التقاريرأسعار النفطتقارير النفطرئيسيةنفط

ارتفاع أسعار النفط قد يعوق جهود البنوك المركزية لمكافحة التضخم (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع سعر النفط يزيد من تعقيد المأزق الذي تواجهه البنوك المركزية في كل مكان
  • علامات التعافي الاقتصادي العالمي عززت تقديرات الطلب على الطاقة في المستقبل
  • من المتوقع أن يزداد الاستعمال العالمي للنفط خلال الربعين المقبلين
  • النفط سيُتداول في نطاق يتراوح بين 80 و100 دولار لبقية هذا العام

قد يعوق ارتفاع أسعار النفط، التي تتجه في منحى صعودي منذ الصيف الماضي، جهود البنوك المركزية لمكافحة التضخم وخفض أسعار الفائدة، خصوصًا لدى البلدان المستوردة للطاقة.

وأفادت تقارير، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن سعر خام برنت تجاوز 91 دولارًا للبرميل، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وارتفع سعر النفط القياسي الدولي، الذي بلغ 73 دولارًا فقط حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، بنسبة 25% خلال الأشهر الـ4 الماضية.

ويؤدي هذا الارتفاع في أسعار النفط إلى تعقيد المأزق الذي تواجهه البنوك المركزية في أنحاء العالم، إذ يفكر صنّاع السياسات في موعد البدء بخفض أسعار الفائدة.

اتجاه أسعار النفط

تتجه أسعار النفط نحو الارتفاع منذ الصيف الماضي، إذ عززت علامات التعافي الاقتصادي العالمي تقديرات الطلب على الطاقة في المستقبل.

ومن المتوقع أن يزداد الاستعمال العالمي للنفط خلال الربعين المقبلين، إذ أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، الأسبوع الماضي، "توقعات قوية للطلب على النفط في أشهر الصيف".

وبعد سلسلة من تخفيضات الإنتاج، قيّد أعضاء أوبك الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، أي نحو 2% من الطلب العالمي، بحسب مقال لمحرر الاقتصاد والأعمال لدى قناة جي بي نيوز GB News، ليام هاليغان، نشرته صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph) البريطانية.

محرر الاقتصاد والأعمال لدى قناة جي بي نيوز GB News البريطانية، ليام هاليغان
محرر الاقتصاد والأعمال لدى قناة جي بي نيوز GB News البريطانية، ليام هاليغان - الصورة من جي بي نيوز

وتراجع المنظمة المكونة من 13 دولة، التي تسيطر على خُمسي إنتاج النفط الخام العالمي و4 أخماس الاحتياطيات المعروفة، هذه الضوابط عندما تجتمع في أوائل يونيو/حزيران المقبل.

وعلى مدى السنوات الأخيرة، لا سيما منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كان هناك تعاون عميق بين المملكة العربية السعودية، العضو الأساس في منظمة أوبك، وروسيا غير العضو.

ويسيطر تحالف أوبك+ على ما يقرب من نصف إنتاج النفط العالمي و9 أعشار إجمالي الاحتياطيات، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع اقتراب الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، أصبح سعر البنزين والديزل حساسًا للغاية من الناحية السياسية، وهو أحد الأسباب التي قد تدفع أوبك+ إلى إبقاء ضوابط الإنتاج كما هي، مع ارتفاع الطلب العالمي.

وتساعد تكاليف الوقود المتصاعدة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، على مهاجمة إدارة جو بايدن، إذ اعترض سائقو السيارات على الارتفاع بنسبة 7% في متوسط أسعار محطات الوقود الأميركية خلال الشهر الماضي.

أمن إمدادات الوقود

قال محرر الاقتصاد والأعمال لدى قناة جي بي نيوز GB News، ليام هاليغان، في مقال نشرته صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph) البريطانية، إنه مع استمرار الحرب في أوكرانيا، أثارت الهجمات الأخيرة بطائرات مسيرة على المصافي الروسية مخاوف متجددة بشأن أمن إمدادات الوقود.

وأوضح أن التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران تهدد بالتصعيد إلى حرب أوسع نطاقًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ما يعرّض مساحات شاسعة من إنتاج الطاقة العالمي للخطر.

وفي الأسبوع الماضي، توقعت إدارة معلومات الطاقة -وهي هيئة أميركية رسمية- أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 88.55 دولارًا للبرميل هذا العام، بارتفاع طفيف عن توقعاتها السابقة البالغة 87 دولارًا.

وقال الرئيس التنفيذي لأكبر شركة لتجارة الطاقة في العالم فيتول Vitol، راسل هاردي، الأسبوع الماضي، إن أسعار النفط ستكون في نطاق يتراوح بين 80 و100 دولار لبقية هذا العام.

وخلال الأيام الأخيرة، حذّرت سلسلة من الشخصيات الرئيسة في أسواق السلع العالمية من أن يتجاوز سعر النفط الخام 100 دولار هذا الصيف.

وأضاف ليام هاليغان أن ارتفاع تكاليف الوقود يُترجم، حاليًا، إلى ازدياد معدلات التضخم في الولايات المتحدة.

في الأسبوع الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في أميركا بنسبة 3.5% خلال العام حتى مارس/آذار الماضي، مرتفعًا بشكل كبير من 3.2% في الشهر السابق.

محطة محروقات في مدينة لوس أنجلوس الأميركية
محطة محروقات في مدينة لوس أنجلوس الأميركية - الصورة من بلومبرغ

في المقابل، أثّر التضخم في شعبية الرئيس الأميركي، جو بايدن، إذ يمنحه الناخبون باستمرار درجات منخفضة لتعامله مع الاقتصاد، على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 2.5% في العام الماضي، متجاوزًا بقية العالم الغربي.

بدورها، فإن ضغوط أسعار النفط القوية تعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من المرجّح أن ينتظر الآن لمدة أطول قبل البدء في تخفيف أكبر تشديد للسياسة النقدية منذ عقود عديدة، ما يؤدي في النهاية إلى خفض أسعار الفائدة من 5.25 إلى 5.5%.

وعلى الرغم من أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى تعقيد عملية هروب المملكة المتحدة من أزمة تكاليف المعيشة المروعة هذه، فمن الجدير بالذكر أن شركة طاقة بريطانية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستبدأ الحفر في أكبر حقل نفط يُكتَشَف في بحر الشمال منذ 20 عامًا على الأقل.

وتخطط شركة إنكويست EnQuest لبدء تشغيل حقلين في بحر الشمال مع إمكانية إنتاج 500 مليون برميل من النفط الخام خلال العقود المقبلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق