أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

من هو الأب الروحي لمنظمة أوبك.. وما علاقة فنزويلا بتأسيسها؟ (صوت)

أحمد بدر

أسهمت فنزويلا في تأسيس منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، إذ أدى خوان بابلو بيريز ألفونسو دورًا مهمًا في تأسيس المنظمة الأقوى عالميًا الآن، بالتعاون مع الشيخ عبدالله الطريقي.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن بيريز ألفونسو كان أحد الشباب المتعلمين، الذين أسهموا في تأسيس أول حزب ديمقراطي في الحياة السياسية الفنزويلية، وتولى منصبًا في أول حكومة ديمقراطية بعد الانتخابات عام 1947.

وأوضح -في حلقة جديدة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، على منصة "إكس"، تحت عنوان "النفط بين العرب وأميركا اللاتينية"-، أن ألفونسو لم يكمل في الحياة السياسية، إذ سرعان ما حدث انقلاب جديد في فنزويلا أطاح بالحكومة عام 1948، ليُسحن، قبل إطلاق سراحه ونفيه إلى الولايات المتحدة.

وفي الولايات المتحدة، شهد ألفونسو بيريز قوة سكة حديد تكساس فأعجبه النظام وكيف قسّموا حصص الإنتاج، وكيف أن المنتج يُنتج بأقل من طاقته الإنتاجية، بجانب مراقبة هذا الإنتاج، الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار النفط وتقليل الهدر بوجه عام، وزيادة الكفاءة، لذلك درس وراقب، وخرج بفكرة أوبك.

كيف نشأت فكرة أوبك؟

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن فكرة أوبك قديمة جدًا، إذ إنها من أربعينيات القرن الماضي، لافتًا إلى أنه بعد سقوط الحكم العسكري في فنزويلا في عام 1958، وإجراء انتخابات جديدة جاءت برئيس هو "رومولو بيتانكور"، طلب الرئيس الجديد من بيريز ألفونسو أن يعود ليعمل وزيرًا للمناجم والهيدروكربون، وهو منصب يعني بالتعبير الحالي "وزيرًا للطاقة".

وأضاف: "عاد ألفونسو وزيرًا للطاقة، وفي هذا الوقت كان الطلاب الجدد الدارسون للطاقة قد عادوا من أميركا بعد تخرجهم، وهنا قالوا للوزير إن هناك شخصًا سعوديًا كان معهم يدرس، واسمه (عبدالله الطريقي)، وأصبحت هناك مراسلات بين ألفونسو والطريقي، قبل أن يلتقيا في هيوستن، ويتبادلا الآراء".

الأب الروحي لمنظمة أوبك خوان بابلو بيريز ألفونسو خلال عودته من المنفى لتولي منصب وزير المعادن والهيدروكربون
الأب الروحي لمنظمة أوبك خوان بابلو بيريز ألفونسو خلال عودته من المنفى لتولي منصب وزير المناجم والهيدروكربون - الصورة من منصة "واي باك"

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن اللقاءات تكررت فيما بعد بين ألفونسو والطريقي، وتطورت لتصبح علاقات عائلية، وهو ما ترك أثرًا كبيرًا في الشيخ عبدالله الطريقي، الذي تأثر بأفكار ألفونسو بصورة كبيرة.

ولفت إلى أنهما عندما خططا لأوبك في ذلك الوقت، لم تكن المنظمة بالشكل المعروف خلال العقود الماضية، إذ إن خططهما كانت مختلفة تمامًا عما يحدث، فكان الأثر الفنزويلي واضحًا تمامًا.

وتابع: "تأسست أوبك خلال سبتمبر/أيلول 1960 في بغداد، من 5 دول برئاسة فنزويلا والمملكة العربية السعودية، وانضمت إليهما كل من إيران والعراق والكويت، والغريب هنا أن كل المباحثات التي سبقت ذلك كانت في القاهرة وتحت إشراف الحكومة المصرية، ولكن الخلافات العراقية المصرية أدت إلى ولادة المنظمة في بغداد وليس في القاهرة".

ولكن، وفق الحجي، كان من المفترض أن تولد المنظمة في القاهرة، ومن ضمن الأشياء الواضحة تمامًا هنا، أن إعلان تأسيس أوبك حصل في تكساس خلال شهر مايو/أيار 1960، وليس في سبتمبر/أيلول، أي قبل 4 أشهر من الإعلان الرسمي.

وأردف: "حدث ذلك عندما التقى ألفونسو بيريز وعبدالله الطريقي، وذهبا إلى مؤتمر في مدينه تايلور بتكساس للمنتجين المستقلين، الذين استقبلوهم استقبال الأبطال، الذي دل على الارتباط بين مصالح المنظمة ومصالح المنتجين المستقلين في الولايات المتحدة، وعدم وجود عداء منذ البداية".

أول وزير نفط سعودي عبد الله الطريقي
صورة الشيخ عبدالله الطريقي كما ظهرت في النشرة الدعائية للمؤتمر في مايو 1960

الخلاف بين فنزويلا والدول العربية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن فنزويلا لها أثر واضح في الدول العربية عبر تاريخ تأسيس منظمة أوبك، ولكن لاحقًا حدثت مشكلات عديدة، أثرت في العلاقات، أهمها في منتصف التسعينيات عندما جاء إلى الحكم نظام يميني، نادى بفتح الأسواق وحرية الاستثمار.

وأضاف: "فتح النظام الجديد الاقتصاد الفنزويلي أمام الاستثمارات الأجنبية، وزاد إنتاج البلاد النفطي بصورة كبيرة، في وقت كان الطلب على النفط لا يتحمل هذه الزيادات، وبعض الروايات -المنقولة عن الوزير عبدالله النعيمي- أن الفنزويليين رفضوا تمامًا التعاون مع دول المنظمة".

وتابع: "بالنظر إلى التفاصيل ومعرفة بعض الأشخاص شخصيًا ذكرني هذا بالأسلوب نفسه الذي اتبعوه في عامي 1947 و1948 عندما أرسلوا الوفد إلى دول الخليج وإيران، فكانوا يتعاملون بالأسلوب العنصري نفسه، فكلهم بيض يعتزون بأوروبيتهم، أي أن الموضوع ليس فقط زيادة إنتاج بقدر ما كان عنجهية في التعامل".

أوبك

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن الرواية المنقولة عن الوزير النعيمي، أشارت إلى أن السعودية قررت زيادة الإنتاج -حينها- بصورة كبيرة، وأقنعت دول أوبك الأخرى بالزيادة، ووافقت فنزويلا بالطبع، ولكنها لم تدرك أن هذا سيؤدي إلى انهيار أسعار النفط، وبالطبع تعاظمت الفكرة والمشكلة، لأنها امتدت لأكثر من عامين.

وأرجع الحجي استمرار الأزمة إلى حدوث الأزمة المالية في آسيا في ذلك الوقت، ثم اعتدال فصل الشتاء في أوروبا وأميركا لعامين متتاليين، فكلما حاولت المملكة ودول المنظمة تخفيض الإنتاج لإنعاش السوق تأتي ضربة أخرى، فامتد التخفيض حتى نهاية الربع الأول، أو انخفاض الأسعار حتى نهاية الربع الأول من عام 1999.

شافيز ومادورو وأسعار النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن فنزويلا واجهت شبح انهيار أسعار النفط، خاصة بعد مجيء فكرة انفتاح الاقتصاد، وهو أمر حدث في بعض الدول العربية، إذ تأتي الاستثمارات الخارجية من وجهه نظر تنموية بحتة.

وتابع: "في الانتخابات التي جرت في عام 1998، كان المرشح هوغو شافيز، ونجح في هذه الانتخابات نتيجة زيادة فجوة الدخل من جهة، وانهيار أسعار النفط من جهة أخرى، والحكومة الموجودة لم تكن لديها إمكانات للإنفاق، فجاء شافيز للحكم، وهذا أيضا ترابط آخر بين فنزويلا ودول الخليج فيما يتعلق بانهيار الأسعار في ذلك الوقت".

ولفت إلى أن الاقتصاد الفنزويلي تدهور لاحقًا بصورة كبيرة، بسبب سياسات شافيز ثم مادورو الذي جاء بعده، خاصة بعد أن فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقوبات على فنزويلا، أثرت في الاقتصاد المنهار بالأساس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق