التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

احتجاز وتخزين الكربون سلاح غير مكتمل في مواجهة تغير المناخ

بسبب قلة عدد المشروعات

حياة حسين

يرى عدد من العلماء أن احتجاز وتخزين الكربون أمر جوهري في مكافحة تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض، لكن إنتاجية مشروعات القطاع المتوقعة وقلة عددها لن تلبي إلّا نسبة قليلة من الاحتياجات، ما يجعله سلاحًا غير مكتمل في مواجهة الأزمة المناخية.

وأشار تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة إلى حاجة العالم لاحتجاز نحو 1 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، لوضع قدميه على مسار تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.

كما يؤدي تدشين مشروعات احتجاز وتخزين الكربون بهذا الحجم من القدرة الإنتاجية إلى الحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض حتى لا تتجاوز الزيادة 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

حجم الاحتياجات

تبلغ احتياجات العالم المطلوبة من عمليات احتجاز وتخزين الكربون 1 غيغاطن في 2030 لتحقيق الحياد الكربوني في منتصف القرن الحالي، وهي تزيد بمقدار 26 ضعف الكمية التي يجري التخلص منها سنويًا، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الأحد 7 أبريل/نيسان 2024.

كما تعادل تلك الكمية المطلوبة 3 أضعاف إنتاجية المشروعات الحالية، وتلك التي تحت الإنشاء والمقرر تشغيلها بحلول عام 2030، وتتضمن احتجاز وتخزين الكربون.

ويتعارض ذلك مع رؤية العديد من علماء المناخ البارزين، الذين أكدوا "أنه إذا أردنا تجنّب أكثر العوامل تأثيرًا في ظاهرة الاحترار العالمي، فيجب إزالة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء، كما قمنا ببثّها فيه من قبل".

ويرى هؤلاء العلماء أن إمدادات الطاقة المتجددة من الشمس ومزارع الرياح، والتي تحل تدريجيًا مكان الوقود الأحفوري، لن تلبي احتياجات خفض الكربون اللازمة لمكافحة تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني.

وعلّل العلماء ذلك بإصدار أنشطة مختلفة كميات هائلة من هذا الغاز، الذي يحتاج إلى مشروعات ضخمة لعمليات احتجاز وتخزين الكربون، مثل: صناعة الأسمنت والصلب.

غير أن هؤلاء العلماء يعتقدون أن عدد المشروعات الموجودة والمرتقب تشغيلها السنوات المقبلة بعيد جدًا عن المستهدفات المناخية، في حين يتضاءل الوقت المتاح لذلك.

احتجاز الكربون وتخزينه

كيف تعمل؟

تعمل تقنية احتجاز وتخزين الكربون بآلية التقاطه من العمليات الصناعية، أو بصورة مباشرة من الهواء، ويمكن استعماله بعدّة طرق، بما في ذلك الاستخلاص المعزز للنفط، أو التصنيع، أو إنتاج الوقود الاصطناعي، أو في البيوت الزجاجية لتعزيز نمو النباتات.

كما يُخَزَّن غاز ثاني أكسيد الكربون الذي لا يُمكن استعماله اقتصاديًا في أعماق الأرض بالتكوينات الجيولوجية، مثل خزانات النفط والغاز المستنفدة، أو طبقات المياه الجوفية المالحة، أو طبقات الفحم، حيث يُخزّن بشكل آمن لمنع انطلاقه في الغلاف الجوي، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وانتقد المدير التنفيذي لمركز إدارة الكربون في الطاقة بجامعة هيوستن، تشارلز ماكونيل، ونائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط في شركة ريسمان لتكنولوجيا الطاقة، أسامة أبازيد، احتجاز وتخزين الكربون، في مقال مشترك منشور الشهر الماضي، وعداه من وسائل الغسل الأخضر.

ويرى الكاتبان أن احتجاز الكربون يعمل على إدامة الاستثمار في الوقود الأحفوري على حساب تطوير الطاقة المتجددة.

ويواجه تنفيذ مشروعات احتجاز وتخزين الكربون العديد من التحديات المرتبطة بتمويل المشروعات، وبطء إصدار التصاريح، إضافة إلى البنية التحتية غير المتطورة، والسياسات غير المتكافئة وغير المؤكدة، والمخاوف المتزايدة المتعلقة بالسلامة والبيئة.

وبلغ عدد مشروعات التقاط الكربون وتخزينه قيد التطوير والبناء والتشغيل ذروته على الإطلاق، نهاية يوليو/تموز (2023)، إذ سجل 392 مشروعًا، مقابل 194 مشروعًا في العام الماضي (2022)، وفق تقرير صادر عن المعهد العالمي لالتقاط الكربون وتخزينه، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ونمت مشروعات احتجاز وتخزين الكربون بنسبة 44% في 2022، مقارنةً بـ 2021.

واحتلّت أميركا المركز الأول بين الدول المستضيفة لأهم وأكبر 10 مشروعات في 2023، بفضل قانون البنية التحتية والوظائف، الذي خصص ما يزيد على 12 مليار دولار لتعزيز تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، والأنشطة ذات الصلة، بينما رصدت المملكة المتحدة في موازنتها لعام 2023 ما قيمته 20 مليار جنيه إسترليني (25 مليار دولار أميركي) لدعم جهود نشر تلك التقنية النظيفة.

كما يتصدر مشروع احتجاز وتخزين الكربون "غو4 زيرو" (Go4Zero) في بلجيكا، قائمة أكبر المشروعات في 2023، وهو أول محطة أسمنت حيادية الكربون في بلجيكا.

وحلَّ ثانيًا مشروع واباش لعزل ثاني أكسيد الكربون (Wabash CO2 Sequestration) من مصنع لإنتاج الأمونيا في بلدة ويست تير هوت في ولاية إنديانا الأميركية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق