تقارير منوعةالتقاريرتقارير دوريةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه تشهد زخمًا في 45 دولة

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • طفرة هائلة في مشروعات احتجاز الكربون خلال الأعوام الـ3 الماضية
  • أكثر من 400 مشروع معلن في العالم حتى الربع الثاني من 2023
  • 41 مشروعًا فقط يعمل بصورة تجارية و65% في معالجة الغاز الطبيعي
  • 48 دولة تتبنى آلية احتجاز الكربون وتخزينه في خططها للحياد الكربوني
  • الابتكار ودخول لاعبين جدد شروط نمو سوق احتجاز الكربون

ما زالت مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله تشهد إعلانات متتالية في عديد من بلدان العالم، لكن التنفيذ ما زال ضعيفًا جدًا في سوق تجارية تبحث عن اكتمال ملامحها.

ورصد تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- أكثر من 400 مشروعًا معلنًا لالتقاط الكربون وتخزينه في أكثر من 45 دولة حول العالم خلال الأعوام الـ3 الماضية.

ورغم الزخم غير المسبوق في إعلانات مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا، فإن مستويات التنفيذ ما تزال ضعيفة جدًا؛ إذ تحتاج السوق إلى بناء أساسيات تجارية فاعلة حتى تشقّ طريقها في عالم مليء بالتحديات، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، الذي يستهدف تحليل سياسات ونماذج الأعمال في هذه السوق الناشئة.

تطور عدد المشروعات في 12 عامًا

تطور عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه من 221 مشروعًا عام 2021 إلى 294 مشروعًا عام 2022، ليقفز بعدها إلى ما فوق الـ400 مشروعًا حتى الربع الثاني من عام 2023.

ويشمل هذا الإحصاء، المشروعات العاملة، وتحت الإنشاء، وفي المراحل المتقدمة في التطوير، إلى جانب المشروعات المقترحة، بحسب تفاصيل منهجية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة.

ولم يشهد إعلان مشروعات الاحتجاز والتخزين طفرة سوى خلال السنوات الـ3 الأخيرة، إذ ظل عددها يتراوح بين 60 و80 مشروعًا خلال المدة من 2012 وحتى 2019، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من بيانات الوكالة.

وفي حالة تنفيذ المشروعات الـ400 المعلنة حتى الربع الثاني من 2023، فمن المتوقع قدرتها على احتجاز ما يقرب من 400 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030، أي ما يزيد 8 مرات على القدرة الحالية لاحتجاز الكربون في العالم، بحسب تقديرات الوكالة.

ولا يتعدى عدد مرافق احتجاز الكربون وتخزينه المشغّلة تجاريًا 41 مرفقًا حول العالم بقدرة احتجاز لا تزيد على 45 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون.

صناعة النفط والغاز القائدة تاريخيًا

رغم مساهمة السياسات الداعمة لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في نقل المشروعات المبكرة في المجال إلى مرحلة التشغيل، فإنها ركّزت على الاستعمالات منخفضة التكلفة مثل محطات معالجة الغاز الطبيعي.

وتشير تقديرات الوكالة إلى تركّز 65% من القدرة التشغيلية الحالية لمشروعات احتجاز الكربون العالمية في محطات معالجة الغاز الطبيعي، بوصفها واحدة من تطبيقات الاحتجاز الأقل تكلفة.

محطات معالجة للغاز الطبيعي
محطات معالجة للغاز الطبيعي - الصورة من EPCM

وتستحوذ مشروعات إنتاج الهيدروجين في مصانع الأسمدة والتكرير وتحويل الفحم إلى غاز على 25% من القدرة المشغّلة، يليها محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم بنسبة 5% فقط.

وتقود صناعة النفط والغاز مشروعات التقاط الكربون منذ أعوام طويلة بفضل خبراتها في التشغيل واسع النطاق ومعرفتها الجيولوجية المتراكمة لطبقات الأرض، إذ تتّسم المشروعات التي تشغّلها بنموذج أعمال كامل السلسلة، بداية من الاحتجاز وحتى النقل والتخزين.

ورغم قيادة صناعة النفط والغاز لمشروعات احتجاز الكربون مبكرًا، فإن تركيزها التاريخي كان منصبًا على استعمال ثاني أكسيد الكربون المحتجز لاستخراج المزيد من النفط، بحسب وكالة الطاقة الدولية التي تطالب بتحويل المسار إلى التخزين.

وتعتقد الوكالة أن هذا النوع من السياسات لن يكون كافيًا وحده لتوسيع نشر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عبر التطبيقات والاستعمالات الأخرى ذات التكاليف المتوسطة والمرتفعة.

احتجاز الكربون يتطلب دخول لاعبين جدد

تشجع وكالة الطاقة الدولية على ظهور نماذج أعمال منفصلة ذات سلاسل قيمة خاصة في احتجاز الكربون وتخزينه، إلى جانب صناعة النفط والغاز اللاعب الرئيس والمحوري حتى الآن.

وتعتقد الوكالة أن هذا النهج يمكنه أن يسهّل الوصول إلى الخبرة والبنية التحتية اللازمة لدعم إزالة الكربون، فضلًا عن تعزيز الابتكار وخفض التكاليف عبر سلسلة القيمة، إذ تحتاج مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه إلى الابتكار أكثر من أيّ قطاع آخر؛ لحداثة نشأتها ودورها المحوري في مسارات تحول الطاقة والحياد الكربوني للعالم.

ويعدّ احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله من الأدوات المهمة لخفض الانبعاثات العالمية بما يمثّل 8% من التخفيف التراكمي للانبعاثات في سيناريوهات الحياد الكربوني للوكالة الدولية بحلول عام 2050.

وتعتمد ثلاثة أرباع قدرة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في هذا السيناريو على تقنيات وتطبيقات ما تزال في مراحل تجريبية أو في مراحل النماذج الأولية؛ ما يشير إلى الحاجة الماسّة للابتكارات في هذا المجال.

وبدأت بعض نماذج الأعمال المنفصلة ذات سلاسل القيمة الجزئية في الظهور، عبر دخول لاعبين جدد إلى السوق، مثل شركات الكيماويات والهندسة، التي تسهم في توفير حلول الاحتجاز والبنية التحتية.

كما دخلت نماذج تقودها شركات شحن تعمل على توسيع محفظتها الاستثمارات، إضافة إلى نماذج شركات جديدة خصصت نشاطها حصرًا في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.

48 دولة تتبنى تقنية احتجاز الكربون

تنصح وكالة الطاقة الدولية الحكومات بدعم نشر النماذج الجديدة من الأعمال في مجال احتجاز الكربون والمساهمة في تجاوز التحديات التي يواجهها القطاع الخاص.

وتتبع الحكومات أساليب مختلفة لدعم مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، عبر حوافز التمويل واسعة النطاق، التي تشمل المنح والإعفاءات الضريبية أو الدعم المستهدف لمجموعة مختارة من المشروعات.

وقد أسهم هذان النوعان من السياسات في دعم مشروعات التقاط الكربون وتخزينه واسعة النطاق منذ أعوام؛ ما مكّنها من التحول إلى إطار التشغيل، لا سيما في الشركات المملوكة للدولة.

منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه
منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه - الصورة من Competitive Enterprise Institute

ويتبنى نصف الدول المعلنة لالتزامات الحياد الكربوني (48 دولة من أصل 93 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي) أداة احتجاز الكربون وتخزينه بوصفها إحدى الأدوات المساهمة في تحقيق هدف صافي الانبعاثات بحلول عام 2050 أو 2060 أو 2027 على حسب كل دولة.

ورغم ذلك، فإن 20 دولة -فقط- لديها سياسات للبحث والتطوير في المجال؛ ما يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين النية والعمل في كثير من دول العالم، بما في ذلك المعلنة لتبنّي هذه الآلية، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق