أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

صادرات النفط في البحر الأحمر تواجه أزمة.. وهكذا تنقذ السعودية أوروبا (تقرير)

أحمد بدر

تأثرت إمدادات النفط وصادراته في البحر الأحمر بالأحداث الجيوسياسية القائمة في المنطقة، لا سيما مع هجمات الحوثيين على السفن المتجهة من وإلى إسرائيل، والوجود الأميركي والبريطاني العسكري البحري للرد على هذه الهجمات.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هناك انخفاضًا في كميات الصادرات النفطية من جانب عدد من الدول، التي تأتي في مقدمتها صادرات العراق إلى أوروبا.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدمه الدكتور أنس الحجي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، التي جاءت بعنوان "آثار هجمات الحوثيين على السفن وردة الفعل الأميركية في أسواق النفط والطاقة".

وأشار إلى انخفاض صادرات المشتقات النفطية من الهند والصين إلى أوروبا، وكذلك انخفاض صادرات روسيا وقازاخستان إلى آسيا، من الاتجاه المعاكس في البحر الأحمر، موضحًا أن بعض المحللين وبعض وسائل الإعلام قالوا إن السبب في هذا الانخفاض هو الأحداث في البحر الأحمر.

النفط العراقي وإنقاذ السعودية لأوروبا

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنه بالنظر إلى البيانات نرى أن صادرات النفط العراقي إلى أوروبا قد انخفضت من 1.3 مليون برميل يوميًا، إلى نحو 650 ألف برميل، أي بمقدار النصف.

ويشير هذا النقص -وفق المحللين- إلى أن بغداد لا يمكنها التصدير عبر البحر الأحمر وتحمل ارتفاع التكاليف، وهو ما منع ذهاب هذا النفط إلى أوروبا، لافتًا إلى أن الحديث هنا عن الصادرات من المواني العراقية، وليس عن السفن الموجودة حاليًا في أماكن مختلفة.

وأضاف: "لو نظرنا إلى صادرات الولايات المتحدة، نجدها الآن الخاسر الأكبر، إذ إن صادرات النفط الأميركي إلى آسيا انخفضت من 3 ملايين برميل يوميًا إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، أي تراجعت بين 60 و65% بسبب الأحداث، أي أن هناك خسائر أميركية لما يحدث".

صادرات النفط الأميركي

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى انخفاض صادرات قازاخستان من كميات تصل إلى نحو 800 ألف برميل يوميًا إلى نحو 180 ألف برميل يوميًا، وهذه تأتي عبر المضايق التركية عبر قناة السويس، إذ تتجه جنوبًا، صوب دول آسيا.

وعن كيفية تعويض دول أوروبا نقص صادرات النفط إليها، قال الحجي إن أهم خبر تجاهلته وسائل الإعلام هو الزيادة الضخمة في صادرات المملكة العربية السعودية النفطية إلى الغرب، من 250 ألف برميل يوميًا إلى نحو 1.1 مليون برميل يوميًا تتجه إلى أوروبا، لتعويضها عن كل ما يحدث.

وأوضح أن السعودية تمكنت من زيادة الصادرات النفطية، بسبب وجود أنابيب من الشرق إلى الغرب، تنقل النفط، وكذلك بسبب وجود مصافٍ قرب مدينة "ينبع" تصدّر المنتجات النفطية، وهو قدر وترتيب إلهي، إذ إن هذه الأنابيب بنيت خلال الحرب العراقية الإيرانية لتفادي مضيق هرمز، ولكن فائدتها التاريخية جاءت بسبب مضيق باب المندب.

وتابع: "العجيب أن فائدة الأنابيب تأتي بسبب أزمات مضيق باب المندب التي لم تكن بالحسبان، إذ إنها تنقذ الآن أوروبا وأميركا، لأن الأخيرة ما زالت تعتمد على أنواع معينة من النفط بعضها يأتي من السعودية، وهي الأنواع المتوسطة الحامضة، في حين الأنواع الأثقل تأتي من دول الخليج".

وأردف: "ناقلات النفط السعودي ما زالت تعبر من مضيق باب المندب، ضمن الاتفاق السعودي مع الحوثيين، وبالتالي جرى تجنب مشكلات كبيرة بالنسبة إلى قطاع النفط السعودي، ولكن أؤكد موضوع تجاهل وسائل الإعلام لما يحصل في البحر الأحمر، ولدور السعودية في إنقاذ أوروبا في هذا الوقت".

ناقلة نفط سبق أن استولى عليها الحوثيون
ناقلة نفط سبق أن استولى عليها الحوثيون - الصورة من منصة Jewish News Syndicate

صادرات النفط في البحر الأحمر

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه بالحديث عن موضوع المنتجات النفطية، فهو أيضًا مهم، لأن من وراء أوكرانيا يضربون المنشآت الروسية، خاصة المصافي، وبالتالي هناك انخفاض في إنتاج البنزين والديزل والمكثفات والنافثا من روسيا.

وأوضح أن هذه المنتجات التي انخفض إنتاجها كانت تذهب إلى دول عديدة، منها دول آسيوية، ومنها ما يدخل أوروبا بطرق غير مباشرة، ومن ثم هناك حاجة إلى من يقوم بالتعويض، وهنا تأتي السعودية، وهو أمر تتجاهله وسائل الإعلام أيضًا.

صادرات النفط السعودي

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن هناك تغيرًا كبيرًا في اتجاهات التجارة الدولية، يصاحبه ارتفاع كبير في أسعار الشحن، وأهمية دور السعودية الآن -خاصة عند الحديث عن الصادرات من الغرب- أنها لا تمر بمضيق باب المندب، وبما أنها لا تمر في المضيق فإنها لا تخضع لكل تكاليف التأمين الإضافية، بالتالي، فإن صادرات النفط السعودي تكلفتها أقل.

وأضاف: "الأمر الآخر أن شركة (بحري) السعودية لديها أكبر أسطول لأكبر ناقلات النفط في العالم، ومن ثم فهي شركة محلية وليست دولية، وبالتالي يمكنها التحكم في أسعار الشحن، وهذا يخفض من تكاليف شحن صادرات النفط السعودي، أي أنه في ظل الظروف الحالية يعد النفط السعودي منافسًا بصورة كبيرة".

خسائر أميركا جراء الأحداث

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الولايات المتحدة تأثرت سلبًا بالأحداث الجارية في البحر الأحمر، لافتًا إلى أنها تعد المستفيد الأول على المديين المتوسط والطويل، ولكنها تخسر على المدى القصير.

وأوضح أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن خسائر الولايات المتحدة كبيرة جدًا، بسبب انخفاض صادرات النفط والغاز المسال إلى آسيا، وارتفاع تكاليفها، ومن ثم عند تحليل الأمور خلال المدة المقبلة يجب البحث في مصلحة أميركا مما يحدث الآن بعد الخسائر الكبيرة في قطاع النفط والغاز.

صادرات الغاز المسال الأميركية

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "من الآثار التي نراها الآن، وهذا السؤال يأتي باستمرار، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوقفت مشروعات كثيرة لتصدير الغاز المسال الأميركي، على الرغم من كون بلاده الأولى عالميًا في هذا المجال".

وأشار إلى أن القرار يواجه معارضة شديدة من الجمهوريين والديمقراطيين، لإجبار بايدن على التراجع عنه، ولكن من المستبعد أن يتراجع قبل الانتخابات الرئاسية، لذلك يجب النظر إلى موضوع الغاز المسال الأميركي من منطلق أن قطر ستصبح منافسًا قويًا في 2027، خاصة في أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق