التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

انخفاض أسعار المعادن الحيوية عالميًا يهدد موازنة زيمبابوي

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • بعض شركات التعدين تفكر في إجراء تخفيضات ضخمة بعدد العمال
  • • نحو 75% من عائدات التصدير في زيمبابوي يأتي من بعض المعادن الرئيسة
  • • البلاتين والبلاديوم من المعادن الأساسية المستعملة بصناعة السيارات والصحة
  • • من المرجح أن تستمر وفرة مواد الليثيوم والبطاريات طوال عام 2024

يهدد انخفاض أسعار المعادن الحيوية موازنة زيمبابوي وربحية مشروعات التعدين المحلية واستمراريتها في البلاد، نظرًا إلى اعتمادها الكبير على إيرادات هذه المواد الحيوية.

ويعود ذلك إلى الانخفاض المطرد في الأسعار الرئيسة للمعادن مثل مجموعة معادن الليثيوم والبلاتين منذ أوائل عام 2022، مدفوعًا بتباطؤ الأنشطة الاقتصادية في الصين والدول المتقدمة الأخرى.

ويرى محللون أن وضع أسعار المعادن الحيوية مقلق، إذ إن بعض شركات التعدين، بما في ذلك الشركات الراسخة المتخصصة في المعادن المربحة سابقًا، تفكر في خفض أعداد العمال بمستويات كبيرة، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أثر انخفاض أسعار المعادن الحيوية في زيمبابوي

ينذر انخفاض أسعار المعادن الحيوية على مستوى العالم بعواقب بعيدة المدى على زيمبابوي، إذ يأتي نحو 75% من عائدات التصدير من بعض هذه المعادن الرئيسة.

في المقابل، شهد مؤشر أسعار المعادن الحيوية لدى البنك الدولي انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.13% في الربع الأخير، مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق، حسبما نشرته صحيفة "ذا زيمبابوي ميل" (The Zimbabwe Mail) اليومية المحلية.

ويؤدي هذا الانخفاض المطرد المستمر منذ أوائل عام 2022 بسبب تباطؤ الأنشطة الاقتصادية في الاقتصادات الكبرى إلى انخفاض الطلب، على الرغم من تعافي العرض لبعض المعادن الأساسية المختارة.

ومن المتوقع أن تنخفض الأسعار بنسبة 5% أخرى في عام 2024، بعد انخفاضها بنحو 10% في عام 2023، قبل أن تستقر في عام 2025، ولا توجد مدة واضحة لتوقع التعافي، وفقًا لتقديرات البنك الدولي.

وتشمل المخاطر، التي تهدد هذه التوقعات، الطلب الضعيف لدى الصين والاقتصادات المتقدمة، واضطرابات الإنتاج الكبرى والآثار التجارية المحتملة للصراعات المتصاعدة في الشرق الأوسط.

انخفاض أسعار المعادن الحيوية

يشكّل سعر البلاتين عند المستوى الحالي 925,86 دولارًا للأونصة (28,3495 غرامًا) انخفاضًا من 935,47، الشهر الماضي، وانخفاضًا من 1,053,25 في العام الماضي، ويمثل هذا تغييرًا بنسبة ناقص 1,03% عن الشهر الماضي وناقص 12,09% عن العام الماضي.

وانخفض سعر البلاديوم 138.80 دولارًا أميركيًا للأونصة أو 12.64% منذ بداية عام 2024، وفقًا للتداول على عقد الفرق الذي يتتبع السوق القياسية للمعدن.

ويُعدّ البلاتين والبلاديوم من المعادن الأساسية المستعملة في تكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات والقطاع الصحي.

مشروع منجم البلاتين "داروين ديل" بالقرب من مدينة هراري عاصمة زيمبابوي
مشروع منجم البلاتين "داروين ديل" بالقرب من مدينة هراري عاصمة زيمبابوي - الصورة من بلومبرغ

وقال المحلل الاقتصادي كارلوس تاديا: "الوضع الحالي مقلق للغاية"، مشيرًا إلى أن "انخفاض أسعار المعادن الحيوية أدى إلى تآكل هوامش الربح بصورة كبيرة، ما لم يترك للشركات أي خيار سوى استكشاف تدابير لخفض التكاليف".

وتتجلى النتيجة المقلقة لهذا الوضع في احتمال فقدان الوظائف على نطاق واسع وتوقف مشروعات التعدين الجارية والتأخير المطول في تشغيل مشروعات جديدة.

في العام الماضي، أعلنت شركة التعدين الجنوب أفريقية "ثاريسا"، تأخيرًا في تشغيل منجم كارو التابع لها في زيمبابوي، حسبما نشرته صحيفة "ذا زيمبابوي ميل" (The Zimbabwe Mail) اليومية المحلية.

وكان من المقرر أن يبدأ المنجم، الواقع على السد العظيم في البلاد، عملياته في يوليو/تموز 2024.

ونظرًا إلى ضعف أسعار المعادن الحيوية، مثل مجموعة البلاتين والتوقعات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة، أجّلت "ثاريسا" موعد التشغيل إلى يونيو/حزيران 2025.

من ناحيتها، سرحت شركة التعدين الزيمبابوية "سانداوانا ماينز"، بسبب انخفاض أسعار الليثيوم، 300 عامل، ما أثار مخاوف بشأن مستقبل المعادن الحيوية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وانخفضت أسعار الليثيوم بنسبة 80% في عام 2023، على الرغم من الطلب المرتفع تاريخيًا على إنتاج البطاريات لكل من المركبات الكهربائية والهجينة، بالإضافة إلى تخزين الكهرباء الهائل في قطاع الطاقة.

ومن المرجح أن تستمر وفرة مواد الليثيوم والبطاريات طوال عام 2024، ما يزيد الضغط على أسعار السوق، وفقًا لقادة الصناعة.

ومن المتوقع أن تستمر مشكلة زيادة العرض التي تعانيها السوق في عام 2023 إلى العام الحالي. ويأتي ذلك بعد أن تجاوز المعروض العالمي من الليثيوم، وهو مكون رئيس في بطاريات السيارات الكهربائية، الطلب بصورة كبيرة في العام الماضي.

الخلل الحالي في السوق

يتوقع المحللون أن الخلل الحالي في السوق من المرجح أن يخلق تحديات لمنتجي الليثيوم في المستقبل القريب.

وعلى الرغم من أن التوقعات طويلة المدى لسوق الليثيوم ما تزال إيجابية بسبب النمو المستمر لصناعة السيارات الكهربائية، فإن الضغط قصير المدى على الأسعار يثير المخاوف بشأن الصحة المالية المباشرة للمنتجين والتأثير المحتمل في مستويات الإنتاج المستقبلية.

ويتجلى ذلك في الصعوبات المالية الأخيرة التي واجهتها شركات التعدين، كما رأينا في شركة "زيمبلاتس" العملاقة للبلاتين في زيمبابوي، التي سجلت خسارة ضريبية قدرها 8.8 مليون دولار أميركي من أرباح قدرها 159.6 مليون دولار أميركي في العام السابق.

وتُعدّ هذه هي الخسارة الأولى لشركة زيمبلاتس منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

وأرجعت شركة "زيمبلاتس" الخسارة إلى انخفاض متوسط أسعار المعادن بالدولار الأميركي خلال هذه المدة.

وبصفتها ثالث أكبر منتج للبلاتين في العالم، تعتمد زيمبابوي بصورة كبيرة على هذا المعدن الثمين، بصفته مصدرًا رئيسًا لإيرادات الضرائب للحكومة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق