أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

أنس الحجي: فشل مزارع الرياح البحرية صفعة لـ"بايدن".. والفحم والغاز رابحان (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن استثمارات مزارع الرياح البحرية شهدت تعثرًا كبيرًا خلال الأسابيع الماضية، على الرغم من الدعم الكبير الذي تتلقاه.

وأضاف الحجي، خلال حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة" قدّمها بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا) بعنوان "مستجدات أسواق الطاقة بين أميركا وإسرائيل"، أن الشركات العالمية الكبرى، وكلها أوروبية، التي تصنع العنفات وتبني المزارع البحرية، حققت خسائر ضخمة بمليارات الدولارات.

وأوضح أن هذه الشركات انسحبت من عدد من المشروعات الأميركية لإقامة مزارع الرياح البحرية، والتي كان من المخطط لبعضها أن توفر الكهرباء النظيفة لما يصل إلى مليون منزل في الولايات المتحدة، أي إنها مشروعات جبارة.

تحول الطاقة لدى إدارة بايدن

يقول الدكتور أنس الحجي، إن إحدى أساسيات تحول الطاقة وسياسات التغير المناخي في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هي التركيز على مزارع الرياح البحرية، وبناء العنفات وسط البحر.

وأوضح أن هناك في أغلب الأحيان رياحًا بحرية دائمة، ويجري التمديد إلى الشواطئ، ففي نيوجيرسي وحدها انسحبت الشركات من الشواطئ، رغم أن هذه المشروعات كانت ستوفر الكهرباء لمليون منزل، لذلك فإن الخسائر مليارية.

توربينات في إحدى مزارع الرياح البحرية في ولاية رود آيلاند الأمريكية
توربينات في إحدى مزارع الرياح البحرية في ولاية رود آيلاند الأميركية

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "شركة أورستد (Orsted) الدنماركية، وشركات أخرى منها بريطانية ونرويجية، كلها انسحبت من مشروعات مزارع الرياح البحرية، وهي كلها شركات خاصة، لدرجة أن البيت الأبيض عقد مؤتمرًا صحفيًا للحديث عن الموضوع، وخفّف بشكل كبير من الضربة التي تلقّاها".

"البيت الأبيض قال، إن هذه الشركات ما زالت تعمل، وإن هناك مشروعات أخرى، ولكن هذه التصريحات كانت لحفظ ماء الوجه فقط، إلّا أن المشكلة كبيرة جدًا، ومن ثم يمكن القول الآن، دون أيّ تحفّظ، إن مخطط بايدن للتحول الطاقي قد فشل، ولا يمكن له -حتى لو فاز بمدة رئاسية جديدة- تحقيق ما يريده في هذا المجال"، حسب تعليق الحجي.

وتابع: "فشل التحول الطاقي يعني بالضرورة في هذه الحالة زيادة الطلب على الغاز والفحم بأكثر مما هو متوقع، وهذا سيضغط على الحكومات المحلية والفيدرالية لبناء مفاعلات نووية جديدة، كما أن فشل مشروعات مزارع الرياح البحرية الضخمة له نتائج كبيرة، حتى على المدى الطويل".

لماذا فشلت هذه المشروعات؟

فسّر خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، الأسباب التي أدت إلى فشل مشروعات مزارع الرياح البحرية في الولايات المتحدة، والتي جاءت ضمن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن للتحول الطاقي، إذ قال، إن هناك أسبابًا عديدة.

أول هذه الأسباب، وفق الحجي، أن أغلب العقود وُقِّعَت قبل جائحة كورونا، عندما كانت الأوضاع هادئة، وكان التضخم قليلًا، كما كانت الرؤية بالنسبة للطاقة المتجددة وردية، ثم حصل موضوع كورونا الذي أوقف كل المشروعات.

الطاقة المتجددة في أميركا

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "الآن بدأت الشركات تعود، فاكتشفت ما يلي: الأمر الأول أنه كانت هناك مشكلات في الإمدادات بسبب كورونا، فهناك قطع غيار تحتاج إليها غير موجودة على الإطلاق، فتأخرت المشروعات، والأمر الثاني أنه كان هناك ارتفاع شديد في الأسعار بسبب مشكلات الإمدادات".

الأمر الثالث، بحسب الحجي، أن تضخمًا قد حدث، لا علاقة له بموضوع الإمدادات، ولكنه مرتبط بموضوع الإعانات الحكومية ومشروعات الإنقاذ المالية التي قدّمتها الحكومات للخلاص من أزمة الإغلاقات التي حصلت خلال الجائحة، التي شهدت ارتفاعًا شديدًا في الأسعار لأسباب عدّة.

وتابع: "فالعقود وُقِّعت على أساس بيع الكهرباء بسعر معين في عام 2019، ولكن التكاليف زادت، وبعضها تضاعف، فهذه الأسعار لا تناسبهم، لأنهم سيحققون خسائر على مدى 20 أو 30 عامًا القادمة، فانسحبت الشركات، وقبل أن تنسحب طالبت الطرف الآخر في العقود، ومنها ولاية نيوجيرسي، برفع أسعار الكهرباء، وهو ما قوبل بالرفض".

وأرجع الحجي أسباب الرفض إلى أن المستهلك يحصل على الكهرباء من الفحم والغاز بأسعار تتراوح بين 7 و9 سنتات، والآن يُطالَبون بدفع 24 سنتًا للكهرباء المولدة من مزارع الرياح البحرية، وهو أمر لا يقبله أيّ عاقل.

ومن ثم، فإن تكلفة هذه المشروعات ضخمة، ولا يمكن تخفيضها، إضافة إلى أن هناك معارضة شديدة في أنحاء العالم لهذه المشروعات، لأنه ثبت أنها تقتل الحيتان وتؤثّر في الأحياء المائية بسبب الذبذبات، كما تؤثّر في النباتات، أي إن هناك مشكلات كثيرة لهذه المشروعات، ومن ثم فشلت.

المشروعات الجديدة في أميركا

أشار مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي إلى أن بعض مشروعات مزارع الرياح البحرية ستقام في أميركا على كل الحالات، ولكن كمية الكهرباء المولدة منها في المستقبل ستكون أقلّ بكثير من المخطط، ومن ثم ستكون هناك زيادة في الطلب على الغاز والفحم بأكثر من المتوقع.

وأردف: "ستكون هناك زيادة في الطلب على الغاز والفحم، بجانب ارتفاع أسعار هذه المواد، مما يؤدي لمشكلات في المستقبل، لأن كل هذا مخطط على أنه سيكون إمدادات في الكهرباء، وهذه المشروعات ستحلّ محلّ محطات قديمة جدًا يجب تنسيقها وإلغاؤها".

مزارع الرياح البحرية

والآن، وفق الدكتور أنس الحجي، سيضطر الأميركيون إلى إطالة أعمار هذه المحطات، مما قد يؤدي إلى انقطاع في الكهرباء، كما حدث في عدد من الدول، ما يؤدي إلى زيادة استعمال التوليد الخاص، إذ تشتري الشركات مولدات خاصة موجودة في جانب مبانيها، أو يشتري الأشخاص مولدات صغيرة.

وأوضح أنه في حالة شراء مليون شخص أو مليونين مولدات من هذا النوع، سيؤدي الأمر في النهاية إلى زيادة الطلب على الديزل، لذلك فإن هناك آثارًا كبيرة تترتب على فشل مشروعات مزارع الرياح البحرية في الولايات المتحدة.

وأضاف: "تعثُّر هذه المشروعات صفعة كبيرة لإدارة بايدن، ولن تستطيع الإدارة إصلاح الأمر، لأن الارتفاع الشديد والمشكلات المصاحبة لهذه المشروعات كبيرة، وعلينا أن نتذكر أن هذه المشروعات جديدة، والإنسانية تتعامل معها لأول مرة، ومن ثم هناك مفاجآت".

ولفت إلى أن بعض الخبراء، خاصة المتخصصين في أمن مشروعات الطاقة، يتحدثون عن أن هذه العنفات في البحر قد تصبح أهدافًا سهلة، لأنها تكون ضخمة جدًا، ومن الأكبر في العالم، ومن ثم تكون مكلفة جدًا، لذلك تصبح هدفًا للطائرات المسيرة، وهناك خوف كبير من هذا الموضوع، بخلاف الأمن السيبراني والمواضيع المتعلقة بذلك".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المهم اتركوا الوقود الاحفوري يعمل لان هاته مصلحتنا وما نجيدها ، انت تحلم يا حجي تقلص استهلاك الفحم في الولايات المتحددة بشكل كبير اما على الغاز امريكا حرفياً تسبح على الغاز الصخري وبالتالي اغلبه يحرق في الهواء لن يتغير السعر سنت واحد كما تحلم لتعبئة جيوبهم في الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق