التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

احتجاز الكربون من الغلاف الجوي أساس لتحقيق أهداف المناخ في بريطانيا (تقرير)

هبة مصطفى

يعدّ التركيز على احتجاز الكربون من الغلاف الجوي ضرورة ملحّة بالنسبة للمملكة المتحدة، حتى تتمكن من تحقيق الحياد الكربوني وفق الإطار الزمني المستهدف.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة تقريرًا صادرًا عن منظمة بحثية تابعة لهيئة الابتكار في المملكة، استبعدت المنظمة إمكان تحقيق الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول عام 2050، دون توجيه الأنظار نحو تنقية الهواء من الكربون بوسائل عدّة.

ويمكن أن تؤدي عملية التنقية خدمة جليلة لصناعة الطيران، خاصة أن نشر الوقود المستدام بصورة كاملة في الصناعة يعدّ أمرًا صعبًا، إذ إنه في ظل مساعي خفض انبعاثات قطاع النقل غفلت المملكة عن خفض الانبعاثات التي تطلقها الطائرات.

وتشكّل الانبعاثات العالقة في الهواء صداعًا برأس حكومات الدول الصناعية الكبرى، خاصة أن الجزء الأكبر منها يعلق في الغلاف الجوي للأرض.

أنظمة تنقية الهواء

يتعين على المملكة المتحدة نشر أنظمة احتجاز الكربون من الغلاف الجوي، عبر شبكات ضخمة، إذ لم تعد المشروعات التجريبية التي تخوضها وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني كافية.

وتستهدف حكومة المملكة نشر تقنيات احتجاز الكربون التي يثبت نجاحها، وتحويلها -بدءًا من عام 2040- إلى تطبيقات صناعية على نطاق واسع.

وفي سبيل ذلك، أنفقت وزارة أمن الطاقة ما قُدِّر بنحو 100 مليون جنيهًا إسترلينيًا على هذه التجارب، لكن الجهد المبذول وحجم الإنفاق يبدو أنهما غير ملائمين بالقدر الكافي للتوصل بنجاح إلى تقنية يمكن الاعتماد عليها في تنقية الهواء.

(الجنيه الإسترليني = 1.25 دولارًا أميركيًا).

موقع لتخزين الكربون في باطن الأرض
موقع لتخزين الكربون في باطن الأرض - الصورة من The Independent

وترى منظمة إنرجي سيستمز كاتابولت (Energy Systems Catapult) أن إنشاء شبكة تجمع أنظمة تنقية ضخمة؛ بهدف احتجاز الكربون من الغلاف الجوي، يعدّ أفضل الخيارات المتاحة أمام المملكة، وفق ما نقله موقع ذا تيليغراف (The Telegraph).

وكشف تقرير صدر عن المنظمة أن أنظمة التنقية المتقرحة قد تكلّف المملكة استثمارات قدرها 30 مليار جنيهًا إسترلينيًا (37.6 مليار دولار أميركي)، لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، إذ يمكن لهذه الشبكات التخلص من 48 مليون طن سنويًا من الكربون.

مصادر الانبعاثات

على الصعيد العالمي، يبلغ حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 37 مليار طن سنويًا، يتحمل حرق الوقود الأحفوري (النفط، الغاز، الفحم) غالبيتها.

ويظل 60% من إجمالي هذه الانبعاثات عالقًا في الهواء والغلاف الجوي بتركيزات تصل إلى 0.04%، ويصعب التعامل معها، في حين تحتجز المحيطات الحصة المتبقية بنسبة 40%.

وواجهت حكومات الدول الصناعية الكبرى -ومن بينها المملكة المتحدة- مسؤولية التعامل مع الانبعاثات العالقة في الهواء، وهنا ظهرت أهمية أنظمة احتجاز الكربون من الغلاف الجوي بصورة مباشرة من الهواء.

وتقوم فكرة عمل شبكة التنقية في بريطانيا على التقاط ما يتراوح بين 38 و48 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وتخزينه في الحقول والمواقع المتقادمة للنفط والغاز، أسفل بحر الشمال أو البحر الأيرلندي.

ومن جانب آخر، تشكّل صناعة الطيران في المملكة مصدرًا لا يستهان به للانبعاثات الكربونية، وأورد تقرير المنظمة أن الطائرات المحلّقة في سماء المملكة ستهدّد أهدافها للحياد الكربوني.

وفي ظل صعوبة تحول الطائرات بالكامل من الوقود الأحفوري للوقود المستدام، أكد تقرير المنظمة الممولة حكوميًا أن احتجاز الكربون من الغلاف الجوي مباشرة يعدّ أفضل الخيارات المتاحة أمام صناعة الطيران في ظل انتقال الطاقة.

ويرصد الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز ملامح عملية احتجاز الكربون من الغلاف الجوي وعلاقته بالحياد الكربوني:

احتجاز الكربون من الغلاف الجوي

خيار أم ضرورة؟

باتت الخيارات لتحقيق الحياد الكربوني في بريطانيا محدودة؛ ما دفع لجنة تغير المناخ (CCC) -القائمة بدور استشاري للحكومة- لتأكيد أن احتجاز الكربون من الغلاف الجوي مباشرة إستراتيجية ضرورية، وليس مجرد مقترح.

وأبدى المتحدث باسم وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني تأييده لهذه التقنية، بوصفه إحدى الأدوات المساعدة في تحقيق أمن واستقلال الطاقة في المملكة.

وأوضح أن التقنية تعدّ مكتملة الأركان في المملكة، خاصة أن قدرات تخزين الكربون في البلاد تسجل تفوقًا عالميًا، إذ يمكن لمواقع بحر الشمال أن تتسع لنحو 78 مليار طن.

وبحسب المتحدث، تستثمر المملكة 20 مليار جنيهًا إسترلينيًا في تقنيات الاحتجاز والتخزين، مع مراعاة دعم الصناعة بنحو 50 ألف وظيفة عمل.

ومن بين هذه الاستثمارات، خصصت المملكة 100 مليون جنيهًا إسترلينيًا لأبحاث وابتكارات احتجاز الكربون من الغلاف الجوي بصورة مباشرة.

واقترحت المنظمة دعم تقنية احتجاز الكربون من الغلاف الجوي في المملكة، عبر نشر محطات للاحتجاز بطول الساحل الشرقي حى أبردين، تمهيدًا للتخزين أسفل بحر الشمال.

بدائل أخرى

تُقدَّر البصمة الكربونية للمملكة المتحدة بما يتراوح بين 750 و800 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، موزّعة مناصفةً بين انبعاثات الإنتاج المحلي والواردات.

ويُطرح على الساحة حاليًا أفكار أخرى، بخلاف تقنية الاحتجاز بصورة مباشرة من الغلاف الجوي، تهدف جميعها إلى خفض الانبعاثات وفق مستهدفات الحياد الكربوني في المملكة.

وأحد هذه الأفكار، تحويل الانبعاثات إلى معادن تختزن في باطن الأرض، عبر تفتيت صخور -لديها القدرة على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى معادن- ونثرها في الحقول والمواقع، مثل صخور "البازلت".

وهناك خيار آخر، بتحويل الكربون إلى مواد تُستعمل في عمليات البناء، عبر خلط الكربون المنتشر في الهواء بالمعادن، اعتمادًا على مصدر طاقة منخفض الكربون.

ورغم سهولة الفكرتين وتوافرهما، فإن هذه الخيارات تحتاج إلى مصادر كهرباء نظيفة للتشغيل (من الطاقة الشمسية أو النووية أو الرياح)، لتجنّب إطلاق انبعاثات بدلًا من احتجاز الكربون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق