سلايدر الرئيسيةأسعار النفطرئيسيةنفط

إشارات من السعودية وروسيا ترفع أسعار النفط.. ماذا حدث في 24 ساعة؟

ياسر نصر

تلقت أسعار النفط خلال الساعات الـ24 الأخيرة دعمًا من السعودية وروسيا، بعد إشارات عن تحركات قادمة في إطار تحالف أوبك+ من شأنها دعم استقرار الأسواق ومواجهة المضاربين.

فقد أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول (2023)، أن أعضاء أوبك+ على استعداد لزيادة تخفيضات إنتاج النفط في الربع الأول من عام 2024، لمواجهة المضاربين وتقييد التقلبات في السوق العالمية.

وحسب تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، قال نوفاك، إن الخفض الطوعي (الجديد) في إنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول من عام 2024 يساعد العالم على اجتياز فترة انخفاض الطلب.

تأتي تصريحات المسؤول الروسي بعد نحو 24 ساعة من تأكيدات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن تخفيضات دول أوبك+ لإنتاج النفط يمكن أن تستمر بعد الربع الأول من العام المقبل (2024)، إذا لزم الأمر.

أسعار النفط الخام

بحلول الساعة 03:05 مساء بتوقيت غرينتش (06:05 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت -تسليم فبراير/شباط (2024)- بنحو 1.08% عند 78.87 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ جلسة 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال نوفاك، إن "الإجراءات التي اتخذها أوبك+ في الوقت المناسب، والتي بفضلها لن تدخل 2.2 مليون برميل إضافية يوميًا إلى السوق في الربع الأول من العام المقبل.. ستسمح بتخطي مدة انخفاض الطلب في الربع الأول من عام 2024"، حسب تصريحاته إلى وكالة تاس.

وأضاف "أنه إذا لم تكن الإجراءات الحالية كافية، فإن دول أوبك+ مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية للقضاء على المضاربة والتقلبات".

وكان وزير الطاقة السعودي قد أكد في تصريحات صحفية، أمس الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول، أن التخفيضات قد تستمر "بصورة مطلقة"، بعد مارس/آذار المقبل (2024)، إذ إن قرار خفض المعروض، المعلن خلال الأسبوع الماضي، بأكثر من مليوني برميل يوميًا ونصفها تقريبًا من السعودية، لن يتوقف إلا بعد النظر في ظروف السوق واستعمال "نهج تدريجي".

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "أعتقد بصدق أن الخفض البالغ 2.2 مليون برميل سيحدث، وأن هذه الكميات ستتغلب على عمليات بناء المخزون التي من المعتاد أن تحدث في الربع الأول من العام.. وهناك دلائل بالفعل على أن الطلب يتحسّن".

أسعار النفط

اتفاق أوبك+

تعهّد ألكسندر نوفاك بالتزام روسيا بالوفاء بتعهداتها بشأن الخفض الطوعي لإمدادات النفط والمشتقات النفطية في إطار اتفاق أوبك+ بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بداية من يناير/كانون الثاني 2024.

وقال: "تؤكد روسيا من جانبها بصفة كاملة الالتزام باتفاقيات التخفيض الطوعي الإضافي لصادرات النفط والمنتجات النفطية بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، بدءًا من يناير/كانون الثاني المقبل (300 ألف برميل يوميًا من النفط، و200 ألف برميل يوميًا من المشتقات النفطية)".

وأضاف: "سنبدأ التحرك نحو تحقيق هذا المؤشر من الهدف الحالي المتمثل في خفض الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا في وقت مبكر من ديسمبر/كانون الأول الجاري"، حسبما نقلت عنه وكالة تاس الروسية.

وأشار نائب رئيس الوزراء إلى مواصلة روسيا التفاعل مع المصادر المستقلة، من أجل التقييم الصحيح لوضع سوق النفط بعد التخفيضات الطوعية للإمدادات.

وقال نوفاك: "سنواصل العمل مع مصادر مستقلة، حتى يتمكنوا من تقييم حالة السوق بصورة صحيحة في ضوء القيود الطوعية".

سوق النفط

تؤكد التصريحات المتطابقة من وزير الطاقة السعودي والمسؤول الروسي التناغم والانسجام بين الرياض وموسكو فيما يتعلق بإدارة سوق النفط، خاصة أن ذلك يتزامن مع زيارة مرتقبة يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض غدًا الأربعاء، يلتقي خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبحث التعاون والشراكة ضمن تحالف أوبك+.

وتأتي التحركات السعودية والروسية أيضًا للرد على محاولات التشكيك في دور تخفيضات أوبك+ في دعم استقرار أسواق النفط، بعد أن أشار متداولون إلى أن ما لا يقلّ عن 1.3 مليون برميل يوميًا من التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، تأتي امتدادًا لتخفيضات طوعية طبّقتها الرياض موسكو خلال النصف الثاني من العام الجاري.

وكانت منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في إطار تحالف أوبك+، قد اتفقوا يوم الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني، على تخفيضات طوعية في الإنتاج بإجمالي 2.193 مليون برميل يوميًا للربع الأول من عام 2024.

تأتي خطوة أوبك+ تزامنًا مع تراجع نمو الطلب على النفط في الصين خلال النصف الأول من عام 2024 إلى 4%، مع تجدد الاستهلاك من قطاعي الطيران والبتروكيماويات يقابله ضعف استعمال الديزل بسبب أزمة العقارات المستمرة.

ويأتي تباطؤ نمو الطلب في أكبر مستورد للنفط في العالم، وسط توقعات غير مؤكدة للاقتصاد الصيني ومع عودة أنماط السفر إلى طبيعتها بعد انتعاش فترة ما بعد كورونا في وقت سابق من العام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق