هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

5 توصيات تُزيل أزمات الهيدروجين الأخضر (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • الهيدروجين الأخضر حل واعد لإزالة الكربون من قطاعات عديدة.
  • من المتوقع أن تكون مشتقات الهيدروجين النظيفة صالحة للتخزين والتوريد حتى عبر المسافات الطويلة.
  • ستكون التكاليف ذات الصلة بالتجارة مكونًا مهمًا يؤثر في تطوير سلاسل الإمدادات العالمية للهيدروجين الأخضر.
  • تمتلك قرابة 30 دولة فقط سياسات وطنية للهيدروجين منخفض الكربون.
  • يترقّب العالم فجوة استثمارية ضخمة بقيمة 790 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

يبرُز الهيدروجين الأخضر بصفته خيارًا مثاليًا -على ما يبدو- في وقت يصطدم فيه الكوكب بتحديات بيئية جسيمة تتعلق بتوفير الطاقة، وتستلزم تحولًا سريعًا وفاعلًا نحو المصادر النظيفة المستدامة.

ومن المتوقع أن يصبح الهيدروجين النظيف حلًا واعدًا من الجيل التالي لإزالة الكربون من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الصلب، إلى جانب قطاعي النقل عبر المسافات الطويلة والزراعة.

وتراهن كل الاقتصادات الكبرى؛ من بينها الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا والهند، على الهيدروجين منخفض الكربون لخفض بصماتها الكربونية، وكشفت تلك البلدان النقاب عن استثمارات ضخمة في قطاع الهيدروجين الأخضر لسد معدلات الطلب المتنامي على الصادرات.

صناعة ناشئة

ترى وكالة الطاقة الدولية أن تطوير أسواق الهيدروجين الأخضر هو خطوة مهمة نحو تعزيز تحول أمن الطاقة العالمي والطاقة النظيفة.

غير أن البيئة الطبيعية للهيدروجين النظيف، في الوقت الحالي، ما زالت في مراحلها الناشئة، ومن ثم فمن المهم وضع أسس لنظام بيئي فاعل وشفاف ومتكافئ لتداول تلك السلعة الحيوية؛ بما يساعد على الوصول إلى هدف الحياد الكربوني.

وقدّم المنتدى الاقتصادي العالمي 5 توصيات لحل المشكلات التي تعرقل تداول الهيدروجين الأخضر عالميًا بسلاسة، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، وجاءت كالتالي:

1- إزالة الحواجز التجارية

ستكون التكاليف ذات الصلة بالتجارة عنصرًا مهمًا يؤثر في تطوير سلاسل الإمدادات العالمية للهيدروجين الأخضر.

ووفق تقرير صادر مؤخرًا عن منظمة التجارة العالمية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، يصل متوسط سعر التعريفة المطبقة على الهيدروجين بكل أنواعه؛ بما فيها الهيدروجين النظيف، إلى نحو 5.3% في معظم البلدان الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، ما يزيد على الأمونيا (4.4%) والميثانول (5%).

وبدءًا من ديسمبر/كانون الأول (2023)، أتاحت 38 دولة فقط تداول الهيدروجين النظيف دون رسوم، مقابل 47 دولة أتاحت هذا للأمونيا، و53 دولة للميثانول.

وفي هذا الصدد فإن دعم تدفق السلع والخدمات ذات الصلة بسلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر عبر نظام تداول منخفض التكلفة مهم جدًا لتحفيز نمو سوق متكاملة وموحدة عالميًا لهذا الوقود منخفض الكربون.

تكلفة إنتاج الهيدروجين

2- بيئة سياسة عالمية يمكن التنبؤ بها

بشأن وضع السياسات الوطنية، تمتلك قرابة 30 دولة فقط سياسات وطنية للهيدروجين منخفض الكربون.

وظهرت 44 من السياسات الوطنية ذات الصلة بالهيدروجين خلال المدة بين 2009 و2021، واتخذت شكل إجراءات تقنية ومالية مثل المنح والقروض والامتيازات الضريبية.

ومع نمو قطاع الهيدروجين الأخضر، استحدثت تلك الدول سياسات جديدة، بل حدّثت السياسات القائمة بالفعل، ومن المهم أن تكون تلك السياسات متوافقة مع اتفاقية العوائق الفنية أمام التجارة تي بي تي (TBT) واتفاقية الدعم والإجراءات التعويضية إس سي إم (SCM).

ومن شأن ذلك أن يساعد على تعزيز القدرة على التنبؤ والتماسك والشفافية وفقًا لأطر منظمة التجارة العالمية.

3- معايير الجودة المنسقة لتعزيز التجارة "الخضراء"

تُعد السياسات التي تؤثر في التجارة والمناخ -في آن واحد- مظهرًا مهمًا للإستراتيجيات التي تنتهجها الحكومات الوطنية.

وإلى جانب التعريفات؛ فإن الهيدروجين والسلع المصنعة باستعماله مادةً خامًا، مثل الأمونيا والحديد ومنتجات التكرير... إلخ، ربما تجذب الأنظمة الضريبية القائمة على محتواها من الكربون.

وتُعد آلية تعديل حدود الكربون للاتحاد الأوروبي، التي طُرحت مؤخرًا، مثالًا بارزًا في هذا الخصوص، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي عام 2026، ربما تخضع الأمونيا الخضراء أو الصلب المُنتَج من الهيدروجين الأخضر لضرائب منخفضة، مقارنة بالأنواع كثيفة الكربون من تلك السلع في الاتحاد الأوروبي.

وشهدت الولايات المتحدة الأميركية مؤخرًا تقديم 4 مشروعات قوانين إلى الكونغرس لمعالجة القضايا ذات الصلة بتطبيق رسوم على بعض السلع المستوردة التي تتجاوز كثافة الكربون فيها السلع نفسها المنتجَة في أميركا.

ومن الممكن أن تقترح الآلية التي طُرحت مؤخرًا لتحديد انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بإنتاج الهيدروجين ونقله آي إس أو/دي تي إس 19870 (ISO/DTS 19870) طرقًا لتحديد البصمة الكربونية التي تعزى إلى تصنيع الهيدروجين ونقله إلى مراكز الاستهلاك الخاصة به.

محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر - الصورة من worldwildlife

4- إعادة توجيه الدعم المخصص للوقود الأحفوري

لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، يحتاج العالم إلى 136 مليار دولار سنويًا في سلسلة قيمة الهيدروجين خلال المدة بين عامي 2023 و2050.

ويترقّب العالم فجوة استثمارية ضخمة بقيمة 790 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولسد تلك الفجوة وتسهيل التحول الأخضر، يمكن التخلص من الدعم الحالي الممنوح إلى الوقود كثيف الانبعاثات الكربونية مثل الديزل والكيروسين، مع مراعاة احتياجات المجتمعات الفقيرة.

ومن الممكن استعمال الوفورات الناتجة عن ذلك في تقليص، أو حتى إزالة، الحواجز ذات الصلة بالتجارة المفروضة على المنتجات والخدمات التي تدعم استعمال أسرع للطاقة النظيفة بهدف منح الفرصة لظهور بدائل ناشئة مثل الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

5- التعاون الدولي في المشتريات الحكومية

من الممكن أن يوفر نظام المشتريات الحكومي التقدمي والصديق للمناخ حافزًا لنشر الهيدروجين الأخضر والتقنيات ذات الصلة عبر خلق طلب يمكن التنبؤ به وتقليل عدم اليقين بشأن استهلاك هذا الوقود.

وفي هذا السياق يمكن استعمال اتفاقية المشتريات الحكومية جي بي إيه (GPA) التي أُبرمت برعاية منظمة التجارة العالمية، إلى جانب القواعد الأخرى ذات الصلة المعمول بها من قِبل المنظمة، مرجعًا لضمان أسواق مشتريات حكومية مفتوحة لدعم الأنظمة البيئية للهيدروجين الأخضر.

ولا يمكن هنا إغفال أهمية الشفافية والحوار والتعاون في تفادي التوترات التجارية، كما أن الدعم الممنوح لشروط تحول الطاقة محليًا يمكن أن يجذب التدفقات الاستثمارية في البنية التحتية والتقنيات الحساسة للمناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق