سلايدر الرئيسيةتقارير السياراتسيارات

انتعاش السيارات الكهربائية يهدد الغابات المطيرة في الفلبين

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • منجم ريو توبا على وشك التوسع في أعماق الغابات المطيرة
  • المنجم يوفر النيكل المستخدم في بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية التي تصنعها تيسلا وتويوتا
  • حياة الناس وبقاؤهم على قيد الحياة في المجتمعات المحلية أصبحا عرضة للمخاطر
  • كان خام النيكل المستخرج من الأرض يستخدم في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ

تتّجه أنظار شركات السيارات الكهربائية إلى منجم ريو توبا الخاص بالنيكل، الذي يمتد على مساحة 10.36 كيلومترًا مربعًا، في جزيرة بالاوان الفلبينية بين بحر جنوب الصين وبحر سولو التي تتمتع بالتنوع البيولوجي والمناظر الخلابة والأراضي الزراعية.

ونتيجة انتعاش صناعة السيارات الكهربائية، وارتفاع الطلب على النيكل، أصبح منجم ريو توبا الآن على وشك التوسع في أعماق الغابات المطيرة، مضيفًا ما يقرب من 10 أميال مربعة (26 كيلومترًا مربعًا) إلى بصمته البيئية الحالية.

تعدين النيكل

سلّط تقرير مطول بعنوان "كيف يهدد انتعاش صناعة السيارات الكهربائية تخوم الفلبين الأخيرة؟"، وشارك في إعداده 4 كتاب صحفيين، ونشره موقع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، مؤخرًا، على تأثيرات تعدين النيكل في منجم ريو توبا على سكان المنطقة ومياه الشرب والسقاية.

وشاركت في إعداد التقرير شبكة تحقيقات "رين فورست" التابعة لمركز بوليتزر والمركز الفلبيني للصحافة الاستقصائية، التي أشارت إلى أن منجم ريو توبا يوفر النيكل المستخدم في بطاريات الليثيوم المستخدمة في السيارات الكهربائية التي تصنعها تيسلا وتويوتا وشركات السيارات الأخرى.

ويخشى علماء البيئة المحليون من أن يؤدي ذلك إلى القضاء على النظام البيئي الهش للغابة وزيادة الجريان السطحي للمواد السامة في الأنهار التي تتدفق عبر الأراضي الزراعية في الأسفل؛ ما يعرّض المحاصيل للخطر.

وقالت محامية البيئة والأستاذة في بالاوان، غريزيلدا مايو-أندا: "إن حياة الناس وبقاءهم على قيد الحياة في المجتمعات المحلية أصبحت عرضة للمخاطر".

ويرى الخبراء أن الشركات لن يكون لديها خيار سوى توسيع عمليات التعدين، مع توقع نمو الطلب على النيكل إلى ما لا يقل عن 10 أضعاف ما هو عليه الآن بحلول عام 2030، وهذا ما يلحق الضرر بحياة سكان القرى المحيطة بالمنجم في جزيرة بالاوان.

نشاط منجم ريو توبا

تُعرَف جزيرة بالاوان التي تمتد على مسافة 9 كيلومترًا بأنها آخر حدود الفلبين، وتُعدّ جزءًا من برنامج محمية الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو، بأنها موطن 105 أنواع من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض.

وتقع بلدة التعدين "باتارازا" على الطرف الجنوبي من الجزيرة، وتحيط بها الغابات الاستوائية المطيرة الكثيفة.

وتعبر الشاحنات المنطقة التي تحمل خام النيكل من موقع منجم ريو توبا إلى مركز معالجة قريب، ثم إلى الميناء في خليج ريو توبا، ثم تغادر شواطئ بالاوان في رحلة طويلة تنتهي في السيارات الكهربائية المصطفة في صالات العرض في الولايات المتحدة، أوروبا وآسيا.

واستعرض فريق شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية تقارير الشركات من شركة التعدين اليابانية العملاقة سيميتومو ميتال ماينينغ لتتبع النيكل المعالج من خلال المصافي في اليابان، حيث يحوَّل إلى مادة كاثود أكسيد الألومنيوم والنيكل والكوبالت لبطاريات أيونات الليثيوم لدى شركة باناسونيك.

وتمتلك شركة سوميتومو ميتال مينينغ نحو 25% من شركة نيكل آسيا التي تمتلك منجم ريو توبا ومقرها الفلبين.

وقال المتحدث باسم شركة نيكل آسيا، خوسيه بايلون: إن إحدى المدارس الثانوية الرئيسة ومحلات السوبر ماركت والمباني البلدية تحمل جميعها اسم منجم ريو توبا.

وقال مسؤولو الشركة عن التطوير الذي جلبه المنجم إلى المنطقة: إن بلدة باتارازا كانت قبل بدء التعدين بلدية من الدرجة الرابعة، وتندرج في التصنيفات الفلبينية ضمن أفقر الفقراء.

وأضاف خوسيه بايلون أن البلدة تُعدّ الآن بلدية من الدرجة الأولى، وهو توصيف يضعها دون تصنيف المدن، مشيرًا إلى أن شركة نيكل آسيا دفعت تكلفة نظام المياه في البلدة، بناءً على طلب المسؤولين الحكوميين.

وأوضح أن المنجم بدأ عملياته في منتصف السبعينيات بعد أن حصلت شركة "ريو توبا نيكل ماينينغ" على إذن من الحكومة الفلبينية، إذ كان خام النيكل المستخرج من الأرض يستخدم في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ في ذلك الوقت.

وأشار إلى أن العملية اكتسبت شهرة جديدة بعد مطلع القرن مع ظهور السيارات الكهربائية، ويعدّ النيكل مكونًا رئيسًا في صناعة بطاريات الليثيوم التي تعمل على تشغيل السيارات، وتوجد طريقة واحدة فقط للحصول عليه، هي: حفر الأرض.

اصطباغ المياه في منطقة المنجم باللون الأحمر.
اصطباغ المياه في منطقة منجم ريو توبا باللون الأحمر

التأثير البيئي والصحي

تدرس شبكة إن بي سي نيوز الأميركية كيف يؤدي الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية إلى تعريض الغابات المطيرة للخطر.

فقد تزامن التقدم في الطاقة النظيفة مع التكنولوجيا الجديدة التي سمحت لشركات مثل نيكل آسيا باستخراج النيكل من نوع مختلف من الخام، وأتاحت عملية تسمى ترشيح حمض الضغط العالي استخلاص النيكل من خام اللاتريت منخفض الدرجة.

وتنطوي هذه التقنية على تأثير بيئي، لأن المواد موجودة على السطح، على عكس المواد الكامنة في عمق الأرض؛ ما يتطلب من عمال المناجم إزالة مساحة واسعة من الأرض.

وقال رئيس العمليات في شركة "بنشمارك مينرال إنتليجنس"، التي تتعقب سلسلة توريد السيارات الكهربائية، أندرو ميللر: إن نقل كميات كبيرة من المواد الخام خارج الأرض ينطوي على تأثير بيئي كبير.

وهكذا ابتلع منجم ريو توبا المزيد من الغابات المطيرة، وتضاعفت مساحته بين عامي 1987 و2020 وفقًا لصور الأقمار الاصطناعية.

وأصدرت مجموعة المساندة الخاصة بالسكان الأصليين "أنسسترال لاند/دومين ووتش ومركز التنوع البيولوجي الثقافي بجامعة كنت في المملكة المتحدة، في عام 2010، تقريرًا صارمًا يدعو إلى إنهاء عمليات التعدين في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن استمرار أنشطة التعدين في بولانغاو سيؤدي إلى إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بأفضل الغابات المحمية في الطرف الجنوبي من جزيرة بالاوان.

وأوضح التقرير أن عمليات التعدين تنطوي على عواقب سلبية على قدرة إنتاج الغذاء لكل من مجتمعات المزارعين الأصليين والمهاجرين الذين يعيشون عند سفح سلسلة الجبال.

وبيّن أن أنشطة التعدين التي تُنَفّذ على ارتفاعات عالية يمكن أن تزيد احتمالات وقوع الانهيارات الأرضية إلى مستوى غير مسبوق، وأن تعرض إمكانات السياحة البيئية لهذه الغابة الجبلية للخطر.

بعد صدور التقرير بعاميْن، أعلنت المجموعة البيئية غير الربحية، أصدقاء الأرض "فريندز أوف ذي إيرث اليابان" أنها أكملت دراسة ميدانية بيئية في بالاوان.

وتوصلت الدراسة إلى أنه توجد مستويات غير آمنة من الكروم سداسي التكافؤ، وهي مادة كيميائية مسببة للسرطان.

وقال الباحث لدى مجموعة "فريندز أفو ذي إيرث اليابان"، هوزو هاتاي: إن المجموعة أطلقت الاختبارات بعد إجراء مسح عام 2009 لنحو 133 أسرة، ووجدت أن 85% منها تعاني زيادة السعال واضطرابات الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الآفات الجلدية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق