المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

أسعار النفط الخام ستشهد ضغوطًا رغم توقف سلسلة الخسائر (مقال)

فاندانا هاري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • العقود الآجلة للخام القياسي أوقفت أطول سلسلة خسائر لها في 16 شهرًا
  • • رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بدَّد آمال المتفائلين بحصول تغيير محوري
  • • واجه النفط الخام بعض الظروف الصعبة على صعيد الأساسيات
  • • لم يكن مستغرَبًا أن السوق تجاهلت تقريبًا انقطاع خط أنابيب كيستون

خلال النصف الأول من الأسبوع الماضي، أوقفت العقود الآجلة للخام القياسي أطول سلسلة خسائر لأسعار النفط الخام في 16 شهرًا مع ارتفاع تراكمي بنسبة 9% تقريبًا.

يعود ذلك، بشكل كبير، إلى تجدُّد التفاؤل في الأسواق المالية الأوسع نطاقًا بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كان على وشك الإشارة إلى تغيير محوري طفيف عند اجتماع السياسة الأخير.

بعد اجتماع السياسة، الذي استمر يومين، بدّد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، يوم الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول (2022)، آمال المتفائلين بحدوث تغيير محوري، ما أدى إلى تلاشي الرغبة في المخاطرة بالأسواق مرة أخرى.

وفي مؤتمره الصحفي بعد الاجتماع، اتخذ باول نبرة متشددة، مؤكدًا أن أسعار الفائدة ستحتاج إلى الرفع، وستستمر كذلك لمدة أطول مما كان متوقعًا لمكافحة التضخم. واستبعد أيّ تغيير في هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم البالغ 2%.

وأشار أحدث "مخطط نقطي" للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى أن المسؤولين يتوقعون متوسط مستوى 5.1% سعر فائدة نهائيًا في نهاية العام المقبل، بزيادة نصف نقطة مئوية عمّا كان متوقعًا في سبتمبر/أيلول (2022).

بعد ذلك، هدفت وجهة نظرهم المتوافقة إلى خفض نقطة مئوية كاملة، ولكن ليس حتى عام 2024.

بطء تراجع أسعار النفط الخام

أسعار النفط الخام

مقارنةً بمؤشرات سوق الأسهم الأميركية القياسية، التي خسرت المزيد من المكاسب، يومي الخميس والجمعة الماضيين، أكثر مما اكتسبته في الأيام الـ3 الأولى من الأسبوع، كانت أسعار النفط الخام بطيئة في التراجع.

وتخلّت العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس الوسيط عن نصف مكاسبها فقط بحلول تسوية يوم الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول 2022.

ونتوقع المزيد من التصحيح الهبوطي لأسعار النفط الخام، إذ يسود المزاج الاقتصادي السيئ خلال نهاية العام.

في المقابل، حذّر بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي، اللذان اتّبعا نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض رفع أسعار الفائدة الأخير إلى 50 نقطة أساس، الأسبوع الماضي، من أنهما سيحتاجان إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة حتى عام 2023.

وتضررت المعنويات الاقتصادية العالمية جرّاء ضعف الاقتصاد الكلي، في بيانات التصنيع ومبيعات التجزئة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في الولايات المتحدة والصين على وجه الخصوص.

تراجُع المخاوف من نضوب المخزونات

واجهت أسعار النفط الخام بعض الظروف الصعبة على صعيد الأساسيات، وتراجع القلق في الأشهر الأخيرة بسبب مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المستنفدة إلى حدّ كبير، الأسبوع الماضي.

ورفعت أحدث تقارير توقعات السوق الشهرية الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، التي روقِبَت عن كثب، تقديرات مخزون النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للأشهر الأخيرة، إذ أظهرت تراكم المخزونات من أغسطس/آب إلى أكتوبر/تشرين الأول.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن البيانات الأولية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني أظهرت استمرار ارتفاع مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

من ناحيته، أظهر تقرير مخزون النفط الأميركي الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، الذي يعكس بسرعة دلالات أسهم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، زيادة كبيرة في البنزين ونواتج التقطير للأسبوع الخامس على التوالي.

أسعار النفط الخام
مخزونات النفط الإستراتيجي الأميركي - الصورة من رويترز

وأظهرت مخزونات النفط الخام قفزة غير متوقعة بأكثر من 10 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 ديسمبر/كانون الأول 2022.

ولم يكن مستغربًا أن السوق تجاهلت تقريبًا انقطاع خط أنابيب كيستون الذي يبلغ 622 ألف برميل يوميًا، والذي يجلب الخام الكندي إلى مصافي التكرير في الغرب الأوسط الأميركي وساحل الخليج منذ حدوث تسرب في ريف ولاية كنساس، 7 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وتشير منحنيات العقود الآجلة للنفط الخام، التي سادت منذ 7 ديسمبر/كانون الأول، إلى أن السوق تشهد فائضًا في العرض الفوري.

توقعات الطلب في 2023

فيما يتعلق بالطلب على النفط، يسود شعور متزايد بالاتجاه الهبوطي لعام 2023، إضافة إلى حالة ضبابية متزايدة بشأن أسعار النفط الخام، سواء بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي أو إعادة فتح الصين بعد 3 سنوات من السياسة الصارمة لمكافحة جائحة كوفيد-19.

فقد سلّطت منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وإدارة معلومات الطاقة الأميركية الضوء على غموض صورة الطلب في خفض توقعات نمو الطلب بآخر تقاريرهما الشهرية، بينما رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها عن الشهر الماضي.

وخفضت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها بمقدار 160 ألف برميل يوميًا إلى متوسط استهلاك عالمي للنفط يبلغ 100.83 مليون برميل يوميًا في عام 2023، بينما خفضت أوبك تقديراتها بمقدار 50 ألف برميل يوميًا إلى 101.77 مليون برميل يوميًا.

ولم تكتفِ وكالة الطاقة الدولية برفع توقعاتها بمقدار 250 ألف برميل يوميًا من الشهر الماضي إلى 101.64 مليون برميل يوميًا، بل قامت بتعديل الأرقام المقدَّرة والمتوقعة بالزيادة لكل ربع من الربع الأول من هذا العام إلى الربع الرابع من عام 2023.

ووجدنا أن أكثر التوقعات تحفظًا من بين الـ3 توقعات التي أجرتها إدارة معلومات الطاقة، تدعو إلى زيادة قدرها مليون برميل يوميًا على أساس سنوي، وهو الأكثر منطقية.

التخفيف الفوضوي

تواصل الصين التسرع في التخفيف الفوضوي وسيّئ التدبير لسياسة الحدّ من انتشار فيروس كورونا، التي همّشت أنشطة المنشآت النفطية، وتسببت في أزمة تتعلق بأسعار النفط الخام.

وتشير الأدلة الواردة إلى أن الفيروس قد اجتاح البلاد بعد تراجُع بكين المفاجئ عن تدابير الرقابة الصارمة، وبالنظر إلى انخفاض الاختبارات بشكل كبير وعدم تسجيل الحالات التي لا تظهر فيها أعراض، فإن البيانات الرسمية تشير إلى خلاف ذلك.

مع تقليص السكان القلقين في البلاد طواعية للأنشطة غير الأساسية والتنقل، سيظل الطلب على النفط منخفضًا.

بدَوْرِها، تخطط الحكومة الصينية لإعادة التركيز على النمو الاقتصادي في عام 2023، لكننا نتوقع أن التكيف مع إجراءات ما بعد كوفيد سيحدث في النصف الثاني فقط.

* فاندانا هاري، مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة.
* هذا المقال يمثّل رأي الكاتبة، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق