نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

إكسون موبيل تخطط للتخارج من غينيا الاستوائية.. لماذا يبتعد عمالقة الطاقة عن الخام الأفريقي؟

تركز الشركات على تطوير مشروعات الغاز الطبيعي منخفض الكربون

مي مجدي

رغم الجهود التي تبذلها الحكومة في غينيا الاستوائية لمنع كبريات شركات الطاقة من مغادرة البلاد، يبدو أن شركة إكسون موبيل الأميركية تخطط للتخارج فور انتهاء ترخيصها في عام 2026.

ومن المتوقع أن تخفض الشركة الأميركية إنتاج النفط بالدولة الواقعة غرب أفريقيا، والعضو في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) منذ عام 2017، حسب وكالة رويترز.

وتعكس هذه الخطوة مساعي منتجي النفط الرؤساء لخفض إنتاج النفط في غرب أفريقيا، وتحويل الاستثمارات إلى تطوير مشروعات الغاز الطبيعي منخفض الكربون في القارة السمراء، وإلى مشروعات أكثر ربحًا في الأميركتين، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خفض الإنتاج

خلال الشهور الماضية، حاولت حكومة غينيا الاستوائية إجراء محادثات مع إكسون موبيل حول مستقبل حقل زافيرو للنفط والغاز.

ويقع الحقل -الذي تديره إكسون موبيل- شمال جزيرة بيوكو، وبدأ العمل في عام 1996، ويضم العديد من الآبار، ووحدة إنتاج عائمة، ومنصة سيربنتينا العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ.

وبدأت شركة إكسون موبيل -مؤخرًا- خفض الإنتاج إلى أقلّ من 15 ألف برميل من النفط يوميًا من خلال وحدة الإنتاج الحالية سيربنتينا.

مصفاة تابعة لشركة إكسون موبيل
مصفاة تابعة لشركة إكسون موبيل – الصورة من موقع هيوستن كرونيكل

في حين أجلت الموظفين من منصة الإنتاج البحرية زافيرو خلال العام الجاري (2022)، بعد حادثة تتعلق بالسلامة.

وكشفت وزارة المناجم والمحروقات في سبتمبر/أيلول (2022) أن شركة إكسون موبيل أوقفت الإنتاج في زافيرو بعد دخول المياه لمنصة الإنتاج.

واتخذت الشركة قرارًا لوقف تشغيل منصة زافيرو وسحبها بعيدًا، وقد تستعيد جزءًا من إنتاجها في الحقل بمقدار 25-30 ألف برميل يوميًا، بإضافة منصة ثالثة تسمى جايد، لكنها تنتظر موافقة الحكومة والشركات، حسب وكالة رويترز.

وأوضحت المتحدثة باسم إكسون موبيل الأميركية ميغان ماكدونالد أن الشركة تقوم بتقييم أفضل خيار لإيقاف التشغيل على نحو آمن بالتعاون مع وزارة المناجم والمحروقات بغينيا الاستوائية، في حين لم تكشف أيّ تفاصيل تفيد بأن الشركة تخطط للخروج من غينيا الاستوائية، حسب وكالة بلومبرغ.

وترى مديرة الأبحاث لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء في شركة وود ماكنزي غيل أندرسون أن المنطقة عالية التكلفة، كما تشكّل انبعاثات الكربون مصدر قلق.

وتعدّ أوروبا الوجهة الرئيسة لصادرات غينيا الاستوائية من النفط، وما تزال تبحث عن بدائل للنفط الروسي، إذ من المتوقع دخول العقوبات المفروضة على موسكو حيز التنفيذ في مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول (2022).

نقص الاستثمارات

في غضون ذلك، بلغ إنتاج إكسون موبيل من النفط في غينيا الاستوائية ذروته عند أكثر من 300 ألف برميل يوميًا قبل 8 سنوات، وبدأ في التراجع منذ ذلك الوقت.

وبدأت الشركة الأميركية التفكير في بيع أصولها بحقل زافيرو منذ عام 2020.

وفي العام الماضي (2021)، ضخّت الشركة قرابة 45 ألف برميل يوميًا في غينيا الاستوائية من إجمالي إنتاج البلاد، البالغ 93 ألف برميل يوميًا.

وتكافح الدول الأفريقية للوفاء بحصص أوبك بسبب نقص الاستثمارات في إنتاج النفط الخام.

وانخفض إنتاج أكبر المنتجين بالقارة والعضوين في منظمة البلدان المصدّرة للنفط، وهما أنغولا ونيجيريا، بمقدار الثلث عند 2.1 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، مقابل 3.2 مليون برميل يوميًا في 2019.

وأظهرت دراسة أجرتها شركة ديلويت الاستشارية أن حصة المنطقة من التدفقات النقدية للنفط آخذة في الانخفاض، وتراجعت السيولة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط وأفريقيا من التدفقات العالمية إلى 30% خلال العامين الماضيين، من 50% بين عامي 2010 و2020.

وانسحبت شركات شيفرون وشل وإكسون موبيل من نيجيريا بسبب تفاقم ظاهرة سرقة النفط، وباعت أغلب أصولها إلى الشركات المحلية.

فقد وصل إنتاج نيجيريا إلى أدنى مستوى في 32 عامًا، وسحبت أنغولا البساط من أبوجا بصفتها أكبر مصدّر في أفريقيا، في حين أعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية التخارج من أنغولا في وقت سابق من العام الجاري (2022).

منصة زافيرو التابعة لشركة إكسون موبيل
منصة زافيرو – الصورة من موقع إنرجي فويس

الاتجاه إلى الأميركتين

وفقًا لتقديرات أوبك، من المتوقع أن ينمو الإنتاج في الأميركتين إلى 28 مليون برميل يوميًا خلال عام 2023، بزيادة 2.3 مليون برميل يوميًا عن مستويات ما قبل الوباء، مع تقلّص إنتاج النفط الخام في غرب أفريقيا.

وستأتي أغلب الزيادات من الولايات المتحدة وكندا وغايانا والبرازيل، وهي من بين المناطق التي زادت فيها شركة إكسون موبيل نسبة الإنفاق على إنتاج النفط.

مستقبل الغاز المسال

في الوقت الذي يتراجع فيه إنتاج النفط الخام في غرب أفريقيا، يبدو أن مستقبل الغاز المسال في القارة السمراء يشهد طفرة غير مسبوقة.

واتجه كبار المنتجين للاستثمار في الغاز الطبيعي والغاز المسال، إذ تسعى أوروبا إلى وقف الاعتماد على الإمدادات الروسية بسبب العقوبات.

وتعتقد شركة ديلويت الاستشارية أن ارتفاع الطلب عالميًا قد يؤدي إلى زيادة بنسبة 30% في إنتاج الغاز بالقارة الأفريقية بحلول نهاية العقد.

وصدّرت موزمبيق أول شحنة غاز مسال من منطقة المياه العميقة لمشروع كورال سول الذي تديره شركة إيني إلى أوروبا.

وخلال العام الماضي (2021)، صدّرت شركة شيفرون الأميركية أول شحنة غاز مسال من مشروع ألين الذي تديره في غينيا الاستوائية.

كما تعدّ الجزائر وليبيا مثالين للدول المنتجة للنفط بكلفة منخفضة، ويمكنهما مواصلة جذب الاستثمارات إذا اتخذتا التدابير اللازمة لخفض انبعاثات الكربون من العمليات الحالية، وفقًا لدراسة أجرتها شركة "ماكنزي آند كومباني" للاستشارات.

في حين أشارت مديرة الأبحاث لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء في شركة وود ماكنزي غيل أندرسون إلى اكتشاف احتياطيات واعدة من النفط والغاز في ناميبيا -مؤخرًا-، ومن المتوقع حفر آبار تقويمية في النصف الأول من عام 2023، موضحةً أن البوادر إيجابية، وربما يمكن أن تصبح الدول الأفريقية غايانا المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق