التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

خطط تركيبات الطاقة الشمسية قد تضيف 3 تيراواط للقطاع بحلول 2032 (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • نمو التركيبات الشمسية في عام 2023 بنسبة 56% إلى 358 غيغاواط
  • توقعات بمتوسط نمو سنوي في حدود 4% خلال السنوات الـ10 المقبلة
  • الصين ستستحوذ على أكثر من نصف التركيبات العالمية حتى 2032
  • النمو في أوروبا سيظل مقيدًا بتحديات البنية التحتية وازدحام الشبكات
  • المستقبل لتركيبات الطاقة الشمسية الموزعة في أوروبا والصين

تترقب تركيبات الطاقة الشمسية العالمية طفرة قياسية غير مسبوقة في تاريخ القطاع خلال السنوات المقبلة، مدفوعة بخطط طموحة للحكومات والشركات على مستوى الانتشار والأحجام.

وتوقّع تقرير تحليلي حديث –اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- وصول قدرة التركيبات الشمسية الجديدة المحتمل بناؤها خلال السنوات الـ10 المقبلة وحتى عام 2032، إلى أكثر من 3 تيراواط/تيار مستمر على مستوى العالم.

ويزيد هذا التقدير بنسبة 5% عن توقعات نمو تركيبات الطاقة الشمسية السابقة الصادرة عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي للمدة من (2023- 2032)، بحسب أحدث تقرير ربع سنوي عن متابعة القطاع في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023.

ويرجع السبب في تحديث توقعات تركيبات الطاقة الشمسية عالميًا إلى توسّع التزامات إزالة الكربون والتحول إلى الكهرباء على مستوى الحكومات والشركات، إلى جانب خطط التوسع في المزادات وتفويضات الطاقة الشمسية على الأسطح.

كما ستؤدي التحسينات المستمرة في القدرة التنافسية لتكلفة الطاقة الشمسية مقابل مصادر التوليد الأخرى دورًا حيويًا في زيادة الانتشار العالمي للمشروعات الشمسية بأنواعها المختلفة المثبتة على الأسطح، أو الأكبر حجمًا على نطاق المرافق.

توقعات تركيبات الطاقة الشمسية حتى 2023

تتوقع شركة أبحاث وود ماكنزي زيادة تركيبات الطاقة الشمسية عالميًا بنسبة 56% إلى 358 غيغاواط في عام 2023، مقارنة بنحو 230 غيغاواط خلال عام 2022.

بينما يُتوقع أن تحافظ تركيبات الطاقة الشمسية على متوسط نمو سنوي في حدود 4% خلال السنوات الـ10 التالية من عام 2023 إلى 2032، مع موجات تأرجح خفيفة صعودًا وهبوطًا خلال هذه المدة.

تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة
تركيبات الطاقة الشمسية المثبتة على الأسطح - الصورة من the architects diary

استنادَا إلى ذلك، يتوقع تراجع نمو التركيبات الجديدة قليلًا إلى 353 غيغاواط في عام 2024، لتقفز بعدها إلى 371 غيغاواط في 2025، قبل أن تنخفض إلى 336 غيغاواط في عام 2026.

وفي عام 2027، ستزداد تركيبات الطاقة الشمسية مجددًا لتصل إلى 340 غيغاواط، ثم تزيد بعد ذلك إلى 351 غيغاواط، و359 غيغاواط، و371 غيغاواط خلال الأعوام الثلاثة التالية (2028-2029-2030).

أمّا خلال عامي 2031 و2032، فمن المتوقع عودة التركيبات للانخفاض مجددًا إلى 351 غيغاواط، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير وود ماكنزي.

توقعات المناطق.. الصين لا منافس لها

على مستوى المناطق، ستظل آسيا والمحيط الهادئ متصدّرةً قطاع الطاقة الشمسية بقيادة الصين التي ستستحوذ وحدها على أكثر من نصف التركيبات العالمية المحتملة خلال السنوات الـ10 المقبلة، ما سيحافظ على مكانتها بصفتها أكبر سوق للطاقة الشمسية في العالم دون منازع، وبفارق ضخم عن بقية المنافسين.

أمّا أوروبا، فستأتي في المركز الثاني عالميًا من حيث توقعات النمو الخاصة بتركيبات الطاقة الشمسية، بحصّة تتراوح بين 15% إلى 20% من إجمالي التركيبات المحتملة بحلول عام 2032.

بينما ستزداد قدرة الطاقة الشمسية في أميركا الشمالية تدريجيًا، لتصل إلى 15% بحلول عام 2032، مدفوعة بالحوافز الضريبية التاريخية المقررة في قانون خفض التضخم، والبالغة 370 مليار دولار لدعم مشروعات الطاقة المتجددة في البلاد، حتى 2030.

كما يُتوقع نمو قدرات أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا بدرجات متفاوتة تتراوح بين 3% إلى 5% على حسب المنطقة حتى عام 2032، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من تقرير وود ماكنزي.

مشكلة ازدحام الشبكات حول العالم

تمتلك أوروبا إمكانات هائلة للنمو أكثر من ذلك، إلّا أنها تواجه مشكلات اختناق أو ازدحام الشبكات بصورة حادّة، ما سيُضعف قدرتها على استيعاب ومواكبة التوسع السريع في القدرات الجديدة.

وظهرت مشكلة ازدحام الشبكة في عام 2023 بصورة حادّة في بعض البلدان الأوروبية المتسارعة نحو الطاقة المتجددة مثل إسبانيا وهولندا، مع تضخّم قوائم انتظار الربط البيني مع المشروعات الجديدة وطول مدة الاتصال إلى سنوات، بحسب الرصد الدوري الذي تتابعه وحدة أبحاث الطاقة لقطاع الكهرباء حول العالم.

ويطلَق "ازدحام أو اختناق الشبكة" على الحالة التي تكون فيها قدرة خطوط نقل الكهرباء عاجزة عن توصيل فائض الإمدادات، ما يضطر مشغّلي الشبكات المستقلين أو الحكوميين إلى فرض حالة تقليص الإنتاج على المنتجين للطاقة المتجددة، ما يهدد هوامش أرباحهم، ويهدر فرصًا أكيدة لتوليد الكهرباء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وامتدت ظاهرة اختناق الشبكة من أوروبا إلى الأميركيتين، وبعض أجزاء من آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا، إذ تصل الجداول الزمنية للاتصال بالشبكة إلى أكثر من 10 سنوات في بعض البلدان، بحسب تقرير وود ماكنزي.

ورغم ضخامة عدد المنازل والمباني والمصانع والمنشآت التي تخدمها شبكات الكهرباء في الصين، فإنها نجحت في خفض معدلات تقليص إنتاج الطاقة المتجددة إلى ما يتراوح بين 2%و4% عام 2022، مقارنة بمعدلات تقليص سابقة كانت تتجاوز 10% قبل عام 2020، ما أسهم في تحسّن اقتصادات المشروعات وحفز المطورين والمنتجين على التوسع لجني مزيد من الأرباح.

ويرجع ذلك بصورة أساسية إلى استثمارات ضخمة مبكرة خصصتها الصين لتطوير الشبكات وتوسعتها، وبلغت قيمتها 455 مليار دولار خلال المدة من 2021 إلى 2025، بزيادة 60% عن الإنفاق على الشبكات خلال العقد السابق، بحسب تقرير سابق لشركة وود ماكنزي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

على العكس من ذلك، تبدو أوروبا في حاجة إلى استثمارات ضخمة لتوسيع الشبكات تصل إلى 600 مليار يورو سنويًا، حتى تتمكن من تلبية متطلبات سيناريوهات الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بحسب تقديرات المفوضية الأوروبية.

توقعات الطاقة الشمسية الموزعة بالمناطق

تستحوذ تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة (المثبتة على الأسطح) على جانب كبير من التوقعات المستقبلية للقطاع خلال السنوات الـ10 المقبلة، لا سيما في أوروبا والصين.

وأسهم ارتفاع أسعار التجزئة المنزلية للكهرباء وانتشار عقود ملكية الطرف الثالث في نمو تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة على الأسطح السكنية والتجارية والصناعية في بعض الأسواق الأوروبية بصورة قياسية خلال المدة الأخيرة، خاصة في هولندا ورومانيا والسويد.

وزادت فواتير الكهرباء المنزلية في رومانيا بنسبة 60% خلال النصف الأول من عام 2033، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2022، بينما زادت الفواتير في هولندا بنسبة 950%، بحسب بيانات سعرية مقارنة رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير وود ماكنزي.

وأسهمت هذه الزيادة القياسية في أسعار الكهرباء إلى نمو أحجام التركيبات السكنية والتجارية والصناعية بصورة قياسية خلال الربع الثالث من عام 2023.

وتتوقع وود ماكنزي تضاعف القدرة التراكمية للطاقة الشمسية الموزّعة في أكبر 12 سوقًا أوروبية 3 مرات خلال العقد المقبل.

كما تتوقع تضاعف القدرة الشمسية التراكمية في منطقة جنوب أوروبا خاصة أكثر من 5 مرات بحلول عام 2032، لتصل إلى 215 غيغاواط/تيار مستمر، بقيادة إسبانيا وإيطاليا المتوقع بناؤهما 92 غيغاواط من القدرات الجديدة خلال السنوات الـ10 المقبلة.

وتشهد الصين هي الأخرى نموًا هائلًا في تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة على الأسطح السكنية والتجارية والصناعية، والتي تمثّل أكثر من نصف إجمالي القدرة المتوقع تركيبها خلال 2023.

يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة عالميًا خلال 6 سنوات وتوقعاتها حتى 2024:

تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة عالميًا

وتتميز الصين بقدرتها على توفير المكونات و الوحدات الشمسية بأسعار منخفضة عن العالم، ما يساعد في تحسين اقتصادات المشروعات الموزعة، ويحفّز أصحاب المنازل والمباني التجارية والصناعية على التوسع في التركيبات.

كما ساعد انتشار نماذج عقود ملكية الطرف الثالث في توسيع نطاق الطاقة الشمسية السكنية في أكبر الأسواق الآسيوية وانخفاض تكلفتها لقاعدة أوسع من المستهلكين، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق