سياراتالتقاريرتقارير السياراتتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

3 دول تتنافس على الليثيوم في زيمبابوي.. و2 مليون طن مخزونات عالقة

رجب عز الدين

أدت سياسة حظر تصدير الليثيوم في زيمبابوي، المقررة منذ 4 أشهر، إلى إغراق البلاد بمخزونات ضخمة أربكت قطاع المناجم وصناعة التعدين.

واتخذت حكومة زيمبابوي، في ديسمبر/كانون الأول 2022، قرارًا بحظر تصدير الخام الأرضي النادر المستعمل في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية في محاولة لتشجيع عمليات معالجته في الداخل المحلي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ولم تمر 4 أشهر على هذا القرار، إلا وارتفعت أصوات صناعة التعدين وعمال المناجم تضج بالشكوى من ارتفاع مخزونات الليثيوم في زيمبابوي بمعدلات ضخمة تعوق الصناعة عن النمو والاستمرار، وفقًا لموقع مايننغ المتخصص (mining).

وبلغ حجم مخزونات الليثيوم في البلد الواقع جنوب القارة الأفريقية، إلى مليوني طن خام حتى فبراير/شباط 2023، وفقًا لرئيسة اتحاد عمال المناجم في زيمبابوي هنريتا رشوايا.

خطاب إلى رئيس البلاد

الليثيوم في زيمبابوي
رئيسة اتحاد عمال المناجم هنريتا رشوايا - الصورة من موقع New Zimbabwe

تطالب رشوايا رئيس البلاد "إيمرسون منانغاغوا" بمراجعة قرار حظر تصدير الليثيوم في زيمبابوي، بسبب الأضرار التي لحقت بالصناعة وتهدد قطاع التعدين بعدم القدرة على الاستمرار.

وقالت رشوايا، في خطاب مرسل لرئيس زيمبابوي، إن هذا الحظر غير المتوقع أضر باتفاقيات الشراء الدائمة بين عمال المناجم والمشترين الدوليين الحاصلين على قروض في بلدانهم للتجارة في هذه المعادن الأرضية النادرة.

ويبدو تأثير الحظر في عمال المناجم ظاهرًا على نطاق ضيق ومتوسط، لكن ليس من الواضح حجم الليثيوم الموجود في المخازن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أسباب حظر التصدير

تعد زيمبابوي واحدة من أكبر الدول الأفريقية امتلاكًا لاحتياطيات الليثيوم، وتستحوذ الصين وجنوب أفريقيا على أغلب الكميات المصدرة منها للخارج.

واستند قرار حظر تصدير الليثيوم في زيمبابوي المتخذ في ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى تقديرات مالية تشير إلى تكبد البلاد خسائر تصل إلى 1.8 مليار دولار من تصديره خامًا بدلًا من معالجته وتكريره.

وتشهد عمليات تعدين خام الليثيوم منافسة شرسة بين دول العالم الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة والصين والهند وأوروبا، في إطار السباق المحتدم حول امتلاك المعادن المستخدمة في صناعة الطاقة المتجددة بفروعها المختلفة.

ويستخدم الليثيوم والنيكل والنحاس في صناعة البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية وأجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية وغيرها.

كما تستخدم هذه المعادن في صناعة الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وغيرها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الصين مسيطرة

تسيطر الصين على 60% من تعدين المعادن الأرضية النادرة وتكريرها في العالم، ولا سيما الليثيوم والكوبالت والنيكل والغرافيت والمنغنيز؛ ما دفع مسؤولين في أعلى هرم السلطة الأميركية للتحذير من تبعات هذه السيطرة على استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة المتجددة مستقبلًا.

وتتحكم بكين في 95% من نشاط تكرير خام المنغنيز المستخدم في صناعة البطاريات والصلب عالميًا، كما تسيطر على معظم سوق معالجة الكوبالت والليثيوم، وفقًا لتقرير صادر عن معهد بيكر لدراسة السياسات العامة الأميركي.

وتنشط الشركات الصينية الحكومية والخاصة في عمليات البحث عن المعادن الأرضية النادرة بجميع دول العالم، ولا سيما أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

مصنع لمعالجة المعادن

ينفذ تحالف مكون من شركتين صينيتين في الوقت الحالي مشروعًا مشتركًا لإنشاء مصنع متخصص في معالجة المعادن المستخدمة لصناعة البطاريات في زيمبابوي.

ويضم هذا التحالف شركة "شينغنغ شانشين ليثيوم غروب ليمتد"، وشركة "سنوماين ريسورس غروب"، ومقرهما الرئيس في الصين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما أعلنت شركة "تشجيانغ هوايو كوبالت ليمتد" (الصينية) ضخ استثمارات بقيمة 300 مليون دولار في تطوير مصنع معالجة في منجم أركاديا لتعدين الليثيوم في زيمبابوي.

واستحوذت "تشجيانع هوايو كوبالت" الصينية، في عام 2021، على حصة شركة "بروسبكت" الأسترالية البالغة 87% في مشروع منجم أركاديا بقيمة 422 مليون دولار.

مليار دولار عوائد

تعتمد عمليات تعدين الليثيوم في زيمبابوي -حاليًا- على عدة مناجم؛ أبرزها منجم مقاطعة بيكيتا والثاني في إقليم أركاديا.

وتتوقع حكومة زيمبابوي ارتفاع إيرادات المنجمين معًا إلى مليار دولار سنويًا؛ ما قد يساعدها على توفير موارد مالية لمواجهة مشكلات الفقر والبطالة والصحة ونقص الكهرباء وضعف البنية التحتية.

الليثيوم في زيمبابوي
عمال بأحد المناجم في زيمبابوي، الصورة من موقع African Exponent

وتتراوح تقديرات إنتاج الليثيوم من منجم أركاديا بين 4 و5 ملايين طن، ما يعادل 400 ألف طن سنويًا، إضافة إلى خلق 1000 فرصة عمل مؤقتة ودائمة لأبناء الإقليم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واتجهت بعض الدول الأفريقية الأخرى لتشديد سياسات تصدير الليثيوم الخام إلى الخارج مثلما فعلت زيمبابوي، على أمل في إجبار الشركات الأجنبية على القدوم إلى أفريقيا واتخاذها موطنًا لمعالجة المعادن وإعادة بيعها بعوائد أعلى.

ورفض وزير المناجم والتعدين النيجيري المانيكان إديجبيتي، في أغسطس/آب 2021، عرضًا من شركة تيسلا الأميركية الشهيرة بصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية.

واستهدف عرض تيسلا شراء خام الليثيوم من المناجم النيجيرية، إلا أن الوزير النيجيري أصر على قدوم الشركة الأميركية إلى بلاده، إذا رغبت في إنشاء مصنع لإنتاج البطاريات.

وتتمتع الشركات الصينية بمرونة أكبر من نظيرتها الغربية في التعامل مع مطالب الدول النامية بقطاع التعدين، ولا سيما المعادن الأرضية النادرة التي تمثل روح صناعات الطاقة المتجددة وعصبها.

9 مشروعات أفريقية واعدة

تنشط الشركات الصينية في كل عمليات إنتاج المعادن النادرة في أفريقيا وتعدينها ومعالجتها منذ سنوات طويلة، عبر ضخ استثمارات كبيرة، لم تلبث بذورها كثيرًا حتى أينعت، لتمكن بكين من التربع على عرش المتحكمين في المعادن النادرة عالميًا.

وتتمتع الشركات الصينية بنفوذ كبير في قطاع التعدين بدولة الكونغو الديمقراطية، خاصة في مجال إنتاج الكوبالت والليثيوم بصورة رئيسة.

ويبلغ عدد مشروعات تعدين الليثيوم في أفريقيا -حاليًا- قرابة 9 مشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم في مراحل تطوير مختلفة بدول زيمبابوي وناميبيا ومالي وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ولا تتمتع زيمبابوي باحتياطيات كبيرة من الليثيوم فقط، بل تمتلك معادن أخرى مثل الماس الذي اكتشفته شركة ألروسا الروسية، أكبر شركة لتعدين الألماس في العالم.

وأعلنت الشركة الروسية، في سبتمبر/أيلول 2022، اكتشاف 22 منطقة غنية بالألماس في زيمبابوي بعد 3 سنوات من البحث والتنقيب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق