التقاريرتقارير النفطدول النفط والغازموسوعة الطاقةنفط

غينيا الاستوائية.. ماذا تعرف عن الدولة صاحبة أقل إنتاج نفطي في أوبك؟

التقرير حُدِّثَ حتى يوم 11 أكتوبر 2024

وحدة أبحاث الطاقة

رغم أن اكتشاف غينيا الاستوائية احتياطيات نفطية كبرى، قبل 27 عامًا، كان بمثابة تطور إيجابي للاقتصاد، فإن البلاد ما تزال تشتهر بلقب صاحبة أقلّ إنتاج نفطي في منظمة أوبك.

ومن بين أصغر المنتجين الأعضاء في منظمة الدول المصدّرة للنفط كذلك، الغابون وجمهورية الكونغو وفنزويلا، بحسب البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وفي الواقع، أصبحت غينيا الاستوائية -البالغ عدد سكانها 1.54 مليون نسمة- عضوًا في منظمة الدول المصدّرة للنفط يوم 25 مايو/أيّار عام 2017.

وفي حين إن الدولة الأفريقية -التي تبلغ مساحتها نحو 28 ألف كيلومتر- تُعدّ بمثابة مُصدّرٍ صافٍ للنفط الخام، فهي كذلك منتج ومُصدّر رئيس للغاز الطبيعي.

اكتشاف النفط

في عام 1996، اكتشفت غينيا الاستوائية احتياطيات نفطية كبرى، وهو التطور الذي أدّى إلى التحول الاقتصادي في البلاد.

وفي غضون العقدين الماضيين، كان استغلال الموارد النفطية في غينيا الاستوائية يُعدّ بمثابة الركيزة الأساسية للنمو الاقتصادي بالبلاد.

ومع ذلك، استمر اقتصاد غينيا الاستوائية بالانكماش للعام السابع على التوالي في 2021، بنحو 0.4%، قبل أن يكسر هذه السلسلة، وينمو بنسبة 3.2% خلال 2022، مع تعافي صادرات النفط وارتفاع الأسعار، لكنه عاود الانكماش مرة أخرى في 2023، بنسبة 5.9%.

وخلال عام 1996، شهد الناتج المحلي الإجمالي للدولة الأفريقية نموًا بنحو 52.7%، ثم شهد توسعًا بنسبة 148% في العام التالي، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وعاشت غينيا الاستوائية سنوات أخرى من النمو المثير للإعجاب، فعلى سبيل المثال، نما الاقتصاد بنحو 24.8% و26.4% في عامي 1998 و1999 على الترتيب، قبل أن يتوسع بنسبة 110.5% و60% في العامين التاليين.

وبحسب بيانات بنك التنمية الأفريقي، فإن انخفاض أسعار النفط كان بمثابة أداة ضغط على الاستثمارات العامة، التي كانت تمثّل 17.2% من الناتج المحلي الإجمالي لغينيا الاستوائية خلال عام 2017، وهو أقلّ بشكل ملحوظ عن 24.6% النسبة المسجلة في عام 2013.

واتّبعت وزارة المناجم والهيدروكربونات في غينيا الاستوائية عددًا من التدابير الرامية إلى تخفيف تداعيات وباء "كوفيد-19"، من بينها دعم أنشطة الاستكشاف والإنتاج كثيفة رأس المال على مواصلة العمل.

كما قررت في مارس/آذار 2020 التنازل عن الرسوم المفروضة على شركات خدمات النفط والغاز العاملة داخل البلاد، في مسعى لمساعدة مقدّمي الخدمات بالحفاظ على السيولة وتفادي فقدان الوظائف.

احتياطيات النفط

بلغت احتياطيات النفط المؤكدة لدى غينيا الاستوائية 1.1 مليار برميل مع نهاية عام 2023، بحسب تقديرات أويل آند غاز جورنال، دون تغيير عن السنوات الأخيرة.

وبحسب المراجعة الإحصائية السنوية للطاقة، التي أصدرها معهد الطاقة في 2023 لأول مرة بدلًا من شركة النفط البريطانية بي بي، لم يختلف حجم الاحتياطيات النفطية في غينيا الاستوائية آخر 7 أعوام، قبل خفضها من 1.7 مليار برميل مسجلة عام 2013، كما يوضح الرسم البياني أدناه:

احتياطيات النفط في غينيا الاستوائية

ومجددًا، كانت غينيا الاستوائية هي الأقلّ بين الدول الأعضاء في المنظمة من ناحية الاحتياطيات المؤكدة، وكذلك من ناحية الحصة التي تُشكّلها هذه الاحتياطيات في أوبك، إذ بلغت 0.1% فقط من الإجمالي.

ويأتي ثبات احتياطيات النفط في الدولة الأفريقية حتى مع التزامها بتوفير بيئة مواتية للشركات للعمل خلال الأوقات الجيدة والسيئة، بحسب تصريجات حكومية سابقة.

وتؤكد الحكومة أنها ستواصل العمل مع كل المشغّلين، للتأكد من اتخاذ أفضل التدابير في دعم استعادة أنشطة الاستكشاف والإنتاج لدى صناعة النفط والغاز.

وتعطي غينيا الاستوائية الأولوية لتطوير العديد من مشروعات البنية التحتية الخاصة بتكرير النفط، وذلك بهدف إضافة قيمة لإنتاج الخام المحلي وتسهيل عملية التعافي بعد "كوفيد-19"، من خلال مبادرات تنويع الطاقة.

إنتاج النفط

لم يكن إنتاج غينيا الاستوائية من النفط الخام يتجاوز 200 ألف برميل يوميًا في الغالب، قبل أن تنضم البلاد إلى أوبك، لكنه مع ذلك تراجع كثيرًا عقب الالتحاق بالمنظمة.

وقبل انضمامها إلى أوبك، كان إنتاج غينيا الاستوائية النفطي في عامي 2015 و2016 يبلغ 185 و160 ألف برميل يوميًا على الترتيب.

وفي عام 2017 -وهو العام الذي شهد انضمام البلاد إلى منظمة أوبك- بلغ إجمالي الإمدادات التي ضخّتها غينيا الاستوائية 133 ألف برميل يوميًا.

وتراجع الإنتاج النفطي للدولة التي تقع في وسط أفريقيا، عام 2018، إلى 120 ألف برميل يوميًا، قبل أن ينخفض أكثر في العام التالي إلى 117 ألف برميل يوميًا.

وفي عام كورونا (2020)، لم يكن الوضع أفضل حالًا، إذ ضخّت غينيا الاستوائية نحو 114 ألف برميل يوميًا، قبل أن ينخفض الإنتاج أكثر إلى 98 ألف برميل يوميًا في 2021، ثم إلى 84 ألف برميل يوميًا خلال 2022، وانخفض بصورة كبيرة إلى 56 ألف برميل يوميًا في 2023.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، بلغ إنتاج النفط في البلاد 55 ألف برميل يوميًا، ثم تأرجح بين الارتفاع والهبوط في الأشهر التالية، حتى سجل 58 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب 2024، وفق أحدث البيانات المتاحة من قبل أوبك.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، مقارنة لإنتاج غينيا الاستوائية النفطي منذ أوائل 2020 حتى أغسطس/آب 2024:

إنتاج غينيا الاستوائية من النفط الخام

وتكافح الدولة الأفريقية للوفاء بحصّتها في تحالف أوبك+، مع معاناتها من نقص الاستثمارات وتخارج الشركات، وآخرها شركة إكسون موبيل الأميركية التي نقلت أصولها إلى شركة جي بترول (GEPetrol) الحكومية.

وبلغت حصة غينيا الاستوائية في اتفاق تحالف أوبك+ الحالي نحو 121 ألف برميل يوميًا، حتى نهاية 2023، قبل أن تنخفض الحصة إلى 70 ألف برميل يوميًا خلال 2024 و2025 وسط تراجع إنتاج الدولة الأفريقية، واستمرار تخفيضات التحالف.

وقرر تحالف أوبك+ خفض الإمدادات بمقدار مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية 2023، ومن ثم تقرر خلال 2024 تمديدها حتى 2025.

أمّا فيما يتعلق بإنتاج غينيا الاستوائية من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية، فقد تراجع إلى 88 ألف برميل يوميًا بنهاية 2023، مقابل 121 ألفًا عام 2022، كما أنه يقلّ عن ذروته المسجلة في عام 2005 عند 380 ألف برميل يوميًا، وفق بيانات معهد الطاقة البريطاني.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، تطوُّر إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في غينيا الاستوائية بين عامي 1992 و2023:

إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في غينيا الاستوائية

صادرات النفط

تصدّر غينيا الاستوائية إنتاجها من النفط كافة -في الغالب-، إذ بلغت الصادرات الخام 54 ألف برميل يوميًا في 2023، انخفاضًا من 81 ألفًا في 2022، ونحو 125 ألف برميل يوميًا في 2017، وهو عام الانضمام إلى أوبك.

وخلال عام 2024، بلغت صادرات غينيا الاستوائية من النفط الخام نحو 68 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2024، وتراجعت إلى 39 ألف برميل يوميًا خلال فبراير/شباط المنصرم، ثم ارتفعت إلى أعلى مستوى لها خلال العام ذاته في شهر مارس/آذار إلى 86 ألف برميل يوميًا، قبل أن تتأرجح فيما بعد بين الصعود والهبوط.

وفي سبتمبر/أيلول 2024، صدّرت غينيا الاستوائية ما يقرب من 76 ألف برميل يوميًا من الخام، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، صادرات غينيا الاستوائية من النفط الخام شهريًا منذ بداية 2022 حتى سبتمبر/أيلول 2024:

صادرات غينيا الاستوائية من النفط الخام

وفي عام 2023، سجلت غينيا الاستوائية نحو 5.1 مليار دولار من عوائد الصادرات عمومًا، مقابل 6.23 مليار دولار العام السابق له.

ومن هذا الإجمالي، بلغت عوائد صادرات النفط نحو 1.74 مليار دولار في عام 2023، مقارنة مع 3.11 مليار دولار عام 2022، ونحو 2.36 مليار دولار في 2021، بحسب تقرير أوبك السنوي.

الغاز الطبيعي

تُعدّ غينيا الاستوائية مُصدرًا صافيًا للغاز الطبيعي، وتمتلك 39 مليار متر مكعب من الاحتياطيات المؤكدة بنهاية 2023، دون تغيير عن السنوات الـ4 السابقة، حسب تقرير أوبك السنوي.

وبلغ إنتاج الغاز الطبيعي في غينيا الاستوائية 7.1 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2023، مقارنة مع 30 مليون متر مكعب فقط في عام 2000.

بينما بلغ الطلب على الغاز في الدولة الأفريقية نحو 2.3 تريليون متر مكعب عام 2023، بانخفاض 2.8% على أساس سنوي.

وصدّرت غينيا الاستوائية نحو 4.57 تريليون متر مكعب من الغاز في 2023، بنسبة تراجع 20.3% على أساس سنوي، مع واقع أن غالبية الصادرات كانت على هيئة غاز طبيعي مسال، الذي بدأت البلاد في تصديره عام 2007.

وفي الربع الثالث من العام الجاري (2024)، تراجعت صادرات غينيا الاستوائية من الغاز المسال إلى 0.72 مليون طن (0.97 مليار متر مكعب)، مقابل 0.75 مليون طن (1.02 مليار متر مكعب) في الربع نفسه من 2023، بحسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث من 2024" الذي تصدره دوريًا وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وكانت غينيا الاستوائية سجلت أكبر نمو على مستوى العالم في صادرات الغاز المسال بنسبة 80% خلال الربع الأخير من 2022، عندما صدّرت نحو 0.9 مليون طن (1.2 مليار متر مكعب)، مقارنة بـ0.5 مليون طن (0.7 مليار متر مكعب) في المدة نفسها من 2021، وفق تقديرات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".

ويوجد في غينيا الاستوائية مصنع واحد للغاز الطبيعي المسال يقع في جزيرة بايوك، الذي بدأ تشغيله عام 2007، ويُزوّد بالغاز الطبيعي المنتج في حقل ألبا.

وتدير الشركة الوطنية للغاز الطبيعي في غينيا الاستوائية -أو شركة سونغاس (Sonagas) المملوكة للدولة- توزيع الغاز الطبيعي وتسويقه في البلاد، بالإضافة إلى استكشاف أصول الغاز.

حقول النفط والغاز

يوجد في غينيا الاستوائية حقل ألبا، الذي بدأت شركة ماراثون أويل إنتاج الغاز الطبيعي فيه خلال عام 1991، كما تمتلك الدولة الأفريقية حقل زافيرو لإنتاج النفط والغاز الطبيعي، الذي بدأ في عام 1996.

وفي حقلي ألبا وزافيرو -الواقعين في جزيرة بيوكو- توجد احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في غينيا الاستوائية.

وفي عام 2005، شهدت غينيا الاستوائية اكتشاف حقل ألين للغاز الطبيعي على بُعد 32 كيلومترًا من الساحل الشرقي لجزيرة بيوكو.

وفي مارس/آذار 2021، بدأت شركة شيفرون في إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ألين البحري، الذي تبلغ احتياطياته نحو 17 مليار متر مكعب.

كما يوجد حقل أسينغ للنفط والغاز قبالة ساحل غينيا الاستوائية في غرب أفريقيا، الذي اكتُشف في عام 2007.

قطاع الكهرباء

على الرغم من تزايد الطلب على الكهرباء في غينيا الاستوائية، فإن إمكان الحصول على الكهرباء وموثوقية الإمدادات منخفضة، نتيجة للبنية التحتية غير الملائمة في البلاد، وسوء إدارة الشبكة الوطنية.

وزاد إجمالي القدرة الكهربائية للتوليد في دولة غينيا الاستوائية منذ عام 2012، مع بدء تشغيل محطة الطاقة الكهرومائية في سدّ دغيبوهو الواقع على نهر ويلي.

وبحسب بيانات البنك الدولي، كانت الكهرباء تصل لنحو 67% فقط من سكان غينيا الاستوائية مع نهاية عام 2022.

وبلغ توليد الكهرباء في غينيا الاستوائية 1.51 ألف غيغاواط/ساعة خلال عام 2022، وفق أحدث البيانات المتاحة.

وتستعمل غينيا الاستوائية مصادر الطاقة المتجددة -جميعها من الطاقة الكهرومائية- بتوليد أكثر من 471 غيغاواط/ساعة من الكهرباء، بينما تأتي الكمية المتبقية من الوقود الأحفوري، وخاصة الغاز الطبيعي بنحو 1.024 غيغاواط/ساعة.

وتشير التقديرات إلى أن غينيا الاستوائية لديها ما يتراوح بين 11 و26 غيغاواط من إمكانات الطاقة الكهرومائية، منها 50% تُعدّ قابلة للاستخراج.

أبرز الأرقام لدولة غينيا الاستوائية لعام 2023:

الدولة غينيا الاستوائية
عدد السكان 1.54 مليون نسمة
المساحة 28 ألف كيلومتر مربع
الناتج المحلي الإجمالي 10.28 مليار دولار
احتياطيات النفط الخام المؤكدة 1.1 مليار برميل
إنتاج النفط الخام 56 ألف برميل يوميًا
استهلاك النفط 5 آلاف برميل يوميًا
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون --
سعة التكرير --
صادرات النفط الخام 54 ألف برميل يوميًا
صادرات المنتجات النفطية --
احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة 39 مليار متر مكعب
إنتاج الغاز الطبيعي 7.1 مليار متر مكعب
صادرات الغاز الطبيعي 4.57 مليار متر مكعب

وفيما يلي تستعرض منصة "الطاقة" لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:

اقرأ أيضًا لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق