تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

مشروعات الطاقة المتجددة فرس رهان بايدن في الانتخابات الأميركية.. هل تدعمه أمام ترمب؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أميركا تعوّل على مشروعات الطاقة المتجددة في تسريع التحول الأخضر
  • تستهدف أميركا إنتاج 25 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة البرية
  • يتبنى دونالد ترمب سياسة مؤيدة لمشروعات النفط والغاز
  • إنتاج النفط يصل لمستويات قياسية في أميركا خلال عهد بايدن
  • حقق مسؤولو بايدن انتصارًا نظريًا في استثمارات الطاقة المتجددة

تشكّل مشروعات الطاقة المتجددة رقمًا مهمًا في معادلة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ يعوِّل عليها الرئيس الحالي جو بايدن للفوز على خصمه الرئيس السابق دونالد ترمب الذي يفضّل مغازلة أنصار الوقود الأحفوري، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولطالما أعلن بايدن صراحة تأييده جهود تحول الطاقة، ونجح في أن يرسخ هذا الانطباع بأذهان الناخبين الأميركيين، غير أن زيادة إنتاج النفط في عهده لمستويات تاريخية تضعه في موقف محرج أمام الرأي العام المحلي.

وتستهدف الإدارة الأميركية إنتاج 25 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة البرية على الأراضي الفيدرالية بحلول أواسط العقد الجاري (2025).

ومنذ عام 2021، وافق مكتب إدارة الأراضي "بي إل إم"، التابع لوزارة الداخلية الأميركية، على تنفيذ 46 من مشروعات الطاقة المتجددة التي من المتوقع أن تولّد مجتمعة 11.236 ميغاواط.

ويعوّل الاقتصاد الأكبر في العالم على الطاقة النظيفة في تسريع وتيرة التحول الأخضر عبر التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الحساس بيئيًا، والاستعاضة عنه بالكهرباء النظيفة المولّدة من المصادر المتجددة المستدامة.

مشروعات الطاقة المتجددة فرس رهان بايدن

مضاعفة الاستثمارات

يؤدي تحول الطاقة دورًا رئيسًا في الحملة التي أطلقها جو بايدن والخاصة بإعادة ترشحه في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، في ظل مضاعفة البيت الأبيض الاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة والبطاريات وإزالة الكربون، وفق تقرير أورده موقع إنرجي إنتلغنس (Energy Intelligence) المتخصص في أبحاث الطاقة.

في المقابل يستغل المرشح الجمهوري المحتمل، الرئيس السابق دونالد ترامب، سياسة الطاقة النظيفة التي تتبناها إدارة بايدن، ممثلة في قانون خفض التصخم، متوعدًا بإلغائه حال وصوله إلى البيت الأبيض.

وبينما يكافح بايدن حالة الجمود السياسي بشأن الحرب الأوكرانية، وحماية سياسته تجاه إسرائيل من انتقادات الناخبين التقدميين، تبرز نقاط توتر أخرى محتملة، من بينها موقف بايدن إزاء مشروعات النفط والغاز، وسياسته المتوازنة بشأن الصين، من بين أخرى عديدة.

سباق مع الزمن

تخوض إدارة بايدن سباقًا هادئًا مع الزمن، لتعزيز سياساتها المناخية التنفيذية، بما يساعد على تحصينها ضد الإلغاء بموجب أي تشريع يُسنه منافسه ترمب حال فوزه في الانتخابات، أو حتى حال سيطر حزبه الجمهوري على مجلس الشيوخ.

وتدفع إدارة بايدن باتجاه وضع المعايير النهائية لغاز الميثان بالنسبة إلى قطاع النفط والغاز، التي من المتوقع أن تخفّض انبعاثات القطاع بنسبة 80%.

كما تعمل الإدارة على إنجاز المعايير المناخية الخاصة بمحطات الطاقة، إلى جانب قواعد السيارات النظيفة لطراز سنة 2027 وما بعدها.

توربين من طراز هاليداي إكس يعمل في مزرعة رياح فينيارد ويند الأميركية
توربين من طراز هاليداي إكس يعمل في مزرعة رياح فينيارد ويند الأميركية - الصورة من الموقع الرسمي لمشروع فينيارد ويند

الجداول الزمنية

عبر تسريع وتيرة تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، تواكب الوكالات الحكومية المستهدفات الخاصة بالجداول الزمنية، وهو ما يضع سجل المناخ التنفيذي لبايدن على أرض صلبة ضد أي تغيير سريع محتمل من قبل الجمهوريين.

وحقق مسؤولو بايدن انتصارًا نظريًا في استثمارات الطاقة المتجددة، وإمكانات نمو الوظائف على خلفية مليارات الدولارات التي ستُمنح بموجب قانون خفض التضخم، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته جامعة ييل الأميركية، أن الانتصار الذي حققه بايدن في مجال المناح كان محط أنظار 40% من الناخبين الأميركيين.

وفي هذا الصدد أشادت مديرة المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض لايل برينارد، بالزيادة في "استثمارات مشروعات الطاقة المتجددة، والوظائف المجزية ذات الصلة"، قائلة إن هذا يضع الولايات المتحدة الأميركية على مسار خفض الانبعاثات الكربونية بواقع النصف بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

ومع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يبرز مقياس مهم قد يحدد معيار اختيار الناخب الأميركي الساكن الجديد في البيت الأبيض، ممثلًا في عدد المشروعات المعلنة التي حصلت على قرار الاستثمار النهائي، تمهيدًا لدخولها حيز التنفيذ، مقابل المشروعات التي تواجه تأخيرات أو عدم يقين بشأن السياسات المطبقة.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن مشروع ويلو:مشروع ويلو النفطي في أميركا

صدام محتمل

مع وصول إنتاج النفط الأمريكي إلى مستويات قياسية، فإن أي موافقات يمنحها بايدن خلال العام الجاري (2024) لمشروعات النفط والغاز أو الغاز الطبيعي المسال، مثل منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال كالكاسيو باس في لويزيانا، من شأنها أن تحدث صدامًا مع الناخبين التقدميين ذوي الميول اليسارية إلى جانب الناخبين الأصغر سنًا.

وتواجه إدارة بايدن صعوبة بالغة في التوفيق بين موافقتها على مشروعات البنية التحتية الجديدة للنفط والغاز، مثل خط أنابيب ماونتن فالي (Mountain Valley) في أبالاتشيا ومشروع تطوير ويلو (Willow) الضخم بوساطة شركة كونوكوفيليبس (ConocoPhillips) في ألاسكا، وبين الأهداف المناخية، ممثلة في مشروعات الطاقة المتجددة.

ولطالما أعرب مدافعو البيئة عن إحباطهم من التساهل الذي يبديه بايدن إزاء أنشطة الوقود الأحفوري، بعدما وافقت إدارته على مشروع ويلو المثير للجدل.

ولعل التعهد الذي قطعه دونالد ترمب على نفسه مؤخرًا في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بمواصلة أنشطة التنقيب عن الوقود الأحفوري منذ أول يوم له في منصبه حال أعيد انتخابه، قد يسلط الضوء على النقطة التي يخشى الديمقراطيون أن تُحدث الفارق مع منافسيهم الرئيسين.

وقد تظهر تلك المخاوف خلال حملة بايدن الانتخابية التي من المرجح أن يجد فيها صعوبة كبيرة في التوفيق بين مناوراته بشأن النفط والغاز وأهدافه المناخية، مع دعوة قمة المناخ كوب 28 التي استضافتها دبي خلال الشهر الماضي، إلى "التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق