيطات تعني عدم هبوب الرياح الموسمية.

وتقول إحدى النظريات بشأن اختراع الزراعة إنها كانت مستحيلة حتى استقر المناخ في مرحلة دافئة بعد الحقبة الجليدية منذ نحو 10000 عام، وتُظهر البيانات الحديثة من وكلاء المناخ الجليدي والمحيطي أن المناخات الجليدية الأخيرة كانت شديدة الضرر.

وبطبيعة الحال، فإن تغير المناخ يؤدي وسيأتي بالمشكلات وكذلك الفوائد.

وبينما ارتفع مستوى سطح البحر قبل ما بين 10 آلاف و8 آلاف عام، وارتفع بنحو 60 مترًا في ألفي عام، أو ما يقرب من 3 أمتار في القرن، فإن التغيير اليوم أبطأ 9 مرات: 3 مليمترات سنويًا، أو قدم واحدة في القرن، ولا توجد علامات كثيرة تشير إلى تسارع وتيرة الارتفاع.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق