رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

تمديد نشاط أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في أستراليا يوجه ضربة لتحول الطاقة

دينا قدري

من المتوقع أن يجري تمديد عمل أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في أستراليا لمدّة تصل إلى خمس سنوات، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويبدو أن حكومة حزب العمال في ولاية نيو ساوث ويلز مستعدة للموافقة على تمديد طويل الأمد لمحطة إيرارينغ بقدرة 2.88 غيغاواط، في حين قد يمثل ضربة كبيرة لتحول الطاقة النظيفة في أستراليا، وهدفها للطاقة المتجددة لعام 2030.

وتزايدت التكهنات في الأسابيع القليلة الماضية حول أن حكومة الولاية ستوافق على تمديد المحطة إلى ما بين 3 و5 سنوات بعد تاريخ الإغلاق المقترح في أغسطس/آب 2025، الذي أعلنته الشركة المالكة أوريجين إنرجي (Origin Energy) في وقتٍ مبكرٍ من عام 2022.

توقيت إغلاق أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم

تبدو حكومة ولاية نيو ساوث ويلز منقسمة بشأن توقيت إغلاق أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في أستراليا.

فمن ناحية، أصرّت وزيرة الطاقة بيني شارب على أنه لا ينبغي إبقاء إيرارينغ مفتوحة "ليوم واحد أكثر من المطلوب"، لكن رئيس الوزراء كريس مينز يريد أن تبقى المحطة مفتوحة لمدّة أطول.

ومن المقرر أن تجتمع لجنة مراجعة الإنفاق بالولاية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن توافق على المدفوعات الحكومية لشركة أوريجين إنرجي، لضمان بقاء محطة إيرارينغ مفتوحة، وفق ما نقلته صحيفة الغارديان، اليوم الثلاثاء (30 أبريل/نيسان 2024).

وتعقد هيئة الإنصاف والمصالحة اجتماعات متعددة قبل ميزانية الدولة المقبلة، وليس من الواضح ما إذا كانت خطة دعم محطة إيرارينغ ستُناقش.

وليس من الواضح -أيضًا- ما إذا كان سيجري تأجيل تاريخ الإغلاق الجديد إلى 2028 أو 2029 أو 2030.

ويعتمد ذلك على التكاليف والمفاوضات النهائية، ولكن أي تمديد يتجاوز إبقاء بضع وحدات مفتوحة لصيفين آخرين، كما كان متوقعًا في الأصل، سيكون بمثابة ضربة لصناعة الطاقة النظيفة.

وكان التحالف الفيدرالي يجادل بأن محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم يجب أن تظل مفتوحة، وأن تتوقف مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع، حتى تتمكن البلاد من الانتظار حتى يُمكن طرح المفاعلات النووية الصغيرة على نطاق تجاري، وهو أمر من غير المرجح أن يحدث حتى أوائل أربعينيات القرن الـ21، إن حدث، بحسب ما أفادت به منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).

محطة إيرارينغ في نيو ساوث ويلز
محطة إيرارينغ في نيو ساوث ويلز - الصورة من منصة "إيه بي سي"

أزمة محطة الكهرباء وتأثيرها في الصناعة

كانت أكبر مشكلات أوريجين إنرجي مع إيرارينغ هي الوصول إلى الفحم والتعامل مع رماد الفحم (المادة المتبقية بعد حرق الفحم لتوليد الكهرباء).

وقد حصلت على الموافقة في عام 2019 لتوسيع رماد الفحم وإجراء تغييرات عليه، لكن التكاليف كانت باهظة ولم تتخذ أي إجراء حتى الآن.

ومن خلال إعلان إغلاق محطة إيرارينغ، وعدم فعل أي شيء لبناء قدرة جديدة، فإن "أوريجين" تقف الآن على استعداد لتلقي مدفوعات ضخمة من دافعي الضرائب لتعويض تلك التكاليف.

ومن المرجح أن يكون التأثير محسوسًا في جميع أنحاء الصناعة، بما يرسل إشارة استثمار ضعيفة إلى مطوّري مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات الجديدة، لأنه يغيّر حسابات العرض والسوق الخاصة بهم خلال معظم ما تبقى من العقد.

وكانت أوريجين إنرجي قد أعلنت سلسلة من عمليات شراء مشروعات الطاقة المتجددة، مثل مزرعة الرياح يانكو دلتا 1.5 غيغاواط، ومشروعات البطاريات الجديدة في إيرارينغ نفسها ومورتليك، ولكن من غير المقرر أن يكتمل أي منها بحلول أغسطس/آب 2025.

ويشير بعض محللي الطاقة إلى أنه سيكون هناك ما يكفي من القدرات التي يبنيها آخرون لسد الفجوة، لكن رئيس الوزراء كريس مينز غير مستعد للمخاطرة بأي مشكلات تتعلق بالموثوقية أو ارتفاع أسعار الكهرباء بالجملة، لا سيما مع إجراء انتخابات جديدة في أوائل عام 2027.

تحركات محلية

مع ذلك، فإن التمديد المطول لمحطة إيرارينغ يُمكن أن يثير المزيد من الأسئلة حول هدف الحكومة الفيدرالية للطاقة المتجددة بنسبة 82% لعام 2030.

كما يُمكن أن يسبب مشكلات في التسعير لبرنامج الاستثمار في القدرات، نظرًا إلى أن أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في البلاد ستكون مفتوحة لمدّة أطول.

وقد أوضحت ولاية نيو ساوث ويلز أنها تتمنى لو كانت تمتلك محطة كهرباء إيرارينغ، وذلك فقط لأنه كان من الممكن اتخاذ قرار بسرعة بشأن أي تأخير.

فقد تدخلت ولاية أستراليا الغربية لوضع إحدى وحدات الفحم لديها في "الوضع الاحتياطي" لمدّة 6 أشهر إضافية، لضمان بناء قدرة بديلة كافية، ووعدت ولاية كوينزلاند بفعل الشيء نفسه مع المولدات المملوكة للدولة إذا لزم الأمر.

واضطرت ولاية فيكتوريا، التي لا تمتلك مولدات تعمل بالفحم، إلى إبرام صفقة سرية مع شركة إنرجي أستراليا (EnergyAustralia) بشأن توقيت إغلاق محطة الكهرباء في يالورن، الذي جرى تصويره على أنه إغلاق متسرع، ولكنه يهدف في الواقع إلى مدفوعات لضمان استمرار المحطة حتى تاريخ الإغلاق الجديد في 2028.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق