التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةغازكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

الذكاء الاصطناعي يدعم نمو الطلب على الغاز في أميركا (تقرير)

لكن هدف خفض الانبعاثات في خطر

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا تراجعت منذ 2007
  • استمرار الولايات المتحدة في خفض الانبعاثات سيكون أكثر صعوبة
  • الطلب على الكهرباء ينمو بصورة أسرع من العقود السابقة
  • اختيار الغاز تنافسيًا لقطاع الكهرباء وصعوبة استبداله مستقبلًا

من المتوقع أن تسهم طفرة الذكاء الاصطناعي واحتياجها إلى توليد المزيد من الكهرباء في دعم الطلب على الغاز في أميركا، وهو ما سيهدد خطط البلاد نحو تحقيق هدف خفض الانبعاثات.

ويرى تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الطلب المتزايد على الكهرباء الناجم عن مراكز تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومصانع الرقائق والبطاريات، يجعل تحقيق هدف الحياد الكربوني لقطاع الكهرباء الأميركي بحلول عام 2035 أكثر صعوبة.

يشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستهدف خفض انبعاثات الغاز الدفيئة في أميركا بنسبة تتراوح بين 50% و52% بحلول 2030، على أن يكون قطاع الكهرباء خاليًا من الانبعاثات الكربونية بصورة كاملة بحلول عام 2035.

استهلاك الغاز في أميركا

تزايد الطلب على الغاز في أميركا وكذلك الطاقة المتجددة من جانب قطاع توليد الكهرباء بدلًا من الفحم؛ ما أدى إلى تراجع انبعاثات البلاد من غازات الدفيئة منذ عام 2007.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قد وضعت عام 2014 هدفًا لخفض انبعاثات البلاد بنسبة ما بين 26% و28% بحلول عام 2025، ومع ذلك لم تنخفض إلّا بنسبة 18% بحلول عام 2022، بدعم رئيس من قطاع الكهرباء.

أبراج كهربائية
أبراج كهربائية - الصورة من بلومبرغ

ويرى التقرير الصادر عن شركة أبحاث وود ماكنزي أن استمرار الولايات المتحدة في خفض الانبعاثات سيكون أكثر صعوبة، مع الاتجاه إلى زيادة الطلب على الغاز في أميركا في قطاع توليد الكهرباء.

وأكد التقرير أن الانبعاثات الناجمة عن استعمال الغاز في أميركا بتوليد الكهرباء أقل منها في الفحم، ولكن هذا لا يعني أنها "صفر".

وتسهم احتياطيات الغاز الكبيرة التي تمتلكها الولايات المتحدة في توليد الكهرباء بأسعار منخفضة؛ ما يجعل اختيار ذلك الوقود الأحفوري تنافسيًا لقطاع الكهرباء، ومع صعوبة استبداله مستقبلًا.

ورغم توقعات وود ماكنزي بتضاعف قدرة الطاقة الشمسية الأميركية على نطاق المرافق 3 مرات خلال السنوات الـ10 المقبلة، ومن المتوقع كذلك زيادة قدرة توليد الكهرباء بالغاز في أميركا عبر المحطات ذات الدورة المركبة من 271 غيغاواط إلى 338 غيغاواط.

وتتوقع شركة الأبحاث تضاعف قدرة الطاقة الشمسية في أميركا من 110 غيغاواط إلى 359 غيغاواط خلال العقد المقبل، وكذلك نمو قدرة الرياح البرية من 161 غيغاواط إلى 288 غيغاواط.

وتقدّر أن الطلب على الغاز في أميركا لتوليد الكهرباء وصل إلى ذروته العام الماضي، ومع ذلك ترى أن انخفاض استهلاكه سيكون تدريجيًا وبوتيرة بطيئة خلال العقدين المقبلين.

وينمو الطلب على الكهرباء بصورة أسرع 3 مرات سنويًا خلال العقد الجاري، مقارنة بالعقود السابقة، مدفوعًا بزيادة السيارات الكهربائية وظهور مراكز جديدة للذكاء الاصطناعي ذات أحمال كبيرة، بحسب التقرير.

اعتماد طويل الأجل على الغاز

بناءً على ما سبق، من المتوقع أن يظل الطلب على الغاز في أميركا بمجال توليد الكهرباء مستمرًا على المدى الطويل، وهو ما يجعله جزءًا حاسمًا في لوائح خفض انبعاثات محطات الكهرباء التي تعمل الإدارة الأميركية الحالية على وضعها.

وتتوقع وود ماكنزي أن تُعلن المعايير البيئية الخاصة بمحطات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالغاز بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتقترح المسودة الجديدة إلزام محطات الكهرباء الحديثة التي تعمل بالغاز، بالاختيار ما بين بدء الاستعمال المشترك للهيدروجين منخفض الكربون بحلول 2032 مع زيادة النسبة إلى 96% في 2038، أو البدء في استعمال تقنية احتجاز الكربون لالتقاط 90% من انبعاثاتها بحلول 2035.

ويرى تقرير وود ماكنزي أن تحقيق ذلك سيكون صعبًا، إذ إن قطاعات الهيدروجين منخفض الكربون واحتجاز الكربون وتخزينه ما تزال في مراحل ناشئة.

واتفق في الرأي معهد إديسون للكهرباء، مؤكدًا أن شركات الكهرباء ليس لديها ثقة بأن تقنيات الهيدروجين منخفض الكربون واحتجاز الكربون يمكنها استيفاء متطلبات الأداء والتكلفة، وفقًا للمواعيد الزمنية التي تتوقعها وكالة حماية البيئة الأميركية.

إدارة ترمب الثانية

من المتوقع -بحسب التقرير- اتخاذ الإجراءات القانونية ضد القواعد الجديدة، ومن المرجّح كذلك أن تكون تلك القضايا ذات صبغة سياسية.

وتشير تقديرات وود ماكنزي إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الثانية في حالة فوزها ستتخلى عن تلك الخطط وتعيد وتعيد تصميم لوائح أقرب بكثير إلى نظيرتها في عام 2019، والتي اقترحت فيها إدارة ترمب الأولى معايير انبعاثات أقل تقييدًا لمحطات الكهرباء.

دونالد ترامب الرئيس الأميركي السابق
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب - الصورة من "abcnews"

وفي المقابل، تؤكد وكالة حماية البيئة الأميركية أن قواعدها المقترحة ستُعجّل التخلص التدريجي من الفحم، ولكنها تعمل على زيادة الطلب على الغاز في أميركا خلال عشرينيات هذا القرن.

وفي حالة تنفيذ تلك المقترحات، ترى وكالة حماية البيئة أنها ستعمل على خفض استعمال الفحم في توليد الكهرباء بالولايات المتحدة بنسبة 75% خلال المدة من 2028 إلى 2035، بدلًا من التوقعات التي تُقدَّر بنسبة 68%.

ومع ذلك، تقول وود ماكنزي، إنه مع نمو الطلب على الكهرباء، من المحتمل أن يتجه العديد من شركات المرافق إلى إبقاء محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم قيد التشغيل لمدة أطول، وهو ما يعدّ أكبر مشكلة لأهداف خفض الانبعاثات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق