أخبار الطاقة المتجددة رئيسية طاقة متجددة

أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا تتحول إلى واحة وسط الصحراء (صور)

محمد عبد السند

2024-03-17

2 18٬185

اكتسبت أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا لمسة جمالية سحرية بفضل تصميم واجهة أنيقة جعلتها تبدو كالواحة وسط الصحراء المبنية بها.

وفي 2 مايو/أيار 2023 دشّنت تركيا رسميًا محطة كاليون كارابينار سولار باور (Kalyon Karapinar Solar Power Station) التي تُعد -كذلك- إحدى أكبر 5 محطات شمسية في العالم.

وتعزز المحطة مساعي البلد العابر للقارات لتعزيز سعة الكهرباء النظيفة، في إطار مساعٍ أوسع للتخلص من الوقود الأحفوري اتساقًا مع أهدافه المناخية الطموحة.

ومن المتوقّع أن تشهد تركيا نموًا بنحو 64% في سعة الطاقة المتجددة إلى 90 غيغاواط في السنوات الـ5 المقبلة، على أن تمثّل طاقتا الشمس والرياح مجتمعتين قرابة 75% من تلك الإضافة، وفق أرقام وكالة الطاقة الدولية، التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واجهة بتصميم ابتكاري

شهدت أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا بناء مبنى التحكم المركزي الخاص بها والذي يُعد بمثابة تحفة معمارية في قلب المنطقة الصحراوية التي توجد بها المحطة الأيقونية، وفق بيان منشور على الموقع الإلكتروني لشركة بيلجين أركيتيكتس (Bilgin Architects) التي تولّت مهمة بناء المبنى.

وتلامس سعة المحطة الشمسية المملوكة لشركة كايلون إنرجي (Kalyon Energy) التركية 1.350 ميغاواط، وتقع في مدينة قونية جنوب تركيا.

وتتألّف واجهة مبنى التحكم المركزي من 7200 لوحة شمسية مصنوعة من الفولاذ تساعده على الامتزاج بالبيئة الصحراوية في نسق فريد.

ومن خلال 4 مستويات من الشفافية، تساعد ألواح الفولاذ على تنظيم درجات الحرارة الداخلية، والحفاظ على درجات الحرارة المرتفعة جدًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن تصميم الواجهة الابتكاري هذا يضفي لمسة جمالية سحرية على المبنى الواقع في الصحراء.

وفي هذا الصدد قالت شركة بيلجين أركيتيكتس: "الواجهة ليست جزءًا من المبنى فحسب، بل هي جزء من السماء كذلك"، موضحةً: "مع دخول الليل، تتغيّر الواجهة تمامًا، وهو ما يتناقض مع شكلها في وقت النهار، لتكشف عن روعة التصميمات الداخلية ليلًا".

قاعة متعددة الاستعمالات ملحقة بمبنى التحكم المركزي - الصورة من موقع شركة بيلجين أركيتيكتس

واحة في الصحراء

يمكن وصف المبنى، الذي بُني عمدًا على مسافة آمنة من الألواح الشمسية المحيطة به، بأنه "واحة" في الصحراء.

ويخفي البهو المفتوح الخط الفاصل بين الأماكن الداخلية والخارجية، ويقود الزوار عبر سلسلة من المساحات المترابطة التي تشتمل على كافيتيريا وقاعة متعددة الاستعمالات وبنية تحتية مخصصة لاستضافة فعاليات مختلفة وألواح شمسية وورش عمل.

واجهة مبنى التحكم المركزي - الصورة من موقع شركة بيلجين أركيتيكتس

وفي وسط المبنى يوجد فناء أخضر مليء بالنباتات التي تأخذ الزوار بعيدًا عن البيئة الصحراوية، في حين تظهر خطوات منحدرة من الفناء وصولًا إلى السقف لتتيح رؤية أوسع للألواح الشمسية المحيطة.

وحينما تغرب الشمس، يتّخذ مركز التحكم مظهرًا مختلفًا؛ حيث تتلاشى الواجهة -على ما يبدو- لتكشف عن الداخل المُضاء والفناء، وذلك بفضل تصميمها الذكي المعاصر الذي ابتكرته شركة بيلجين أركيتيكتس ليكون مبنى تحكم مركزي لا يقتصر على أدائه الوظيفي فحسب.

وإلى ذلك يبرز المبنى رمزًا لتقنيات الطاقة المستدامة وما يمكننا تحقيقه لإنقاذ كوكب الأرض من تداعيات التغيرات المناخية.

مبنى التحكم المركزي من الداخل - الصورة من موقع شركة بيلجين أركيتيكتس

أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا

تتألّف أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا من 3.2 مليون لوح شمسي، تُنتِج مجتمعةً 3 ملايين كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويًا؛ ما يكفي لتزويد مليوني شخص بالكهرباء، وتوفير استعمال مصادر وقود أحفوري تعادل قيمته 450 مليون دولار أميركي، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتلامس التكلفة الاستثمارية للمحطة الجديدة 1 مليار دولار، وتحول دون إصدار 1.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، إلى جانب مساهمتها بتعزيز حصة الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء الوطني بنسبة 20%.

منظر لمبنى التحكم المركزي ليلًا - الصورة من موقع شركة بيلجين أركيتيكتس

وكان قد بدأ تركيب أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا في أوائل عام 2020، وهي تغطي ساحة قدرها 20 مليون متر مربع، وتقع في منطقة تتسم بدرجة تعرض عالية للسطوع الشمسي.