تقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

بالأرقام.. خطط إنتاج الغاز في مصر على يد الشركات الكبرى

دينا قدري

يعوّل إنتاج الغاز في مصر على الآبار الاستكشافية في عامي 2023 و2024 من كبرى الشركات العالمية، لتعويض قلة مشروعات التنقيب والإنتاج الجديدة التي تمثّل عقبة رئيسة في البلاد.

يأتي ذلك بعد أن شهدت مصر تراجعًا في إنتاج الغاز بمقدار 865 مليون قدم مكعّبة يوميًا (12%)، منذ أن بلغ ذروته عند 7.193 مليار قدم مكعّبة يوميًا في سبتمبر/أيلول 2021.

ومن إجمالي 6.328 مليار قدم مكعّبة يوميًا في يناير/كانون الثاني 2023، شكّل إنتاج الغاز من البحر الأبيض المتوسط 4.718 مليار قدم مكعّبة يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2020.

ومع ذلك، من المتوقع أن يظل البحر الأبيض المتوسط منطقة مركزية لثروات مصر من الغاز، إذ من المقرر أن تبدأ حملات الحفر الرئيسة خلال النصف الثاني من العام الجاري، وفق ما أكده تقرير نشرته مجلة "ميس" الاقتصادية الأميركية (Mees)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما يخطط كل من المشغلين الرئيسين إيني، وبي بي، وشل، وإكسون موبيل، لحفر الآبار الاستكشافية المرتقبة خلال العام المقبل (2024).

شيفرون تدعم إنتاج الغاز في مصر

تُعد شركة شيفرون الأميركية المشغّل لمنطقة امتياز نرجس البحرية بحصة 45%، في حين تمتلك شركة "آي إي أو سي" المملوكة بالكامل لشركة إيني 45%، وشركة ثروة بتروليوم التابعة للحكومة المصرية 10%.

وتُقدر الاحتياطيات في نرجس بـ3.5 تريليون قدم مكعّبة، وهو ما سيكون أكبر اكتشاف قبالة سواحل مصر -حال تأكيده- منذ اكتشاف إيني الرائد "حقل ظُهر" في أغسطس/آب 2015، الذي يحتوي على 21.5 تريليون قدم مكعّبة.

وشيفرون لا تتوقف عند هذا الحد، إذ تجري الشركة الأميركية مفاوضات مباشرة مع مصر لأخذ مربع في المياه العميقة قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط.

ويجاور المربع جنوب مربعي القاهرة ومصري اللذين مُنحا مؤخرًا إلى شركة إكسون موبيل، وفقًا لما نقتله مجلة "ميس".

ولم يكن توسع شيفرون في شرق البحر الأبيض المتوسط مفاجئًا، نظرًا إلى ثناء الرئيس التنفيذي مايك ويرث على المنطقة في "يوم المستثمر" الأخير للشركة.

إيني تواصل التنقيب

تنقّب شركة إيني الإيطالية -حاليًا- في حقل ثريا المرتقب في مربع شمال شرق العريش، إلا أن البئر -التي حُفرت في نوفمبر/تشرين الثاني- واجهت مشكلات فنية قبل الوصول إلى هدفها، وما تزال سفينة الحفر سايبم 10000 في مكانها.

وتُعد هذه هي المرة الثانية التي لم يحالف الحظ فيها شركة إيني، بعد أن واجهت البئر الاستكشافية السابقة في المياه المصرية "فجر-1 إكس" في امتياز شروق مشكلات فنية أجبرت الشركة الإيطالية على استبدال منصة "تنغستن إكسبلورر" بمنصة سايبم 10000.

وعلى الرغم من أن إيني قد تخلت لاحقًا عن شروق، واحتفظت فقط بعقد إيجار تطوير ظهر، فإنها ما تزال -إلى حدٍ ما- مالكة الأرض الرئيسة قبالة سواحل مصر، بعد أن استحوذت على عدة مربعات إضافية في شرق البحر المتوسط في مصر أواخر العام الماضي (2022)، وفق ما نقلته مجلة "ميس" الاقتصادية.

وهناك الكثير من التوقعات حول نجاح "ثريا"، إذ من المحتمل أن يؤدي اكتشاف الغاز الكبير إلى فتح آفاق جديدة، إلا أن القاهرة ستكون حذرة من إيلاء أهمية كبيرة للبئر، بالنظر إلى نجاح الاستكشاف المحدود في مصر بعد حقل ظهر.

وسيكون لصعوبات الحفر في "ثريا" تأثير غير مباشر في عمليات الحفر المقبلة التي تخطط لها إيني للتنقيب عن الغاز في مصر.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات الغاز في مصر حتى عام 2022:

احتياطيات الغاز الطبيعي في مصر

خطة بي بي في مصر

من جانبها، تمتلك شركة النفط البريطانية بي بي خطط حفر خاصة بها في مصر على المدى القريب، مع منصة الحفر "فالاريس دي إس-12" المتعاقد عليها لحملة تزيد على 4 آبار مع "مدة تقديرية 320 يومًا" من "أواخر الربع الثالث أو أوائل الربع الرابع 2023".

ومن المحتمل أن يكون التركيز على الحفر في منطقة امتياز شمال كينج مريوط ومنطقة امتياز شمال غرب أبوقير، واللتين تقعان شمال وغرب حقول غرب دلتا النيل الرئيسة التابعة لشركة بي بي.

وأُصيبت غرب دلتا النيل بخيبة أمل بسبب معدلات التراجع المرتفعة في المرحلة الأولى من حقول ليبرا وتوروس، والمرحلة الثانية من حقول الجيزة والفيوم، ولم يتبق سوى 800 مليون قدم مكعّبة يوميًا في حقل رافين قيد التشغيل حاليًا.

وتتطلع بي بي -أيضًا- إلى منطقة أوزوريس في امتياز رأس البر، إذ سيشهد العام الجاري (2023) "دراسات هندسية" حول المستقبل بهدف حفر بئر استكشافية في أوائل عام 2024.

المنطقة المستهدفة الثالثة المحتملة لشركة بي بي هي منطقة شمال الطبية التابعة للشركة، إذ مُنحت مؤخرًا امتدادًا شرقيًا، وحفرت بئر أتول في عام 2020.

حملة حفر شل

تقع مناطق التنقيب الرئيسة التي تمتلكها شركة شل الأنغلو هولندية في شمال الفنار وشمال سيدي جابر وشمال شرق العامرية، بالقرب من حقول غرب الدلتا البحرية العميقة، إذ انخفض الإنتاج من ملياري قدم مكعّبة يوميًا في عام 2008 إلى 300 مليون قدم مكعّبة يوميًا فقط لعام 2022.

وحفرت شركة شل سابقًا بئر مونتو في غرب الدلتا البحرية العميقة، على أمل أن يكون ذلك بمثابة بداية تشغيل يمكن أن تعزز إنتاج المشروع، ولكن كانت النتائج مخيبة للآمال أيضًا.

ومن أجل حملة الحفر لعام 2023، تعاقدت شركة شل مع منصة ستينا فورث لحفر 3 آبار خلال النصف الثاني من العام الجاري.

آبار استكشافية للتنقيب عن الغاز في 2024

تخطط شركة إكسون موبيل الأميركية لأول بئر تنقيب في مصر بمنطقة شمال "مراقيا" خلال الربع الثاني من العام المقبل (2024).

كما ستكون أول بئر استكشافية تحفرها في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن تشجع المشغلين الآخرين في المنطقة -بما في ذلك بي بي وشيفرون وشل وتوتال- على الحفر.

إنتاج الغاز في مصر
منصة "ستينا فورث" المسؤولة عن الحفر في امتياز نرجس - الصورة من موقع شركة ستينا دريلينغ

وشاركت شركة قطر للطاقة، إكسون موبيل في عمليات الاستكشاف العام الماضي (2022).

وقبل ذلك، تخطط شركة شيرون المصرية لحفر بئر نبتون الاستكشافية بحلول فبراير/شباط 2024، في امتياز غرب البرلس الذي جرى توسيعه حديثًا.

التنقيب عن الغاز في مصر على المدى القريب

اتخذت شركة شيرون مؤخرًا قرار الاستثمار النهائي لتطوير حقل غرب البرلس، وتستهدف إنتاج 180 مليون قدم مكعّبة يوميًا من أوائل عام 2025.

ومع التخطيط لـ6 آبار تطوير في هذه المنطقة، من المرجح أن يجري الجمع بين عمليات الحفر وبئر نبتون.

في غضون ذلك، تخطط كل من شل وبي بي لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي في عام 2023 لتطوير حقل هارمتان للمياه الضحلة، لإنتاج 150 مليون قدم مكعّبة يوميًا بحلول عام 2026.

وحول أعمال الحفر الجارية، أعلنت شركة إنرجيان في وقت سابق من هذا الشهر الإنتاج الأولي لأول 4 آبار في امتيازات شمال العامرية وشمال إدكو في شمال الإسكندرية.

ومن المقرر أن يصل الإنتاج إلى ذروته عند 80 مليونًا- 110 ملايين قدم مكعّبة يوميًا في العام المقبل (2024)، وسيجري ربطه مرة أخرى بمرافق الشركة في أبوقير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق