التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

اكتشافات الغاز في أفريقيا خلال 2023.. فرص واعدة للجزائر ومصر

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • طفرة متوقعة لاكتشافات الغاز في أفريقيا خلال 2023
  • مصر تنتظر إعلان احتياطيات ضخمة من حقل غاز نرجس
  • الجزائر تواصل تعزيز جهودها لاكتشاف النفط والغاز باستثمارات ضخمة
  • توتال إنرجي وشل تقودها طفرة اكتشافات النفط والغاز في ناميبيا
  • منطقة جنوب غربب أفريقيا تنتظر المزيد من اكتشافات الغاز هذا العام

باتت اكتشافات الغاز في أفريقيا على صفيح ساخن، مع اتجاه الأنظار إلى قدرة القارة السمراء على تلبية الطلب العالمي، خاصة في أوروبا، بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وكان الغزو الروسي لأوكرانيا نقطة تحوّل في اهتمام المزيد من الشركات العالمية باستكشاف النفط والغاز في أفريقيا، لتلبية الطلب الأوروبي، بعد تقييد وصول الإمدادات الروسية إلى القارة العجوز.

وجاء ذلك بعدما شكّلت أفريقيا وحدها 40% من اكتشافات الغاز الجديدة عالميًا خلال العقد الماضي، مع توجيه ما يقرب من نصف إنتاج القارة من الغاز للتصدير.

ومن المتوقع أن يصبح عام 2023 خلية نشاط لتطوير واستكشاف الغاز الطبيعي في أفريقيا، مع إطلاق جولات التراخيص والحفر الجديدة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وقصّت مصر شريط اكتشافات الغاز عالميًا خلال 2023، مع توقعات بالمزيد وسط تعزيز الجهود للاستفادة من الموارد الضخمة في شرق البحر الأبيض المتوسط، كما تنتظر الجزائر طفرة جديدة في الاكتشافات هذا العام، بفضل الاستثمارات الضخمة التي رصدتها لأعمال التنقيب.

ومن المنتظر -أيضًا- أن تكون منطقة جنوب غرب أفريقيا أبرز البقاع الساخنة لاكتشافات الغاز المتوقعة خلال العام الجاري، بقيادة ناميبيا.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة، في السطور التالية، أبرز فرص اكتشافات الغاز في أفريقيا خلال 2023، سواءً الاكتشافات الجديدة أو المنتظر إعلان أرقام احتياطياتها.

اكتشافات الغاز في مصر

تتطلع مصر إلى توسيع رقعة الاستكشافات الجديدة وتعزيز احتياطياتها من الغاز الطبيعي، في ظل سعيها لأن تكون مصدرًا مهمًا للغاز الطبيعي المسال، وسط الطلب العالمي المتزايد، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبلغت احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي 63 تريليون قدم مكعبة (1.9 تريليون متر مكعب) بنهاية 2022، دون تغيير عن العام السابق له، وفق تقديرات أويل آند غاز جورنال، لكن من المتوقع أن ترتفع هذا العام فور إعلان تقييم الاحتياطيات في الاكتشافات الجديدة.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي تاريخيًا:

احتياطيات الغاز الطبيعي في مصر

ومع تكثيف جهود الاستكشاف، من المتوقع أن تعلن مصر اكتشافات نفط وغاز ضخمة خلال المرحلة المقبلة، مع خطط لاستثمار نحو 2.1 مليار دولار حتى عام 2025، بالشراكة مع شركات الطاقة العالمية في مناطق شرق وغرب البحر المتوسط.

ولعل أبرز اكتشافات الغاز المنتظر إعلان احتياطياتها رسميًا هذا العام هو حقل نرجس، الذي أعلنت شركة شيفرون الأميركية اكتشافه في ديسمبر/كانون الأول 2022، مشيرة إلى أنه يمثّل دفعة كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعي في مصر، ويفتح الباب أمام اكتشافات أخرى للنفط والغاز.

ويخضع الاكتشاف البحري المُسمى بحقل "نرجس إكس 1" حاليًا للتقييم من أجل تحديد حجم احتياطياته، لكن تشير البيانات الأولية، التي اطلّعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، إلى وجود 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخراج.

ويقع الاكتشاف الجديد في منطقة النرجس البحرية البالغة مساحتها 1800 كيلومتر مربع، والواقعة بالقرب من مدينة العريش شرق البحر الأبيض المتوسط، وتمتلك شيفرون الأميركية وإيني الإيطالية حصة 45% لكل منهما في الامتياز، في حين تستحوذ شركة ثروة التابعة للحكومة المصرية على حصة 10%.

وفي السياق نفسه، افتتحت مصر اكتشافات الغاز عالميًا في 2023، على يد شركة فينترسال ديا الألمانية، في 12 يناير/كانون الثاني 2023، بإحدى مناطق الامتيازات الخاصة بها في دلتا النيل، وبعد يومين كشفت إيني الإيطالية عن اكتشاف ثانٍ للغاز هذا العام، لكن لم يُعلن رسميًا حجم الاحتياطيات لأيّ منهما حتى الآن.

وشهد الاكتشاف الجديد للشركة الألمانية، الواقع شرق دمنهور، اختبار كمية من الإنتاج بلغت ذروتها 15 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، في حين أشارت إيني الإيطالية إلى أن بئر الاستكشاف (نرجس 1) واجهت ما يقرب من 200 قدم (61 مترًا) من الأحجار الرملية الحاملة للغاز.

توقعات متفائلة لاكتشافات الغاز في ناميبيا

كانت ناميبيا من أكثر دول اكتشافات الغاز والنفط نشاطًا خلال العام الماضي، بقيادة شركتي شل وتوتال إنرجي، مع التطلّع للمزيد من الموارد الهيدروكربونية في 2023.

وبدأت شركة توتال إنرجي إطلاق برنامج حفر يستهدف 4 آبار قبالة سواحل ناميبيا أوائل مارس/آذار 2023، لتعزيز طموحاتها النفطية في البلاد، بعد اكتشاف بئر "فينوس-1 إكس" أوائل العام الماضي، مع خطة لإنفاق نصف موازنة الاستكشاف لعام 2023 على الاستكشاف وتقييم الاحتياطيات في الدولة الأفريقية.

وفي فبراير/شباط 2022، توصلت شركتا توتال إنرجي وقطر للطاقة لاكتشاف مهم للنفط الخفيف والغاز المصاحب في منطقة "فينوس" الواقعة بمربع "2913 بي"، الذي يغطي قرابة 8 آلاف و215 كيلومترًا مربعًا بالمياه العميقة في ناميبيا.

وتمتلك توتال إنرجي، المسؤولة عن تشغيل المربع، حصة 40%، ثم شركة قطر إنرجي حصة 30%، وشركة "إمباكت أويل آند غاز" 20%، في حين تستحوذ المؤسسة الوطنية للنفط في ناميبيا (نامكور) على 10%.

وسبق ذلك -في يناير/كانون الثاني 2022- إعلان شركة شل العثور على كميات كبيرة من النفط والغاز في بئر الاستكشاف "غراف-1"، لكن حتى الآن لم تعلن توتال إنرجي أو شل رسميًا عن حجم الموارد الهيدروكربونية في الاكتشافين.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن نتائج حفر البئر أسفرت عن وجود ما يقرب من 250 إلى 300 مليون برميل نفط مكافئ، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن يشهد العام الجاري إعلان شركتي شل وتوتال إنرجي الأرقام الخاصة بالاكتشافات بصورة دقيقة، بعد الانتهاء من حفر البئرين الثانية والثالثة، لكن تشير التقديرات إلى احتواء اكتشافات الشركتين العملاقتين في ناميبيا على أكثر من مليار برميل من النفط المكافئ، وفق وكالة رويترز.

بينما تشير تقديرات أخرى، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، إلى أن اكتشاف فينوس التابع لشركة توتال إنرجي يمكن أن يحتوي على 12 مليار برميل من النفط والعديد من تريليونات الأقدام المكعبة من الغاز، وفق موقع أبستريم (Upstream).

وتمتلك ناميبيا 2.2 تريليون قدم مكعبة (0.062 تريليون متر مكعب) من الغاز الطبيعي، بنهاية 2022، وفق تقديرات أويل آند غاز جورنال، إلّا أن إمكاناتها الهيدروكربونية ما تزال غير مستغلة.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة قطر للطاقة قد أعلنت في 6 مارس/آذار اكتشافًا نفطيًا في ناميبيا خلال بئر جونكر-1 إكس، قبالة سواحل البلاد، في الامتياز الذي تديره مع شركة شل العالمية.

اكتشافات الغاز في الجزائر

باتت الجزائر في بؤرة الاهتمام عندما يتعلق الأمر باكتشافات الغاز في أفريقيا، بعد الطفرة التي حققتها العام الماضي، إذ قادت اكتشافات النفط والغاز العالمية لتحقيق أفضل أداء سنوي في عقد من الزمن.

وعلى الرغم من أن النفط كان الغالب على اكتشافات الجزائر خلال 2022، فإن البلاد توصلت إلى اكتشاف غاز ضخم في حقل حاسي الرمل مع احتياطيات أولية تتراوح بين 100 و340 مليار متر مكعب من المكثفات، كما يُبرز الإنفوغرافيك أدناه:

حاسي الرمل

وبنهاية 2022، بلغت احتياطيات الجزائر من الغاز 159.05 تريليون قدم مكعبة (4.5 تريليون متر مكعب)، دون تغيير عن العام السابق له، وفق تقديرات أويل آند غاز جورنال.

وتعمل الجزائر على استكمال طفرة اكتشافات الغاز والنفط خلال 2023، إذ رصدت الشركة الحكومية سوناطراك أكثر من 30 مليار دولار لاستكشاف حقول جديدة وتعزيز احتياطياتها من الغاز الطبيعي.

وتأمل الجزائر توقيع عقود جديد خلال 2023، مع شركات عالمية لتنفيذ مشروعات استكشافية جديدة، إذ تُجرى شركة النفط الأميركية شيفرون مباحثات مع الدولة الواقعة في شمال أفريقيا للتنقيب عن النفط والغاز، ما يفتح المجال أمام المزيد من اكتشافات الغاز على يد عمالقة الطاقة عالميًا.

وفي السياق نفسه، تشهد استثمارات أعمال الحفر في الحقول البرية داخل الجزائر دفعة من عقد مشاركة الإنتاج الموقّع من قبل شركات سوناطراك وإيني وأوكسي وتوتال إنرجي للمربعين 404 و208، فضلًا عن سعي الحكومتين التركية والجزائرية لتأسيس شركة مشتركة جديدة للتنقيب عن النفط والغاز.

طموح موريتانيا لا يتوقف

تنتظر موريتانيا -إلى جانب السنغال- بدء الإنتاج من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال خلال 2023، الذي يصل في المرحلة الأولى إلى 2.3 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، ما يفتح حقبة جديدة من أمن واستقرار الطاقة في الدولتين الأفريقيتين.

إن طموح موريتانيا في تعزيز احتياطياتها من الغاز لا يتوقف عن هذا الحدّ، فمن المتوقع أن تمنح البلاد جولة التراخيص البحرية، التي انطلقت في عام 2022، وتتكون من 28 منطقة بحرية جديدة، ما يفتح المجال أمام اكتشافات غاز جديدة.

وفي أوائل فبراير/شباط 2023، منحت موريتانيا شركة توتال إنرجي الفرنسية حقوق التنقيب عن النفط والغاز في المربع سي 15 بالحوض الساحلي، كما تتطلع الدولة الأفريقية إلى تطوير احتياطيات حقل غاز بير الله، الذي اكتُشِف عام 2019، باحتياطي 80 تريليون قدم مكعبة (2.27 تريليون متر مكعب)، بالتعاون مع شركتي بي بي البريطانية وكوزموس إنرجي الأميركية.

وتجدر الإشارة إلى أن موريتانيا تُقدّر احتياطياتها من الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج عند 100 تريليون قدم مكعبة (2.83 تريليون متر مكعب).

ووفق تقرير حديث لمؤسسة "غلوبال إنرجي مونيتور"، فإن موريتانيا ضمن قائمة تضم 7 دول (موزمبيق والسنغال وتنزانيا وموريتانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والمغرب) تحتوي على 84% من احتياطيات الغاز الأفريقية الجديدة في مرحلة ما قبل الإنتاج، والبالغ إجماليها أكثر من 5137.5 مليار متر مكعب.

ويرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، رحلة موريتانيا مع الطاقة والمعادن:

الطاقة - موريتانيا

اكتشافات منتظرة في دول أخرى

فضلًا عن مصر والجزائر وناميبيا وموريتانيا، من المنتظر إعلان المزيد من اكتشافات الغاز في أفريقيا هذا العام، إذ تتطلع العديد من الدول الأفريقية، مثل السنغال وغامبيا وغينيا بيساو، إلى إطلاق أنشطة استكشاف جديدة في 2023، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى الصعيد العالمي، ترى شركة الأبحاث وود ماكنزي أن التنقيب عن النفط والغاز عام 2023 سيتركز في الآبار عالية التأثير، بالنسبة إلى الشركات الكبرى، وهو ما يمثّل حصة الأسد من موازنات الاستكشاف، مع تقديرات باختبار ما يقرب من 100 فرصة كبيرة تستهدف ما يقرب من 36 مليار برميل نفط مكافئ، بقيادة الشركات الوطنية العملاقة.

وفي فبراير/شباط 2023، نجحت شركتا شل ودلتيك إنرجي بتحقيق أحد أكبر اكتشافات الغاز في بحر الشمال منذ أكثر من عقد من الزمن في بئر بينساكولا بترخيص "بي 2252".

وأشارت شركة دلتيك إنرجي إلى أن التقييم الأولى لهذا الاكتشاف يُقدّر بنحو 302 مليار قدم مكعبة (8.55 مليار متر مكعب)، لكنها ستعلن الأرقام بصورة دقيقة فور الانتهاء من الحفر.

واستمرارًا لطفرة اكتشافات الغاز والنفط في بحر الشمال، أعلنت شركة إكوينور النرويجية الشهر الماضي كشفًا جديدًا بالقرب من حقل ترول في بحر الشمال، باحتياطيات أولية تتراوح بين 17 و47 مليون برميل نفط مكافئ.

وتعزز النرويج بصفة خاصة جهود استكشاف النفط والغاز هذا العام، بهدف تعزيز الاحتياطيات لتعويض نقص الإمدادات الروسية في أوروبا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق