المقالاتسلايدر الرئيسيةطاقة نوويةمقالات الطاقة النووية

هل يتوسع التعاون النووي بين تركيا واليونان؟ (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • إقصاء تركيا يثير التوترات والمخاوف بشأن استبعادها من التحالفات الحيوية في مجالي الأمن والطاقة
  • • التعاون في مجال الطاقة النووية بين اليونان وتركيا له العديد من الفوائد المحتملة
  • • هناك العديد من العقبات يعرقل التعاون في مجال الطاقة النووية
  • • قد توفر مبادرات الطاقة التعاونية ملتقى لحلّ النزاعات التاريخية وتعزيز الاستقرار في المنطقة

خلال زيارته إلى العاصمة أثينا، أعرب الرئيس رجب أردوغان عن حرصه على توسيع التعاون النووي بين تركيا واليونان، إذ اتفق مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، على وضع خطة تفصيلية لتحسين العلاقات بين البلدين.

وتشير التحولات الأخيرة في العلاقات بين اليونان وتركيا، وخصوصًا داخل منتدى غاز شرق المتوسط، إلى حدوث انفراج محتمل في العلاقات المتوترة تاريخيًا.

وتشير هذه التطورات الإيجابية، التي أكدتها اتفاقيات التعاون الموقّعة، إلى تحول محتمل في العلاقات بين البلدين، لا سيما في التعاون النووي بين تركيا واليونان، من الصراعات طويلة الأمد إلى العلاقات الحسنة والمصالح المشتركة.

تركيا ومنتدى غاز شرق المتوسط

يهدف منتدى غاز شرق المتوسط (إي إم جي إف)، الذي يضم اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر وإيطاليا والأردن وفلسطين، إلى تعزيز التعاون في قطاع الطاقة الإقليمي.

في المقابل، يثير إقصاء تركيا التوترات والمخاوف بشأن استبعادها من التحالفات الحيوية في مجالي الأمن والطاقة.

ويُعدّ منتدى غاز شرق المتوسط بمثابة منصة للدول المناوئة تاريخيًا لتسوية النزاعات وجني فوائد التعاون في مجال الطاقة، ما يؤثّر على الأمن الإقليمي، خصوصًا بسبب ارتباطه بخط أنابيب غاز شرق المتوسط. وينبع قصاء تركيا من المخاوف بشأن توسّعها في البحر الأبيض المتوسط والتداعيات المحتملة على اليونان وقبرص.

صراع الغاز في شرق المتوسط

ويثير غياب تركيا الحالي عن منتدى غاز شرق المتوسط جدلًا بشأن تأثيره في أمن المنطقة وموارد الطاقة، وتشير زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة إلى اليونان إلى الرغبة في زيادة التعاون، ما يزيد من التوقعات بأن تركيا قد تنضم إلى منتدى غاز شرق المتوسط.

لذلك، يجب على أنقرة معالجة القضايا الحاسمة مع اليونان وقبرص، مثل الحدود البحرية والنزاعات على الطاقة، لتسهيل هذه المشاركة.

وتعكس إشارة أردوغان إلى إمكان توفير الغاز لليونان من مركز مخطط له في منطقة تراقيا توسيع التعاون في مجال الطاقة بين تركيا واليونان، ما يمثّل فصلًا جديدًا في علاقاتهما.

بالإضافة إلى ذلك، تشير المناقشات بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية إلى الالتزام المتبادل بإنتاج الكهرباء المستدامة وتنويع مصادر الطاقة.

التعاون النووي المحتمل

بعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أثينا، حدثت تغيرات ملحوظة في علاقات الطاقة بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون النووي بين تركيا واليونان المحتمل.

ويسلّط اقتراح أردوغان بشأن مشروعات الطاقة النووية التعاونية الضوء على الالتزام المشترك بتنويع مصادر الطاقة وتوليد الكهرباء المستدام.

ويُعدّ الاقتراح بالسماح لليونان بالاستفادة من محطة الطاقة النووية المقترحة في مقاطعة سينوب بتركيا، جزءًا من جهد أكبر لتحسين التعاون النووي بين تركيا واليونان، ويتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لأمن الطاقة وتنويعها.

وينطوي التعاون النووي بين تركيا واليونان على العديد من الفوائد المحتملة:

أولًا، قد يعمل هذا الاتفاق على تعزيز أمن الطاقة في كل من البلدين، من خلال تقديم وسيلة لتقليل اعتمادهما على الوقود الأحفوري.

وقد تعمل المشروعات النووية المشتركة على تعزيز التوسع الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات، وتشجيع استحداث الوظائف، وتطوير القوى العاملة المدربة لصناعة الطاقة النووية.

ومن خلال المساعدة في التحول إلى مزيج طاقة أكثر استدامة، تدعم إدارة الطاقة النووية المسؤولة الجهود الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ على مستوى العالم.

عقبات تعرقل التعاون النووي بين تركيا واليونان

هناك العديد من العقبات تعرقل التعاون النووي بين تركيا واليونان، إذ يحتاج بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية إلى الالتزام الصارم بلوائح السلامة والأمن الدولية.

ويتمثل التحدي الآخر في القبول العام، الذي يدعو إلى حوار مفتوح وشامل لحلّ القضايا المتعلقة بإدارة النفايات والسلامة والتأثير البيئي.

ويجب اتّباع إطار تنظيمي قوي طوال مدة تشغيل المحطات النووية، بداية من مرحلة التطوير وحتى وقف التشغيل.

من ناحية ثانية، قد تتأثر الديناميكيات الإقليمية بالظروف الجيوسياسية، ما يستلزم التأني لضمان أن التعاون النووي يعزز الأمن والاستقرار.

وتبرز صورة معقّدة عندما يتمّ توسيع النطاق ليشمل التأثير المحتمل لمسألة التعاون النووي بين تركيا واليونان، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة الأخرى في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وتتميز المساعي المشتركة في مبادرات الطاقة النووية والغاز بالقدرة على التأثير المعمّق في ديناميكيات الطاقة داخل المنطقة.

توليد الكهرباء من الطاقة النووية

على صعيد آخر، قد تُحلّ نزاعات السيادة الجغرافية بين اليونان وقبرص وتركيا بسبب مشاركة تركيا في أسواق الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وقد ينتج عن هذا التعاون روابط إقليمية أفضل وإنشاء نظام طاقة أكثر استقرارًا وتعاونًا، ما يفتح آفاق الأعمال للاستثمار، وخلق فرص العمل، وتنمية المهارات.

وقد يكون لتوسيع علاقات الطاقة بين اليونان وتركيا تداعيات جيوسياسية تؤثّر في مواقف القوى العالمية الكبرى في شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا.

وقد توفر مبادرات الطاقة التعاونية ملتقى لحلّ النزاعات التاريخية، وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

على الرغم من ذلك، فإن المسائل العالقة بشأن المناطق الاقتصادية الخالصة والعداوات السابقة تمثّل عقبات قد تعوق نمو موارد الطاقة المتجددة والربط الكهربائي عبر الحدود داخل المنطقة.

التعاون في مجال الطاقة

في الختام، فإن التطورات الإيجابية الأخيرة في العلاقات بين تركيا واليونان، وخصوصًا فيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، تشير إلى نقطة تحول في البيئة الجيوسياسية لشرق البحر الأبيض المتوسط.

وقد يقلل التعاون النووي بين تركيا واليونان، بجانب مشروعات الغاز، من العداوات طويلة الأمد، ويغير ديناميكيات الطاقة في المنطقة.

ويُعدّ الحفاظ على الجهود الدبلوماسية، والالتزام بالاتفاقات الدولية، ومعالجة المشكلات العالقة، أمرًا بالغ الأهمية لنجاح مشروعات الطاقة التعاونية، إذ تستكشف تركيا وضعها ضمن معادلات الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وسيتحدد مستقبل تركيا في المنطقة من خلال قدرتها على التعامل مع الظروف الجيوسياسية الصعبة وطريقة تطور علاقتها مع اليونان.

* الدكتور أومود شوكري، الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الزميل الزائر الأول في جامعة جورج ميسون الأميركية، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

* هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق