أخبار السياراترئيسيةسيارات

أزمة شحن السيارات الكهربائية في أميركا.. أول تعقيب من وزيرة الطاقة

دينا قدري

تسبَّب طاقم وزيرة الطاقة الأميركية في إثارة الجدل حول شحن السيارات الكهربائية، ومدى جدوى خطة الرئيس جو بايدن لنشر الطاقة الخضراء.

فقد أفادت تقارير صحفية -رصدتها منصة الطاقة المتخصصة- أن أحد أفراد طاقم وزيرة الطاقة -جنيفر غرانهولم- أوقف سيارة غير كهربائية في إحدى محطات شحن السيارات الكهربائية لحجزها لسيارة الوزيرة، وهو الأمر الذي انتهى باستدعاء الشرطة.

وعقدت لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس النواب جلسة استماع في 14 سبتمبر/أيلول 2023، بشأن الحادث الذي وقع في ولاية جورجيا، خلال رحلة غرانهولم البرية التي استغرقت 4 أيام بالسيارة الكهربائية في يونيو/حزيران الماضي.

كان الهدف من رحلة غرانهولم عبر الجنوب الشرقي للبلاد (من شارلوت بولاية نورث كارولاينا إلى ممفيس بولاية تينيسي) هو لفت الانتباه إلى مليارات الدولارات التي ينفقها البيت الأبيض على الطاقة الخضراء والسيارات النظيفة.

وزيرة الطاقة الأميركية تدافع عن طاقمها

ألقت وزيرة الطاقة جنيفر غرانهولم باللوم على "سوء التقدير" من طاقمها، بعد نشر تقرير يُفيد بأن أحد الموظفين أوقف سيارة غير كهربائية بجوار شاحن سيارة كهربائية لحجزها لها، وسط توافر محدود من أجهزة الشحن.

وقد ذكرت منصة الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" (NPR) هذا الأسبوع أن الموظف أوقف سيارة غير كهربائية أمام الشاحن لحجزها من أجل غرانهولم، خلال رحلة جنوب شرق البلاد الأخيرة للترويج لخطّة التمويل الأميركية من أجل مكافحة تغير المناخ.

وهو ما دفع إحدى العائلات التي لم تتمكن من الوصول إلى الشاحن خلال هذا الوقت، إلى الاتصال بالشرطة، على الرغم من أن الإجراء لا يخالف القانون في جورجيا، حيث وقع الحادث، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وردًا على سؤال حول الحادث خلال جلسة استماع بمجلس النواب، قالت غرانهولم: "دعني أقُلْ فقط، لديّ فريق عمل شابّ رائع.. لقد كان سوء تقدير من جانب الفريق".

وأضافت ردًا على أسئلة النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، سكوت فرانكلين: "لا أستطيع إلّا أن أتخيل أنهم يريدون مواصلة التحرك، لكن خلاصة القول هي، إن ذلك لن يحدث مرة أخرى"، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا هيل" (The Hill) الأميركية.

منذ نشر تقرير "إن بي آر"، استشهد بعض الجمهوريين بالحادثة في ردّهم على سياسات إدارة بايدن لدعم السيارات الكهربائية.

وفي رسالة حديثة إلى غرانهولم، تساءل السيناتور الجمهوري عن ولاية وايومنغ جون باراسو عمّا إذا كان الشاحن قد أوقِفَ حتى تتمكن الوزيرة من الشحن "دون الاضطرار إلى الانتظار مثل مستعمِلي السيارات الكهربائية التعساء الآخرين".

محطة شحن السيارات الكهربائية في ولاية جورجيا
محطة شحن السيارات الكهربائية في ولاية جورجيا - الصورة من منصة "إن بي آر"

أزمة شحن السيارات الكهربائية

كانت قافلة وزيرة الطاقة الأميركية من السيارات الكهربائية -بما في ذلك سيارة كاديلاك ليريك، وسيارة فورد إف-150، وسيارة بولت الكهربائية- تخطط للشحن السريع في غروفتاون، إحدى ضواحي أوغوستا بولاية جورجيا.

وأدرك فريقها أنه لن يكون هناك ما يكفي من مقابس الشحن؛ إذ تَحطَّم أحد شواحن المحطة الـ4، والآخر كان مشغولًا.

لذلك، حاول أحد موظفي وزارة الطاقة إيقاف سيارة تعمل بالبنزين بجوار أحد أجهزة الشحن العاملة لحجز مكان لوزيرة الطاقة التي تقترب.

في الواقع، كانت هناك عائلة -من بينها طفل على متن سيارة كهربائية- مستاءة للغاية، في يوم شديد الحرارة، لدرجة أنها قررت استدعاء الشرطة.

ولم يتمكن رجال الشركة من فعل أيّ شيء؛ إذ إن القانون لا يمنع أن تطالب سيارة غير كهربائية بمكان شحن في جورجيا.

وسارع موظفو وزارة الطاقة إلى تهدئة الوضع، بما في ذلك إرسال سيارات أخرى إلى أجهزة شحن أبطأ، حتى أصبح لدى العائلة والوزيرة مساحة للشحن.

وأشار الاتصال بالشرطة إلى أن موظفي غرانهولم أجبروا العديد من الأشخاص على الانتظار وقتًا إضافيًا لاستعمال أجهزة الشحن.

وقالت المرأة بمكالمتها للشرطة في التسجيل: "أتصلُ لأنني في محطة الشحن، وهناك سيارة غير كهربائية تشغل مساحة، وقالت، إنها تشغل مساحة لشخص آخر.. وهي تعوق مجموعة كاملة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى شحن سياراتهم".

وتابعت: "هناك أشخاص آخرون ينتظرون الشحن، وما زالوا هنا، وهم لا يستقلون سيارات كهربائية.. تشير اللافتة إلى أنه لا يمكنك ركن سيارتك هنا إلّا إذا كنت تقوم بالشحن"، بحسب ما نقلته منصة "فوكس نيوز" (Fox News).

وبينما خطَّط فريق غرانهولم للرحلة مقدمًا بكثير للتحضير لمحطات الشحن، سلّطت أزمة جورجيا الضوء على المشكلات اللوجستية التي ما تزال تواجه السيارات الخالية من الانبعاثات، والتي يدفع بها بقوة كلٌ من الرئيس بايدن وغرانهولم والولايات التي يقودها الديمقراطيون.

وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم
وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم خلال الترويج للسيارات الكهربائية - الصورة من وكالة رويترز

حزمة تمويل لتحسين محطات الشحن

في سياقٍ آخر، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بدء تلقّي طلبات للحصول على ما يصل إلى 100 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لإصلاح واستبدال البنية التحتية الحالية لشحن السيارات الكهربائية، التي تُعدّ غير عاملة.

وينصّ برنامج الصيغة الوطنية للبنية التحتية للسيارات الكهربائية -وهو برنامج بقيمة 5 مليارات دولار- على تخصيص 10% للمنح المقدمة للولايات والمحليات التي تتطلب مساعدة إضافية في نشر البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية بشكل إستراتيجي، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وستركّز الجولة الأولى من التمويل على تحسين موثوقية الشبكة الحالية، عن طريق إصلاح أو استبدال البنية التحتية الحالية لشحن السيارات الكهربائية، في الوقت نفسه الذي تقوم فيه إدارة بايدن باستثمارات واسعة النطاق لنشر محطات شحن جديدة.

من المقرر تلقّي الطلبات حتى 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وفق ما جاء في بيان أصدرته وزارة النقل، واطّلعت عليه منصة الطاقة.

وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيغ: "تحت رئاسة بايدن، تقود أميركا ثورة السيارات الكهربائية.. يمثّل هذا التمويل أحدث خطوة نحو بناء شبكة شحن مريحة وبأسعار معقولة وموثوقة تصل إلى كل ركن من أركان أمتنا".

ومن جانبها، أكدت وزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم، أنه "بفضل خطة الرئيس بايدن للاستثمار في أميركا، نبني شبكة وطنية لشحن السيارات الكهربائية باستعمال أجهزة شحن مصنوعة في الولايات المتحدة الأميركية".

وأضافت: "يُعدّ الاستثمار اليوم خطوة محورية نحو تنشيط البنية التحتية الحالية للشحن لدينا، ما يجعل قيادة السيارات الكهربائية أرخص وأكثر موثوقية وأكثر ملاءمة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق