تقارير منوعةرئيسيةمنوعات

التعدين في زيمبابوي.. كنز دفين تحبسه الإتاوات ورياح معاكسة عالمية (تقرير)

أسماء السعداوي

يحمل قطاع التعدين في زيمبابوي أهمية بالغة بالنسبة إلى الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا، إذ يُعد أحد أكثر المصادر جلبًا للعملة الصعبة إلى جانب صادرات التبغ والبستنة.

وتوقع تقرير حديث أصدرته غرفة المناجم المحلية تراجع أرباح القطاع بنسبة 15% خلال العام المقبل (2024)، مع تكبد نصف المشروعات هناك لخسائر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعزا تقرير "توقعات قطاع التعدين لعام 2024" تلك التقديرات المتشائمة إلى عدة عوامل عالمية ومحلية ستؤثر في إيرادات الصناعة وأرباحها خلال العاميْن الحالي والمقبل، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وتشتهر زيمبابوي بوفرة معادن مجموعة البلاتين والذهب والليثيوم -يُطلق عليه الذهب الأبيض- الذي تمتلك أحد أكبر احتياطياته عالميًا والأكبر في أفريقيا.

إلا أن هناك تحديات عديدة تحول دول وصول القطاع إلى العالمية، وتحقيق آمال الاقتصاد للخروج من براثن الفقر ومنها تسلل الصين رغم حظر الصادرات، والإتاوات الحكومية، وشح إمدادات الكهرباء اللازمة للمعالجة، والحاجة إلى إجراءات دعم ودراسات تطوير معمقة.

وربما حال التغلب على تلك العقبات، ستوفر زيمبابوي 20% من احتياجات الليثيوم العالمية كما تأمل، وأن يُعيد المعدن الثمين تشكيل ملامح اقتصادها كما غيّر النفط الشرق الأوسط، حسب تصريحات الرئيس إيمرسون منانغاغوا.

تحديات صناعة التعدين في زيمبابوي

يقول تقرير غرفة المناجم بشأن توقعات صناعة التعدين في زيمبابوي في العام المقبل (2024)، إن المديرين التنفيذيين بالقطاع متشائمون بوجه عام.

وأعربوا عن قلقهم إزاء مشهد الاستثمار في العام المقبل، داعين الحكومة إلى تعديل مدفوعات الإتاوات وقواعد الاحتفاظ بالنقد الأجنبي.

أحد المناجم في زبمبابوي
أحد المناجم في زبمبابوي - الصورة من "zimsentinel"

وضاعفت زيمبابوي الرسوم التي يتوجب على أصحاب مناجم البلاتين دفعها للحكومة بمقدار 3 مرات إلى 7%، كما رفعتها بأكثر من الضعف إلى 5% على أصحاب مناجم الليثيوم.

من جانبهم، قال أصحاب المناجم إن تلك الزيادات سترفع التكلفة بنسبة تصل إلى 5%، ومع إضافة تأثير الضرائب والرسوم المرتفعة ستقفز تكلفة الإنتاج إلى 10% تقريبًا.

كما أعربت شركات التعدين عن رغبتها في الاحتفاظ بما يصل إلى 90% من أرباحها بالعملة الأجنبية، بزيادة على نسبة 75% المقررة حاليًا.

بالإضافة إلى تلك المشكلات المحلية، تواجه البيئة العالمية صعوبات تتعلق بالبنية الأساسية، كما تراجعت أسعار المعادن، خاصة مجموعة البلاتين والمعادن الأساسية.

وحتى هذا الوقت من العام، تراجعت أسعار الليثيوم العالمية بنحو 70%، وانخفض سعر النيكل بنحو 40% والكوبالت أيضًا.

وتوجد المعادن الـ3 بين السلع الأسوأ أداءً في العالم حاليًا، نتيجة تراجع نمو مبيعات السيارات الكهربائية، وتجاوز العرض الطلب، وزيادة الإنتاج في الصين وإندونيسيا والكونغو الديمقراطية، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وفي ضوء تلك العوامل، توقع التقرير تراجع إيرادات المعادن بمقدار الخُمس خلال هذا العام (2023)، والعُشر في العام المقبل (2024)، مع احتفاظ مناجم تعدين الذهب بأرباحها.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- وجود زيمبابوي على قائمة أكثر الدول إنتاجًا لليثيوم في العالم:

أكثر الدول إنتاجًا لليثيوم في العالم

صادرات الليثيوم في زيمبابوي 2023

حققت إيرادات صادرات الليثيوم في زيمبابوي قفزة قوية خلال أول 9 أشهر من هذا العام (2023)، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال وزير المناجم زيمو سودا يوم الأربعاء الماضي 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن إيرادات صادرات الليثيوم تضاعفت بنحو 3 مرات مقارنة بالعام الماضي (2022) إلى 209 ملايين دولار.

وقال الوزير في مؤتمر عن صناعة التعدين في زيمبابوي، إن إيرادات صادرات الليثيوم ارتفعت من 1.8 مليون دولار في عام 2018 إلى 70 مليون دولار في 2022.

وبحلول سبتمبر/أيلول 2023، بلغ إجمالي الإيرادات 209 ملايين، بحسب الوزير.

وتأمل زيمبابوي -وهي أكبر منتج لليثيوم في أفريقيا- أن ينتشل الطلب على المعدن الثمين اقتصادها من كبوته.

ويُستعمل الليثيوم -وهو أحد المعادن الأرضية النادرة- في تقنيات الطاقة المتجددة مثل توربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية، ويشتد الطلب العالمي عليه في ضوء مساعي خفض انبعاثات الكربون والتحول الأخضر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المقرر أن يصبح الليثيوم في زيمبابوي ثالث أكبر صادرات المعادن في البلاد بعد الذهب ومجموعة البلاتين اللذين سجلا إيرادات تصديرية بقيمة 2.46 مليار دولار، و2.27 مليار دولار على الترتيب في العام الماضي.

تحديات الليثيوم وفرصه في زيمبابوي

رحب رئيس البلاد إيمرسون منانغاغوا بالاستثمارات الأجنبية في مجال الليثيوم، قائلًا إن "زيمبابوي منفتحة على الأعمال التجارية"، أملًا في أن يعيد تشكيل الاقتصاد بالطريقة نفسها التي حوّل بها النفط ملامح دول الشرق الأوسط.

يأتي ذلك بعدما حظرت هراري في ديسمبر/كانون الأول 2020، صادرات الليثيوم في صورته الخام، من أجل تعزيز الاقتصاد، وتوفير المزيد من فرص العمل، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي إكسبريس" (Daily Express) البريطانية.

إلا أن الصين وجدت ثغرة للتسلل إلى القطاع الحيوي، وأُعفيت استثماراتها في مصانع معالجة الليثيوم من هذا الحظر.

وبكين هي أكثر المهتمين باستثمارات الليثيوم في زيمبابوي، وأنفقت أكثر من مليار دولار لشراء المشروعات وتطويرها هناك.

كما حصلت شركات صينية على تراخيص لاستثمار 2.79 مليار دولار في قطاع الطاقة والتعدين في زيمبابوي.

وقال وزير المناجم زيمو سودا، إن الاستثمارات الصينية كانت سببًا في ارتفاع إيرادات صادرات الليثيوم في زيمبابوي.

وقال إن شركات من بينها "تشيجيانغ هوايو كوبالت" (Zhejiang Huayou Cobalt)، و"سينومين ريسورس غروب" (Sinomine Resource Group)، و"تشنغ شين ليثيوم غروب" (Chengxin Lithium Group)، وياهوا غروب (Yahua Group)، و"كانماكس تكنولوجيز" (Canmax Technologies)، قد أنفقت أكثر من مليار دولار خلال العامين الماضيين؛ لشراء مشروعات الليثيوم وتطويرها في زيمبابوي.

وأنشأت معظم تلك الشركات محطات معالجة دخلت حيز التشغيل هذا العام، وتشحن الليثيوم إلى الصين لمزيد من عمليات المعالجة.

ومن المتوقع أن تنطلق مشروعات ضخمة أخرى خلال العام المقبل.

وكشف سفير الصين في هراري، تشو دينغ، أبرز تحديات تطوير الليثيوم رغم امتلاك زيمبابوي احتياطيات كبيرة، وهي الاعتماد على المواد الخام المستوردة مثل حامض الكبريتيك ذي التكلفة العالية لإنتاج الليثيوم، واستهلاك الكثير من الطاقة في معالجته، وعدم كفاية إمدادات الطاقة، وارتفاع تكاليف الكهرباء.

وأشار السفير إلى عامل المنافسة طويلة المدى من دول الجوار مثل جنوب أفريقيا وزامبيا، والحاجة إلى المزيد من أبحاث السوق المتعمقة وإجراءات الدعم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق