رئيسيةتقارير منوعةمنوعات

احتجاز الكربون وتخزينه يواجه عقبات.. ودور بارز لـ3 دول خليجية (تقرير)

دينا قدري

تُعدّ تقنية احتجاز الكربون وتخزينه إحدى الوسائل المطروحة ضمن مساعٍ حثيثة لتحقيق الأهداف المناخية، والحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتكمن أهمية احتجاز الكربون في إسهامه نحو الحدّ من الانبعاثات العالمية، بسبب قدرته على إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب التخفيف من انبعاثاتها، مثل الأسمنت والصلب.

إلّا أن مقالًا حديثًا -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أكد أن الإشارة إلى أن احتجاز الكربون وتخزينه هو بمثابة "الحل السحري" أمر مضلل، فهو ليس في متناول الجميع وفي كل مكان.

وأشار إلى قدرة قطاع الكهرباء على تعزيز أمن الطاقة، من خلال الحفاظ على مزيج متنوع من الطاقة يشمل توليد الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

مفهوم خاطئ عن تحول الطاقة

ذكر كاتبا المقال، المدير التنفيذي لمركز إدارة الكربون في الطاقة بجامعة هيوستن، تشارلز ماكونيل، ونائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط في شركة ريسمان لتكنولوجيا الطاقة، أسامة أبازيد، أن هناك مفهومًا خاطئًا شائعًا حول تحول الطاقة، وهو أنه يتعلق في المقام الأول باستبدال مصادر طاقة الوقود الأحفوري.

وأوضحا أن اعتماد الطاقة المتجددة أمر مهم، ولكن الأولوية في هذا التحول لا بد أن تكون للحدّ من انبعاثات الغازات المسبّبة للانحباس الحراري العالمي، وليس مجرد القضاء على مصادر الوقود.

إذ من المؤكد أن التكنولوجيا التحويلية ستكون مطلوبة لتحقيق الأهداف المناخية، لكن الطلب العالمي على الطاقة لا يمكن تلبيته عن طريق عملية "طرح"، وفق ما نشرته منصة "أرابيان غلف بيزنس إنسايت" (Arabian Gulf Business Insight).

في تقنية احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، يُلتقط ثاني أكسيد الكربون من العمليات الصناعية، أو مباشرة من الهواء.

ويُمكن استعماله بعدّة طرق، بما في ذلك الاستخلاص المعزز للنفط، أو التصنيع، أو إنتاج الوقود الاصطناعي، أو في البيوت الزجاجية لتعزيز نمو النباتات.

ويُحقن ثاني أكسيد الكربون الذي لا يُمكن استعماله اقتصاديًا في أعماق الأرض بالتكوينات الجيولوجية مثل خزانات النفط والغاز المستنفدة، أو طبقات المياه الجوفية المالحة، أو طبقات الفحم، حيث يُخزّن بشكل آمن لمنع انطلاقه في الغلاف الجوي.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- نسب استعمال تقنيات احتجاز الكربون عالميًا:

نسب استعمال تقنيات احتجاز الكربون في العالم

تحديات احتجاز الكربون وتخزينه

يصف المنتقدون تقنية احتجاز الكربون وتخزينه بأنها وسيلة للغسل الأخضر، وفق ما جاء في المقال الذي اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على تفاصيله.

ويرى هؤلاء المنتقدون أن احتجاز الكربون يعمل على إدامة الاستثمار في الوقود الأحفوري على حساب تطوير الطاقة المتجددة، بحسب ما أكده الكاتبان في مقالهما، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويواجه تنفيذ هذه التكنولوجيا العديد من التحديات المرتبطة بتمويل المشروعات، وبطء إصدار التصاريح، بالإضافة إلى البنية التحتية غير المتطورة، والسياسات غير المتكافئة وغير المؤكدة، والمخاوف المتزايدة المتعلقة بالسلامة والبيئة.

وفي الوقت الحاضر، يمثّل التوسع والتسويق تحديًا كبيرًا، مع وجود تدفقات إيرادات غير مؤكدة ومحدودية القدرة على الاستمرار على المدى القصير.

ووفقًا لمنتدى الطاقة الدولي، فإن الاستثمار في احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه يحتاج إلى النمو "بسرعة هائلة" لتحقيق الأهداف المناخية.

تشمل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه نظامًا كاملًا لإمدادات الطاقة يجب إزالة الكربون منه، ما يتطلب شبكات شاملة ونشرًا تجاريًا واسع النطاق عبر أسواق ومرافق متعددة.

وبدوره، يتطلب النشر التجاري الواسع مناهج متكاملة على مستوى العالم، بما يتجاوز الأبحاث المؤسسية التي تُجرى في المواقع الفردية على خلفية المنح الحكومية.

وقال كاتبا المقال: "يجب أن نسعى جاهدين لخلق قيمة تجارية على نطاق واسع وتوفير حل مستدام".

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في الخليج

في أبرز انعكاس لنشر مشروعات احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، استشهد كاتبا المقال بالتقدم الذي أحرزته كل من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.

إذ تمتلك هذه الدول انبعاثات عالية من ثاني أكسيد الكربون، ولكنها تتمتع -أيضًا- بإمكان الوصول إلى التكوينات الجيولوجية المثالية للتخزين.

وتمثّل 3 مشروعات لاحتجاز الكربون واستعماله وتخزينه في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ما يقرب من 10% من ثاني أكسيد الكربون المحتجز على مستوى العالم، مقارنةً بإجمالي احتجاز الكربون السنوي في أوروبا، الذي يمثّل 4% على مستوى العالم.

تهدف مدينة الجبيل الصناعية في السعودية إلى التقاط 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2027، ونحو 44 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035، وتعتزم شركة أرامكو السعودية (Aramco) وحدها التقاط 6 ملايين طن من هذه القدرة.

ويقوم مصنع سوائل الغاز الطبيعي التابع لشركة أرامكو في الحوية بجمع ومعالجة 45 مليون قدم مكعّبة قياسية من ثاني أكسيد الكربون، ونقله عبر خط أنابيب بطول 85 كيلومترًا، وحقنه في مكمن النفط بحقل العثمانية.

وفي عام 2016، أنجزت الإمارات مشروع الريادة، وهو أول مرفق تجاري لاحتجاز الكربون واستعماله وتخزينه في المنطقة؛ إذ يعمل المشروع على حقن الكربون المحتجز من شركة حديد الإمارات في حقول النفط البرية، بطاقة سنوية تصل إلى 800 ألف طن.

كما تدرس الإمارات التمعدن الدائم لثاني أكسيد الكربون داخل التكوينات الصخرية، مع أول بئر لحقن ثاني أكسيد الكربون في طبقة مياه جوفية مالحة من الكربونات.

واستحوذت منشأة رأس لفان، التابعة لشركة قطر للطاقة (QatarEnergy)، والتي افتُتحت في عام 2019، على 5 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون منذ ذلك الحين، وتخطط لتخزين ما يصل إلى 2.2 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وتشهد هذه المشروعات واسعة النطاق على التزام المنطقة القوي بتحقيق الأهداف المناخية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق