التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةغازنفط

انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية.. كيف يوفر بديلًا عن الإمدادات الروسية؟

شركات النفط الوطنية تملك الأدوات المالية والخبرة الإدارية للانتقال

هبة مصطفى

تتزامن خطوات انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية، خاصة فيما يتعلق بقطاع النفط وشركاته الأكثر إسهامًا بالانبعاثات الكربونية، مع سعي الولايات المتحدة وأوروبا لإيجاد بدائل لواردات الطاقة الروسية.

ويأتي ذلك في ظل تخطيط أميركا ودول القارّة الأوروبية لتوسعة دائرة العقوبات على روسيا ودراسة الاتحاد الأوروبي فرض حظر على النفط الروسي، ما يسمح لدول أميركا اللاتينية وشركات قطاع النفط بطرح نفسها أحد الخيارات لتعويض غياب إمدادات الطاقة الروسية.

ويخدم اعتماد الولايات المتحدة وأوروبا على إمدادات دول أميركا اللاتينية (خيارًا بديلًا للإمدادات الروسية) خطط انتقال الطاقة بتلك الدول، خاصة أن أسعار الكهرباء المُولّدة عبر مصادر الطاقة المتجددة تسجل انخفاضًا يجعلها البديل الأفضل، سواء لأمن الطاقة أو للخطط المناخية.

وتحتلّ دول أميركا اللاتينية المرتبة الثانية عالميًا من حيث امتلاك مزيج الكهرباء النظيفة، إذ تُشكّل الكهرباء النظيفة المولدة عبر مصادر (الطاقة الشمسية والنووية والحرارية والمائية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية) 61% من حصة الكهرباء بتلك الدول، وفق إحصاءات شركة أكتيس كابيتال للاستثمارات، ومقرّها المملكة المتحدة.

غزو أوكرانيا.. وبديل متجدّد

أكدت كبيرة الباحثين بمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا الرئيسة السابقة لشركة "سيتغو" لتكرير النفط -ومقرّها الولايات المتحدة- لويزا بالاسيوس، أن الغزو الروسي لأوكرانيا أعاد الحديث عن أمن الطاقة للمشهد من جديد.

ولفتت في الوقت ذاته إلى أن تجاوز مشكلات أمن الطاقة يقترن بوجود استثناءات عدّة، قد تمتدّ لعام أو عام ونصف.

وقالت بالاسيوس، إن غزو أوكرانيا يُشكّل فرصة لخطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية للتأكيد على ضمان أمن الطاقة عبر مصادر موثوقة وصديقة للبيئة، وطرح نفسها أحد الخيارات البديلة لواردات الطاقة الروسية، ولجذب الاستثمارات الأميركية والأوروبية.

وأشارت إلى أن أزمة الطاقة التي جددها غزو أوكرانيا أثبتت أن اعتماد أميركا اللاتينية على مصادر الطاقة المتجددة يُولّد كهرباء بتكلفة هي الأقلّ على الإطلاق، حسبما أوضحت في مقابلة أجرتها معها منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

خطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية

تتواصل خطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية على الصعيد الداخلي، واستجابت شركات نفط وطنية لتلك الخطط بما يتماشى مع الحوكمة البيئية والاجتماعية للأهداف المناخية.

انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية
توسعات بالمشروعات المتجددة لدعم خطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية - الصورة من إنتر برس سيرفيس

وبالنظر لخطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية، تباينت معدلات الاستجابة بين تلك الشركات، وأقرّت لويزا بالاسيوس باستجابة شركات النفط الوطنية المُدرجة بالبورصة لخطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية بصورة أكبر من غيرها، إذ إنه يتعين عليها تبنّي خطط موثوقة لانتقال الطاقة للوصول للأسواق والتمويل.

وضربت أمثلة لشركات نفط وطنية عدّة في أميركا اللاتينية اتّبعت خطوات مُعلَنة للتخلص تدريجيًا من الكربون، من ضمنها شركة بتروبراس البرازيلية التي تعمل على تطوير محفظتها وبيع غالبية أصولها البرية والتركيز على الإنتاج البحري؛ لإنتاج برميل النفط بتكلفة قدرها 35 دولارًا فقط.

بخلاف الشركة البرازيلية، أشارت بالاسيوس إلى تخطيط شركة إيكوبترول الكولومبية للتحول من شركة نفط إلى شركة طاقة -في خطوة تُشبه نمط الشركات الأوروبية- وعزز انخفاض احتياطياتها من تلك الخطوة.

من البرازيل وكولومبيا إلى الأرجنتين، إذ لفتت بالاسيوس إلى اهتمام شركة "واي بي إف" بإنشاء شركة فرعية للاستثمار في الطاقة المتجددة، كما إنها تمتلك أحد أكبر احتياطيات الغاز الصخري بخلاف الولايات المتحدة.

هل تتخلى أميركا اللاتينية عن النفط؟

لا تتّسم خطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية بالسهولة، نظرًا لاعتماد تلك البلدان على النفط والغاز الطبيعي بصورة كبيرة.

وطرحت لويزا بالاسيوس أحد الحلول الملائمة لـ"تطويع" قطاع النفط لدعم أهداف انتقال الطاقة، عبر الاستفادة من خبرات شركات النفط الحكومية فيما يتعلق بإدارة المشروعات، وكذلك الاستعانة بمواردها المالية.

وأكدت أنه رغم عمق اعتماد أميركا اللاتينية على قطاع النفط والغاز الطبيعي في التصدير وضمان العوائد المالية، فإن ذلك لا يمنع من إسهامه في دعم خطط انتقال الطاقة التي قد تستغرق وقتًا.

ودعت بالاسيوس للتوسع في استثمارات النفط وفتح أسواق جديدة أمام منتجات التصدير، والاستفادة من عائداتها لتوفير التمويل اللازم لدعم خطط انتقال الطاقة.

توسعات متجددة

تحظى خطط انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية بإقبال الاستثمار الأجنبي على التوسع بالمشروعات الداعمة لتلك الخطط، خاصة مشروعات الطاقة المتجددة.

البرازيل-الطاقة الشمسية-الطاقة المتجددة
إحدى محطات الطاقة الشمسية في البرازيل

وبينما تدور في البرازيل معركة سياسية حول المناصب القيادية لشركة بتروبراس الحكومية، تُخطط الدولة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء عبر مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، بالتنسيق مع شركة إنيل الإيطالية.

ومنتصف شهر مارس/آذار الماضي، منحت وكالة تنظيم الكهرباء البرازيلية تصاريح لمشروعات كهرباء نظيفة، بسعة إجمالية تصل إلى 464.57 ميغاواط.

في غضون ذلك، يبدو الأمر مختلفًا في الأرجنتين، إذ تتراجع خطط انتقال الطاقة بعض الشيء مقارنة بالبرازيل.

وفي الوقت الذي سجّل فيه إنتاج النفط الأرجنتيني قفزة لأعلى مستوياته منذ 11 عامًا، في فبراير/شباط الماضي، لم يخطُ قطاع الطاقة المتجددة خطوات تُذكر منذ عام 2018.

أمّا كولومبيا، فبالتوازي مع نشاط قطاع النفط، تسعى للتوسع في تصدير الهيدروجين لأوروبا عبر هولندا، وبدأت الدولتان بحث الأمر تقنيًا وتسويقيًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق